ثلاثة أسابيع من الصراخ .. فما سقط النظام و لا هبت المحافظات

كتب الأستاذ يوسف ركاب

ثم ماذا بعد ؟ نقف يوميا في ساحة ال .. ونهتف باسقاط النظام ونعمل على تعطيل بعض مظاهر الحياة في المدينة !
ثلاثة أسابيع من الصراخ .. فما سقط النظام و لا هبت المحافظات التي كان من المتوقع أن تقتفي
اثرنا.. ولم يتحرك الغرب ( نصير الديمقراطية والداعم الأساسي لنصرة الشعوب المظلومة ) ..
وحتى الأردن لم يفتح الممر الإنساني شريان الإنفصال !

اذا ماذا بعد ؟ وهل سنستمر في تحركنا؟ وإلى متى ؟ وما النتيجة ؟ ماذا نفعل ؟ وقد رُفِع عنا الغطاء الديني .. فأصبحنا عراة مكشوفين . ..
وكيف نواصل ولم نستطع استقطاب الشارع !
وحتى البعض ممن استطعنا خداعهم في البداية بشعاراتنا المطلبية المعيشية ، قد انفضوا عنا ..
وفوق كل ذلك ، ولسوء الطالع ، فإن الحركة الانفصالية التي كنا نعقد عليها الأمل في شرق الفرات بدأت تحتضر ولا ينقصها سوى ورقة نعوة
وتحديد موعد الدفن .. مما أضاف إحباط ويأس ساهم في وأد مشروعنا .. تلك كانت تساؤلات يطرحها ( الأدوات المنتفضون في ساحة “الكرامة” على مشغليهم )
وهذا ما استدعى خروج (وكيل فرنسا) ليصرح أننا شكلنا هيئة مدنية سياسية مستقلة تدير شؤون المحافظة ! يعني خلص نحنا رايحين عالاستقلال !
ونحن هنا لا نُكَّذِب هذا التصريح ولا نناقش ماهية الهيئة .. وما هو مستواها و ما حجمها… الخ … بل ما لفت نظرنا ان الدول الراعية لمشروع تخريب سورية . . قد اختلفت على ( الصيدة ) مجددا ..

وعليه فقد اضطر ( وكيل واشنطن ) لتأنيب المذكور .. لانه يريد الاستحواذ على المنتفضين لصالح مشغليه الفرنسيين مما أثار حفيظة المشغلين الأمريكي والقطري. كذلك وبخ وكيل واشنطن أولئك المنتفضين الذين يرفعون لافتات كُتب عليها ( لا للانفصال ) واصفا إياهم بالاغبياء بوصفهم مندسين تابعين للنظام .. لان سورية وبحسب وكيل واشنطن الآن مقسمة و ( نحن ) نعمل على توحيدها .. ! و هنا يبدو واضحا حجم استغباء الوكيل لمريديه أو ربما غباؤه هو ومن يشغله .ثم يختم حديثه “بأمنية” تشبه الحلم وهي ان يتم تشكيل هيئات سياسية مدنية في المحافظات لا تلبث هذه الهيئات ان تتوحد .. ثم يغرق الحالم في التفاصيل التي هي مزيج من التخبط والإحباط والفشل ..

بدورنا نتوجه للمشغلين وليس للادوات بالنصح
أن كُفّو عن مسعاكم الفاشل ..

لقد اخطأتم المكان .. والدليل أنكم فشلتم في جمع جمهور و تحريك الشارع .. و حتى الشيخ الذي راهنتم عليه ولا زلتم .. لم يناصركم وهو الذي صرح ان ( دارنا مفتوحة للجميع.. من اراد ان يتصور معنا لا نمنعه.. ومن يدلي بكلام سيء ، فهو مسؤول عنه و نحن لا نتبناه ) !

واخطأتم الزمان .. وفشلتم في استجرار الجيش والقوى الأمنية إلى مواجهة أو حتى مجرد تصعيد.. ففقدتم فرصة اهراق نقطة دم واتهام الدولة .. واذا حصل ذلك فإن أصابع الاتهام موجهة ضدكم لانكم وحدكم أصحاب المصلحة حيث التزم أفراد الجيش والأمن مواقعهم و امتنعوا عن الرد على الاستفزازات القذرة .. ليس خوفا منكم بل إدراكا لحجم المخطط .. و منعا لمنحكم فرصة تحقيقه ..

وفشلتم في إثارة الغرائز ..فظلت الطائفة ببنيتها الأساسية في السويداء و الجولان وجبل الشيخ وريف دمشق أمينة لمبادئها وفية لعهدها لوطنها
.. وهذا ليس بغريب عليها وهي التي كانت ولاتزال عبر تاريخها .. تقاتل كل غازي وترفض الخنوع لمستعمر ..
ختاما نحذر السويداء القلب من الغرباء المرتزقة الذين دخلوا بلبوس ” الفزعة ” . . ابحثوا عنهم واطردوهم لأنهم جزء من مخطط اغتيال السويداء .. وذلك قبل أن يسبق السيف العذل ..
*ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ*

شاهد أيضاً

(التأنّي من طبع الحقيقة)

ـ شوقي مسلماني. المسألةُ، وبأبسط تعريف، هي مسألةُ بيضِ دجاج، نحصل على صيصان بالتفقيس الطبيعي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *