الفاجعة من البداية حتى .…

علي علي أحمد

الرّابِعُ من أبٍ، الساعةُ تقارب السادسة عصراً ، و بيروتُ بدات تحتضِرُ … فما هي الا دقائِقَ معدودات حتى انفجرت بيروت .
الأرضُ اهتزت من شدةِ الألَمِ و قوةِ الفسادِ و العلم اللبناني سقط مطأطأً الرّاس، باكيا على مدينة الحياة ، بكاء الناس و صراخهم كان انفجارٌ روحيٌّ في المنطقةِ ، ففي البداية ظننا انها قنبلةٌ او قذيفةٌ سقطت كما كانت تهبِط في بيروتَ الاف القذائف المسيسة و الدموية. و في هذا التشويشِ و الغبارِ الذي عكَّرَ صفوَ المدينةِ و الدم الذي سقا الطرقاتِ المفجوعة ، و المنازلَ التي ارتمَت اساستَها على سكانِها و انكسار الزجاجِ الذي شوّه وجهَنا و جلدَنا من شظاياه المسننةِ .
تبَع هذا الصمت ونين الاسعافاتِ الذي افاقنا من الغيبوبةِ ليردعنا في الواقعِ لتصويرِ الحقيقةِ ، الكهرباءُ انقطعت و الشمسُ تغيبُ مكسورةَ الخاطرِ بعد رؤيتِها لبيروتَ المنكوبةِ و المستشفياتِ في حالةً يرثى لها. المستشفياتُ تضجُ بالأنينِ و اللوعةِ و رائحةُ الموتِ تبَخِرُ ممرَ قسم الطوارئ ، و بيروت توزّع سكانَها على كل المستشفياتِ حتى اعتمرَت من الخارجِ و الداخلِ، كل هذا و الناسُ تعتقد انه كابوسٌ وأن هذه المشاهدَ خياليةً.
اتى الليلُ و اسدَرَ ستارَه و سكنَ الظلامُ ارجاءَ المدينةِ المهدمةِ و راحت الناسُ تزحفُ نحو المستشفياتِ لترميم جروحها .و صور المفقودين تنشر و تبث على القنوات التي تغطي الفاجعة ، فتلك تائهة تفتش عن ظناها بين لاوئح الضحايا و اخرٌ عن زوجتِه و عن ولدِه و عن أخيهِ و عن صديقِه و أخرى تطلُب الإغاثَةَ تستنجدُ بحالِ اللهِ متمسكةً بالعزيمةِ و الصبر .
و امامَ هذا الضجيج أناسٌ تصرخُ و تقولُ ارجوكم اكملوا التنقيبَ و غربلوا الردمَ فهناك عشرات الكاناتِ لا تتركوهم لغدٍ ، فلون الرمل يختلط بلون الانسان!
امامَ هذه الكارثةِ هناك كارثةٌ أخرى و هي وقاحةَ الحكامِ امام هذه المصيبة ، يفعلونَ بالمثلِ يقتلون و يمشون وراء الجنازةِ .
رجالُ الإطفاءِ لم يخمدوا الحريقَ لكنهم اشعلوا شعلةَ الايمانِ بالعادلةِ ، الأطفال الذين سقطوا سافروا يبحثونَ عن العدالةِ المنسيةِ في وطنهم ، الشبابُ ذهبت تستردُ لنا حقَّنا من الطغاةِ .
يوما ما ستظهرُ العدالةُ ، و ستتسترونَ بدروعِكم الرديئةِ و كذباتِكم المكشوفةِ .
انتم تفرونَ من محكمةِ الواقعِ لكن كونوا على يقينٍ بعدم قدرتِكم على الفرارِ من المحكمةِ الإلاِهية .
علي علي احمد

شاهد أيضاً

إنتصر الشعب الإيراني ومؤسساته على قِوَىَ الخارج وحطَّمَ أمانيهم،

كَتَبَ إسماعيل النجار بدورتين متتاليتين خلال إسبوعٍ واحد تخطت الجمهورية الإسلامية الإيرانية قطوع الإنتخابات الذي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *