اتفاقية مشروع ربط الطاقة الكهربائية باستثناء أمريكي

 

الكاتبة رنا العفيف

منذ إعلان لبنان عن الدعوة الإمريكية لتحقيق مشروع استجرار الكهرباء من الأردن عبر الأراضي السورية وبعدها جاءت زيارة الوفد الوزاري الى سورية والتساؤلات تنبع حول الخلفية السياسية الأمريكية لإنقاذ لبنان بهذا التوقيت الحصري ناهيك عن طلب السفيرة الأمريكية في بيروت من الرئاسة اللبنانية بيان رسمي للموقف الأمريكي ؟وجاء هذا كله بعد أن أعلن الأمين العام لحزب الله انطلاق الباخرة الإيرانية المحملة بالمشتقات النفطية للبنان لتأتي هنا تطابق الأحداث المتتالية بالزمن والمدة فالبعض الأخر اعتبر زيارة الوفد الوزاري إلى سورية بمثابة انتصار سياسي والٱخر رأى بأن هذا دحض لقانون قيصر لكسر الحصار عن سورية ولبنان .

إلا أننا إذا رأينا المشهد السياسي بمنظور ٱخر بعيدا عن التجاذبات وهندسة السياسية السطحية البعيدة عن الواقع شيئا ما يقرأ كالتالي .

زيارة الوفد الوزاري الى سورية المتأخرة قد تكون خطوة إيجابية ولو كانت بموافقة أمريكية إلا أن سورية حركت المياه السياسية الراكدة تجاه لبنان واللبنانيين هذا من باب الواجب السياسي الذي لم تغلقه سورية يوما تجاه شقيقاتها من الدول المجاورة ومن باب عناية الأخ الكبير بالأخ الصغير استقبلت سورية ذلك الوفد على الرحب والسعى لما فيه خير للبلدين معا بما أن سورية الرئة التي تتنفس منها لبنان وعلى علم الولايات المتحدة بهذة النظرية السياسية فإذا لماذا؟ تأخرت في إنقاذ لبنان لليوم عندما كان يستغيث ،و لماذا لم يتحرك الوفد الوزاري مع حزب الله لإخراج لبنان من أزمته ومن ثم في تحقيق تفجير مرفأ بيروت هذا من جانب وسورية بالعموم معا من ركام العقوبات الأمريكية التي نهشت بالعمق الإقتصادي فهل يعقل للإدارة الأمريكية التي وأدت دم الشهيد رفيق الحريري أن تسعى لإنقاذ لبنان دون مقابل ؟ يا ترى ماهي الإملاءات السياسية التي تنتظر سورية ولبنان في القادم من الأيام .

عندما فرضت الولايات المتحدة الأمريكية أقسى العقوبات على سورية وشعبها ومارست سياسة التجويع والحصار الخانق المجحف بحق الإنسان والإنسانية فوقف حزب الله وإيران إلى جانب سورية يناشدون الضمير العربي ليمزق خارطة الذل العنصري الأمريكي الذي خط بإرادته المزعومة تدمير الشعوب فكان لإيران وحزب الله نصيب من العقوبات جراء مساعدتهم لسورية وقامت قائمة سياسية لا لومة لها لائم تشهد له الشرق الأوسط معلنة شرذمتها السياسية على كل دولة تقوم بمساعدة سورية حتى الوفد الوزاري ذاته الذي كان بالأمس بسورية لم نسمع له حس المصلحة السياسية عندما كانت سورية تطالب بعودة المهجرين في لبنان، لم يبذلوا جهدا واحدا لمساعدة سورية ولو بتصريح سياسي صغير من باب المجاملة السياسية جراء إصداء المؤتمر الاول بسورية للعودة المهجرين والنازحين جراء الحرب الضروس عليها ولا حتى لم أر لهم موقفا سياسيا وطنيا حقا تجاه ما كان يتعرض له النازحين السوريين في لبنان من مدايقات من قبل بعض القوى اللبنانية لتبقى عدة إشارات استفهام منها واضحة المعالم والٱخر نراه رؤية الضباب المثقل على كاهل ما يجري في المنطقة وما تسعى إليه امريكا لمساعدة لبنان للخروج من أزمته بتوظيف ربط الطاقة الكهربائية للدول الأربع والذي سيعقد اجتماعه الأسبوع المقبل بمشاركة سورية ولبنان ومصر والأردن لبحث الخطوات اللازمة بتمرير الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان عبر سورية ليدور الفلك السياسي الأمريكي حول الأراضي السورية وبتوقيت اعلان حزب الله انطلاق الباخرة الإيرانية ليأتي دور الإستثناء الأمريكي برؤية جديدة وفق ترتيب الأوراق السياسية المعتمدة لدى النقد الدولي الذي سيتولى الأمر وطبعا هذا قد يفتح باب المنفعة لسورية وقد يكون جزء منه مفروض ، مالم تقتحم واشنطن دورها في هذا الإتفاق عدا عن نظرة إسرائيل لهذة المساعدة الأمريكية وفق مايلي :

أولاً: استثمار عامل الوقت والمدة الزمنية المتوفرة لدى من سيتولى التمويل والإصلاح على الصعيد التقني والخدمي عن طريق إعادة ترميم خط الغاز العربي وإعادة تفعليه لربط الكهرباء بين البلدين وقد يكون هذا رهن أمريكي أو ربما تركي من يدري ؟ ففي اغسطس تم الكشف عن الخطة الأمريكية التي تشمل سورية ومصر ولبنان والأردن ومهدت لها واشنطن وتلقت تسهيلات جيدة وهذا يعني بالمعنى المباشر أن هناك تكتيك سياسي أمريكي بقطبة سياسية إسرائيلية مدروسة لتمنح الدور الرئيسي لبعض الدول المطبعة معها وهي بعيدة عن الأنظار تترقب بهدوء ما يحصل لتنفذ مٱربها ، لذا يجب أن نتريث قليلا كي لا نخطأ التقديرات والإصلاح الأمريكي المزعوم والغير مسبوق بخدعة استراتيجية بعد أن قررت أن تأخذ دور الحمل الوديع في المنطقة .

أما بالنسبة لاستجرار الكهرباء من سورية تبقى هناك أطروحة سياسية عما إذا كان بالفعل سورية تملك شبكة كهرباء واسعة متينة مع الأردن حيث تم تدشينها عام 2001 بتمويل من الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وكان الصندوق قد مول مشروع الربط الكهربائي بين مصر والأردن والذي بلغ كلفته 145 مليون دولار وفق خبير اقتصادي من الأردن وما زالت قائمة بين البلدان الثلاث بالإجمال أن هذة الاتفاقية قد يكون خلفها سيناريو امريكي جديد قد نتفاجئ به لطالما أخذت بعين الإعتبار وعن قناعة بأن سورية ولبنان هدف مصالحها في الشرق الأوسط ودونهما يبقى المشروع ناقص محاولة اصطياد عصفورين بحجر واحد في حال عملت على إعادة تفعيل سياستها لتتمكن فيما بعد بعرقلة الجهود السياسية التي تسعى لترميم خط الغاز العربي لربط الطاقة الكهربائية بين الدول بمساعي أوروبية جديدة لاستجرار حزب الله إلى منصتها السياسية الجديدة بعد أن علمت بخط الثماني الكهربائي بين سورية والأردن وليبيا والعراق وتركيا هو قائم فكيف ستواجه سورية ولبنان عملية النقل بعد أن رحبت بالطلب اللبناني وبقرار سياسي لعله يفتح أفق فرج لكسر حصار قانون قيصر وهندسته على أرض الواقع بحسب الخطة السياسية القادمة وماهي المفاوضات التي ستجري ومن هو اللاعب الأساسي في هذة الحرب الجديدة .

 

شاهد أيضاً

عْاشُورْاءُ

السَّنَةُ الحادِية عشَرَة [٢] نــــــــــــــــــــــــــــــزار حيدر ما هوَ نَوعُ الحكومةِ التي كان سيُقيمُها الحُسين السِّبط …