أخطار التضليل الإعلامي وتشويه الحقائق

✍ بقلم د. جمال شهاب المحسن*

هم يكنِزون الذهب والفضة ويكدّسون الأموال ويعملون بها لتغطية جرائمهم عبر التضليل الإعلامي وبث الشائعات ، وهذا هو الخط الذي بسير عليه بنو إسرائيل .. ولذلك خاطبهم ربُّ العِزّة
في كتابه الكريم بقوله : ﴿ وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ وَتَكۡتُمُواْ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ﴿٤٢﴾/ سورة اابقرة ، لأنهم يخادعون متوغلين في لعبة قلب الحقائق من النقيض الى النقيض .

إن معظم الكارتيلات الإعلامية في العالم هي بيد الصهاينة الذين يصرفون عليها الأموال الطائلة لتشويه الحقائق وتضليل الرأي العام … ومأ أكثرَ فبركاتهم ودعاياتهم الكاذبة التي يتطاير شررها وضررها الى بلادنا عبر واجهات وبيادق محلية .
أليستْ من الأخطار الكبرى على لبنان هذه الفوضى الإعلامية التي تعمل على تعميمها ونشرها بعض المحطات التلفزيونية المتنكِّرة والمنتهِكة لأبسط المعايير الإعلامية المهنية والأخلاقية والتي تغيّب المنطق والعلم في مقاربتها لكل القضايا ؟!!!!، فبعض المحطات التلفزيونية تدخل على خط الأزمات لتأجيجها أكثر فأكثر وإشعال نار الفتن الداخلية خدمةً للعدو الصهيوني الأميركي الواحد ؟! .

وتُضاف إلى ذلك أخطارُ بعض وسائل التواصل الإجتماعي وكثرةُ الشائعات التي تحاول تضليل الناس الذين هم في حالة الخوف والقلق على المصير والوجود حيث يتمُّ دسُّ السُّم في الدَّسَم …

وبعد كل الإستغلال للمطالب الشعبية المحقة والمشروعة التي ركب موجتها فاسدون وشذّاذُ آفاقٍ في السياسة والإقتصاد والإعلام ، ننطلقُ إلى ضرورة معرفة الطريقة التي يمكن من خلالها السيطرة على السلبيات .. فكل وسائل التواصل الاجتماعي والإتصال الجماهيري والإعلامي فيها إمكانياتٌ للهدم وإمكانياتٌ للبناء ، فهي سلاحٌ ذو حدّين …
المهم أن لا نكون أسرى السلبيات الموضوعة لإلهائنا عن قضايانا الإنسانية والاجتماعية والثقافية والروحية والوطنية ..

أنا مع تسليط الضوء على الفساد والفاسدين بشكل غير إنتقائي لإصلاح المؤسسات السياسية والدستورية والقضائية ولمصلحة الشعب اللبناني المقهور والموجوع وليس خدمةً لأهداف وأجندات مشبوهة ، مع العلم أن السيْل قد بلغ الزُّبى من جرّاء الحرب الاقتصادية القسرية وإجراءاتها الظالمة التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية مع حلفائها ضد البلدين الشقيقين سورية ولبنان والتي سيكسِران قيودها شاءَ مَن شاء وأبى مَن أبى ….

ويبقى علينا االتيقُّظ والإنتباه لجمعيات “الإحتلال المدني” التي تُدارُ وتُموَّلُ من الخارج وتستغلُّ معاناة الناس والتي ترتبط بشبكات إعلامية وغرف بالتوك سوداء معادية ..

*إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *