أدباء وشعراء

إعداد الشاعرة رانية مرعي

إبنُ الفرات … خليل حمادة … من سوريا … يكتبُ الشعر بكافة اشكاله والوانه كما ويكتب الرواية والقصص صدر له رواية بعنوان “بنات تسرقها الريح ” ومجموعة قصصية بعنوان ” حرامي البيض ” وصدر له ديوان شعر شعبي ” شهكة ضوه ” شاركت كتبه بمعرض بيروت الدولي ومعرض مسقط، يكتب الشعر الفصيح والنبطي والشعبي، غنّى من كلماته العديد من الفنانيين وعلى رأسهم الفنان العراقي الكبير حميد منصور …

تُرجمت كلماته لعدة لغات واهمها الفرنسية شارك في العديد من المهرجانات العربية والأمسيات الشعرية في لبنان ونال العديد من الجوائز واكثر من دكتوراة فخرية … وله لقاءات عديدة عبر اذاعات عراقية وعربية وقنوات فضائية .

الكاتب خليل حمادة:

كانت تجربة رائعه من خلال مشاركة كتبي كلها بمعرض بيروت الدولي وكان حفل التوقيع مميزاً وكانت المبيعات جيدة لإصداراتي

 

*خليل حمادة ، الشاعر أو الكاتب؟

دائماً ما أشعر بالحزن عندما يقال لي الشاعر حتى أني لم أعد أحبّ هذه التهمة وهذا الوصف الذي لم أطلقه على نفسي بيوم والسبب أنه يقزّم خليل حماده ويحصره بزاوية ضيّقة واحدة ، حقيقه أنا أحبذ كلمة كاتب وأنا كاتب أكتب الشعر بكافة ألوان الفن الأدبي وأنواعه رواية، قصة، مقالة الخ… وقد صدر لي رواية ومجموعه قصصية وديوان شعر شعبي .

 

*هجرة الشاعر القسرية من بلاده كيف تؤثر على حالته الوجدانية ، وكيف يتفاعل قلمه مع هذا الواقع؟

بالنسبة لي ساهمت هجرتي بشكل كبير أن أصبح كاتباً ويشار له بالبنان في فترة قصيرة جداً، دائماً مايقال بأن الإبداع يولد من رحم المعاناة وهناك أدب اسمه أدب الأزمات وهذا ما ماكان كأريكة لكتابة روايتي البكر، فيريد الكاتب أن يعبر عن مكنوناته وعن ضيق صدره ووجعه فيجد القلم متنفساً وملاذاً لما يريد أن يصرخ به قلبه من هول الوجع.

*ما هو سرّ علاقتك ببيروت؟

بيروت كنتُ أحبّها لدرجة العشق حبّ طرفٍ واحد قبل أن أراها من خلال ماكنت أطالعه من مجلات كانت تصلنا من بيروت التي كانت منارة للصحافة والأدب والذوق العربي ولا زالت ، جئتها هارباً من هول الحرب فاحتضنتي بقلبها وأصبح الحبّ متبادلاً، ثم اعطتني قلم وقالت اكتب فقلت ما أنا بكاتب قالت أكتب باسم الحبّ فكتبت واصبحت كاتباً بفضلها،


*سوريا هذه الأرض الولادة خرّجت الكثير من الشعراء والكتاب .
‏‎هل سرّ الإلهام في ياسمينها، أو بردى أو قاسيون؟

بالنسبة لي كان سر إلهامي الأول هو وجعها، الشعور بعذابها، الموت الذي يتلقفها وبدأ يتفنن بقتل أهلها، أما الفرات هو مُلهمي الثاني، وفي كل مدينة بسوريا هناك أنهارٌ تلْهم الشعراء والكتّاب ورياحين وأزهار

 

*قال هرمان هيسه: “كلما علت ثقافة الإنسان، كلما كانت التضحيات التي ينبغي عليه، تقديمها في الأزمات كبيرة”
‏‎ما هي واجبات المثقف اليوم في نجدة المجتمع من المآسي التي يعاني منها؟

الثقافة دائماً ماتكون هي صوت الحبّ وعلى المثقف قبل غيره أن يعي ذلك وأن يكون إنسانياً في طرحه وغير متحيز للضوضاء إن كان في رواية أو قصة أو مقالة وأن يصدح بالإبتعاد عن الضجيج والعنف والتشدد وأن ينادي بحنجرة قلمه للتوافق للتسامح، للتعايش، للحبّ

 

 

*قلبك معلّق عند جسر الفرات، وكلماتك باللهجة العراقية غناها الفنان حميد منصور .
حدثنا عن هذه التجربة في الشعر الغنائي وماذا أضافت لك؟

من الطبيعي عندما يغادر المرء مدارج صباه ويخلع رداء حاضره ويرتدي ذكرياته في بلاد هو يذهب إليها أول مرة  مجبراً لا بطل أن يشعر بحزنٍ عميق على ماسيتركه خلفه،
فوصفت مغادرتي قبل عقدٍ من الزمان بأنني كمن خرج دون قلب كمن ترك قلبه عند أهم معلم بمدينتي وهو جسر الفرات معلقاً في مدخلها ومخرجها،

أما عن تجربتي في الشعر الغنائي فكانت محض صدفة ولم أخطط بيوم لأن أكتب الشعر الغنائي ومن الطبيعي عندما تكون لهجتنا نحن أهل الفرات السوري مجاورة مقاربة للهجة العراق واهله والخليج بشكل عام أن أكتب بلهجتي وأن يتم غنائها بلهجتنا، وهذا ماكان مع الفنان العراقي الكبير حميد منصور ومع عدد مقبول غيره وكانت أغنية الأم التي استطعنا بها أن نوصل لهجتنا للعالمية بأغنية تم تصويرها بباريس بلغة بسيطة ومحببة وترجمتها للفرنسية.

*ديوانك الأخير بعنوان (شهگة ضوه) هو من الشعر الشعبي وكان حفل التوقيع في معرض بيروت الدولي .
ما الذي يميّز هذا المولود عن سابقيه؟

حقيقة كل ما طبعته تم طبعه ببيروت عن دار البيان العربي
وروايتي الأولى فقط تم طبعها بدمشق، أنا أكتب الشعر الفصيح إن كان التفعيلة أو النثر كما وأكتب والقي الشعر الشعبي إن كان فراتي او مصري او خليجي او لبناني بطلاقة فكتبته كله ،
أحببت أن أجمع ماكتبته بالشعر الشعبي الفراتي كونه الأكثر وطبعه في ديوان ومن ثم أجمع الفصيح والنبطي كلا على حدةٍ بديوان، كانت تجربة رائعه من خلال مشاركة كتبي كلها بمعرض بيروت الدولي وكان حفل التوقيع مميزاً وكانت المبيعات جيدة لإصداراتي.

*هل الحلم في بلاد العرب جريمة؟
وما هي أقسى أحلام الشاعر والكاتب خليل حمادة ؟

نعم جريمة وجريمة كبرى بحقّ أنفسنا قبل غيرنا
وأحلامنا الآن وبعد أن رأينا مستقبلنا للأسف
أن نعود الى ما كنّا نعيشه في سالف العصر والزمان

ترك لك الختام مع قصيدة تهديها لقراء كواليس.

شكراً لاضفاف لها ولا شطآن لكم وتحية فواحة من زيزفون الفرات وياسمين دمشق وأخص بالشكر الكاتبة المبدعة رانيا مرعي وكل القيمين على هذا البرنامج ومجلة كواليس

وسأختار لكم هذه القصيدة التي كتبتها بالذكرى الأولى لتفجير مرفأ بيروت وتعاقب الأزمات على هذا البلد الطيب:

مالــي أرى بَيـروتَ تــذرفُ دامعـة؟
ونشيجُهـــا بلـــغَ السمـــاءَ السابعـة

وكـأنَ جـوعــاً مــسَ مُرضعـةَ الإبـا؟
أوّاهُ كيـــف تــــدُرُّ تـلك الجائعـةَ !؟

أم عينَ سـوءٍ قـد أصابــت حُسنهـا؟
يـــاربّ فـافلَـقْـهــــــا بنُبْـــلٍ نازعـة

بَعْـــد المعــــزّةٍ والحــــلاةِ بِطعمــها
بنـتُ الـــدَلال اليـــومَ مُـــرّاً جارعـة

قيلولــةٌ مـــن حــرِّ جلــدٍ لـــم تُقِــل
و تبخَـــــر الظــلّ الظليــل للاسعـة

بات الهـــواءُ مقننـــاً فــي صــدرهـا
ومحطـة البنـزينِ أضحـــت جامعـة

أسعـارُهـــا حُمّـــى تُذيــــقُ نديمهــا
تَشكو ارتفاعـــــاً والحــرارةُ والعـــة

المــــاءُ كالنــــارِ السعيـــر بحلقهـــا
وتفــــزُ ليــلاً مـــن سنـــاهــا فازعـة

كيـداً يُـــرادُ بأهـلهـــــــا ويُــــرادُ أن
يحنـو الـرؤوس ويُخضعوها راكعـة

الأرزةُ الشْمَــــاءُ لــــن ترضـى الـونى
لن ترتضي غيــر الرواســي اللامــعة

أنــتِ المنــارةُ والحضـــارةُ والهــدى
ستظلُّ شمْسُك فـي العروبةِ ساطعة

يازهــرةً في الشَــــــرقِ تبقـى دائمـاً
فواحــــةً حتــــى تحيـــــن القارعـة

بيــروتَ لا تخشــي هبـوب الفاجعـة
فالضحكـــةُ الأولـى بعينـــك راجعـة

 

🌿💐 تحية كواليس 💐🌿

  • ونعود بتميز في برنامج أدباء وشعراء، مع كاتب يغمس قلم بأوجاع الوطن فينبت اقحواناً نضراً لعله يجمع باقاته  هدية لجسر الفرات، هناك حيث يقف الزمن منتظراً عودة فارس امتطى الحلم وغاب ليعود.

نقرأ في اجوبة الكاتب خليل حمادة اكثر مما يكتب او يقول فبين السطور من الكلام المباح الي يحتاج لسرده  اكثر من صباح ومع ذلك يفاجئنا حواره بأنه قد انتهى.

وكما كل الحوارات كان اللقاء اليوم مميزاً مضيفاً “لأدباء  وشعراء” عطرا جديداً  مميزاً تتألق به كما كل مرة الشاعرة المبدعة رانية مرعي التي “تعرف كيف تشرب من رأس النبع” وهذه مهارة وإتقان مشهود لها في المجالين الادبي والثقافي.

🙏🌸الف شكر للشاعرين رانية مرعي وخليل حمادة🌷👍🙏🌿

شاهد أيضاً

🛑 *الكلمات “المحشومة”..*

احمد ابو خليل هذا الكلام المدروس بعناية الذي يقدمه الناطق باسم كتائب القسام بشكل دوري، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *