القيصر لن ينتحر مثل الفوهرر

نبيه البرجي

بعد ما كتبناه حول مأزق القيصر في أوكرانيا , هذه آراء , ومعلومات , من داخل المؤسسة في روسيا : “لولا فلاديمير بوتين لرأيتم سيبيريا , مثل آلاسكا , ولاية أميركية والتحقت ساخالين بالأرخبيل الياباني . ما تبقى من الأرض يتم تقطيعه الى دول , مع ضم بعضها الى البلدان المجاورة . هذا ما يجعلنا نتساءل الى متى تلازم عقدة العظمة الولايات المتحدة , لتتفرد بقيادة العالم . ودائماً بحذاء , وببندقية , الكاوبوي ؟” .
اعتراف بـ”أن أجهزة استخباراتنا أثبتت فشلها , بصورة مروعة , ويفترض أن تعلق بعض الرؤوس على مفترقات الطرق . لم تتنبه الى أن الأميركيين , ومنذ انقلاب عام 2014 , باشروا بتنفيذ خطة جهنمية لتدريب الضباط , والجنود , الأوكرانيين على الأسلحة المتطورة , ما يعني أن استدراجنا إلى الحرب كان مبرمجاً , منذ استعادتنا شبه جزيرة القرم التي لو بقيت بين يدي فولوديمير زيلينسكي لتمكن من اقفال البحر الأسود , تزامنأ مع استيلاء الأميركيين على بلدان البلطيق للاطباق على صدورنا” .
“الأجهزة اياها , قدمت للكرملين تقارير خادعة من أن مجرد وصول قواتنا إلى أبواب كييف, يقوم القادة العسكريون بانقلاب يطيح السلطة الحالية . لكننا فوجئنا بأن هؤلاء القادة على شاكلة رئيس الدولة , يدارون , أميركياً , بالريموت كونترول , بعدما تورطوا بالفساد , بحيث بات هذا البلد الثري , بامكاناته الصناعية , وبموارده الطبيعية , على تخوم الانهيار …” .
توجس من “الوصول الى اللحظة النووية . الأطلسيون دفعوا الى الميدان بأسلحة تفوق , كماً ونوعاً , الاسلحة التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية , مع الرهان على أن ينتحر فلاديمير بوتين في “قبو القيصر” مثلما انتحر ادولف هتلر في “قبو الفوهرر” .
” … واننا لنتساءل هل كانت الحرب العالمية لتنتهي لو كان زعيم الرايخ الثالث يمتلك القنبلة النووية ؟ على أعدائنا أن يعلموا أن أصابع بوتين تقترب أكثر فاكثر , من الأزرار النووية اذا ما ثابرت ادارة جو بايدن على تزويد كييف بالأسلحة النوعية , مع حيازتنا معلومات حول وجود جنرالات أميركيين , وأوروبيين , يقودون المعارك على الجبهات كافة” .

 

“هناك داخل الادارة الروسية من زعزع الدورة الاقتصادية في البلاد حين بهره ذلك الجانب البشع من الليبرالية . هكذا تراجعت صناعتنا , وسائر القطاعات الانتاجية الأخرى , لنستورد كل شيء بحجة الاندماج في مسيرة العولمة , بما تعنيه من الأخذ بفلسفة الأسواق المفتوحة . ولقد اكتشفنا ما الآثار الرهيبة لتلك السياسات منذ بدايات الحرب , وفرض عقوبات علينا طاولت قطاعات حساسة, وهذا ما حمل القيادة على اعداد خطط عملاقة لتطوير كل وسائل الانتاج . الآن روسيا عبارة عن ورشة مترامية , صناعياً وزراعياً . قريباً طائرة مدنية روسية , تضاهي في مواصفاتها البوينغ الأميركية , والايرباص الأوروبية” .
“الروس لم يعتادوا على “ثقافة العقوبات” , وكيفية التعامل معها , أو استيعابها لهذا أوفدنا بعثات متلاحقة الى طهران لنعرف كيف تمكن الايرانيون من تجاوز الكثير من تداعيات العقوبات التي أنزلت بهم . ونحن نطبق , الان , تلك الطرق , وقد زادت صادراتنا الى الصين والهند , كما إلى بلدان اخرى , ولا تتصور بأي سرعة تتطور مواردنا الزراعية , حتى اذا ما وضعت الحرب اوزارها سنتصدر لائحة الدول المصدرة للمنتجات الزراعية” .
“الأميركيون باتوا على علم بأننا نستطيع الآن أن نخوض حرب المائة عام , بعدما أدت تلك المواجهات الضارية إلى ظهور نخب عسكرية روسية لا تقل كفاءة عن النخب الغربية , كما ان الانعكاسات الاقتصادية ليست بالبنيوية حسبما تدّعي البروباغندا الأوروبية . مع تحكمنا بحركة الروبل , وتبعاً لمقتضيات التصدير” .
” .. كلنا الآن في حالة من التعبئة السيكولوجية والعملانية ليقيننا بأن الأميركيين الذين لا يتحملون قيام عالم متعدد الأقطاب , انما يعملون لتفكيك , أو حتى لازالة , دولتنا , دون أن يحاولوا رؤية ما حدث في مدينة ستالينغراد ابان الغزو النازي . في نظرنا , آن الأوان لكي تلقى الرؤوس (الأميركية) الغبية في سلة المهملات” .
في الختام تأكيد بـ”أن أميركا لا بد أن تتراجع عن القطبية الأحادية , وتقرّ بحتمية وجود أحصنة أخرى في هذا العالم وتشارك في قيادة العربة ..” !

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *