حوار في الثقافة والسياسة من إعداد الإعلامي.. د.وسام حمادة

 

 

  في زمن العولمة والإعلام المرتهن وترسيخاً لمفاهيم الثقافة والمعرفة الراقية والتي تعيش غربتها القاتلة تعيد مجلة كواليس وموقعها الإلكتروني نشر لقاءات ثقافية وسياسية كان قد أعدّها وقدّمها لفضائية الإتحاد الإعلامي، د. وسام حمادة عبر برنامج 24 / 24

ولقاء العدد مع الصحافي د. حسن حمادة

  عنوان الحلقة: ” لبنان ومفهوم الدولة “

 

أغنية بعنوان  ” عالية قاماتنا “

كلمات الشاعر: ” أحمد وهبي “

ألحان وغناء: “د.وسام حمادة”

 

” الأغنية ” …

 

عاليةٌ قاماتُنا نعبرُ فجرَ التبغ

نتسلّل ذاكرةَ القمح المرتعشة

ثمة أسلاكٌ فاجرة .. أسلاك قاتلة

ثمة أسلاك دامية

أمامها نحن هامات لا تنحني

عالية قاماتنا تورِق مطرا

تصحو فوق بيادر الوجع

ننسج حلماً نديّاً أخضرا

نعانق الأرض نسقيها بالدّمع

ونصلّي بكلّ ذرةٍ فينا

صلاةَ الأرضِ والتبغ

تراب الروح للبذرة

عالية قاماتنا لنأكل الحلو مُرّا

كان الفجر تبغاً لصحوة الآلام

صار التبغ فجراً لبيادر الأحلام

والجرح ينهض من غفلة التعب

من صرخة الدّمعة الحرّة

عالية قاماتنا لنأكلَ الحلوَ مُرّا

 

 

– لقاءٌ نُسلّط من خلاله الضوء على آخر المستجدات في عالم الثقافة وآخر التحليلات والرؤى في الحياة السياسية، ومدى تأثيرها المباشر والإستراتيجي على حياتنا وواقعنا الأمني والإقتصادي والإجتماعي، لنوصل المشهد للمشاهد بكلّ شفافية دون عمليات تجميل تشوّه واقع الحال وتقلب الصورة رأساً على عقب خدمةً لمالكي السلطة ورأس المال.

ضيفي اليوم صحافي وكاتب، سياسي لبناني عروبي، عضو المجلس الوطني للسمعيات والبصريات، حمل القلم مبكّراً وشهرَهُ في وجه كلّ مُعادٍ لأمته وعروبته، آمن بفلسطين وعدالة قضيتها، حمل همّ لبنان وكان خيرَ من يُمثّل بلده في العديد من الدول وعلى الكثير من المنابر، نبراساً لم يُجامل ولم يُهادن، قناعته راسخة ورؤيته صادقة، يأخذك بالتحليل إلى واقع أشبه بمشهدية مباشرة لِما يحيط بنا من أحداث، صاحب كلمة حرّة لأنه صاحب قلم حرّ، يقول ضيفي أن الدولة التي تفتقد العدل والنزاهة هي دولة تفتقد المواطنية، غياب المواطنية وتحوّل الناس إلى مجرّد تكتلات بشرية يعني أن الدولة دولة إفتراضية.

أرحّب بضيفي الباحث والمحلّل السياسي الدكتور العزيز حسن حمادة، أهلاً وسهلاً بكم ضيفاً عزيزا في هذا اللقاء.

 

الضيف: شكراً لكم وأهلاً بكم.

 

– نحن في غاية السعادة بوجود حضرتك معنا الليلة.

 

الضيف: شكراً وهذا شرف لي، كما أنّني لا أستطيع إلّا أن أُعبّر منذ البدء عن دهشتي، لأنه لم يمرّ عليّ “برنامج” بهذا الشكل ولم أرَ له مثيلاً، فالمقدّم شخص أديب وفنان يبدأ بالعزف على آلة موسيقية، فهذا الأسلوب والتحضير لم أره من قبل، قد يكون موجوداً في بعض المحطات التلفزيونية، ولكن أنا لم أشاهده على الإطلاق.

 

– على كلٍّ هذه شهادة أعتزّ بها.

 

الضيف: لم يكن بوسعي إلّا أن أُعبّر عن دهشتي بهذه الفكرة وهذا الإطار الجميل.

 

– أتمنى أن تكون دهشة إيجابية.

 

الضيف: طبعاً هي دهشة إيجابية وتحمل إعجاباً كاملاً، أهنئك وأهنّئ هذه القناة الكريمة، فالإبداع واضح من البداية.

 

– شكراً جزيلاً لك دكتور حسن، هذا بعضٌ ممّا قدّمتموه، وتُقدّمون، أنتم وأمثالكم، وساهم في تشكيل هذه الروح لدينا.

إسمح لي في البداية ان نستعرض هذا التقرير الذي يدور حول مسيرتك الطويلة جداً والتي من الصعب أن نختزلها في برنامج.

 

الضيف: ليست بهذه الأهمية يا صديقي.

 

التقرير:

 

للسياسة عنوان آخر، حسن حمادة كاتب وباحث لبناني، من مدينة بعقلين مدينة التواصل الثقافي، ومن مواليد عام 1950، حائز على شهادة في الحقوق من الجامعة اللبنانية عام 1973، تابع دراسته في فرنسا وحاز على شهادة الدراسات العليا في القانون الدولي العام من جامعة السوربون في باريس، عمل في الصحافة منذ عام 1973، وتنقل بين مجلة الحوادث وصحيفة البناء، وراسل صحيفة الرأي العام من باريس، وهناك انخرط في جمعيات مناهضة للعنف والفقر، لم يتوقف عن الكتابة منذ عام 1978 حيث نُشرت له مئات المقالات حول العلاقات الدولية في الحوادث والنهار العربي والدولي وكلّ العرب والمنبر وتحوّلات، له دراسات باللغتين الفرنسية والعربية، منها الصهيونية – العربية جذورها ومهَماتها، قبرص دستور أصبح معاهدة دولية، معاهدة الهدنة رأس الناقورة بين لبنان وإسرائيل، عدم الإنحياز يعني، حين تجيز البروليتاريا على الشيوعية، يُبثّ له عشرات المحاضرات والأبحاث عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، تركّزت على موضوع الدفاع عن العدالة وكيفية التصدّي للإستبداد وديكتاتورية المال.

– مجدّداً أُرحّب بضيفي الدكتور حسن، أهلاً وسهلاً بك في برنامجك 24/24 وأنت الحامل لقضايا وهموم الأمة والبلد 24/24.

 

الضيف: لكم الشكر ويعطيكم العافية.

 

 

– بتعريف موجز، منذ سنوات – حزتَ حضرتك – على عضويتكَ في المجلس الوطني للسمعيات والبصريات، كيف يمكنك أن تُعرّف لنا هذا المجلس، وما هو الدور المناط به؟

 

الضيف: هذا المجلس في الأساس أرادوه أن يكون نسخة طبق الأصل عن المجلس الأعلى للسمعيات والبصريات في فرنسا، على اعتبار أنه مع تطوّر تقنيات التواصل لا يمكن أن تستمرّ إدارة شؤون الإعلام المرئي والمسموع ووسائل الإتصال الحديثة تحت سيطرة وزارات الإعلام، فهناك واقع تخطّى وزارات الإعلام والروتين الإداري وغيره، فبدأ في الغرب يتَكَوّن شيء إسمه مجالس إعلام مستقلة، وطبعاً في النهاية ليس هناك شيء مستقل عن السلطات العامة.

 

– وهل أصبح لها تأثيرٌ في الغرب؟

 

الضيف: طبعاً لها تأثير، لأن لديها صلاحيات كبيرة، وصلاحياتها تبدأ بموضوع البرمجة، أي أنها تتدخّل في البرمجة لتصل إلى حماية اللغة، وهنا أُعطي مثلاً سريعاً عن حادثة حصلت في فرنسا، حيث كان هناك دعاية لمشروب عصير الليمون وإسمه Orangina، فأنتجت شركة Orangina دواء جديداً من عصير البرتقال وأطلقت عليه إسم Le jivrait وأصبح الشعار باللغة الفرنسية بدل أن يكون Le jivrait bu velait أصبح Le jivrait boi velait، أي أنهم باتوا يُخطئون باللغة، وكان سبب الخطأ باللغة متعمداً، إذ أن المشاهد حين يسمع هذه العبارة الخاطئة ينتبه للإعلان أكثر.

 

 

– أي أنها شكّلت جزءاً من الدعاية.

 

الضيف: صحيح، وهنا يتدخل المجلس الأعلى للإعلام السمعي والبصري في فرنسا ويأمر بإيقاف هذه الدعاية لأنها تسيء إلى اللغة، وكانت القناة التلفزيونية التي تبث هذه الدعاية وهي القناة الثانية من التلفزيون الفرنسي قد أبرمت عقداً يتجاوز الخمسين مليون فرنك فرنسي – وكان ذلك أيام الفرنك الفرنسي- واضطرت أن تخلّ بهذا العقد وتوقف الدعاية، فدفعت غرامة مالية ضعفي قيمة العقد.

ذكرت هذه الحادثة فقط لنأخذ فكرة إلى أي مدى لديهم صلاحيات، وهنا أحبّ أن أركّز على أمر وهو أنه في هذا الموضوع هناك حماية اللغة الفرنسية، في حين أنه عندما شُكّل هذا المجلس في لبنان ليكون مثل المجلس الفرنسي ولكن من دون إعطائه الصلاحيات، لسبب بسيط وهو أنه جرى التعايش فقرّروا أن نُشكّل هذا المجلس ولكن لا نُلغي وزارة الإعلام.

 

 

– في لبنان سمي المجلس الوطني للإعلام؟

 

الضيف: هو ذاته المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع.

 

– وهو هيئة مستقلة عن الوزارة؟

 

الضيف: ليس له دخل في الوزارة، لأنه يُعيَن وله قانونه الخاص وهو مُكَوّن من عشرة أعضاء يشكّلون مجلس إدارة، خمسة منهم يُنتخبون انتخاباً من مجلس النواب كما هو حال المجلس الدستوري، وخمسة بالإنتخاب من مجلس الوزراء عبر عملية التصويت، ومبدئياً هذا الوضع مفروض لتعزيز صلاحيات هذا المجلس.

 

– ولكن لا نشعر أن له تأثيراً حقيقياً.

 

الضيف: هذا صحيح لأن ليس لديه سلطات تنفيذية بسبب وجود شيءٍ إسمه وزارة إعلام، وقد أُعطي فقط صلاحيات إعطاء الإجازات والترخيص وسحب الترخيص أو العقوبة.

 

 

– يعني مسائل شكلية أكثر مما هي حقيقية.

 

الضيف: لا هذه أساسية ولكن الذي يُقرّر هو مجلس الوزراء، فنحن نرسل إلى مجلس الوزراء الإقتراح ومجلس الوزراء يُقرّر .. ووزارة الإعلام تُنفّذ.

 

– أي أننا عملياً لم نفعل شيئاً وما زلنا مكانك راوح.

 

الضيف: للأسف الشديد، علماً أننا نحن نواكب العمل الإعلامي المرئي والمسموع مواكبة دقيقة جداً ونُصدر دراسات وتقارير علمية وقانونية دقيقة جداً، ولكن للأسف أن السلطات العامة لا تأخذ بتقاريرنا.

 

– ولكن، قد يكون هذا خطأكم يا دكتور حسن إذ أنكم تقومون بالعمل الصحيح وترسلونه إلى المكان غير الصحيح.

 

الضيف: قد يكون ذلك، وهنا أودّ أن أُشدّد على موضوع، أنه رغم فقر هذه المؤسسة، فهي فقيرة جداً جداً جداً، وليس لديها إمكانيات سوى رواتب موظفيها، فتخيّل فداحة الأمر، لدرجة أنه إذا جاءنا زائر من مؤسسة زميلة .. لدينا صعوبة في استقبال هذا الزائر.

 

 

– مع الأسف كما كلّ المؤسسات التي لها أي إرتباط بهذه المنظومة في هذه الدولة، ولا أدري إذا كان ينطبق موضوع الإفتراضية على هذا الوطن الذي إسمه لبنان، لأنني حين قرأت هذه الجملة لحضرتك أخذتني مباشرة إلى لبنان قبل أي دولة أخرى، إن كان في أميركا اللاتينية أو في أفريقيا، برأيك نحن نعيش هذا العالم الإفتراضي في المواطنة؟

 

الضيف: نعم نحن نعيش العالم الإفتراضي في الدولة، وهذه الدولة – دولة إفتراضية بكلّ ما للكلمة من معنى، وكما يقولون في العربي الدارج (دولة كل مين إيدو إلو) فهذه الدولة لديها دستور، وهو دستور جيد جداً ومتقدّم جداً، لكنه دستور لا يُحترم، وسأُعطي مثلاً عن الدولة الإفتراضية، وكيف أن لبنان دولة إفتراضية، هناك المادة 49 من الدستور والتي تمنع إنتخاب من – هم موظفون من الفئة الأولى في الدولة اللبنانية ما لم يكونوا قد تركوا وظيفتهم قبل سنتين لكي يحقَّ لهم أن يُنتخبوا.

 

– ألم يتم تخفيضها إلى الستة أشهر؟

 

الضيف: لا لم يتمّ تخفيضها وخصوصاً لرئاسة الجمهورية، وجرى هذا التعديل الدستوري بالنسبة للرئيس إميل لحود، ولكن حين حصل إجتماع الدوحة وقُرِّر فيه انتخاب الرئيس ميشال سليمان، وجاؤوا إلى لبنان وانتخبوا قائد الجيش ميشال سليمان رئيساً للجمهورية من دون أن يُعدّلوا المادة الدستورية، وبعد مرور عشرة دقائق على انتخابه جاء ليُقسم اليمين أمام مجلس النواب، فدخل وأقسم اليمين باحترام الدستور، لقد انتُخب بانتهاك للدستور وبعد عشرة دقائق دخل وأقسم اليمين على احترام الدستور، هذه الحادثة أعتقد أنها تُعطي فكرة كاملة على أن هذه الدولة دولة إفتراضية تعمل من خارج الدستور، فنحن في ظلّ دولة غير دستورية بكلّ ما للكلمة من معنى، وبما أن الدستور هو أمّ القوانين فهي دولة غير قانونية، وحين تكون الدولة غير دستورية وغير قانونية، إذن، النظام غير شرعي.

 

 

– حتى مجلس النواب مُدِّد له، وكل التعيينات فيها شبهة قانونية، وجميع الناس، باتوا يعلمون، أن هناك خللاً كبيراً جداً في المنظومة السياسية اللبنانية، وبحكم عملي الذي ألتقي عبره بكلّ شرائح الناس إن كان في العيادة أو في العمل الإجتماعي وغيره، وحين أسمع حديثهم في هذا الشأن أقول ما شاء الله الجميع يملك من الوعي ما يجعلنا نخجل أمامهم، ومع ذلك تجد أن هؤلاء الناس – راضخون رضوخاً تاماً، فهناك مفارقة في هذه الإزدواجية بين الواقع المعيوش والوعي والذاكرة وكلّ التفاصيل السياسية وبين ما تنفّذه هذه الدولة الإفتراضية، برأيك لماذا هذا الخلل الكبير؟ وهل الناس حقيقة يجيدون الكلام ويختلفون في التنفيذ؟ مع أن بلداً مثل لبنان وبتواضع جداً شديد، استطاع أن يُقاوم الإسرائيلي من العام ثمانية وأربعين حتى اليوم عبر جبهات من المقاومة، وليس آخرها المقاومة الإسلامية في لبنان، واستطاع أن يحرّر الأرض والنفس من العدوّ الإسرائيلي، ولكنه حتى هذه اللحظة لم يستطع أن يحرّر نفسه من من منظومة سياسية استعبدته دون أن تقوم يواجباتها عبر إعطائه حقوقه المسلوبة.

 

الضيف: أولاً: ما نفع العلم إن لم يُعمل به، فهناك الكثير من أصحاب الشهادات في لبنان وغير ذلك من المواقع ولكنهم يرتضون لأنفسهم العيش داخل معتقلات مذهبية، لأنه في لبنان يجري إسقاط وانتهاك فظيع لحرمة الدين والتجارة به، وهنالك غزو من السياسي للشأن الديني مما يشوّه صورة الدين ويُقلّل من احترام الدين، وأستطيع أن أقول أن في لبنان يوجد حالة كفر عامة، لأنّ كلّ شيء يتم استغلاله واستثماره عبر التسلُح بسلاح الدين، وطبعاً الدين براء من كلّ هذا، ويمكنني القول أن الطوائف والمذاهب في الأساس هي مدارس فقهية وطرق إيمانية، أي أنها مسالة حضارية، ولكن في لبنان جرى تحويلها إلى معتقلات بكلّ ما للكلمة من معنى، أي أنه مُركّب من معتقلات مذهبية تزداد الديكتاتورية بشكل مستمر في داخلها، وتعدّد هذه المعتقلات المذهبية يسمونه كذباً ونفاقاً تعدّدية سياسية وتعدّدية مذهبية وتعدّدية دينية، وأنا أعتقد أنه خلافاً لِما تقوله المادة التاسعة من الدستور اللبناني بأن لبنان يحترم الأديان والطوائف والمذاهب، بأن لبنان لا يحترم الأديان ولا الطوائف ولا المذاهب، لأنه في لبنان – مسموح للسياسة وتجار السياسة أن يقوموا باستغلال الدين والطوائف والمذاهب.

ثانياً: كما تفضّلت حضرتك، أن الدولة الإفتراضية التي تحكم شعبها بالمعتقلات المذهبية والناس – هم داخل هذه المعتقلات طوعاً، والإنسان عادة لا يدخل إلى المعتقل طوعاً، بل يدخله رغماً عنه، لكن في لبنان جرى العكس ظنّاً منه أنه يحمي نفسه وعائلته وأبناء عشيرته داخل هذا المعتقل، وبالتالي يشعر أن العدو الآتي إليه هو نزيل معتقل آخر.

 

 

– الذي هو جار  له.

 

الضيف: طبعاً، وهذا القبول بشكل من أشكال العبودية في لبنان في ظلّ هذه الدولة الإفتراضية حيث يعيش اللبنانيون حالة عبودية مُقنّعة، وهذه هي حقيقتنا، لأنه بات من المفروض أن نتصارح وأن نكون صادقين، فقد أصبحنا مثل الولايات المتحدة، بمعنى أن الولايات المتحدة هي بلاد في ظلّ دولة كدولتها ونظامها، لديها عداء شديد للصدق، إذ أنها لا تستطيع أن تكون صادقة.

