“البقاع الغربي” أمام لاءاتٍ ثلاث: لا كهرباء..لا مياه..لا هاتف وانترنت و الـ Bitcoinحاضر

هيمنة وتطويع انتخابي وحكومة شاهدة على تجويع الناس وموتهم البطيء وسقطات المنظومة الفاسدة

البقاع الغربي ـ أحمد موسى

بالأمس أُسندت عناقيد الغضب الى نجيب ميقاتي، لتُستتبع بتجيير طنوس مشلب الذي تولى إعلان “يوم النكسة” في المجلس الدستوري، وعلى مر تاريخه فإن “الدستوري” لم يكن إلا “لعبة شطرنج سياسية، بيادقها من أهل الحكم المؤسسين اللاعبين عزفاً على القانون ومواده والطاعنين في السن، وبالدستور على حد سواء”، ولم يكن مفاجئاً أن المجلس الدستوري وصل إلى “لا قرار” فهو تدرج في قرارته الممسوكة سياسياً وكان منذ إنشائه “أداة طيعة”، وعلى ذمّة القاضي مشلب عدم توصل المجلس إلى قرار “قد يكون بمثابة سقطة له”، كل ذلك، والأزمات تلاحق اللبنانيين إلى ما وُعِدُوا به من “جهنّم” الحكم، فباتوا طوعى لزبائنية السياسة وأمرائها ومتآمروها على الوطن وأهله، مأسورين لمسرحيات طبقة سياسية حاكمة بأمر المال وسياسة الحاكم المربّط على أكتاف المواطنين خدمةً لحفنة من أمراء الحرب والفساد المطبقين القابضين على موارد العباد والبلاد.

أحلاف رباعية ومفاجآت

جبران باسيل الذي راودته أحلاف رباعية متجددة وقف حائلاً بين شهوة الطامح للرئاسة من ضمن “صفقة” راجت مؤخراً، فسقطت من أعلى الحلفاء إلى أدناهم، وبدأ معدوها التحلل منها ونبذها وصولا إلى نفي وجودها من أصلها، وفق ما أعلنه باسيل وسبقه الرئيس نبيه بري قائلاً: “أنا لا أسير في صفقة ولا من يصفقون” وتبعهما النجيب القائل: “انفعالي كان من العرض ليس إلّا”، لكن مداولات الأيام الماضية “تكذب الغطاسين” السياسيين السائرون في عملية “انغماسية” لها بنودها وشروطها، وتحمل على متنها شحنة من التعيينات الأضخم في تاريخ الجمهورية، تقودها الى تأجيل الانتخابات “وتأبيد” رؤساء الحكم في كراسيهم، وتتضمن عملية “قبع” بالجملة تطاول مرجعيات قضائية ومالية كبيرة، لتشمل إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لتنتهي بزئير نجيب ميقاتي في عين التينة حتى لا يتحمل تبعات عقوبات يبدو أنها لن ترحم “صافقاً” و”مُصفّقاً” و”معطلاً”.

سقطات سياسية ومنظومةٍ فاسدة

وكأن اللبنانيون وسط السقطات المخزية والمتكررة التي أوقعتهم فيها المنظومة الفاسدة، لا يسعهم إلا إن يشكروا المجلس الدستوري على السقطة التي ارتكبها بالأمس، بإسقاطه الطعن المقدم من التيار الوطني الحر بقانون الإنتخاب المعدل الرقم 8/21، كارثة لو حدثت لن نعرف مآثرها السيئة إلا عندما نستفيق من سكرة النكايات والأنانيات لنكتشف أن منظومة متحكمة بالسلطة والتشريع أقصت بشطحة قلم حق ربع مليون لبناني منتشر بانتخاب ممثليهم في الوطن الأم، هو سقوط “دومينو الشر” الذي بنته منظومة كتوليفة متفجرة شاملة تتيح لها، لو نجحت، لأسقطت تحقيقات الموت، والتف الساق بالساق على القضاء، ومكّنها من تشويه قانون الانتخاب لتطييره وفق الحاجة، وصولاً إلى رئاسة الجمهورية، كل ذلك، في ظل “حكومة مجمّدة محنّطة ممنوعة من الإجتماع والصرف”، وفي ليل دامس وفي وضح النهار جاء كشف الميقاتي رفضاً على قارعة “مسرحية” من ضمن مسرحيات العمل على تفعيل “اشتباك الثنائي” وفق معلومات، والتي أوضحت أن “حردة ميقاتي” عند الرئيس بري ما هو إلاّ “تكتيكي” ممهداته التجديد والتمديد لتعطيل اجتماعات مجلس الوزراء قد يمتد الى نهاية العهد، والشاهم على كل هذه المسرحيات جاءت أممية بشهادة وعلى مرأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

سحمر

البقاع الغربي في عزلة

ومن الإشتباك السياسي إلى التشابك الخدماتي على حساب الناس وحياتهم وصحتهم، فأبناء البقاع الغربي، يمضون أيام شتاءٍ قارس على وقع انقطاعهم عن العالم منذ أيام، فلا كهرباء ولا هاتف، لا أرضي ولا خلوي ولا أنترنت، عشرات القرى والبلدات وآلاف المواطنين “معزولون” عن العالم دون حسيب ولا رقيب، نواب ووزراء غارقون في سجالات عداد وتعداد الناخبين وكيفية الحصول على الحواصل لتثبيت هيمنتهم وسلطتهم الفاسدة بالأصالة و/أو الوكالة (…) على المواطنين، يراوغون في فشلهم من خلال وعودهم المعهودة البالية الي لم تعد تنطلي على أحد، وبالتالي يمعنون في إكثار معاناة الناس من ضمن سياسة “إخضاع الناس انتخابياً”، لكن ما ينتظرهم أبعد من “التكابر والاستبداد والتهديد والوعيد” كما لو أنه أقرب إلى “المفاجآت”.

لبايا

لا كهرباء الـ Bitcoinشغّال

فالماكينات الانتخابية تتكشف السياسات المتبعة رويداً رويداً، ووفق مقربون من مرشح الثنائي في دائرة البقاع الثانية كشفت معطيات خطرة لـ”كواليس”، حيث يعتمد المرشح وجماعته على “الإستفراد” بالبلديات والمخاتير وجعلهما “مفاتيح” انتخابية، كنوعٍ من “الترهيب” من خلال قطع موارد الحياة والخدمات عن مناطق أصابها “الرفض” لمرشحين من خارج الدائرة وسكانها، رفض أضحى ككرة الثلج تكبر يومياً، فبدأت العراضات والضغوط بالتقنين القاسي للكهرباء وتحويل التيار الكهربائي من الليطاني إلى مناطق أخرى هي ليست بالأساس من ضمن برنامج التغذية، ولا فائض من معمل عبدالعال كي تحضى تلك القرى بالكهرباء وفق مصلحة الليطاني المفترض أنها معنية بالتغذية وحجمها، لكن ذلك يحصل وفق مصالح انتخابية من أجل ما “فرضه” النائبين المرشحين وائل ابوفاعور وإيلي الفرزلي، على حساب ثمانية قرى واقعة جنوب سد القرعون، والمفترض أنها تتغذى من كهرباء الليطاني، في وقت أن الكهرباء مؤمنة للـ Bitcoinلنافذين على حساب المواطنين.

نبع عين الزرقا

لا مياه

أما الأمر الثاني والذي لا يقل خطورةً، فإن تلك القرى التي تتغذى من مياه “نبع عين الزرقا” فضلاً عن الآبار المحفورة في تلك القرى “محرومة” من التيار الكهربائي مواربةً والتفافاً كجزء من الضغط على الناخبين و”تطويعهم” انتخابياً، من دون أن تحرّك البلديات ساكناً، وكأنه جزء من “تنفيذ الخطة التآمرية الإنتخابية” على أبناء المنطقة، فالمياه مقطوعة والناس تصرخ وتستصرخ بلا جدوى، وعلى سبيل المثال لا الحصر بلدة لبايا التي تفتقد إلى المياه في غالبية أحيائها دون أن يحرّك أحد ساكناً، فضلاً عن التقنين الكهربائي القاسي، وانقطاع تام لشبكتي الهاتف الأرضي والخلوي والانترنت، ولا من يسأل.

مشغرة

لا تواصل

أما الأمر الثالث والذي يشكّل نوع من البنية الخدماتية والتواصل الإجتماعي، فالتواصل بين أبناء أكثر من ثلثي قرى وبلدات وسكان البقاع الغربي وراشيا مقطوع تماماً، على الشبكتين الثابتة والخلوية والأنترنيت، أمر لم يحرّك نواب المنطقة ووزراءها ومرشحوها ومستنوبوها ولا حتى بلدياتها المشغولة انتخابياً.

معاناة ومكابرة وتطويع

وجع تلوى آخر، معاناة تعتصر القلوب، أزمات حياتية يومية يعيشها البقاع الغربي وراشيا، وكأنها منطقة في كوكب آخر، والمسؤولون والنواب والمرشحون لا يتذكروها إلا في عز الانتخابات مرة كل أربع سنوات، والإنتماء المتوازن شعار من دون تطبيق، طرقات أشبه بالقرون الوسطى، ومشاريع دونتها أقلام سطوراً على صفحات الجهل وغابر الأزمان، ومكابرة سياسية في حسابات الأرقام الإنتخابية وسجلات المحفوظات في أدراجٍ بالية، هدفهم تجويع الناس وإفقارهم لتطويعهم في مشاريعهم وحساباتهم ومحاصصاتهم وأبواقهم.

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …