اهواه

بقلم
محمود زعيتر .. العراق

أهـــواه لكنَّنِي فـــــي حـبـِّـه تَـعِـبُ
كالشمس فــي طبعه ينأى ويقتربُ

الـقـى لــهُ حـائـلاً فــي كُــلِّ مُقتَرَبٍ
حُجْبٌ لهذا الهوى من دونها حُجُبُ

مــا ذنـبـهـا مهجتي ذابــت لفرقته
بالله ما ذنبها قـل لـي ومــا السببُ

روحي كنبت الغضى ما فيه مَنفعةٌ
إلا لِـفـأسِ الـنَّـوى والقلبُ مُحتَطَبُ

تسامـرت أحرفي فــي ليل غربتها
والنفس مسـتـاءةٌ والـنـوم مُستلبُ

يـا غربة اينعت في نفس صاحبها
والصـب فــي قومه لا شك مغترب

كم بت اصبو لهم والشوق اتلفني
من ذا يراعي فتا في نفسه سَغَبُ

لحن الفراق أسى والروح تعزفه
والعين تشدو له دمعا به طرب

القلب من جَورِهِم قد بات يُقلقني
والنفس من فعلهم تشكو وتحتسب

قد كان شوقي لهم كالبحر مشبهةً
والان من غدرهم قد مسه النضبُ

عشـقـي لمثلهموا لا شــك مفخرةٌ
والقرب من مثلنا يعلو به الحسبُ

بـانـوا لاشـبـاهـهـم والطـير امثلةٌ
تـدنـو لأشكـالـهـا حـتـمـا وتقترب

يـال الـقـلوب الـتـي بانت حقيقتها
والزور فـي قولها والحق مُجْتَنَبُ

يـال النفوس الـتـي باتـت مخربة
من خُـرِّبَتْ نفسه في أصله خَرِبُ

حسبي الهي اذا مـــا الهمُّ غالبني
ياربُّ كن ناصري ان حلت الكُرَبُ