هيستريا قطرية لعرقلة سورية في الجامعة العربية

 

الكاتبة رنا العفيف

عدم الاستقرار الفكري والسياسي ، قد اعترى السياسة القطرية تجاه سورية والمنطقة ، خاصة في ظل موجات التطبيع المستمر مع اسرائيل ، وسياسة واشنطن ، هل يحق لقطر وغيرها ممن طبعوا مع الكيان الاسرائيلي التي ارتكبت مئات الالاف من المجازر بحق الأمة العربية وأبنائها ، أن تنظر سياسيا على سورية التي دائما كانت ومازالت تقف إلى جانب شقيقاتها من الدول العربية ؟

نهاية حقبة تاريخية من الصراع السياسي في المنطقة، وبداية حقبة سياسية جديدة، وتذمر واشنطن إزاء الإنفتاح العربي على سورية ، وقطر تعرقل جهود المساعي العربية للم الشمل كبداية سنة جديدة تحمل معها أفاق الحلول في الملف السوري، إلا أن قطر تكرر عدم التطبيع مع سورية بحسب تعبيرها، فعلا التطبيع مع اسرائيل التي انتهكت شرف الأمة العربية ، ومبادئ العرب ، وقتلت وشردت وذبحت، تمثل سياسة قطر وأدنى ذلك بين قوسين ، بينما سورية التي دافعت بشراسة عن كرامة الأمة العربية وقضاياها المجتمعية ، مازالت تدفع ضريبة صمودها ومواقفها لليوم، تشن قطر ومن قبلها السعودية حملة ممنهجة سياسياً ودبلوماسياً، لغاية في نفس صهيون، للإجماع بحلفائها التي تعتبرهم الأقوى في المنطقة ،بنفي نتائج صمود سورية وشعبها، متناسية الاعتداءات الاسرائيلية وعشرية النار والارهاب عليها. مستنكرة مساعي زيارة وزير الخارجية الاماراتي الى دمشق، خوفاً من مواجهة الملفات التي ستطرح بالجامعة العربية وربما اولها دعم قطر للارهاب بسورية التي تليها سلسلة من الأنظمة اللؤم على سورية بشكل خاص وعلى القضية الفلسطينية بشكل عام ، وهذا ليس من مصلحتها في الوقت الحاضر ، فمهمتها التي اوكلتها واشنطن بها ،لم تتبلور بالنتائج المطلوبة لصالح الغرب ،فكيف اذا انكشفت المؤامرة بالعلن، لتتحدث عن فضائح الأنظمة العبرية تجاه سورية ودول الجوار لبنان والعراق، هذة العوامل كفيلة بأن تدين قطر وكل من دعم الارهاب بسورية وكان سببا في معاناة الشعب السوري . بإلحاق الضرر بالبنى التحتية ومؤسسات الدولة السورية ومنشأتها في ظل الحرب وما يليه من متحور سياسي وطبي . لزعزعة أمن واستقرار المنطقة برمتها.

وفي ذات السياق ، كان حديث لنائب وزير الخارجية الدكتور بشار الجعفري على الميادين، حيث قال: قطر تعرقل مشاركة دمشق في اجتماعات الجامعة العربية، سورية أكبر من أن ترد على تصريح أي موظف سعودي، كما أن سورية كانت سبباً مباشراً في فشل الكثير للمشاريع الغربية في المنطقة، مشيرا إلى مايقوم به الغرب من تصفيات حساب مع دمشق، بسبب إفشالها لمشاريعهم .

وهذا يعني بأن قطر تمثل الوجه الاخر لسياسة الغرب العنصرية، وكانت شريكاً من الطراز الحديث لهذة المشاريع التي تم احباطها، تحاول اليوم ابرام السياسة وتحويلها إلى عربدة صهيونية غربية، بما يتناسب مع المصالح السياسية والصفقات السرية معاً، لكسب المزيد من العروض والإغراءات التي تقدمها واشنطن لنخاسي السياسة (قطر) وبائعي القضية الفلسطينية. بإبراز أنيابها ،محاصرة استراتيجية سورية التي تمثل صمام الأمان العالمي، بعد أن أدركت سياسة الانفتاح العربي، بكسر جليد بعض النزاعات، بإعادة صياغة السياسة، واحترام مبادئ السياسة السورية، بغض النظر عن التعليقات الملحقة بالكيد والغيظ .

لذلك تصر قطر على موقفها تجاه سورية، كنوع من الهيمنة التي اكتسبتها من واشنطن، اثناء فرض عقوباتها السافرة على سورية، وماسببته من حصار جائر لا يليق بالبروتوكولات السياسية ضمن إطار التعامل الدبلوماسي في السياسة العالمية، فسلوك سياستها من حيث المبدأ والضغوط ، هو استكمال لهذة العقوبات، لقطع مد العلاقات العربية مع شقيقتهم سورية المقبلة على إعادة الإعمار والاصلاح ، وما تحرزه من انتصارات متلاحقة ، لتصاب قطر وداعميها بهستيريا بفرض شروط غير أخلاقية متجاوزة الخطوط الحمراء لمبادئ الموقف السوري تجاه قضايا مجتمعية قومية تمس أمن واستقرار المنطقة، غير موضوعية، لا تتماشى مع سياسة دمشق بأن تملي عليها شروطا وهذا مرفوض طبعاً، كما أكد الجعفري، بأن سورية واقعية في نهجها وسياستها بكل موضوعية، وتعلم جحم واشنطن ومن خلفها، من السياسات الدولية، خاصة وانه لا يوجد رسالة واضحة من واشنطن للانسحاب قواتها من سورية ، كما قرار الشعب بعدم أي محتل على الأرض السورية. والنوايا هنا واضحة من حيث عدم التزام واشنطن بقرارتها لا تجاه سورية ولا حتى مع طهران في محادثات فيينا، ولا مع روسيا أيضاً، وهذا بات واضحاً عند الجميع بأن سياسة الغرب مبنية على الهيمنة والاحتلال والتوسع والقتل، لا على السلام والتقارب السياسي بين الشعوب .

وبالتالي لا يمكن للشمس أن تختبئ بغربال، أي بالمعنى السياسي نترجم اليوم كل من طبع مع اسرائيل ويقف اليوم ضد سورية كان له دور في هذة الحرب على سورية ، وكان شريكا بارتكاب الجرائم وسفك دماء الأبرياء من مدنيين وعسكريين ، بدءا من عملية خطف أبناء الجيش العربي السوري وصولا للعمليات الإرهابية التي راح ضحاياها الكثيرين بدمشق وغيرها من مناطق سورية ، ونحن ندين ونستنكر هذة اللعبة السياسية القذرة التي تتهافت عليها قطر والسعودية هذة الأدوات الرخيصة بقاموس السياسة والعرف الدولي، (بلطجة) و سورية تعايشت مع هذة الأزمات فهي تقاوم وستبقى على سياستها ومبادئها و مواقفها حتى تحرير فلسطين المحتلة ، فسياسة الضغوط تعايشت معها، واصبحت الأقوى في ظل التحدي الاقليمي والدولي ، فمن الرهانات ما كسر وذل ، وحرب اليمن تشهد لها السعودية في مأرب وهي تئن تحت ضربات المقاومة الشعبية ، وهزيمة واشنطن تشهد لها هزيمة افغانستان، فما بالكم سورية قبلة العالم السياسي ، وبوصلة العرب ، وصمام أمان العالم العربي ، لتبقى للرهانات القطرية ما أصاب أسيادها من ذل سياسي وزحف دبلوماسي .

رنا العفيف

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …