ألبطاقة التمويلية وبطاقات الذل هل هذا ما تنتظره أيها الشعب العظيم؟

د. ليون سيوفي باحث وكاتب سياسي

 

لا يخفى على أحدٍ كيف يواجه لبنان منذ سنتين انهياراً اقتصادياً غير مسبوق والذي يعد من الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر لغاية اليوم بحسب تقرير البنك الدولي و83 بالمئة صنفوا فقراءً ، وبات أكثر من نصفهم تحت خط الفقر، في حين فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار…
والارتفاع المتصاعد غير المسبوق لأسعار المواد الأساسية إشارة إلى بداية انزلاق لبنان نحو التضخم المفرط.
فبعد كل هذه الجرائم التي أوصلتنا إليها هذه المنظومة الحاكمة دون شفقة والمحزن أو بالأحرى المرعب عندما سمعت أن إحدى البلديات في منطقة الجنوب وأخرى في منطقة كسرون قد وزعتا على أبناء منطقتيهما بطاقات سبقت البطاقة التمويلية وهي بطاقة “البنزين”الذي يحق لكل مواطن من هذه المناطق بعشرين ليتر بنزين كل أسبوع ما حصل طبعاً ليس إلا بداية لاستعمارٍ جديدٍ ممنهج وما ستعتمده كل البلديات في المستقبل القريب ولن أستبعد ولادة بطاقات الإعاشة التي ستوزع على هذا الشعب المسكين إي مثلاً فكل مواطن له الحق شهرياً بكيلو سكر وكيلو رز وزجاجة زيت وكيلو برغل ودجاجة واحدة في الشهر ولحم في المناسبات التي يرونها مناسبة له فما يحصل مدروس بشكل خطير ولا يوصف ولا أستبعد أن يقلّص هذا اللبناني من كميات الطعام أو عدد الوجبات بعد اليوم، ولا ننسى كيف أحرق بعض المواطنين أنفسهم احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية وعدم قدرتهم على تأمين الطعام لعائلتهم، هل هكذا أصبح هذا اللبناني الذي يملك حضارة عمرها أكثر من سبعة آلاف سنة أن يعيش على بطاقات الإعاشة؟
ولا ننسى جريمة الحد الأدنى للأجور كناية عن 675 ألف ليرة، أي ما يعادل 450 دولاراً ما قبل الأزمة و45 دولاراً اليوم بحسب سعر الصرف في السوق السوداء. وما زال غالبية اللبنانيين يحصلون على أجورهم بالعملة المحلية و طبعاً سيهرول هذا المواطن لاستلام هذه البطاقات لينقذ بها حياته هذا المواطن الذي صدّر إجداده الحرف للعالم وكان وما زال متميزاً بين كل شعوب الارض وأينما كان يتواجد هذا اللبناني وجد العلم والذوق والحنكة والذكاء واكبر دليل على ما اقوله، المغتربين وحتى المقيمين هل هكذا هي نهايته في هذا العهد الذي يعتبر نفسه بالعهد القوي؟
هل سيقف اللبناني بالطابور لاستلام بطاقته ؟
هل سيقف بالطابور ليستلم المواد الغذائية والبنزين ..
لعن الله من أوصلنا إلى هذا الذل…
هل انت مستعد لبطاقة الاستعباد ؟

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …