الأعداء الأخوة…

غسان الشامي

في كل بلدان المشرق التي ضربها التصحّر الفكري ، توصف النزاعات والصراعات فيها بأنها “صراعات الأخوة”.
في العراق يتصارع الأخوة فيما بينهم، وفي سورية ولبنان، وضمن لبنان صراع الأخوة الفلسطينيين وفي فلسطين أخوة يتصارعون..والأردن صراع أخوة أردنية- فلسطينية مستتر.
ما هذه الأخوّة المتعادية، ومن هما الأب والأم اللذان أنجبا وربيّا هكذا أبناء/أعداء؟!.
أهل هذه البلاد هم نسخة عن” الإخوة كرامازوف”، في قصة ديستوفسكي، أب لا يحب أبناءه الأربعة وهم لا يحبون بعضهم، والتي صنع منها الأمريكان فيلماً ويعملون على تأبيد العداوات، ونسخ عنها المخرج المصري عماد الدين مصطفى فيلمه ” الأخوة الأعداء”.
أما رواية اليوناني الكبير نيكوس كازانتزاكيس “الأخوة الأعداء ” فتتحدث عن فتنة في قرية كاستللوس اليونانية خلال الحرب الأهلية في أواخر الأربعينات من القرن الماضي، وهي نموذج عن الفتن في مشرقنا.
إننا ننجب العداوة مع الولادة في بلادنا الموبوءة بالطائفية والعشائرية والعائلية والتحزبية الضيقة ويمضي الأخوة حيواتهم في الاحتراب والحقد والعداوة..وهيك.
ورغم كل هذا ..يسعد مساكم.

شاهد أيضاً

أتى القرار لأنضمام السنيورة بعد عودة بهاء

بقلم الكاتب نضال عيسى لم تأتي من باب المصادفة تصريحات فؤاد السنيورة العلنية بشأن المقاومة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *