إليك يا وطني

عصام قشاقش

عندما أقول وطني هو الأرض أولاً
أرض أجدادي وأهلي وأرضي وأرض أولادي وأحفادي مستقبلاً،
عندما سرت بدربي من الجنوب إلى العاصمة بيروت للسفر كنت أحدق في مناظره الطبيعية الخلابة، امتلكني حزناً عميقاً جعلني أبطئ السير لكي أتمعن واتمتع أكثر، وحتى يختزن قلبي ويتغذى حبي لارضي من تلك الصور المطبوعة في ذاكرتي ووجداني ولون عيوني. شعوراً ساحراً انتابني وأخذني إلى حالة من الأشواق الحميمة الجمة..

نعم.. من هذا الوطن العريق والأرض الطيبة الصامدة أستوقفتني أموراً كثيرة هناك بعد زيارتي التي إمتدت ولاول مرة إلى ثلاثة أشهر وعدة أيام  لظروف أجبرتني على البقاء، حيث لا يجب أن أبقى في أجواء القهر والحرمان والذل التي يعيشها جميع اللبنانيون وغيرهم  من المقيمين مع بعض الغوغائين السياسيين المتطرفين  اللاوطنين الأنانيين  الحاقدين الذين يتبارزون ويتعاركون من أجل منصب ما او كرسي ما والشعب يعاني ويتألم ويتعذب.
سؤال بديهي: حقا كيف يحصل ذلك وهم يدًعون خدمة الشعب وأن وجودهم لتأمين كل متطلباته!!!! لكنهم بفسادهم  قضوا على الشعب ومزقوه بوحشيتهم وقسوتهم واللامبالاتهم أرباً.

بماذا يستحقون ان نصفهم بالكذب والنفاق والخداع  وكل الصفات السيئة التي يستحقونها واكثر من ذلك، لكننا في ذات الوقت نردد المقولة الشائعة والصحيحة: (الحق على الشعب)!

لكن عجباً هل من يعطيكم الثقة تخونوه؟!
نعم تكرار الشعب الخاطيء والسيء في  الاختيار، يؤكد كم نحن أغبياء في اصرارنا على وجودهم الذي قتل ويقتلنا نحن والوطن الحبيب،

انما يقولون للضرورة أحكامها وأنا أقول لا بل أحلامها، أصبحنا نحلم بالكهرباء والماء والمحروقات والطبابة وإيجاد الدواء أي الأولويات الحياتية المعيشية التي تتمتع بها أمثر البلاد تخلفاً على الكرة الارضية،
وهذا الحرمان خلق لدى البعض العصبية المفرطة التي تؤدي إلى  عراك وجرح أو قتل بعضنا البعض تارة من أجل رغيف وتارة من أجل غالون بنزين وتارة من احل كيلو سكر مدعوم وتارة من أجل دواء وغيره وغيره الكثير ….وهكذا تسير أيامنا بأوجاعنا والتي ستصل بنا  إلى فقدان الأخلاق والإنسانية الأثمن  في كل إنسان،  وهكذا يأسرنا السياسييون الفاسدون بسيطرتهم علينا كلياً لماذا؟ لأننا نحتاج واسطة لكل شيء حتى الإبتسامة والفرح والحزن والتمتع بالنظر للطبيعة وتنشق الهواء.. نعم أنا لا أجامل ،
كهرباء مع واسطة
ماء مع واسطة
مشفى مع واسطة
جامعة مع واسطة
بنزين مع واسطة
مازوت مع واسطة
جواز سفر مع واسطة
أي معاملة رسمية مع واسطة
ولكي نصل  إلى الواسطة يجب أن نجد أيضا واسطة، تضحكون !!!
للأسف انما هي الحقيقة المضحكة المبكية.
أقول لإخواني وأخواتي جميعاً ولكل المجموعات التي تقفل الطرقات بحجة المعيشة وغيرها، مشكلتنا ليس مع بعضنا البعض، مشكلتنا هي مع طمع السياسيين الفاسدين،  ويفترض عليكم أن تقفلوا وتسدوا كل الطرقات التي تؤدي إلى منازلهم ومكاتبهم نعم نحن من نعاني وليس هم، حان الوقت بأن تستيقظوا وتضعوا كل الصراعات خلفكم ويبقى العلم اللبناني الوطني فقط في القلوب أولا وفوق رؤسنا وجباهنا.

ثانياً: وأن لا يعلو على علمنا اللبنانيز أي علم ولا كلمة أي سياسي كان،
ابتداء من رئاسة الجمهورية إلى أصغر موظف ورتبة في الدولة،
كيف ذلك ؟….
بأن تتحدوا وتتكاتفوا (طوني ومحمد وعثمان وقاسم) وكل الطوائف الدينية دون استثناء وتتلفوا كل الشعارات السياسية الكاذبة التي أوصلتكم إلى هذا الوضع المزري غير المحتمل،
وعليكم  ان لا تنسوا بأن هناك شهداء، ضحايا، مظلومين، دفعوا ثمن مبايعتكم وتأييدكم أنتم للسياسيين،
من يسرق رغيف يحاسب هذا جيد وقانوني .
ومن يسرق وطن وحقوق إنسانية وحياة كاملة لشعب بأجمعه لا يحاسب؟ !!!
لماذا لأنه الأفسد والأكذب والأخدع، وقوته أنتم يستقوي بكم بإنتخابكم له…..
الكلام عنهم لا ينتهي لأنهم لم ينتهوا ولن يكفوا عن جشعهم وتسلطهم..
انما سأكتفي بأن أقول لكم أنتم الوطن وليسوا هم.. أنتم تصنعون وطنا حرا سيدا مستقلا……
على أمل أن تعوا جميعا وتُقبضوا على أيديكم قبضة واحدة موحدة حول العلم الوطني اللبناني لكي نكون فعلا (كلنا للوطن للعلا للعلم)..

مغترب يعشق وطنه ويبكي شعبه

عصام قشاقش

 

شاهد أيضاً

خميس القطيطي: بصمات الدبلوماسية السورية من فارس الخوري الى بشار الجعفري

خميس القطيطي قدمت الدبلوماسية السورية بصمات مشرفة على الصعيد الدولي وقدمت أسماء لامعة دافعت عن …