بين رباعيات الخيام ٠٠ والدفع الرباعي ٠٠٠

٠٠ بقلم المهندس عدنان خليفة ٠٠٠

وقد يتساءل البعض باللبناني :
” شو جاب لَ. جاب ” ؟!!..
وبعبارة أخرى ما هي صلة الربط بين العنوانين وأين أوجه التشابه ؟!..
ولبعض التوضيح هما فلسفتان كانتا على متن سفينة تيتانيك ( مع الكثير من قصص الحب والعشق الإنساني والفكري والعلمي التراجيدي ) والتي غرقت بداية القرن العشرين في المحيط الأطلسي !!..
و لنترك التفاصيل الى الخلاصة ٠٠٠
وفي التعريف : عمر الخيام هو شاعر وفيلسوف وعالم فلك ورياضيات فارسي إسلامي ( 1048م – 1131 م ) ٠٠٠
اتُهم بالزندقة أو ربما بالصوفية المنحرفة !!.
وكان قد أضاء على معظم أعمالة العاَلم الغربي زمن عصر النهضة وتُرجمت معظم علومه وشعره وفلسفتة الى الإنجليزية ٠٠٠
وأخذت قصائده الرباعيات الفارسية – وهي قصائد وتوليفة من أربعة أبيات بنفس القافية وتشرح نفس الفكرة – والتي قيل بأن مؤلفاته منها لم تتجاوز ال 200 ولكن يعتقد بأنه في مكتبات اليوم من مؤلفات وإضافات بإسمة وتلصق بمدرسته ما تجاوز ال2000 رباعية ٠٠٠
وقد قام بترجمتها عشرات الكتّاب والشعراء العرب عن النسخة الإنجليزية الفضفاضة التي جمعها ونسقها الشاعر الإنكليزي فيتزجيرالد 1850 م ٠٠٠
وحده الشاعر المصري أحمد رامي (1892- 1981 م ) مؤلف أكثر من نصف اغاني المطربة أم كلثوم والمتيم والمكلوم بها من طرف واحد حتى الثمالة وهي بقيت مصرّة على رفضه !!..
وقد ترجم الرباعيات من الفارسية مباشرة في شبابه ونسق قسماً منها كمجموعة متجانسة لتكون من أهم أغنيات أم كلثوم 1950م ومطلعها :
” سمعت صوتاً هاتفاً في السحر ٠٠٠
نادى من الحان : غُفاةَ (الغافلين) البشر ٠٠٠
هبّوا املأوا كأس الطَّلى (اللذة) قبل أن ٠٠٠
تَفعم (تقفل)كأس العمر كفّ القدر “٠٠٠
٠٠٠
وبغض النظر كيف فُهِم الفيلسوف عمر الخيام في الغرب وبماذا يختلف عن مقاربته في الشرق ٠٠٠
ما زال هذا الفيلسوف العِلمي لغزاً محيراً يصعب تأويله !!.
وبرأيي ربما هو أقرب في فلسفتة وشعره الى علم النفس الإنساني الواقعي الذي يغوص في بواطن الروح والنفس ٠٠ وميلها الطبيعي والعفوي الى الملذات الغير منحرفة وإلى الإيمان الواعي في نفس الوقت و دون التخلي عن رحمة الله ودون أن يشكل ذلك تحدياً للخالق ولمكارم الأخلاق ٠٠
بل هي تحدٍ للمرء مع نفسه ٠٠٠
فقد يكون في أدبيات المفسرين الإسلاميين أنه ومن أهم أسباب تحريم الخمر هو أنها تذهب بالعقل ٠٠ وتقول الآية :
“يا أيها اللذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ” ٠٠٠
وعند الفيلسوف عمر الخيام نشوة الكأس والمتعة ليس فقط لا تضعفه ولا تنسيه الله ٠٠ ودون تمردٍ او تحدٍ او سهوٍ ٠٠ إنما وربما بالعكس تزيده اصراراً وتمسكاً بالإيمان ووعياً روحانياً ٠٠ وقوة في طلب الرحمة والمغفرة :
ربي خلقت الجمال وقلت اتقوا ٠٠٠
فكيف نرى الجمال ولا نعشق ٠٠٠
٠٠٠
وبالعودة الى عنوان الدفع الرباعي ٠٠ وما تمثلة هذة الميزة التقنية الخاصة من قوة دفع استثنائية في الآليات الميكانيكية و ٠٠
والتي لا تبتعد كثيراً عمّا يجب أن يقابلها ويجاريها من دفع رباعي خاص هو حاجة في مسيرة الحياة الإنسانية والفكرية والعلمية ٠٠
لزوم التقليعة عند الضرورة !!..
واليوم 22 – 6 – 2023 وقد فقد أهل البحث العلمي خمسة أشخاص مغامرين لهم الرحمة – واللذين هم بنظر أصحاب العلوم هم أبطال وشهداء وربما سيقول عنهم أكثر من داعي او مدّعي ومتنمر ديني بأنهم فطسى !!.) في مركبة البحث (تايتن ) التي كانت بمهمة منذ يومين لإعادة دراسة حطام سفينة تايتنيك على عمق 4000 م في المحيط الأطلسي والتي غرقت عام 1912م مع مئات الأشخاص وبما يشبه اللغز !!.
ويقال بأن أهم كنز علمي ومعنوي يبحثون عنه في هذا الحطام — علما انه كان على متن التيتانيك أول محرك طائرة بريطاني منقول الى أمريكا — هو نسخة وحيدة فاخرة (بتكلفة ملايين الدولارات اليوم) من كتاب رباعيات الخيام من الورق المذهب والغلاف المرصّع الذي كان قد شحن وقتها من بريطانيا الى أمريكا وغرق مع التايتنيك ٠٠٠
والذي أعيد تصنيع نسخة أخرى مشابهة وتم حفظها في خزنة المتحف البريطاني إلا أنها دمرت في القصف الألماني على لندن في الحرب العالمية الثانية ٠٠ ثم أعيد تصنيع نسخة ثالثة بعد الحرب وبنفس المواصفات وأحتفظ بها في المتحف البريطاني الحالي ولا يسمح بمشاهدتها إلا بصعوبة تعجيزية ٠٠٠
ويخافون عليها من الحرب العالمية الثالثة !!..
ويقال ان صاحب النسخة والفكرة الأساسية والتي غرقت أو ربما أغرقت التايتنيك هو صاحب أول دار نشر بريطاني أسس في عصر النهضة الأوروبية ٠٠
ويقال بأنه انتحر حزناً عليها في البحر بعد أيام ٠٠٠
وكأنه لم يستمع للفيلسوف الأمازيغي ابن رشد حين قال لتلاميذة بعد ان أُحرقت كتبه ومكتبته بعد اتهامه بالزندقة ٠٠ و عندما بكوا أمام هذة الخسارة ومواساةً لمعلمهم أجاب :
” الفكر لا يُحرق ولا يُغرق ٠٠
ويستطيع الطيران والإبتعاد ” ٠٠٠
وكذلك العودة ( كطائر الفينيق) من تحت الرماد ٠٠٠
لبنان ٠٠ بقلم المهندس عدنان خليفة ٠٠٠