“الضمير المفقود وعشق السلطة!”

سهيل عثمان سهيل – اليمن 

من المعروف لدى الجميع بأن الهدف الأساسي لكل التشريعات السماوية ، هو وضع الضمير الإنساني في حالة إيجابية ، لأن هذا الضمير بمثابة الكنترول المسيطر على الرقابة الذاتية داخل النفس الإنسانية ، فإذا كان في حالة إيجابية كانت الرقابة الذاتية في حالة إيجابية والعكس صحيح ، وإذا كانت الرقابة الذاتية في حالة إيجابية ، كانت كل أعمال وتصرفات وسلوكيات الإنسان إيجابية ، والعكس أيضاً صحيح ..!!

إن وطني الغير سعيد حالياً أصبح هدف لكل من يسعون إلى السيطرة على عقول الأجيال القادمة لتتوارث أجيالنا المشاريع السياسية حقبة حقبة والتاريخ اليمني مليء بالعجائب فلا تحدثوني عن أصل العرب/ فعروبتي تتقد بأيدلوجيا كل ما هو جميل
والمتابع للمشهد السياسي اليمني ، سوف يدرك بأن القائمين على هذا المشهد من جميع الأطراف ، يعانون من حالة فقدان الضمير ، وكأن ضمائرهم في إجازة مفتوحة ، لأن ما يعيشه المواطن اليمني من مآسي ومعاناة وألم ، لا يمكن أن يقبله ضمير إنساني يمتلك جزء من الإنسانية والإيجابية ، فما بالنا بضمير إنساني يمتلك كامل الإنسانية والإيجابية ، حتماً سوف يصاب بالصدمة والذهول والأسف والحسرة ، ولن يتردد لحظة واحدة في تقديم كل ما يستطيع في سبيل تخفيف معاناة ملايين البشر ..!!
فكيف بالقائمين على السلطة في اليمن ، من طرفي الصراع ، وهم يدركون جيداً بأن مواقفهم المتصلبة والمتشددة ، وأطماعهم السلطوية ، وإرتهان قرارهم بالخارج ، هي السبب الرئيسي في تلك المعاناة والمآسي ، وأنهم بتقديم بعض التنازلات ، يستطيعوا أن يخففوا معاناة ومآسي الملايين من البشر ، حتماً لو كانت هذه القيادات لديها ضمائر بها جزء من الإنسانية والإيجابية والدين ، فإنها لن تتردد في عمل كل ما تستطيع ، ولن تتردد في تقديم أي تنازلات ، سوف تخفف تلك المآسي والمعاناة ..!!

لكن استمرارها في مواقفها المتصلبة والمتشددة ، واستمرار لهثها خلف أطماعها السلطوية ، واستمرارها في الإرتهان للخارج ، رغم ما يترتب على ذلك من معاناة ومآسي لأبناء الشعب اليمني ، يؤكد بأن هذه القيادات لديها ضمائر خالية من الٱنسانية ، وتسيطر عليها الحالة السلبية ، وهو ما يفقدها الشعور بالمسئولية ، وتأنيب الضمير ، ويجعلها تصر على مواقفها السلبية ، ويجعلها تتجاهل تلك المعاناة والمآسي ..!!
فالإنسان عندما يفقد الإحساس بالآخرين ، ويفقد الشعور بالمسئولية ، ويفقد تأنيب الضمير ، فإنه يكون بذلك قد فقد الكثير من إنسانيته ، وفقد الكثير من إيجابيته ، وإنسان بهكذا مواصفات حتماً سيكون وبالاً على كل من يحيط به ، وسيكون عامل هدم وتخريب ، لأن ما يربطه بالمشاعر الإنسانية الإيجابية ، وما يدفع رقابته الذاتية نحو الإيجابية ، وهو الضمير غائب ومفقود ، والإنسان بلا ضمير حي ، هو عبارة عن حيوان مفترس ومتوحش ، لا يتردد في تدمير أي شيء ، في سبيل إشباع غرائزه وشهواته ، وحب السلطة واحدة من أقوى الغرائز والشهوات ..!!

