من استراليا🇦🇺… زاوية يطل من خلالها الإعلامي د. وسام حمادة على تجربة مهاجرين حملوا احلامهم وحرفهم وتركوا بصمتهم الإنسانية والثقافية على تلك الجزيرة البعيدة ” استراليا” ومقالة العدد للأديب شوقي مسلماني

 

(أمّة الشرّ واحدة)

ـ شوقي مسلماني.

 

أحد من أولاد الزعيم الكوبي فيديل كاسترو لم يوافق يوماً أن يكون له منصب حكوميّ، أو فكّر لحظة أن يتسلّق في الحياة السياسيّة الكوبيّة الإشتراكيّة.
**

اتّهم كاسترو البيتَ الأبيض، بحقّ، أنّه لا يريد التكيّف مع روح ثورة الشعب الكوبي، وقال إنّه يمكن بالمقابل للشعب الكوبي أن يعلن أيضاً عن عدم حاجته للعنصريين ـ الحكّام القساة.. في البيت الأبيض.
**

“إنتعاش العبوديّة ـ إنتعاش تجارة “الأفارقة”، إلى “العالم الجديد” ـ أميركا الجنوبيّة وأميركا الشماليّة ـ يعود، ويا للمفارقة، لإنتعاىش “تجارة السُكَّر”.
**

ثمانينات القرن العشرين ازدهرت الجبهة الساندينيّة ـ نيكاراغوا ـ وهي من نبضِ الوطن الذي يريد كرامة ـ وحظيت بالتعاطف في أوساط الطبقات الدنيا أو المسحوقة وفي أوساط النخب الثقافيّة المناضلة. لم تر لمشاكل نيكاراغوا المتفاقمة حلاً على أيدي الأميركيين الذين هم في محلّ المسؤوليّة الأولى. لم تتوان المخابرات المركزيّة الأميركيّة، بما اعتادته أينما هي حول العالم، دون “ازدهار” عالم كارتيلات المخدّرات الأقدر في كولومبيا.. لعسكرة منظّمة مأجورة هي “الكونترا” التي أغرم بها رئيس أميركا ذلك الأوان ـ رونالد ريغان ـ وجماعة البنتاغون، باعتبارها ذراع الأحرار النيكاراغويين الذين يتطلّعون إلى “الحلم الأميركي”. وكان نورييغا “باناما” عميل السي أي إيه “يتدلّل” كتاجر كوكايين أيضاً ـ أغلبه كان يصل إلى الكونترا بهذا النحو أو الآخر ـ وبدورها تهرّبه ليباع في أسواق كولومبيا. أكثر من نصف المرتزقة الذين جيء بهم للتدريب على السلاح في أميركا ذاتها والعودة لمقاتلة الجبهة الساندينيّة المناضلة تدبّروا وهربوا من معسكرات التدريب ليتغلغلوا في الوسط الأميركي عسى وعلّ يحصلون على البطاقة الخضراء والجنسيّة الأميركيّة، ذلك قبل هزيمة أميركا وعصابتها. لكن ليس قبل إطلاق البيت الأبيض يد الكولونيل نورث في قيادة الحملة الإعلاميّة الضخمة تشويهاً لسمعة الجبهة أنّها هي التي تقتل أبناء الأميركيين بالترويج في شوارعهم للمخدّرات. حينها كم داس الساندينيّون في مناسباتهم الوطنيّة ومسيراتهم الشعبيّة على كلّ ما يرمز إلى الحلم ـ النظام الأميركي المخادع والمجرم.
**

“تضاعف عدد سكّان قارّة أوروبا من خمسين مليون إلى 145 مليون في فترة 75 سنة، أي من بدء غزو وإستيطان ونهب وقتل سكّان أميركا الأصليين ـ الهنود الحمر، وهي فترة قصيرة قياسيّة في تاريخ الولادات البشريّة”.
**

بخصوص ثروات إفريقيا.. حدّث ولا حرج ـ مالي، الكونغو، سيراليون.. وغيرها ـ مئات آلاف.. أولئك الذين قضوا عبثاً في حروب أهليّة خيوطها يتجاذبها قصر باننغهام ـ بريطانيا، البيت الأبيض ـ أميركا وثالثة الأثافي تلّ أبيب ـ الكيان الصهيوني ـ إسرائيل. الريادة في تجارة السلاح في إفريقيا معقودة، كما غالباً، للإنكليز.
**

سمعت صحافيّاً من الإمبراطوريّة الحربيّة ـ الولايات المتّحدة الأميركيّة ـ توماس فريدمان ـ يعترف، في أوّل ردّ فعل بمناسبة “حرب أوكرانيا” ـ روسيا وأوكرانيا ـ قبل أن يرجع ويبلع أو يلحس كلامه ويصحّح أو “يصلح” حاله ومساره أو نهجه أو خَطّه ويقول إنّ أميركا مسؤولة عن إشعال هذه الحرب.
**

