التوازن بين العقل والدين ٠٠٠

بقلم المهندس عدنان خليفة ٠٠ لبنان ٠٠٠

وتلقائياً يأخذنا العنوان إلى مدرسة الإمام علي حيث مع العقل يكفي الإنسان أن يكون عاقلاً وليس المطلوب منه أن يكون فيلسوفاً ٠٠ ومع الدين يكفي الفرد أن يكون إنساناً وبني آدم وليس مطلوباً منه أن يكون النبي آدم !!.
وكما قال الفيلسوف أبو العلاء المعري ٠٠ بإسلوبه الشعري ٠٠ وكأنه تنبأ بواقعنا المهري ٠٠ والذي أصبح أصعب من مرض الجدري :
اثنان هما أهل الأرض ٠٠ ذو عقلٍ بلا دين ٠٠ وذو دين بلا عقل !!..
واليوم يتصارعان ٠٠ غربٌ هوليودي سلاحه العلوم والصوت والصورة والإغراء ٠٠ وشرقٌ كذلك هوليودي حكواتي شعراً وسيفاً وسلاحه تقديس القافية والقافلة والألِف باء !!..
وتتجدد حرب داحس والغبراء ٠٠
و يزداد تعصب داعش والغرباء !!..
ومنذ البدايات كانت الخدع في الروايات ٠٠ واللغو باللغة بين ماضٍ من الزمان وآت !!.
واختلطت القصيدة بالعقيدة ٠٠ وبالآهات !!.
وتعمقت المهاترات و المناظرات اللغوية ٠٠٠
أين منها بدعة وخدعة المسألة الزنبورية ٠٠٠
أي ما كان بين سيبوية ( تلميذ الفراهيدي وزعيم المدرسة البصرية ) والكسائي ( زعيم المدرسة اللغوية الكوفية ) أيام هارون الرشيد ٠٠٠
وما زال الكثير هنا وهناك يذهب الى هكذا خدع وتذاكي لتكون إسلوب محاججة بين العلوم والدين أو بين الشرق والغرب ؟!!.
وفي تفاصيل السؤال الكسائي( المفخخ ) في مناظرة التحدي مع سيبوية : ( كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي أو إياها ؟!!) ٠٠ ومؤامرة هزيمة سيبوية وقتها الذي قال “هي ” وأصرت لجنة التحكيم المدبّرة على “إياها ” ٠٠ وهذا ما تسبب بإعتزال سيبويه الثلاثيني والعودة الى دياره في بلاد فارس والموت بعد أيام كمداً وقهراً بسبب هذة الخدعة ضده عند التحكيم !!.
ليوضح جهابذة اللغة لاحقاً : انه يجب الرفع كخبر بعد المبتدأ ( أي هي ) كما قالها سيبوية و كما وردت في القرءان “فإذا هي بيضاءُ للناظرين” ٠٠٠
وأفتى أحدهم لاحقاً انه كذلك يجوز النصب بعد إذا الفجائية بمعنى وجدتها ( فتصح إياها ) ٠٠
وهكذا أجاز العرب النصب على استحياء ٠٠
واستمر النصب واللعب على اللغة والخدعة والقافية والترقيع والتلميع إلى اليوم ٠٠
ودون حياء !!..
ونعود لنختم مع قول للإمام علي عند سؤاله عن أطيب شيء وأخبث شيء عند الإنسان حيث كان جوابه نفسه ( أي هو وإياه !! ) :
إنه القلب واللسان ٠٠
وعند سؤالة كيف؟ !!. أجاب :
ليس أطيب منهما إذا طابا ٠٠
ولا أخبث منهما إذا خبثا ٠٠٠
لذلك يبقى الحُكم لله ٠٠ بالعقل ٠٠٠٠

بقلم المهندس عدنان خليفة ٠٠ لبنان ٠٠٠
مجلة كواليس ٠٠ 11 – 9 – 2023