وبذلك
فٱن أصحاب الضمائر المفقودة ، لا ضوابط ، ولا تشريعات ، ولا أخلاق ، يمكنها أن تكبح جماح غرائزهم وشهواتهم ، وتكون القوة والبطش والغلبة ، هي المفاهيم المسيطرة على تفكيرهم والمتحكمه في سلوكياتهم وتصرفاتهم ، ومعاناة ومآسي الآخرين شيء لا يعنيهم ، ولا يفكرون فيهم ، ولا يتأثرون به ، بل إن البعض منهم قد تدفعهم غرائزهم وشهواتهم السلبية ، إلى التلذذ بمعاناة ومآسي الآخرين ، وهذه الحالة الشاذة والسادية ، هي النتيجة الطبيعية لفقدان الضمير ، وغياب الرقابة الذاتية ، والوقوع في مستنقع الغرائز والشهوات الشيطانية ..!!

لأنه لا يمكن لإنسان يمتلك ولو شيء يسير من الإنسانية ، والإيجابية ، وتأنيب الضمير ، والرقابة الذاتية ، والخوف من الله تعالى ، أن يقبل أن يتمسك بسلطة ، أو يصل إلى سلطة ، فوق جماجم البشر ، وفوق أنهار من دمائهم ، وعلى حساب معاناتهم ومآسيهم وألآمهم ، فما بالنا إذا كان هذا الإنسان يمتلك الكثير من الإنسانية والإيجابية ، والرقابة الذاتية ، والخوف من الله تعالى ، حتماً إنه سوف يقدم كل التنازلات ، ولن يتردد في التخلى عن السلطة ، وترك السلطة ، طالما وذلك سوف يساهم في حقن الدماء ، ويساهم في التخفيف من معاناة ومآسي إخوانه في الإنسانية ..!!

وبناءاً على ما سبق ، وكنتيجة عقلية ومنطقية وشرعية ، فإن كل من يسعون إلى السلطة ، وكل من يتمسكون بالسلطة ، ويصلون إلى السلطة ، فوق جماجم البشر ، وعلى حساب مآسيهم ومعاناتهم ، حتماً أنهم لا يمتلكون أي شيء من الإنسانية ، والإيجابية ، وحتماً أن ضمائرهم مفقودة ، ورقابتهم الذاتية غائبة ، ولا مكان في حياتهم ووجدانهم للخوف من الله تعالى ، وحتماً أن هذا النوع من البشر ، يقعون تحت سطوة وهيمنة غرائزهم وشهواتهم السلبية ، وفي مقدمتها عشق السلطة ، وفي سبيل إشباع تلك الغرائز والشهوات ، لا يترددون في عمل أي شيء ، بغض النظر عن الآثار السلبية المترتبة على ذلك ، ولا يوجد لديهم أي استعداد لتقديم أي تنازلات ، بغض النظر عن معاناة ومآسي الآخرين ، وهذه الحالة يبدوا أنها قريبة جداً ، من حال القائمين على السلطة في اليمن الوقت الراهن ..!!

لأنهم على استعداد لعمل أي شيء من أجل السلطة ، مهما ترتب عليه من مآسي ومعاناة لأبناء الشعب اليمني ، وليس لديهم أي استعداد لتقديم أي تنازلات ، يمكن أن تساهم في حلحلة الأزمة ، وفي التخفيف من معاناة ومآسي الشعب ، وهذا ما أثبتته الأحداث خلال فترة الصراع الممتدة للعام التاسع على التوالي ، نتيجة تمسك هذه القيادات بالسلطة ، ونتيجة رفض أيٍ من قيادتي صنعاء أو عدن لتقديم أي تنازلات ، ونتيجة مواقف السلطتان المتشددتان الرافضتان لكل مبادرات ومساعي السلام .!!

#وجعوك_ياوطني
سهيل عثمان سهيل✎ 2023/8/4م

مفوض حماية الأجيال القادمة

 

شاهد أيضاً

🛑 *الكلمات “المحشومة”..*

احمد ابو خليل هذا الكلام المدروس بعناية الذي يقدمه الناطق باسم كتائب القسام بشكل دوري، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *