ماتا هاري.. الجمال الأنثوي المدمر

 

إعداد: عيسى ريشوني

أعدمتها القوات الفرنسية عام 1917 بداعي إفشاء أسرار فرنسية للأعداء أثناء الحرب العالمية الأولى، ووصفتها الحكومة الفرنسية وقتها بـ«أعظم جاسوسة في القرن»، والتي أرسلت 20 ألف جندي إلى حتفهم، إنها مارجريتا مكلويد، أو كما تعرف أكاديميًّا باسم ماتا هاري (Mata Hari)، وهي واحدة من أكثر جواسيس العالم إثارة للجدل حتى بعد عقود من إعدامها المأسوي على يد القوات الفرنسية.

 

عُرف عن ماتا كثرة علاقاتها العاطفية مع جنود من جنسيات مختلفة أثناء الحرب العالمية الأولى، هذا السلوك الذي قادها إلى الاتهامات التي وجهت إليها، كان السبب الرئيس في جعلها المتهمة المثالية من قبل الحكومة الفرنسية أمام الشعب الفرنسي في ذلك الوقت، فقصتها مليئة بالإثارة، كما أنها سهلة التصديق. في العام الماضي، أصدر ناشر هولندي مجموعةً مهمة من مذكراتها التي أظهرت جانبًا ربما كان له عظيم الأثر في شخصيتها التي سيعرف عنها العالم كله في ما بعد. أظهرت المذكرات مأساة حقيقية عاشتها ماتا في شبابها، عندما انفصلت عن زوجها الذي كان يعتدي عليها، لتُترك مع طفلتها أمام حياة صعبة خالية من الدعم المالي، فكان عليها أن تصنع خيارها الخاص بحسب المذكرات: إما الفقر، وإما «طريق الهلاك».

ولدت ماتا لعائلة ثرية في هولندا عام 1876، وعندما بلغت عمر 13 عامًا كان والدها قد هجر والدتها وتزوج من امرأة أخرى، وبعد عام واحد توفيت والدتها لتترك ماتا في عالم صعب يجب عليها الخوض فيه وحيدة. عام 1902 انفصلت عن زوجها، وحصل زوجها على حق حضانة طفلتها الوحيدة. كانت ماتا مدمرة تمامًا في ذلك الوقت، فقررت أن تشق طريقها نحو باريس، وقدمت نفسها بصفتها راقصة مدربة على طرق الرقص الإيروتيكية. في ذلك الوقت، حصلت مارجريتا على اسمها الجديد ماتا، وأصبحت مارجريتا طي النسيان، فجذبت ماتا المعجبين بالآلاف في باريس، وانتقلت لتقدم استعراضاتها في فيينا ومدريد وباقي العواصم الأوروبية.

خلال فترة ترحالها، حصلت ماتا على رفقة العديد من رجال الطبقات الأرستقراطية في عواصم أوروبية مختلفة، لكن علاقاتها مع ساسة ومسؤولين في الجيش الألماني جلبت إليها الانتباه ليتم التحفظ عليها من قبل البوليس السري الفرنسي. ثم استجوابها، والتأكد من عدم تواصلها مع مسؤولين ألمان بشؤون قد تضر بالمصالح الفرنسية، وطلب منها أن تكمل جولاتها في العواصم الأوروبية على أن تستهدف شخصيات مرموقة من الساسة الألمان، وخصوصًا من رجال الجيش والبحرية الألمانية في مدريد، على أن تبلغ الاستخبارات الفرنسية بكل ما تحصل عليه من معلومات.

لأسباب لم يتم إعلانها، أصبح ولاء ماتا لفرنسا محل شك، فعادت إلى باريس 1917 ليتم القبض عليها مباشرة واتهامها بكونها جاسوسة لصالح ألمانيا، وتمت محاكمتها بالخيانة وحُكم عليها بالإعدام، وتم تنفيذ الحكم في العام نفسه. ظلت الولاءات الحقيقية لماتا محل شك طيلة العقود التالية، لكن وثائق ألمانيا تم الكشف عنها عام 1970 أكدت أن ماتا كانت عميلة ألمانية تحت الاسم الرمزي «H-21» انضمت للاستخبارات الألمانية رسميًّا عام 1915.

شاهد أيضاً

أنواع الرجال ثلاثة مع المرأة ذات الفكر والشخصية وصاحبة الأثر والكلمة

🌹موقع مجلة كواليس إعداد زهراء 🌹 الأول إما أن يكون رجلا ضعيفا يعيش فى كنفها …