 

– حتى مع شعبها لا تستطيع أن تكون صادقة؟

 

الضيف: بدءاً من شعبها وإيهام الناس على أنهم أحرار فيما هم مستعبَدون. كذلك هناك وهمٌ أن المبادرة الفردية محترمة، علماً أن المبادرة الفردية غير محترمة، لأن السلطة والساحة فقط للرساميل الكبرى، والشعوب التي تتكوّن منها الولايات المتحدة تعيش حالة رقٍّ بكلّ ما للكلمة من معنى، فهذه الحرية إنّما – وهمٌ – يعيشه الشعب الأميركي.

 

 

– وصاحب الحلم الأميركي؟

 

الضيف: صوّروا من الكابوس الأميركي حلماً، فالكذب بدأ هناك، لذلك المؤرّخ الأميركي “هوارد زن” وهو أصدق مؤرّخ عرفته الولايات المتحدة في تاريخها، وهو كمؤرّخ كان رجلاً صادقاً ومن أبرز مؤرّخي العالم، وقد توفي منذ أربع أو خمس سنوات، وكان قد بذل أكثر من نصف قرن من الزمن لكي يصالح الولايات المتحدة مع الصدق، ولكنه أخفق.

نحن في لبنان للأسف الشديد نعيش هذه الحالة، وأعتقد بإمكانية تعميمه على الأكثرية الساحقة ممّا يُسمّى بالدول العربية والإسلامية، ممّا يُسمّى وأُصرّ على ذلك لأنني أبحث أين هو الإسلام في الدول الإسلامية .. أين هو الإسلام ..!! أنظر كيف تتصرّف هذه الدول ويحدث في القدس ما يحدث، يجب أن يتوقّف الكذب، فأوّل الحقيقة صدق اللسان، وهذا الكذب والنفاق يجب أن يتوقف فبات الأمر غير معقول، فنحن في لبنان عيّنة عن الدول التي على خلاف شديد جداً مع الصدق، هذا علماً أننا بلد المفارقات الكبرى، بمعنى أنه لدينا كلّ هذه المساوىء في ظلّ هذه الدولة الإفتراضية، أي أن يكون هنالك حربٌ علينا من إسرائيل، ونحتاج لأن نبذل جهداً للقول أن إسرائيل هي العدوّ  ..!!

هذا الإنحطاط العربي الناجم عن دور الصهيونية العربية الخطير جداً، ويكون رئيس حكومة دولتنا مؤيّداً لهذه الحرب.

 

– ويبقى رئيساً للحكومة ..!!

 

الضيف: ومع ذلك لدينا مقاومة وننتصر في الحرب، لذا، لبنان هو بلد المفارقات الكبرى بصغر حجمه وقلة عدد سكانه وبالمشاكل الفظيعة التي يعيش بها وبالتدمير الشامل والمستدام للبيئة التي أوجدها الله سبحانه بملكه، تلك البيئة الساحرة والرائعة الجمال المتميزة بنعمة الفصول والصارخة – الله – ما أجمل لبنان، إلّا أنهم دمّروه وأفسدوه وحطّموه، لكن في ظلّ كلّ هذا استطاع الإنسان اللبناني أن يصمد في وجه إسرائيل بعد أن تخلى كلّ الأعراب الذين قال الله عنهم في كتابه العزيز .. أنهم الأشدّ كفراً ونفاقاً، واليوم يؤكّد الأعراب وحكومات الصهيونية العربية والجامعة العربية المُنحطة كمؤسسة، السافلة والخائنة والصهيونية، أنهم جميعهم متآمرين على لبنان ومتحالفين مع إسرائيل، ومع ذلك تمكّن شعبنا من أن يُنزِل الهزيمة بإسرائيل.

 

– وهذا جزءٌ من التناقض .. دكتور حسن.

 

الضيف: هذه المفارقات الكبرى في لبنان تجعلهم يقيمون المشاكل والقلاقل في الداخل لطعن المقاومة من ظهرها ومن خاصرتها والعدوّ يضربها في صدرها.

 

– قد تختلف مع الآخر في السياسة وفي الشأن الإقتصادي والإجتماعي، ولكن هناك تفاصيل أساسية في الحياة غير مقبولة، وتحديداً موضوع العمالة فهو مرفوض رفضاً تامّاً من كلّ الفئات الإجتماعية والإنسانية، مع ذلك نجد اليوم من ينادي بأحقية شيخ العملاء أنطوان لحد بالعودة إلى وطنه الإفتراضي  معتبراً أن هذا حقّاً مكتسباً له بأن يُدفن في أرضه، كم أزعجك خبر محاولة استقبال هذا العميل؟ وهذا الأمر أليس جزءاً من عملية إذلال هذا الشعب الذي نصَرَ القضايا الإنسانية وانتصر على العدو الإسرائيلي؟

 

الضيف: لسبب بسيط وهو أن لحد ليس الوحيد في هذه الحالة، فبعض من في السلطة هم كذلك أيضاً، هذا هو الواقع بوضوح، وبعض من هم زعماء في البلد هم في الموقع ذاته، لذلك طُرح هذا الموضوع.

 

 

– قد يكونوا مخفيين تحت عباءة السياسة.

 

الضيف: لم يعد هناك أحداً مخفياً.

 

– ولكن هذا العميل كان جنرالاً.

 

الضيف: حين دخلت إسرائيل واحتلت العاصمة العربية الوحيدة، ظهر كلّ العملاء إلى العلن.

 

– كي نستفيد من كلّ ثانية مع حضرتك أودّ أن أنتقل معك إلى المشهد العربي، برأيك العرب وبعد الإتفاقية التي وُقّعت ما بين الجمهورية الإسلامية في إيران وأميركا في ما يتعلق بالملف النووي، هل حملت معها  متغيّرات حقيقية للمشهد، أم أنها قشة يحاول أن يتمسّك بها الغريق، وبأن تكون هذه الإتفاقية خشبة الخلاص للمنطقة ..؟

 

الضيف: شخصياً أنا أختلف مع الأغلبية الساحقة بمن فيهم الأصدقاء والحلفاء، إذ أنه لا يوجد أي دولة عربية ذات سيادة، وهذه يجب أن ننساها، فأكثر الدول العربية تحكمها حكومات صهيوينة عربية، وهي ملتزمة تماماً بسياسة الولايات المتحدة الأميركية، وأكثر ما يضحكني قول أن قطر تقف خلف هذا الموضوع أو أن السعودية تقف خلف ذاك الموضوع، والحديث عن التنافس القطري السعودي، هذه مصطلحات يتم تداولها والحقيقة هي أمر آخر.

 

 

– هي قرار أميركي واضح.

 

الضيف: يُنفّذ عبر هذه الحكومات.

 

– بعد هذا التوقيع هل سيدخل الأميركي نفسه في حلٍّ ما .. أم أنه جزء من تكملة الصراع والمشهد الدموي؟

 

الضيف: طبعاً، فأنا لم أقتنع للحظة حين يُقال أن المنطقة مقبلة على تسويات كبرى، هذا كلام من خارج الزمن وأيضاً من المصطلحات المتداولة، لا يا صديقي هنالك واقع الحال، أولاً أن الولايات المتحدة دولة ما زالت لغاية هذا التاريخ تحقق مكاسب هائلة.

 

– وإنتصارات.

 

الضيف: نعم، وانتصارات، كما أنها ألغت نهائياً شيئاً إسمه الشخصية الأوروبية بالكامل، وأصبحت أوروبا تحت الإحتلال العسكري الأميركي والإقتصادي أيضاً، وتحت الإحتلال المخابراتي الثقافي الأميركي الإسرائيلي، هذه هي أوروبا.

 

 

– وهم يُجاهرون بتنصّتهم عل كلّ الرؤساء الأوروبيين.

 

الضيف: ويسكت الأوروبيون تماماً كالرؤساء العرب ولا يمكنهم أن يحرّكوا ساكناً، ونحن نظن أن هناك وجوداً لأوروبا والقرار الأوروبي وغيره، هذا نتيجة الجهل، والجهل يورّط المرء دون أن يدري، فوضع الدول الأوروبية من حيث الخضوع تماماً مثل وضع الدول الصهيوينة العربية بالكامل، ولا أبالغ في قولي إذ أن وضعها مشابه 99/100 من وضع دول ما يسمى بالعالم الإسلامي، لأن الجميع يقف في النظام المرصوص في صفوف بديعة الإنتظام خلف الإرادة الأنغلوسكسونية، ويكفي أنه لدينا بوصلة لا تُخطئ هي بوصلة فلسطين، ننظر إلى بوصلتنا ونشاهد مواقف الجميع من فلسطين نعرف كلّ شيء، ولا يمكن بالمطلق لأيّ دولة أن تكون مناصرة لإسرائيل في اغتصابها لفلسطين، لأن الذي اغتصب فلسطين هو الإستعمار الغربي ووضع إسرائيل كقاعدة عسكرية، ولكي تكون قاعدة عسكرية فعّالة يجب أن يكون جنودها عقائديين، وأفضل العقائديين بذلك هم اليهود، إذاً، إسرائيل قاعدة عسكرية، وحين نقول ذلك يعني أن هنالك تفاؤلاً كبيراً، لأن القواعد العسكرية ليس ممكناً فحسب، بل حتمية إقفالها.

هنا نأتي إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تُشكّل الحالة الشاذّة عن الوضع العام الذي يسمى بالإسلامي، هذه دولة حين قامت فيها الثورة امتعض الأعراب، وذلك لأن سفارة إسرائيل أُقفلت ورُفع مكانها علم فلسطين، ونتيجة غضبهم شنوا حرباً على إيران بالأصالة عن أنفسهم وبالنيابة عن الأميركي والأنغلوسكسوني، وكانت الحرب العراقية الإيرانية الأولى، وفي ظلّ هذه الحرب استطاعت الجمهورية الإسلامية أن تقوم بعمل دستور وأن تقيم نظاماً سياسياً ديمقراطياً تمثيلياً، فيه التداول على السلطة، وتستمر الحرب عليها وكانت حرباً عالمية، فتُجري إنتخابات وتُجدّد طاقمها السياسي، وبواسطة الإرهاب يُستهدف العديد من قادتها عبر التفجير، وتستمر الحياة بالتزامن مع حرب الدفاع عن الوطن، وتستمر هذه الجمهورية برفع مبادئها واعتبار الصهيونية وإسرائيل هي الشرّ المطلق، وما بدّلت تبديلاً لغاية اليوم، وحين قامت بتجربة ديمقراطية حاصروها بما سُمي عقوبات، وأنا أرفض وأطلب من الأصدقاء في إيران أن يكفّوا عن لفظ مصطلح عقوبات دولية، هذه ليست عقوبات لأن الذي يريد أن يقوم بالعقوبات يجب أن يكون لديه صفة قضائية، الولايات المتحدة والغرب يفرضون حرباً عدوانية إقتصادية على إيران وعلى الشعب الإيراني برمّته.

 

 

– على كلٍّ هذه الحرب فُرضت على كلّ دولة اعترضت على أيٍّ من السياسات الأميركية.

 

الضيف: هذه ليست عقوبات، هذه حربٌ عدوانية إقتصادية تصدّت لها إيران وجعلت منها فرصة لها ودخلت في معترك البحث العلمي وغيره إلى أن وصلت اليوم إلى غزو الفضاء وفرضت على الولايات المتحدة (لأن 5+1 كلاماً فارغاً) مفاوضات عملياً هي مشكلة مع الأميركي حصراً – وأولئك هم عبارة عن زبائن عند الأميركي، لذلك حين قرّر الأميركي انحسمت وأسكت الجميع.

 

– هم كانوا يقولون أنها المفاوضات الأميركية – الإيرانية.

 

الضيف: المفاوضات الأميركية – الإيرانية والإتفاق الأميركي- الإيراني هو اتفاق الضرورة، حيث رأى الأميركي – وهذا ما اختصره رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما وقال – كنّا أمام ثلاث إحتمالات، إمّا أن نستمرّ بهذا الحصار (وسمّاها عقوبات) .. وأنا أقول بهذه الحرب الإقتصادية على إيران، ولكن تبيّن لنا أن إيران تقدّمت في المجال النووي.

 

 

– ولن تتراجع.

 

الضيف: وإمّا أن نشنّ حرباً على إيران وهذا يعني أنّ هذه الحرب ستقود إيران وتدفعها دفعاً للتصميم على إنتاج القنبلة الذرية، ونحن نقول يجب الإعتماد على الفتوى الصادرة عن الإمام الخامنئي حين قال السلاح النووي ليس وارداً، فبقي الحلّ الثالث وهو أن نتفاوض، إذاً، هذا إتفاق الضرورة.

 

– ولكن هذا الإتفاق ألن يعكس حاله على المشهد العام؟

 

الضيف: طبعاً سيعكس حاله عاجلاً أم آجلاً، إيران دخلت نادي الأقوياء في العالم ودخلته من الباب العريض جداً.

 

– لكن المشهد ما زال أكثر دمويّة.

 

الضيف: الولايات المتحدة في حالة الهجوم، هي اضطرت أن تقوم بهذا الإتفاق مع إيران ولكن الهجوم الأميركي مستمر.

 

– لن يتوقّف؟

 

الضيف: لا لن يتوقّف الهجوم الأميركي.

 

– كيف تقيّم التصعيد الروسي إذا صحّ التعبير؟ هل هو رسالة للأميركي؟

 

الضيف: هو ليس تصعيداً روسياً على الإطلاق، إنما هو رد فعل روسي على التصعيد والمُضي قدماً بالتصعيد الدموي من قِبَل الولايات المتحدة الأميركية، لأن الهدف الثاني مباشرة هو أراضي جمهورية روسيا الإتحادية.

 

– وهذا الذي يُرعب بوتين وكان قد أعلن عن ذلك.

 

الضيف: تماماً وبكلّ بساطة، لأنه منذ البدء أقاموا حلفَ شنغهاي .. حلفاً ظاهره .. ” حلفاً إقتصادياً وواقعه سياسياً وعسكرياً وأمنياً “،  والذي نواته روسيا الصين، وإيران هي مرشّحة لعضوية شنغهاي.

 

 

– فهم كانوا ينتظرون توقيع الإتفاقية النووية مع الأميركي ..

 

الضيف: بقرار منها، الآن أُنجز التوقيع ويمكنها الدخول ولكن بقرار منها طرقت بوابة شنغهاي، وذلك من منطلق أنه لا بد من تحالف دولي عريض لوقف هذا الوحش البربري الذي إسمه الولايات المتحدة الأميركية والهجمة الصهيونية التي تقود الجميع وراءها، وإذا قامت هذه الكتلة تكون أكبر كتلة جغرافية سياسية منذ إمبراطورية جنكيز خان، التي هي الأكبر ولم يشهد التاريخ بعدُ إمبراطوريةً بحجمها، ولكن هذه الكتلة الجغرافية السياسية من المفترض، لا بل مفروض، أن تمتدّ من رأس الناقورة في أقصى الجنوب اللبناني بالضبط على بوابة – قاعدة إسرائيل – العسكرية مع ما يعنيه ذلك بالنسبة للصِدام مع الغرب، ومن ثم تتجه إلى دمشق فبغداد وطهران إلى بحر قزوين ثم البرّ الروسي إلى فلاديفوستوك آخر الشرق الأقصى الروسي، ومن ثم تنزل إلى الصين، لذلك قرّر الأميركيون الذين يعرفون أن العامود الفقري للإقتصاد العالمي أصبح موجوداً في الشرق الأقصى، ومشكلتهم مع الشرق الأقصى، وأوّل من أشار إلى ذلك ودعا للإنتباه قبل خمسة وثلاثين سنة هو الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، وكتب في هذا الموضوع، أن هناك مسافة وهي الحلقة الأضعف التي هي العراق وسوريا ولبنان يجب ضربها لمنع الوصول إلى المتوسط والتقدّم شرقاً وشمالاً ضدّ هذه الكتلة الفظيعة، لذلك حدثت حرب العراق وسوريا.

 

– والناس صدّقوا أنّ ما يحدث، هو تغييرٌ للأنظمة.

 

الضيف: بعد أن كذّبوا الكذبة العظيمة حول قصة الإرهاب والقاعدة وإلى آخره، تبيّن أن مشتقات القاعدة وأجنحتها صناعة أنغلوسكسونية، وهذه المنظمات الإرهابية هي سلاح الدمار الشامل الذي يستخدمه المعسكر الأنغلوسكسوني لتدمير بلادنا.

 

 

– برأيك هذا السيناريو الذي وُضع ويُنفّذ عملياً على الأرض جعلنا نتأخّر عن فلسطين أكثر؟

 

الضيف: طبعاً تأخّرنا عن فلسطين.

واستكمالاً لموضوع التصعيد الروسي الذي أتى ردّاً على التصعيد الأميركي، وعملياً نستطيع أن نتكلم اليوم عن إنزال روسي في الساحل السوري وهذه حقيقة، والذي سيساعد الجيش العربي السوري، والجميع مشغول لإبعادنا عن فلسطين لأنها تبقى نقطة المركز، لا يمكن لمن يدعم قاعدة إسرائيل العسكرية أن يرغب بالخير لأيّ دولة عربية، ولكن جميع حكومات – الصهيونية العربية حليفة لإسرائيل للأسف.

 

– ومع الأسف أيضا الوقت شارف على الإنتهاء مع حضرتك وبأسرع ما يمكن.

 

الضيف: لسوء حظي.

 

– وهذا لا يلغي أن نعِدَ السادة المتابعين بتتّمةٍ لهذا الحوار.

ولأن فلسطين الحاضر الأكبر في وجدانك، وكذلك الأسرى بشكلٍ عام والفلسطينيين بشكلٍ خاص، سأوجّه هذه التحية عبر قصيدة من كلمات الشاعر “حسين حمادة” بعنوان ” كبلوا يديّ ”

 

 

الضيف: فلسطين قاعدة القياس ومعيار الحقيقة في السياسة.

 

– لا شكّ ..

 

” الأغنية ” …

 

كبّلوا يديّ حكّام الردى

بالنّار والقهر والكيد

قلتُ للسجّان لن أنحني

فالفكر عصيُّ على القيد

كبّلوا يديّ، كبّلوا يديّ

كبلوا يديّ حكام الردى

لا وقتَ ، لا زمنَ يكسر هذا الحلمَ الباقي

في ذاكرتي ، في ضميري

من نوافذ السماء أعود إلى بلدي

لملمت جرحي وظلَّ الجرح يبتسم

من مجد جرحي حتى الطاغيةِ الصنم

جعلوا من الحصار طوقاً لنا

والحصار لا بدّ منهزم

لا بدّ منهزم، لا بدّ منهزم، لا بدّ منهزم

 

الضيف: رائع …

 

– أشكر ضيفي العزيز الدكتور حسن حمادة على حضوره الكريم الذي أغنى اللقاء برأيه ورؤيته.

 

لمتابعة الحلقة مع الصحافي د. “حسن حمادة ”  

 

 

رابط صفحة اليوتيوب لبرامج “د. وسام حمادة”

https://www.youtube.com/channel/UC0AuXJduId6PcXIkK9x1phw/videos

 

متابعة وإشراف: سهام طه

إعداد وتقديم: د. وسام حمادة

 

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …