ماذا أقول وقد رأيت معلمي *** في مطعم الخضراء يعمل طاهيا!

دخل أحد الطلاب مطعما، فوجد أستاذه الذي درسه .. يعمل طاهياً في هذا المطعم ، فصورها من خلال هاتين القصيدتين .. قال فيهما :

1- ماذا أقول وقد رأيت معلمي *** في مطعم الخضراء يعمل طاهيا!
2-يا ليتني ما عشت يوماً كي أرى *** من قادنا للسُعد أصبح باكيا
3- لما رآني غض عني طرفهُ *** كي لا أكلمُه ، وأصبح لاهيا
4- هو مُحرجٌ ، لكنني ناديتهُ *** يا من( أنرت الدرب) خلتك ناسيا!
5- فأجاب مبستما، ويمسح كفهُ *** أهلا بسامي ، مثل أسمك ساميا
6-إن كنت تسأل عن وجودي هاهنا *** فالوضع أصبح بالإجابة كافيا
7- قطعوا الرواتب يا بني وحالنا *** قد زاد سوءاً ، بعد سوءٍ خافيا
8- الجوع يسكن بيت كل معلم *** والبؤس درساً في المدارس ساريا
9- إن لمتني عما فعلت مصارحاً *** فإليك أطرح يا بُنّي سؤاليا
10-إن عدت للتدريس أين رواتبي؟ *** أو كيف أطعم يا رعاك عياليا
11- أو كيف أدفع للمُؤجر حقهُ ؟ *** إن جاء يطلبني ويصرخ عاليا!
12-أو كيف أشرح للعيال دروسهم *** وأنا أفكر كيف أرجع ماشيا!
13- أو كيف أُعطي من تميز حقهُ *** وأنا أفكر ما عليَّ وما ليا؟
14- الغني أصبحَ سَيٍّداً *** والطالب أصبحَ قاضِيَا
15- وَأنا المُعَلٍّمُ لَمْ أعِشْ *** في العمر يوماً سالِيَا
16- أفنيتُ عمري في العمل *** ما كُنتُ يوماً عاصِيَا
17- إن غِبتُ يوماً مُرغَماً *** رَفَعَ المُدِيرُ غِيابِيَا
18- و مُوَجِهي إنْ زارَني *** ما كانَ يوماً راضِيَا
19- سَرَقَ اللُّصوصُ رواتبي *** شَلُّوا حُقوقي وَ مالِيَا
20- بِنْتي تَموتُ مِن الأَلَم *** وَالإبنُ يَمشي حافِيَا
21- مِن أجلِ أطفالي أبيع *** عَيني وَ قَلبي راضِيَا
22- يا مَن ستقرأ قِصتي *** أرسِل إليٍّا الشارِيَا
23- فالعلمُ أصبحَ هَيٍّنٌ *** والجهلُ أصبحَ عالِيَا
24- من ذا يلوم مُعَلِماً *** إن صار يعمل شاقِيَا
25- أو عاملاً في ورشةٍ *** أو في المطاعِمِ طاهيَا
26- أو إن رآهُ بِمسجِدٍ *** ماداً يَديهَ وَباكِيَا
27- أو إن رَآهُ وَ طِفلَهُ *** بَينَ القمامة جاثِيَا
28- يا من رَقَقْتَ لِحالَتي *** إنٍّي لِعَونِكَ راجِيَا
29- قُل لِلوزير قِصَتي *** إن كان عَمداً ناسِيَا
30- قد جئت أرفع شَكوَتي *** إن كان يُنصِفُ شاكِيَا
31- أرجوه تحسين رواتبي *** إن كان عَنٍّي راعِيَا
32- فاللٍّهُ وحدهُ من يري *** حالي ويعلم ما بِيَا
33- الجوع هَدًّ مَفاصِلي *** والعَظمُ أصبح واهِيَا

شاهد أيضاً

الانتخابات في أوروبا والانقلابات الكبرى إلى أين؟

ناصر قنديل لا يبدو الحديث عن الموجة اليمنية الكاسحة في أوروبا دقيقاً، عندما نعاين نقطة …