تنهّدات الجبال

د. عباس وهبي


لنا عند تنهّدات الجبال أمام السماء مقولة الرفض
نحن قرابينُ مرفوعةُ الرأس
نزرع ما يزرع الحكماء
و ما يطمح القادمون من العدم… نحيّي القيم…
صراعاً على لقمةِ العيشِ ، بتنا نملّ هراءً
لأنّنا نرفرفُ في ساحة الذبحِ … يا عمرُ في مقتنا المتفاخر بالأريحية!
أخصامنا يهرعون وإخواننا يطفئون لنا الفلك في محنةِ المجزرة…
هنا قبل إحراقِ غدّارٍ لم نشتعل أبداً !
سيشتدّ هذا العناء إلى أن نحوّل أشلاءنا قوافي من جرحنا الآدمي…
الرياحُ أنانيّةٌ في العلا
مازوشيّةٌ في البوادي .. وأمّا الطيورُ فصلّتْ أمانيها مثل رجفِ الجبالْ !
أنا لست أنا
هنا يتفكّرُ راحلٌ أحزانه…
يجولُ على ناقةِ الموتِ
مسترشداً موطناً للعدالة… شمسٌ أنا قرب نهايتي !
ولدي في غدي …رحتُ أنزعُ كلّ قيود بقائي
وأُعلنُ سرّاً بلا شفتينِ
وأ ختارُ لظلّي رسوماً من الأثير…
وأختارُ لرفضي لهيباً من الكبريت…
هلْ يولدُ المسيحُ تحت جذع نخلةٍ مرّةً أخرى؟!
قد يأتي المخلّصُ على حصان العدل
في ليلةٍ صاخبةٍ ممطرة؟!
لن ينزل الوحي مرةً أخرى !
لكنّ الوحي سينزل مرّاتٍ مع زخّات الألم !..
ليس هناك نهايةٌ للكون
و لا شجرةٌ نستريح في ظلّها ، لكن هناك بحارٌ من حممٍ ، من أطيافٍ ، من أوهامٍ وظنون!
جميلٌ أن تثملنا الأحلام
خيرٌ من جرثومةٍ من حرّاس العدم !
جميلٌ أن تجعلنا الدنيا
غاباتٍ من أملٍ
أو أشجاراً باسقةً !
لكنّ الدنيا جائرةٌ
والسلاطين كأفاعي الحقول المليئة بالقمح…
الموتُ الفراقُ الجوع العطش….
المدّ الجزر البحر والشطآن والقرصان…
النجم والضوء والحب والطيف والذكرى
والانسان…..

شاهد أيضاً

أدباء وشعراء

الأديبة والشاعرة الفلسطينية د. لطيفة محمد حسيب القاضي: كتابة قصيدة حقيقية تعد رحلة شاقة تتطلب …