أليوم لك وغداً لي..

د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي

هكذا تتقاسم المناصب في جمهورية الموز حيث يتلاعب السياسيون بالقرارات المصيرية في الوطن والشعب.
كله مدفوع الثمن من أجل مصالحهم ومصالح الدول التي ترعاهم ..
وفرنسا تتصرف على قاعدة أنّ الأزمة الرئاسية باتت تتطلب «حلاً إبداعياً» بسبب السقوف المرتفعة لمختلف الأطراف.
فأرسلوا رسالة موجهة بالتحديد للنواب الـ38 من رؤساء كتل وتغييريين ومستقلين، جاء فيها أنه ونظرا للضرورة الملحة للخروج من الطريق المسدود الحالي على الصعيد السياسي، الذي يعرض مستقبل لبنان لمخاطر جمة، إقترحوا عليهم أن يدعوهم في شهر أيلول القادم إلى لقاء يرمي إلى بلورة توافق بشأن التحديات التي يجب على رئيس الجمهورية المستقبلي مواجهتها والمشاريع ذات الأولوية التي يجب عليه الاضطلاع بها، ويجب ان يمتلك المواصفات الضرورية من أجل تحقيق ذلك.
وبهدف التحضير لهذا اللقاء وجّه إليهم رسالة طالبا منهم فيها بشكل رسمي إجاباتهم الخطية والموجزة قدر المستطاع على السؤالين التاليين: ما هي، بالنسبة إلى فريقكم السياسي، المشاريع ذات الأولوية المتعلقة بولاية رئيس الجمهورية خلال السنوات الست المقبلة؟ وما هي الصفات والكفاءات التي يجدر برئيس الجمهورية المستقبلي التحلي بها من أجل الاضطلاع بهذه المشاريع؟
ألمضحك المبكي كيف يتصرف الغرب مع زعماء الميليشيات بشكل ديمقراطي ظاناً منهم أنهم يحاورون أحزاباً ديمقراطية كما يحصل في بلادهم متناسين أنهم يتعاملون مع أخطر أنواع السياسيين..
فنهايتنا ومع مافيا الاحزاب والكتل النيابية المطلوبة للحوار ستكون كنهاية سفينة التايتانيك والأوركسترا التي استمرت في العزف لأطول فترة ممكنة حتى غرقت السفينة في المحيط الأطلسي في عام 1912، في محاولة لمساعدة الركاب على الهدوء وسط الهلاك الوشيك الذي أودى بحياة كل الموسيقيين في نهاية الأمر.
وحده الشعب المسكين سيدفع ثمن الصفقات والحوارات دون أي عملية إنقاذ أو جدوى ..
فالسياسة اللبنانية ما لم تتغيّر ومن جذورها سنبقى حيث بدأنا بالجمهورية الاولى .
لذلك أوجه كلمة للفرنسيين أو لكل من يتدخل في شؤوننا الداخلية مستعيناً بهذه المقولة “لقد أسمعت لو ناديت حيـًا.. ولكن لا حياة لمـن تنادي، ولو نارٌ نفخت بها أضاءت.. ولكن أنت تنفخ في الرماد.”

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *