خادمُ النّاس ![١]

د. علي رفعت مهدي 

حين دخلَ عليَّ مع ملائكتِه الصِّغار ” مهدي وعباس ونرجس ” عائِدًا؛ مُطمئِنًّا _ وهو الذي عادني في المستشفى بعد خضوعي للعمليّة الأولى _ غمرتني فرحةٌ روحيَّة لا تستطيعُ كلُّ حروفِ اللغةِ المكتوبةِ والمرئيّة والمسموعة أن تعبِّرَ عن عظيمِ سرورها وسعادتِها بإطلالة قلبِ الإنسانيّةِ النّابضِ بصدقِ الحبِّ وطهارة القلب ورساليّة الإيمان ومحبّة الإنسان والإخوان … وأدركتُ أنَّ القيم التي غرسها والدُهُ الراحل الحاج السيّد حسين الموسوي قد آتت أكلها في رحابِ الحياة وميادينها بالعلم والورع والصّبر والإيمان وخدمة الناس التي هي قمّة العبادة … شأنُ خدمة أخي قرة عيني الحاج السيّد أحمد حسين الموسوي للنّاسِ كلّ النّاس …

السيد الحاج احمد الموسوي وأولاده مهدي وعباس ونرجس

فالسيّد الحاج احمد حسين هو واحدٌ من المصاديق النبيلة للأبناء المنتمين إلى الشجرِ الطيّب كلمةً وسلوكًا وقولًا وفعلًا في القرآنِ الكريم : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } … فهو السّاعي والدّال إلى الخير ؛ الفاعل لهُ في السرِّ والعَلن مستهدَيًا وعدَ اللهِ تعالى له ولأمثالِهِ من الرساليّين الصّادقين : {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بالليل وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُم عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } … هذا الوعدُ الإلهيّ الذي لا خوف عليه فيه ولا حزن ولا مَنٌّ ولا أذًى بأدائهِ لاسيَّما في خدمةِ الأيتام الذين حرمتهم ظروف الحياة سندَ الأبوّة وعطفَ الأمومة ؛ فكانَ السيّد الحاج أحمد والذي أعرفُه حقّ المعرفة منذُ تلقّيه العِلمَ في رحابِ مؤسسات السيد الأستاذ المرجع المجدِّد محمَّد حسين فضل الله وحتى لحظة حديثي حول رساليته ومناقبيته وإيمانه وطهارته والتزامه بما أمر الله وما نهى عنه ساعيًا في مرضاةِ اللهِ العظيم { الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَآ أَنْفَقُواْ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } …
أخي الحبيب:
دمتَ متدبِّرًا من متدبِّري وصيّة إمامِ الساجدين الزاهدين العابدين المعطين في جوفِ الليل عليّ بن الحسين[ع] في رسالة الحقوق:” وَأمَّا حَقُّ أَبيكَ فَتَعْلــمَ أنَّهُ أَصْلُكَ، وَأنَّكَ فَرْعُــــــهُ، وَأَنَّكَ لَوْلاهُ لَمْ تَكُنْ. فَمَهْمَـا رَأيْتَ فِي نفْسِكَ مِمَّا يُعْجِبُكَ فَاعْلَمْ أَنَّ أَبَاكَ أَصْلُ النِّعْمَةِ عَلَيْكَ فِيهِ وَاحْمَد اللَّهَ وَاشْكُرْهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ وَلا قُوَّةَ إلاّ باللهِ ” …
علينا أن نشكرَ الله يا أخي الحبيب أنْ مَنَّ علينا بالإنتسابِ إلى هذه الأصول الطاهرة من آبائنا الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا وبذلوا وضحّوا في سبيل الله ومضَوا إلى عوالم الملكوت والقداسة راضينَ مرضيّين ؛ راجعين إليه أنفسًا مطمئِنة قد أدّت ما عليها ؛ وبقيَ ما علينا …
حفظكم الله ورعاكم أيّها العزيز ؛ والبسكم لباس التقوى والرشاد والخير والصحة والعافية والعمر المديد … وهدانا جميعًا لِما لهُ في أفعالنا وأعمالنا الرِّضى ولأنفسنا الصّلاح …
فاللهُ حسبنا ونِعمَ الوكيل …
محبّتي ودُعَائي!

الأربعاء ١٣ أيلول ٢٠٢٣م ..

[١] السيّد أحمد حسين الموسوي
المدير العام لشركة MOST GROUP _ BEIRUT.

شاهد أيضاً

السوسن العالمية تكرم دبج ومبيض على مسرح الرابطة الثقافية

رعى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى وضمن فعاليات طرابلس عاصمة الثقافة العربية لعام ٢٠٢٤ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *