سعادة السماء” توزّع الحقائب المدرسية والقرطاسية على أطفال الأسر المتعففة

علاوي: مشروع إبني ماثيو هدفه الثورة من أجل الصنارة وعدم إذلال المواطنين

كتب مدير التحرير المسؤول

     محمد خليل السباعي

ما بين إنشاء مركز “قرية الإنسان لتأهيلالشباب المدمنين”، في منطقة المعيصرة نهر إبراهيم، ومركز قرية مريم لتأهيل الفتيات المدمنات في منطقة غوسطا حريصا بالإضافة إلى توزيع الملابس، وإنشاء المطاعم، أو الكافيه، أو السناك، في برج حمود وسد البوشرية وطرابلس، من أجل تأمين الطعام لأولاد الشوارع والجائعين والعائلات المتعففة. تستمر جمعية “سعادة السماء”، في تقديم الخدمات والرعاية الجزئية للعائلات والأفراد المحتاجين، وهي جمعية روحيّة رسوليّة، خيريّة، اجتماعيّة، غير سياسيّة، لا تبغي الربح مطلقاً، مسجلة وفقاً للأصول لدى وزارة الداخلية والبلديات، ومرخصة تبعاً لبيان والعلم، رقم 394 تاريخ 27/3/2008.

في الملعب الرياضي التابع لبلدية سد البوشرية – الجديدة، مقابل كنيسة مار تقلا، نلاحظ وجود أكثر من 20 شاب وصبية، من المتطوّعين والمتطوعات، الذين يستقبلون الناس بكل محبة واحترام وبكرامة إنسانية،مصانة لا مثيل لها، في هذا الزمن الصعب والرديء.

الأب مجدي علاوي يتحدث إلى كواليس

 

وفي هذا السياق، تحدث خادم جمعية “سعادة السماء” الأب مجدي علاوي، إلى “كواليس” فقال: “في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة والمتردية، التي أرخت بثقلها على كاهل المواطنين اللبنانيين، الذين يرغبون في العلم لأولادهم ولهذا الهدفأطلقنا حملة للتبرع تحت عنوان “Back To School”، والتي تنفذ للسّنة الثّامنة على التّوالي، وهدفت إلى توزيع الحقائب المدرسية والقرطاسية الجديدة، لـ 2000 تلميذوتلميذة، وما نقوم به، من الروح القدس ومشاريعه وليست مشاريعي، وما ننفذه يتم بدعم من أشخاص خيرون طيّبون، يؤمنون برسالتنا الإجتماعية والإنسانية والخيرية”.

وتابع الأب علاوي: “إننا نستهدف مساعدة الطلاب التواقين إلى العلم، وهم من الفئات المهمشة والمحتاجة، والمنضوين في أسر متعففة، وأن المبادرة السنوية للحملة،طالت 2000 طالب وطالبة، من مختلف المناطق اللبنانية، من دون أي تمييز، لأن الأهم بالنسبة إلينا رفع عامود الثقافة فوق عامود الإهمال، ومن الواجب الوقوف إلى جانب وجع النّاس المتعبين، الذين أرهقتهم ظروف الحياة القاسية، وباتوا بأمسّ الحاجة إلى من يساندهم ويدعمهم في تأمين قوت أولادهم اليومي، ومساعدة الطلاب في دفع الأقساط المدرسية، وتوفير بعض المنح المدرسيّة للطلاب كما في سائر السنوات الماضية، لأن سلاح العلم والثقافة والتربية،هو السلاح الأقوى، فالمساعدة في تأمين قرطاسية المدرسة، لعلنا نساهم في بلسمة جراحات ومعيشة الناس، في ظل أوضاع اقتصادية متردية وصعبة، وضيقة وتحديات راهنة مثقلة بالهموم والمآسي اليومية.

 

خلال توزيع الحقائب المدرسية والقرطاسية

هدى ضو تشرف على التوزيع

 

فــقــدان مــاثــيــو

وعن فقدانه ولده ماثيو وعلاقته مع جمعية “سعادة السماء” قال الأب علاوي: “إن جمعية “سعادة السماء” وإبني الراحل فقيد الشباب ماثيو، شكلان سوياً شخصاً واحداً، وبالرغم من كل الظروف والأوضاع الإقتصادية والمعيشية الصعبة والسيئة، الواقعة على جميع اللبنانيين، كان إبني ماثيو لديه مشروع حقيقي واحد، يتمحور حول وضع برنامج حاول تعميمه وتنفيذه،تحت عنوان: “نبدل السمكة بصنارة”. وإذا ساعدنا الطلاب اليوم بتأمين أغراضهم من قرطاسية وحقائب مدرسية وسواها، نكون ساعدنا أهلهم، في مواجهة بعض من متطلبات الحياة اليومية، يعني النضالسوياً في رسم مستقبلهم، على صعيد العلمي والتربوي والأكاديمي، أي المقصود بذلك الصنارة، وهذا هو مشروع إبني الراحل ماثيو، وكان يقصد الثورة من أجل الصنارة، الثورة يعني عدم إذلال وإهانة المواطنين، الثورة يعني نيلهم كل حقوقهم الطبيعية والمشروعة، الثورة يعني عدم الوقوف في طوابير وصفوف الذل على محطات البنزين والمحروقات والصيدليات وأبواب المستشفيات وسواها، والثورة يعني حق كل طفل وطفلة في هذا الوطن، أن يتعلموا ويذهبون إلى المدارس، وحقهم أن يتأمن لهم كل حاجاتهم اليومية الملحة، لأن الله القدير والعزيز والكريم، لا يقبل بما يحصل في هذا البلد،وما يتعرض إليه الشعب اللبناني من إذلال وإهانة لكرامته بشكل يومي ممنهج ومدروس“.

وتابع الأب علاوي: “أتوجه بالشكر والإمتنان والتقدير، لكل أهل الخير الذين ساعدوا في تأمين القرطاسية والحقائب المدرسية، لحوالي 2000 طالب وطالبة، نقدر الجهود التي بذلت من قبل فريق المتطوعين والمتطوعات، الذين قاموا بهذا العمل الإنساني والخيري، بشكل مرتب ومنظم، حافظوا فيه على كرامة أهالي الطلاب، بكل رصانة واستقبال لائق ووجوه بشوشة،ونتوجه بالشكر للقيمين في بلدية سد البوشرية الجديدة، رئيساً وأعضاءً وشرطة، الذين قدموا هذا الملعب الرياضي بشكل مجاني، من أجل تنظيم هذا النشاط التربوي، وأن الشكر في الأساس والمحور، إلى الرب الكريم، الذي من خلال أهل الخير، مستمرين في العطاء الإنساني والإجتماعي، رغم الظروف الصعبة والأوضاع الإقتصادية والمعيشية، التي تمر على لبنان وشعبه”.

وتابع الأب علاوي في الحديث عن نجله الراحل ماثيو، والدموع تنهمر على خديه في لحظات مؤثرة بالقول: إن إبني فقيد الشباب ماثيو، باقي في أعمالنا وقلوبنا وعقولنا، وهو يعرف كم أنا أحبه، ويقف معي في كل تحركاتي وأعمالي وتصرفاتي، وحتى في صلاتي اليومية، أدعو له بالرحمة والغفران والمحبة، وكتبت له على قبره: “حبوا أعداءكم” وأقول له لقد غفرت وسامحت وأحببت، كل ما أساؤوا له أو تعرضوا له بالأذى، وفي عمق الدين المسيحي، أفهم بأنه لا يمكن أن أصعد إلى السماء، مهما قمت بالأعمال الخيرية والإنسانية، والتزمت بالصلاة اليومية، يجب عليّ أن لا أنساه لأنه في قلبي، وفي كل قطرة دم في جسدي، لكن عليّ أن أغفر وأسامح، وأحب الذي أساء ووجّه الأذى إليّ، وعليه أقف أمام قبره وأقول له مراراً وتكراراً، سوف: أحب وأسامح وأغفر لكل من أذاه وأساء إليه”

 

.

ميراي بو سرحال تتحدث إلى كواليس

 

بـــو ســـرحـــال

من جهتها تحدثت المتطوعة ميراي بوسرحال، المشرفة ميدانياً على هذا النشاطالتربوي، إلى “كواليس” فقالت: “إننا نقوم بهذا النشاط التربوي الخيري، من خلال تقديم القرطاسية والحقائب المدرسية، للطلاب المسجلين في لوائح الجمعية، للسنة الثامنة على التوالي، وما نرتكز إليه إعتبار قمة العبادة خدمة الناس، وما نقدمه يدخل في إطار الإمكانات المتاحة لدى الجمعية، في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية سيئة ومتردية وصعبة، واستفاد من هذه المبادرة الخيّرة،والتي وزّعت على الأهالي، قسائم من أجل أخذ ما يحتاجونه، بحسب أعداد الأفراد لديهم، حوالي ألف عائلة، يبلغ عدد أبناؤها2000 طفل وطفلة، وذلك عبر تقديم أموال وهمية، حتى يشعر الطلاب أبناء هذه العائلات، بأن والديهما يدفعون ثمن ما يتم شراءه، من قرطاسية وحقائب مدرسية، بالإضافة إلى وجود بعض الهبات من الكتب المدرسية، وبإمكان أهالي الطلاب، أخذ ما يحتاجون منها”.

شاهد أيضاً

مطر: “مبروك لفريق “⁧‫النجمة‬⁩” العريق رفعه كأس بطولة ⁧‫الدوري اللبناني‬⁩

‏كتب النائب ايهاب مطر على منصة” اكس “:”مبروك لفريق “⁧‫النجمة‬⁩” العريق رفعه كأس بطولة ⁧‫الدوري …