بيحبني ما بيحبني

د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي

أصبحت قضية حاكم المركزي ونوابه كمن يحمل زهرة بين يديه ويسحب أوراقها الواحدة تلو الأخرى ويقول “بيبقى ما بيبقى”. والسياسيون خائفون على انهيار الاقتصاد والليرة وكأننا نعيش في مونتي كارلو وتناسوا ما فعلوه باقتصاد البلد وسرقة أموال المودعين وأموال الدولة حتى أصبحنا نحن نخاف من نهب التسعة مليار دولار المتبقية في مصرف لبنان وهم في السلطة ..
حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة المجرم المتهم بالفساد إن تنحى عن منصبه بعد 30 عامًا، سيغادر تاركًا وراءه اقتصادًا في حالة انهيار، وبلدًا يعيش إحدى أسوأ الأزمات المالية في العالم، وإن تمّ التجديد له لبنان وطن شبه منهار..
الحل الوحيد بيدنا، لا أن نمسك الزهرة ونسحب أوراقها أو ننتظر الحظ أن يأتينا على طبقٍ من ذهب..
لا شك بأن تحقيق العدالة في المجتمع يتطلب محاسبة الفاسدين، ليس فقط لاسترجاع حقوق الدولة وأموالها، بل أيضا لتحقيق الردع العام والخاص بما يضمن الجانب الوقائي في هذا المجال، ومن هذا المنطلق يتوجب علينا محاسبة الفاسدين خاصةً من وثقنا به وبنوابه والمدراء ومهما كانت صفتهم الوظيفية في مصرف لبنان، بما يضمن تحقيق الغاية المرجوة من عملية مكافحة الفساد بالقضاء على الظاهرة دون أن يفلت أي فاسد من العقاب الذي يستحقه ومهما كانت صفته…
فالساكت عن الحق شيطانٌ أخرس