الجميلان🌹

رباب شمس الدين 

مِن على بابك
همس الشعر
أن أستفزّك
وكان على كتفي بحر
ونورسان
أذكر
كنت قد أسلفت أمامك
غباء من يتكلم بحضرتك
بعض الذكاء اقتناء الصمت لحظة تهيب الكلام أمام أحصنة تلاعبها الريح بين أصابعك..
أعجبك هذا التخبّط
هذا القفز بين المعنى واللاّ مغنى
فتجرأت
كيف أصدّق شاعرًا
أنجب من امرأة واحدة
أربعة أولاد
ونجا…
أسعفني
أنك تعرف سر اقتنائي لزرافة البَوح
فرفعتُ حرفي فوق جدار جاورَته الغرابة
من يكتب بغير دهاء
لن يبلغ المجد
هذا ما علمتني اياه يدك
أنظر يدي في الصورة
لم نتفق مسبقا على التشابه
من هندس جنون الموج
واستخرج منه الملح و الملل والضجر
سبحانك ربي
اني كنت من التائهين
وها أنا أرتدي الغيم كلما حاولت السؤال
وطعنت جوابًا بالشك
لا لم أكن …..
لم أشق البحر لأنجو بخوفي
وما عدت يومًا للوراء
فليأتني إذًا حتف لائق بحرفي
أن تعيش في سرداب الجسد
أو تموت في الكثير من الأمكنة
لا عليك سوى أن تغادر
غامر إذًا
كن شاعرًا
واكثِرْ من الهذيان
لا تكترث
سيقولون أنك تتكلم لوحدك
تحاول
تحاور جنيًا يشبهك
تتفوق عليه
وأحيانا يصفعك
لا تكترث
وليكن السقوط من الهاوية
إنه عنوان كتابي الأول
حملته إليك بيد غير راجفة
أذكر يومها
سألتني عن المتنبي
عن أبي نواس
عن المعري
وعن علاقتي بمستفعلن
وعن القافية
وأنا الخارج منذ أن حبَوت من القافلة
فارتفعتَ
كمن ينتظر امرأة ويدعو الله أن لا تأتي…
أول قبلة في الأرض
كانت أعظم
كانت أجمل ما أبدع الله
سمعتُ عن عراك يفوق العناق
لا تكن منطقيًا
اركض نحو الشرفة
واقفز من أعلى الفكرة
وبالغت
نحتاج للكثير من الأنبياء
وافقتني
رافقتني بموسيقى خافتة
كل شيء يأخذ جماله حين تدب صوتك فيه
لكنك رحلت
وكنت لا تزال في أول السطر
تهندس نص الحياة بشغف
بشهية الطفل الذي لم يغادر حقول الحي الذي عشت وعشقت وعطشت فيه
لم نفهم
كيف لم يتعلم الموت لعبة التراجع
كيف تجرّأ
سمعتُ الخبر
فارتطمت بشيء ما لا أراه
وبقيت مكاني
كل الذين لم أصدق موتهم
أنا ما بكيتهم
ما شاركت في دفنهم
ما رثيتهم
وما رحت إلى قبورهم
كلما شدني الشوق من يدي لضحكاتهم …..
ما أصعبها أن تحزن على قارب يغرق
فتعرف لاحقاً انك كنت فيه
نفتقدك
ونذهب إليك
إلى كتابك
لنراك
ندخل
ويبقى في الخارج
جيش من القلق
يستعد لإحتلال وجوهنا
كلما انتبهنا أنك غادرت
وكلما أيقنّا
أنك
لن
تعود
إلى
الأبد …