لمياء عبدالقادر
على مَقربة من القَصف الهمجي لشارع عمر المختار ‘ ب غزّة ‘، أخرج أحد التُّجار من بين حُطام مَتجره المُدمر فستان سواريه أحمر قائلا : في الأيام الأخيرة من شهر رمضان تَجادلت معي فتاة حول سعر هذا الفستان كان ذلك قبل موعد زفافها بعدة أيام ، لقد كانت الفتاة بارعة في الفصال مثل براعتها في إظهار بهجتها، وحماسها بإقتراب يوم زفافها فقد حجَزت الفستان الأحمر بأقل من نصف ثَمنه وكانت إبتسامة الفرح تَعلو وجهها، وهي تَنظر إلى خطيبها، نظرة إنتصار
وقالت له ضاحكةً :
سنكافحُ معاً لنقيم بيتنا الصغير بأقل التكاليف، فإذا ما قصفه الإحتــلال لن نحزن عليه كثيرا قالت هذا وكأنها تَقرأ المستقبل
كان من المفترض تُزف الصبية الجميلة إلى عريسها ثالث أيام العيد. لكنها لم تأتِ لتأخذ الفستان !!!سألت عنها وتَمنيت أن تكون قد نَجت من القصف الهمجي كما نَجى فستانها، لكن يبدو أن الفستان كان أكثر حظاً، فَلم يَمنحها القصف المجنون من الوقت ولو ليلة واحدةً، لتَنعم، بالبهجة، والحب
سيظل فستانك يا صغيرة معلقاً هنا
مَكتوب عليه : ليس للبيع
هو ذكرى لفتاة جميلة، حَلمت ذات يوم أن تَرتديه يوم زفافها، لكن هولاكو العصر أراد لها أن ترتدي كفنا أبيضا، وأن يحتضنها جدران قبر.
*صاحبة الفستان الأحمر إنها الشهيدة شيماء أبو العوف.