صباح القدس

 

ناصر قنديل

صباح القدس لسورية والعراق ولبنان واليمن ، حيث الشمس وحدها دواء العفن ، وحيث الحقائق والوقائع ، لا تترك الحق الضائع ، وتزاحم الأحداث والأخبار ينبئ بتسارع الأخطار ، ومن مخاطر الفوضى في العراق تطل حقيقة فشل الرهان على الانتخابات ، كما قالت احداث الطيونة في لبنان بفشل الرهان على البيطار ، وقال التصعيد السعودي بسقوط الرهان على جعجع ، فهي رهانات ساقطة كالأسهم الهابطة ، تؤدي لإنهيارات البورصة السياسية ، وفشل الحروب في تحقيق الأهداف الأساسية ، وتجهز الأميركي للإنسحاب ، يربك المهزومين الباحثين عن أي باب ، يمكن له تحصينهم بوجه المخاطر القادمة ، حتى لو اقتضى الامر ايقاظ الفتن النائمة ، فهم يدركون انهم هزموا والاميركي حاضر بينهم ، فكيف بعد الانسحاب سيكون حالهم ، وفي طليعة المرتبكين ثلاثي التركي والسعودي وكيان الإحتلال ، وها هم يدورون على أعقابهم بحثا عن مخارج ، يشغلون ما لديهم في الداخل والخارج ، واذا بدأنا بأردوغان سنجد عقدته في سورية تتعمق ، ويسقط رهانه الملفق ، وما يجري في المناطق الشمالية الشرقية ، يقول بسقوط الرهان على حرب عرقية ، وعلى تقسيم المناطق الى امارات ، مع تكاثر الإشارات ، الى ان حربه الذكية تكشفت عن غباء كبير ، فحدث ما لم يحسب حسابه من تحولات ، وها هو الجيش السوري يدق النفير ، وينتشر على الحدود فتسقط الكانتونات ، فيتسابق الأميركي مع قرار الرحيل ، ليفخخ العراق بالتقتيل ، والسعودي المربك مما يجري في مارب ، وقد باتت امام خيار الحسم الاكيد ، لم يعد يعرف اين يضرب ، فحطت عينه على لبنان ، لأنه قادر على تنسيق الخطوات مع الكيان ، وتفحص الأهداف يقول ، أن الضغط سيكون على الحدود السورية العراقية ، ومستقبل المقاومة في سورية ، ففيهما تكمن معادلة امن الكيان ، فيصرف الضغط على لبنان ، للحديث عن عودة حزب الله الى وراء الحدود ، ويقكك العراق الى ساحات ، بأمل ظهور ميليشيات مذهبية الى الوجود ، فتمسك حدود سورية مع العراق ، والهدفان يخدمان امن الكيان ، ويقدمان كانجاز لوحدة الأوطان ، فيكون الخطاب في العراق ولبنان ، عن اعادة ضبط السلاح ، ووقف مشروع ربط الكيانات والساحات ، والهدف اسقاط المحور ، ووحدها اسرائيل ترتاح ، عندما تعزل عن بعضها المقاومات ، ويقطع شريانها الأبهر ، لكنهم لا ينتبهون الى ان الوقت يسيل من بين ايديهم بخطى سريعة ، ولن يتاح لهم احداث الوقيعة ، فايران في تسارع مع الزمن للتقدم في التخصيب ، ولذلك واشنطن مذعورة ، وتستعجل المفاوضات ، ومأرب ستتحرر في وقت قريب ، ولا تملك عندها السعودية ترف الإهتمام أمام حضور الضرورة ، وسورية ترسم معادلة الإقليم بإنتصاراتها ، وقريبا تقيم إحتفالاتها ، فمن يتوهم بامكان رسم مصير العراق بعيدا عن مشهد المنطقة ، لم يتعلم بعد انها اوعية مستطرقة ، وان الجنرال وقت يا سادة ، هو الذي يملك دفة القيادة ، فاحلموا في ليلكم ، واركبوا اعلى خيلكم ، وعندما تحين الساعة ، لن تجدوا شماعة ، تعلقون عليها خيباتكم ، عندما تفيقوا من سباتكم .

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …