مجازر العدو الإسرائيلي كي لا ننسى

نضال عيسى

في جعبته الكثير من الأحداث التي يحتفظ بها ويوثقها للتاريخ للأجيال التي لم تولد بعد حتى لا ننسى أجرام هذا العدو الغاصب
أنه إبن الجنوب الصامد، إبن بلدة تولين التي قدمت الشهداء وهي تقول للمحتل اقتلوا منا ما شئتم ولكننا لن نركع ولن نتخلى عن أرضنا لأنها كرامتنا
العميد المتقاعد حسين عوالي يحدثنا عن مجزرة تولين التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي حصلت في 16 أيلول  والاجتياح في 14_15_16_ايلول من العام 1972
عن ذكرى هذه المجزرة ولأجل أن يعرف العالم وبعض ضعفاء النفوس في لبنان الذين يشعرون بقربهم من العدو التقيت حضرة العميد حسين عوالي للتحدث معه عن ابشع مجزرة قامت بها قوات هذا المحتل وكان لهذا اللقاء سؤال واحد كفيل بسرد القصة من عميد جبار غلبته دمعة حنين لوالد قضى بهذه المجزرة البشعة ولم أطَرح أي  سؤال أخر وتركت العميد حسين عوالي يشرح لي ماذا حصل في ذلك اليوم المشؤم وفي اليومين التاليين فقال:

والد العميد حسين عوالي الشهيد إبراهيم محمد عوالي

 

أبشع المجازر الصهيونية
وأولها في تاريخ هذا الكيان:
في ١٤_١٥_١٦أيلول عام ١٩٧٢م
اجتاحت قوات الاحتلال الصهيوني
الجنوب وصولا” إلى تخوم
مخيمات اللاجئين الفلسطينيين
في صور.
وقد قاومها الجيش اللبناني
وكبدها خسائر فادحة:
ففي قانا الجليل استطاع رامي
دبابة لبنانية أن يدمر ويعطب
8 دبابات صهيونية.
وحصلت اشتباكات على جميع
محاور تقدم القوات الصهيونية.
فما كان منهم إلا أن افتعلوا
أكثر من مجزرة بالمدنيين العزل
الأبرياء ،
ففي قبريخا قضاء مرجعيون
رموا الأسلحة الكيميائية على
مدنيين أبرياء معظمهم نساء
وأطفال وقتلوا طالباً في الشهادة التكميلية واصيب العديد من النساء والأطفال.
أما في جويا وأثناء عودتهم
باتجاه فلسطين المحتلة:
أوقفوا سيارة أجرة عمومية
نوع مرسيدس ١٨٠
تقل جرحى من بلدة تولين
قضاء مرجعيون والتي كانت قد
أصابتهم أثناء دخولها البلدة
بإطلاق النار بشكل عشوائي
وأطلقوا النار على السيارة بمن
فيها بكثافة ومن ثم مرروا
دبابة” على السيارة فسحقتها
بمن فيها.
واصبح سمك السيارة لا يتجاوز
العشرين سم.

كي لا ننسى

 

وكان بداخلها ثمانية أشخاص جميعهم من آل عوالي وهم:
والدي إبراهيم عوالي
عمي عبد الأمير عوالي
إبن عم والدي منيف عوالي
وشقيقه عبد الحسين عوالي
وامهما الحاجة نوفة عوالي
وهي جريحة منقولة
والطفل حسن منيف عوالي
وهو جريح ايضاً.
بالإضافة إلى سائق السيارة:
حسين الحاج يوسف عوالي
وشقيقه يوسف الحاج يوسف عوالي.
وقال شهود عيان بأن الصهاينة
مرروا الدبابة أكثر من مرة
على السيارة.
ويتموا أكثر من ستين طفلا”.
وقد استنكر آمين عام
الأمم المتحدة يومها:
كورت فالد هايم المجزرة وادانها
وكذلك الرئيس المصري
أنور السادات
والملك الأردني
حسين بن عبدالله
وفخامة رئيس الجمهورية
اللبنانية
سليمان فرنجية
ودولة رئيس مجلس النواب
كامل الأسعد
ودولة رئيس مجلس الوزراء
صائب سلام
وحضروا جميعهم إلى تولين
ووضعوا اكاليل من الزهور على
الضريحين الذين احتويا
الشهداء الثمانية مقسمين
اربعة شهداء بكل ضريح.

صور بعض شهداء المجزرة البشعة في تولين

 

*حضرة العميد هل حصل بتلك الفترة أجماع ديني وشعبي استنكارا” لما حصل؟

بالتأكيد وقد حضر إلى تولين مستنكرا” وشاجبا” رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة السيد موسى الصدر على رأس وفد كبير.
ووفد من البطركية ووفد كبير من دار الفتوى، ووفد من مشيخة عقل الموحدين الدروز الكريمة فقدموا التعازي وادانوا المجزرة بأشد العبارات وطالبوا المجتمع الدولي بإدانة هذه المجزرة البشعة.

*ماذا تقول بذكرى هذه المجزرة وأنت مَن فقدت والدك وعدد من اقاربك?

انها ليلة سوداء ليس في التاريخ فقط بل في قلوبنا ايضاً. نعم لقد خسرت والدي وعمي وعدد من اقاربي ولكنها اعطتني العزة والكرامة لأننا أبناء شهداء سقطوا دفاعا” عن الأرض والعرض.

*كلمة أخيرة حضرة العميد حسين عوالي عبر مجلة وموقع كواليس كي لا ننسى ماذا تقول لجيل جديد لم يعش تلك الحقبة?

أنتبهوا انتم على بعد أمتار من العدو المحتل ومن الممكن أن ندخل معهم في مواجهة جديدة تفرض علينا تقديم الشهداء لا تبخلوا بتقديمها فداء ودفاعا” عن ارضكم وكرامتكم وكما قدمنا الشهداء سابقا” نحن على استعداد لتقديمها مجددا”ولنا الشرف بذلك ونحن ابناء مؤسسة شعارهاظ: “شرف تضحية وفاء”.
بدوري أشكر سيادة العميد حسين عوالي على هذا اللقاء الرائع الذي كان بمثابة مخزن معلومات موثق أعطانا مفتاحه سيادة العميد لنغرف منه حقيقة ابشع جرائم هذا العدو
كل الشكر لحضرتك الصديق العميد حسين عوالي

نضال عيسى

شاهد أيضاً

نهايات قصة أوكرانيا

عبدالحليم قنديل على نحو لافت ، يتوازى تقدم الهجمات الروسية مع احتدام حملات انتخابات الرئاسة …