«ضـعـف الـعـدوّ»:* سـيـنـاريـو الـبـحـر يـتـكـرّر بـراً |

إسـرائـيـل تـعـرض الـغـجـر والـنـقـاط الـحـدوديـة مـقـابـل… خـيـمـة!*

🖇️ إبـراهـيـم الأمـيـن – الأخـبـار

في تطوّر لافت، أبلغ الوفد العسكري الإسرائيلي إلى الاجتماع الثلاثي في مقر قيادة اليونيفل، في الناقورة أمس، مندوب لبنان وقيادة اليونيفل استعداد العدو للسير في تحديد كامل الحدود البرية مع لبنان، وللانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر مقابل إزالة حزب الله الخيمتين اللتين نصبهما في منطقة مزارع شبعا.

وعلمت «الأخبار» أنه تمّ إطلاع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقيادتَي الجيش والمقاومة على العرض الإسرائيلي الذي جرت عمليات تدقيق في فحواه.

خصوصاً أن البعض فهم أن العدو مستعدّ لإخلاء المناطق الزراعية الخالية من السكان الواقعة في خراج بلدة الماري، لا المنطقة التي تضمّ منشآت لسكان القرية.

غير أن مصدراً قريباً من قيادة القوات الدولية في الناقورة أكّد أن الإسرائيليين يتحدّثون عن كل المنطقة اللبنانية المحتلة شمال بلدة الغجر.

وبحسب المعلومات، فإن المناقشات التي قالت قيادة القوات الدولية إنها ستتابعها في الأيام المقبلة، تستهدف وضع آلية لتنفيذ المقترح الإسرائيلي، على أن تتم مناقشته في اجتماع ثانٍ قريباً.

خصوصاً أن النقاش يتعلق بكل النقاط البرية بما فيها نقطة b1 في رأس الناقورة، والتي من شأن اعتمادها تحرير ما تبقّى محتلاً من المياه الإقليمية اللبنانية جنوب خط الطفافات.

وهو ما جرى تجاوزه خلال عملية تحديد الحدود البحرية قبل نحو عام.

وبعد نشر «الأخبار» مساء أمس خبراً مقتضباً عن العرض الإسرائيلي، انطلقت في كيان العدو حملة إعلامية وسياسية تنتقد حكومة بنيامين نتنياهو.

ما أثار انزعاج قادة جيش العدو وقيادة اليونيفل الذين افترضوا أن الأمر سيبقى سرياً، خصوصاً أن الجانب الإسرائيلي أشار إلى أن المناخ العام في إسرائيل سيكون معرقلاً لقرار بهذا الحجم.

متوقّعاً تعرّض الحكومة لحملة كبيرة على غرار ما حصل مع الحكومة السابقة لدى توقيعها اتفاق الترسيم البحري.

ومساء أمس، رُصد تفاعل إعلاميين ومراقبين في كيان الاحتلال مع الخبر، وأجمعت التعليقات على الهزْء بحكومة وجيش الاحتلال، واعتبار ما يحصل نصراً جديداً لحزب الله.

وقال أحد المعلّقين: «هذا خضوع مخجل من قبل حكومة اليمين»، فيما أشار آخر إلى أن «المعادلة مع حكومة اليسار كانت: أرض مقابل سلام، ومع حكومة اليمين هي: *أرض مقابل خيمة».*

*وعلّق ثالث* بأنه «للمرة الأولى في التاريخ يحصل أن تحتل جهة أرضاً بواسطة خيمة»، فيما اعتبر أحد المعلّقين أن «الأكيد أن نصرالله يضحك الآن بصوت مرتفع».

*مـا قـبـل الـخـضـوع*

وبمعزل عمّا ستؤول إليه المحادثات أو الخطوات حول الأمر، يأتي وصول قيادة الاحتلال إلى هذه الخلاصة إثر فشل كل محاولات الترهيب والتهديد السابقة.

وبعد التثبّت من عدم قدرة العدو على تحمّل تبعة شنّ عملية عسكرية ضد الخيمتين.

وكانت مجموعات من المقاومة الإسلامية، تقدّمت داخل الأراضي اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا، منتصف حزيران الماضي، ونصبت خيمتين، إحداهما جنوب خط الانسحاب والثانية شماله.

وأعلن العدو حينها أن حزب الله نصب خيمتين في منطقة تتبع لـ«السيادة الإسرائيلية»، وأبلغت تل أبيب قيادة قوات اليونيفل في الجنوب، وفرنسا، أن جيشها سيبادر إلى إزالة الخيمتين بالقوة ما لم يسارع الجميع إلى إقناع حزب الله بالتراجع.

وانطلقت حملة تهويل على المقاومة بمشاركة كل الأطراف التي لجأ العدو إليها، إلى حدّ ورود اتصال من مسؤول في الأمم المتحدة إلى قيادة الجيش اللبناني محذّراً بالقول:

«أمامكم عدة ساعات قبل أن يهاجم الجيش الإسرائيلي الخيمتين».

*وبعد اتصالات مع قيادة المقاومة كان الرد:* «فلينفّذ العدو تهديده، لكن عليه أن يستعد لرد فوري وقاسٍ.

وأُتبع الرد بكلام واضح عبّر عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شخصياً، وتكرّر في رسائل غير معلنة، وكان الأساس فيه أن المقاومة مستعدّة لخوض حرب واسعة إذا لزم الأمر.

العدو الذي فوجئ بالرد، عمل على «تمديد مهل الإنذار». وبعد تعرّض حكومة بنيامين نتنياهو لهجوم إعلامي وسياسي، ناقش جيش الاحتلال الخيارات، وكانت التوصية للحكومة بعدم السير في تهديدات تقود إلى حرب يريدها حزب الله الآن.

ووصل الأمر إلى حدّ ظهور قيادات عسكرية إسرائيلية بارزة تتحدث عن الخيمتين باعتبارهما لا تمثلان أي خطر على أمن إسرائيل.

فيما جعل الضغط الإعلامي والسياسي جيش الاحتلال موضع سخرية، حتى إن الموفد الأميركي عاموس هوكشتين أكّد خلال لقاءاته في بيروت، أخيراً، أن تل أبيب مهتمة جداً بإزالة الخيمتين، ومستعدّة لدفع ثمن مقابل ذلك.

*وعندما استوضحه البعض عن خلفية الأمر أجاب بصراحة:*

«الجيش الإسرائيلي بات مُهاناً في نظر الجمهور في إسرائيل وهو أمر لا يحصل عادة»!

الخيمتان تمثلان بالنسبة إلى العدو خطوة في سياق يقول جيش الاحتلال واستخباراته العسكرية وأجهزته الأمنية، إن حزب الله يريد من خلاله الدفع نحو مواجهة شاملة.

ويعتبر قادة العدو أن لدى الحزب «ثقة كبيرة بالنفس، وهو يلجأ إلى خطوات على الأرض تُظهِر ذلك».

ورغم أن قادة العدو كانوا يردّون برفع سقف التهديدات، لكنّ رسائلهم عبر القنوات الدبلوماسية كانت تقول صراحة بأنهم لا يريدون الحرب، لكنهم غير قادرين على تحمّل السياسة المتّبعة من حزب الله…

خصوصاً أن العدو يربط بين إستراتيجية المقاومة هذه، وما يجري داخل فلسطين المحتلة من تطوّر المواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال في الضفة الغربية.

شاهد أيضاً

السوسن العالمية تكرم دبج ومبيض على مسرح الرابطة الثقافية

رعى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى وضمن فعاليات طرابلس عاصمة الثقافة العربية لعام ٢٠٢٤ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *