واحب علي قانصو
هُوَ يَوْمُ مِيلاد الرَّجُل العَظِيم، الرَّفِيق…الأَمِين…الصَّديق…الأَب،
فِي ذِكْرى مِيلَادِك،
إِلَيْكَ أَجْمَل بَاقاتِ الودّ والحُبّ والإِحْتِرَام،
إِلَيْكَ، وَحَتَّى غِيَابِكَ، لَا يَمْنَعُنَا مِن أَن نُهْدِيكَ هَدِيَّتَيْن مُتَواضِعَتَيْن: هَذِهِ الكَلِمَات رُغْمَ أَنَّ القَلَمَ لَنْ يُجِيدَ التَّعْبِيرَ لِأَنَّكَ أَكْبَرَ مِنْ أَنْ تُوصَفَ بِالكَلِمَات المُجَرَّدَة وَمَهْمَا عَبَّرْنَا فَلَنْ تَلِيقَ بِكَ وَبِمَقَامِكَ، والثَّانِيَة هِيَ الوَعْد بِأَن نَحْمِلَ رَايَةَ الأَخْلَاق وَالنَّجَاح لِرَفْعِ اسْمِكَ عَالِياً مَعْ الأَوْفِيَاء الصَّادِقِين،
إِلَيْكَ، يَا عَاشِقَ البَلَاغَةِ وَالشِّعْر، مَا قَالَه الشَّاعِر:
“طَوَى بَعْضَ نَفْسِي إِذْ طَوَاكَ الثَّرَى عَنِّي
وَذَا بَعْضُهَا الثَّانِي يَفِيضُ بِهِ جَفْنِي
عَلَى ذَلِكَ القَبْرِ السَّلَام فَذِكْرُهُ
أَرِيجٌ بِهِ نَفْسِي عَنِ العِطْرِ تَسْتَغْنِي”
كَمْ كُنَّا نَتَمَنَّى اليَوْم لَوْ أَنَّكَ عَلَى قَيْدِ الحَيَاة، لِكَيْ تَرَى الأَقْنِعَة أُزِيلَت عَن الوُجُوه التِي ظَهَرَت عَلَى حَقِيقَتِهَا، وَمَا أَصَابَنَا مِنْ عَوَاصِفَ هَوْجَاء عَلَّكَ كُنْتَ بِإِشْرَاقِ عَقْلِكَ أَنْ تُضَمِّدَ جِرَاحَاتِنَا النَّازِفَة، وَتُعِيدَ تَوْصِيد الأَبْوَاب بِوَجْهِ رُوَّادِ الأَزَمَات.
نَفْتَقِدُكَ اليَوْم أَكْثَر مِنَ الأَمْس، وَفِي الغَدِ أَكْثَر مِنَ اليَوْم،
أُرْقُدْ بِسَلَام وَأَنْتَ فِي عَلْيَائِكَ…عَلَى أَمَلِ اللِّقَاء.