أين المونة مابين الماضي والحاضر ؟؟

من صميم واقع الحياة للأسرة السورية واللبنانية والاخوة في تفاصيل الحياة المختلفة وهذا التشابه الكبير بالبيئة والبقعة الجغرافية والمناخية وبالعادات والتقاليد والاعراف .. وبإستعراض بسيط لتاريخ هذه الاسر التي تمثل نموذجا” فعالا” لمجتمع اقتصادي مصغر يعيش الاكتفاء الذاتي ويسعى للتماشي مع المواسم الزراعية والمشهود لها بطقوس المونة المرتبط بتقاليدنا وأعيادنا الشعبية التي تحمل مدلولات وأسماء نضوج الثمار وقطف المحاصيل ..كقطاف الزيتون بعد عيد الصليب ..أو جني محصول القمح بعد مطر أيار أو جمع التين بعد مطرة آب وغيرها من جماليات وأحداث مرتبطة بواقع جميل ..وهذا طبيعي ومشهود لبلاد تحمل مقومات الثراء والغنى بكل مافيها من طبيعة معطاءة وأراضٍ خصبة ومناخ معتدل ..
فالاسرة كانت ومازالت متمسكة بهذه الطقوس لما تحمله من بركة وخير وتوفير مادي للاسرة وتوفير لمواد الطبخ التي تضع ربة المنزل في حيرة دائمة ..وكما كانت القدوة في جداتنا وأمهاتنا ..فهناك وبالرغم من التطور والحداثة ووسائل التبريد والحفظ هناك سيدات مازلن يحتفظن بهذه العادات للمحافظة كما قلنا على بركة البيت ..لكن مع تضاعف ضغوطات الحصار الاقتصادي الذي نعاني والغلاء الفادح الذي جعل الاسعار كارثية غير متماشية مع ايراد الاسرة الشهري
-فالكميات التي كانت تخزن قبل ومنذ خمس سنوات اختلفت وتقلصت لعدم المقدرة بتوفير كافة مواد المونةومستلزماتها للاسباب السابقة متزامنة مع الانقطاع الدائم للكهرباء الضروري للثلاجات والمبردات لحفظ هذه الأطعمة .
-فالواقع بتحدياته المختلفة وهذا التسارع العالمي الحياتي أثر أثرا”بالغا” في تدابير الأسرة وعاداتها الموسمية وألغى هذا الموروث الجميل الذي كنا نتغنى به والذي ارتبط بتسميات متنوعة مع هذه الاسر وذاك الانهماك والانشغال لشهور بين أفراد الأسرة وتلك الضجة والصخب المحبب واللمة العائلية والمسؤولية الملقاة على عاتق كل فرد ..ونقله للأجيال القادمة نوعا” ما.
وبالرغم من ذلك هناك نسبة لابأس بها مازالت محتفظة ومثابرة على هذا التقليد السنوي في القرى والأرياف لتوافر المواد الغذائيةوبأسعار أقل من الأسواق ولتواجد عملية التبادل بين الأسر للمواد التي تنتج في أراضيهم ومزارعهم ..كإنتاج القمح والبصل والفاكهة والخضروات …وغيرها
..بالتأكيد نحن مواظبون بالتمسك بأعرافنا وتقاليدنا الخيرة ليبقى الخير عنوان حياتنا وبركة تواجدنا ..ونحث كل من يملك قطعة أرض مهما كانت مساحتها باستغلالها خير استغلال درءا” للحاجة وتفاديا” للفقر والشكوى والعوز ..
ومع تواجد تلك القروض والمشاريع التنموية الممولة لابد من تخطي الصعوبات والتعايش بقوة مع اي تحدي لبقائنا واستمراريتنا
بقلم✒ الدكتورة :
سلوى شعبان شعبان
باحثة في القضايا الاجتماعية والتربوية والتنموية

شاهد أيضاً

لبنان بين المِحِن ٠٠ والمحَن !!.

بقلم المهندس عدنان خليفة ٠٠٠ في جمهورية برلمانية أصبح فيها انتخاب الرئيس نوعاً من الترف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *