كن حراً، كن انساناً

د. ليون سيوفي
باحث سياسي


إن الكلب على مُروءَتهِ مُحتقر، لا لشيء إلا لأنه قَبِلَ وبصعوبة أن يضع أصحابه في عُنقه قيداً، وإن كان من ذهب، بهذه العبارة أراد صديق لي أن يفسر لي مصير شعبٍ ساكتٍ عن حقه وهو مقيّد..
وأحسست في داخلي بإهانة كبيرة لهذا الوصف وتمسكت أكثر بالحرية، والثورة التي لطالما تكلمت عنها وناديت من أجلها .
ماذا ينتظر هذا الشعب لينتفض على هذه الطبقة التي لعبت بمصيره وسرقته وأفلسته واحتقرته وعاملته معاملة الكلاب، عذراً من إخوتي على هذه الكلمة.
والمحزن عندما أرى مواطناً تابعاً لزعيم وهو معدم ويتظاهر بأنه شاهبندر تجار زمانه ولا يزال مصراً أن يدافع عن زعيمه الذي يعيش عيشة الملوك بينما هو مذلول ويعيش عيشة “الكلاب”. عذراً مجدداً على هذا التعبير ومستعد أن يلعنك ويلعن الذين خلفوك ويقتل من أجل زعيمه البطل..
ألمهم أن يكون هذا الزعيم الذي جوّعه وربط عنقه بخير..
ألحرية ثمنها غالٍ وهي أسمى هدف تنشده الشعوب. وعندما يشتد القمع والظلم تهون قيمة الحياة أمام ثمن الحرية..
الحرية أصبحت على الأبواب ما لك إلا وأن وتفتحه لتستقبلها..
وأنا أقول “أنا حر إذاً أنا موجود”، ألحرية هي أَسْمى قيمة في فلسفة التاريخ البشري وأعتقد أن هذه الميزة يتميز بها البشر أكثر من أي كائناتٍ أخرى على الإطلاق.
ألآن صار الوضع ملموساً..
فُكّ قيودك ممن أذلوك وحكموك قهراً.
كن حراً فتلتذ بطعم الحياة.

شاهد أيضاً

الاغتيالات والرد المطلوب

ميخائيل عوض التهويل والتطبيل والتزمير جار على قدم وساق. المبصرون والمنجمون والضاربون بالرمل من كل …