العلج الأميركي “دونالد ترامب” أقرّ يومها لإسرائيل أن تضم مرتفعات الجولان العربيّة السوريّة، وشكره بالمقابل العلج الآخر الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “فانظروا”، كما قال نتنياهو ذاته، “كيف حين تتّخذ إيران سوريا منصّة لتدمير إسرائيل يهبّ ترامب لتثبيت وتقوية إسرائيل”. ويختم: “شكراً للرئيس السيّد ترامب”. حقّاً أمّة الشرّ واحدة.
**

مستعد رئيس وزراء بريطانيا ويلسون تشرشل، كما قال مرّة، للتعاون مع الشيطان.. لكي ينجو.
**

الفيلسوف كارل ماركس هو أعظم فيلسوف أنتجته البشريّة، وفي سيرته أنّ أفراد أسرته عاشوا وماتوا بالمرض والفقر المدقع، بكلّ ما تعني كلمة مدقع. تكاثرت في جسمه دمامل سوء التغذية التي هي شاهد، كما ذاته كتب مرّة، على وحشيّة المستغلّين ـ اللصوص ـ مصّاصي الدماء. كانت تخشاه عروش أوروبّا.. وأبداً لم يجلس يوماً إلى موائدها الجشعة واللّئيمة”.
**

الثورة البلشفيّة، وفي فترة سنوات قليلة، رفعت روسيا من مجتمع قروسطي متخلّف إلى زعامة العالم ندّاً للولايات المتّحدة الأميركيّة، لها الفضل في سحق النازية ـ الوحش العنصري العالمي، في تقليص أنياب الرأسماليّة المتوحّشة.. لتتبنّى أقلّه فكرة “دولة الرفاه”، في محاولة يائسة منها لتجنّب حتميّة انكسارها بإرادة الناس. وتحقيق إنجاز سباق حضاري علمي. “وتفرّغت الرأسماليّة لحصار السوفيات والمعسكر الإشتراكي”، أنشأت الإتفاقيّة العامّة للتعرفة والتجارة “الغات” فلا “تقيم الدول المستقلّة حواجز جمركيّة في سعيها لبناء اقتصادها الوطني المستقلّ”، أعفت الدولار الأميركي من التغطية الذهبيّة، أوجدت ما يُسمى “البترودولار”، استنجدت بالأديان التابعة والديكتاتوريّات المجرمة، “ممّا عطّل التجربة البلشفيّة الرائدة في مسار تجربتها غير المسبوقة في تاريخ البشريّة نحو التطوّر”. ليس بالضرورة أن يربح الأكفأ إنّما قد يربح من يغشّ. وقيل إن الرأسماليّة أثبتت حرفيّتها في الغشّ والخداع.. ولكن ليس إلى ما لا نهاية.
**

الصّين قالت لتايوان بحرمة الإنفصال، وتايوان، إلى الآن، أعقل من ألأوكران.. في اشتباكهم مع روسيا التي تقول لهم بحرمة موطئ قدم لحلف شمال الأطلسي ـ الناتو ـ الذي يحاصرها عسكريّاً ويفرض المقاطعة الإقتصاديّة على شركاتها ويعاملها بنحو مذلّ ـ مرفوض.. في علاقة الدول بعضها ببعض.
**

تزمانيا جزيرة أستراليّة تقع في المحيط الباسيفيكي ـ الهادي ـ وتحيط أستراليا 3 محيطات: الهادي، الهندي والمتجمّد الجنوبي. ومنذ القرن التاسع عشر بدأت بريطانيا ترسل إلى الجزيرة سفناً محمّلة بالمستعمرين البيض، وقد جاوز عددهم 7 آلاف من عتاة القتلة، ويزيد على 80 ألفاً من المجرمين الصغار والنشّالين والمدمنين والمشرّدين والمتسوّلين. وما انقضى هذا القرن، وبأقل من 75 سنة تقريباً، حتى سكّان الجزيرة الأصليين أهلكهم القتل بكلّ فنون القتل والجوع والعطش والسمّ.. وأبيدت معهم لغاتهم ـ وعمرها عشرات آلاف السنين ـ وعاداتهم وتقاليدهم وأديانهم ومذاهبهم وطقوسهم وأشعارهم وحكايا الجدّات للأحفاد وأغاني الأمّهات للأطفال.. وصارت كلّها أثراً بعد عين.
**

خرجت القنبلة الذريّة من وحي العالِم الفيزيائي ألبرت أينشتاين ومعادلته الشهيرة e = mc2 أيضاً. هي كميّة قليلة من المادّة تتحوّل إلى كميّة مهولة من الطاقة، وعلى العكس هو الإنفجار الكبير ـ big bang ـ كمّيّة بمقدار ملعقة سكّر أو مكعّب سكّر ـ طاقة صافية ـ تتحوّل إلى كمّيّة ضخمة من المادّة ـ هذا الكون الذي يتألف من أكثر من 200 بليون مجرّة، وفي كلّ مجرّة أكثر من 300 بليون شمس، كوكب وقمر.. ولا يزال قيد الإنشاء أو مشروعاً لم يُنجز بعد.
**

بولندا انفصلت عن المعسكر الإشتراكي والإتّحاد السوفياتي والتحقت بالمعسكر الرأسمالي ـ حلف شمالي الأطلسي ـ الناتو ـ والولايات المتّحدة الأميركيّة. وبولندا اليوم هي رأس حربة أو جسر للإمبرياليّة الغربيّة ضدّ الرّوس، وروسيا انكسرت سوفياتيّاً، وكان من المفترض أن تكون تسوية تاريخيّة يبادر إليها الغرب الإمبريالي ذاته.. إنّما ليتذكّر الذين هلّلوا أواخر الثمانينات من القرن الفائت للثورات المضادّة.
**

العراق هو جنوب، شمال، ووسط ـ غرب، ورئيس وزراء عربي ـ مسلم شيعي، ورئيس مجلس نوّاب عربي ـ مسلم سنّي، ورئيس جمهوريّة كردي، وله جيش رديف. ولا بد من ملاحظة أن الأكراد العراقيّين هم بين مسلم ومسيحي وصابئي مندائي وأيزيدي وبهائي وزرادشتي.. إلى آخره، والسؤال على أي مذهب هو الرئيس الكردي؟. ولا بدّ من ملاحظة أن “الأقليّات” العراقيّة مثل الكلدان والآشوريين والأرمن وغيرهم “أكلتها” في كونفدراليّة أو فيدراليّة أو “شحار يشحّر” أو ديمقراطيّة الرؤوس الثلاثة، وبعضها منغمس ـ فهو إنغماسي ـ إلى أذنيه في فيلم أميركي عنفي طويل.
**

الرئيس التركي طيب رجب أردوغان تحدّث عن “الحقوق التاريخية وإتّفاقية لوزان”.. ونقلاً عن الوكالة التركيّة قال: “يخرج أحدهم علينا ويقول: “هل لديكم أطماع في الأراضي العراقية والسورية ـ “الموصل، كركوك وحلب”؟ ـ هذه حقائق تاريخية، هذا ما يقوله التاريخ، أنا لم أقل، هل ننسى ذلك؟، ألا يمكننا التحدّث بهذا الخصوص”؟!!.
**

الكسوف والخسوف من مظاهر الطبيعة، من مظاهر المناسبات الفَرِحة والفِرْجة وشهقات الإعجاب، ليسا بعد من مظاهر الخوف أو القلق أو الهلع أو الطرطقة بالعصي والحجارة على الطناجر والصواني.. أو صفائح التنك.
**

“البروتيين” يمتصّ “الغول” من الجسم، وأنت تحتاج شريحة لحم لكلّ 4 تنكات بيرة، وعندما تنام وتستيقظ ستشعر بإنتعاش. وسأل صديق صديقاً: “ماذا قال؟ أنا يوماً لا أفهمه”!.
**

“جيمس أنسور” له لوحة بعنوان: “تغذية عقائديّة مذهبيّة” ـ القرن 19 ـ قال مروان وقد رآها: “هل إلى هذه الدرجة كلُّ ما نتلقّاه من أساطير ليس سوى غائط”؟. وقالت أصيل أنّ “المَجاز يكون أيضاً فلسفة.. وتكون الذات والأشياء فيه حميمة”. وقالت سلمى: “هم متعالون، وهم يتغوّطون، وهم وجوه، كأنّما حقل جماجم بلا عدد.. محطّمة إلى الأبد”. وقالت أخيراً أثير: “أعتقد أنّ التغذية هي من خطاب ثالوث السلطة: السياسة، الدين والعسكر. ولا عذر، فالتغوّط هو من فوقنا وعلينا”.
**

تستعرض الكاتبة Jessica Harm في مقالة لها 13 أشهر شتيمة في بلاد العرب. وأهديها من جهتي لكلّ من لا يريد أن يرى ولا يريد أن يسمع ولا من يسأل ولا من يسألون ولا ولا: 1 ـ “كلب”، 2 ـ “إبن كلب”، 3 ـ “حمار”، 4 ـ “قوّاد”، 5 ـ “أبو ريحة”، 6 ـ “طزّ فيه”، 7 ـ “يلعن أبوه”، 8 ـ “الله ياخده” 9 ـ “يلحس طيزي”، 10 ـ “طاح حظّه”، 11 ـ “يا جزمه”، 12 ـ “كول خرا”، 13 ـ “يا خرا”.
**

وعن الحاجّة أم ناصيف ـ 96 عاماً ـ أمدّ الله عمرها: “كِلّْ شجره وْفَيّها، وْكلّْ بلد وْزَيّها” و”كِلّْ واحد بيعرِفْ بِبَلدو مْنين بْتشرُقِ الشمسْ”.

[email protected]

شاهد أيضاً

🛑 *الكلمات “المحشومة”..*

احمد ابو خليل هذا الكلام المدروس بعناية الذي يقدمه الناطق باسم كتائب القسام بشكل دوري، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *