فضل الله: لتخرج الدول العربية والإسلامية من حالة الصَّمت واللامبالاة تجاه ما يجري في غزَّة وفي كلّ فلسطين

أحمد موسى

كواليس|
رأى العلامة السيد علي فضل الله أن الإمام الحسين (ع) حدَّد بكلِّ وضوح أهداف ثورته، والَّتي لأجلها بذل دمه وقدّم التَّضحيات الجسام. ومن هنا، فإن إخلاصنا للحسين (ع) لن يقف عند ذرفنا للدّموع فحسب عند ذكر مصابه، بل أن نعمل للأهداف الَّتي لأجلها كان هذا المصاب، وكانت كلّ هذه الآلام، بأن نكون حاضرين في كلِّ ساحة من ساحات الحقّ والعدل، وصوتاً يرتفع في مواجهة كلِّ ظالم أو فاسد أو منحرف عن جادة الحقّ، لا نجامل في ذلك مهما كانت هويَّة الفاسد والظَّالم أو المنحرف أو طائفته أو مذهبه، وبذلك نكون قادرين على مواجهة التحدّيات.

غزَّة: الرِّهان على الصّمود

ومن غزَّة التي يستمرّ العدوّ الصهيوني بارتكاب مجازره فيها، واستهدافه للمستشفيات والمخيَّمات الفلسطينيَّة وبناها التحتيَّة، والتي يهدف من ورائها إلى تيئيس أهلها من البقاء فيها. ومع الأسف، يجري هذا على مرأى من العالم ومسمعه، من دون أن نسمع أيَّ صوت يدين هذا الكيان ويدعوه إلى إيقاف نزيف الدَّم ورفع الحصار عنه، وكأنَّ العالم اعتاد على ما يجري من جرائم إبادة، وهناك من أعطاه صكّ براءة في كلِّ ذلك، ويمدّه بكلِّ سبل الدَّعم، فيما يستمرّ الشَّعب الفلسطيني بتقديم أمثولات حيَّة في الصَّبر والتحمّل والصّمود، وتتصدَّى م-ق-ا-و-م-ت-ه الباسلة بلحمها الحيّ وإمكاناتها المتواضعة، لمنع هذا الكيان من تحقيق أهدافه والحصول على نصر يقدّمه إلى شعبه، وبات الصَّوت يرتفع داخله من قادته السياسيّين والعسكريّين بالإسراع في الخروج من هذا المأزق، والاستجابة لدعوات المفاوضات القائمة.

أضاف ، في هذا الوقت، تستمرّ المفاوضات الَّتي يبدي المفاوض الفلسطيني فيها مرونة وإيجابيّة، حرصاً على إيقاف معاناة شعبه، فيما لا يكفّ العدوّ عن المناورة والمماطلة لكسب مزيد من الوقت، في رهانٍ منه على تحقيق نصر على الأرض لم يبلغه، أو انتظاراً لمتغيّرات تكون لمصلحته على صعيد الانتخابات الأميركيَّة، وقد بات واضحاً أنَّه يريد أن تكون المفاوضات مرحلة عابرة يحقِّق منها بعض مطالبه باستعادة أسراه، لينتقل بعدها إلى استكمال عدوانه، وإذا كان من ضغوط سياسيَّة باتت تمارس على هذا الكيان من الدَّاخل والخارج لدفعه إلى القبول بنتائجها، فهي لم ترق إلى مستوى دفع هذا الكيان إلى الاستجابة للمطالب المشروعة للشَّعب الفلسطيني في وقف إطلاق نار دائم، وإعادة الأهالي إلى مناطقهم، وفكّ الحصار ومباشرة الإعمار.

ومن هنا، فإنَّ الرِّهان يبقى لتحقيق هذه الأهداف على استمرار هذا الشَّعب في م-ق-ا-و-م-ت-ه، واستمرار دعم قوى الإسناد والرَّأي العام الدّولي له على كلِّ الصّعد السياسيَّة والإعلاميَّة والماديَّة والقانونيَّة. فيما نعيد التَّأكيد أنَّ المسؤوليَّة الأكبر تقع على عاتق الدّول العربيّة والإسلاميّة، وأن تخرج من حالة الصَّمت أو عدم المبالاة تجاه ما يجري في غزَّة وفي كلّ فلسطين، وأن تعي مسؤوليَّتها العربيّة والإسلاميّة تجاه شعب عربي وإسلامي يشكِّل خطَّ الدّفاع الأوَّل عنها، لأنَّه إذا سقط وحقَّق العدوّ فيه مشروعه، لن يكون أحدٌ من هذه الدول في منأى عن أطماع هذا العدوّ أو إخضاعه وإذلاله.

وقال، لا بدَّ في إطار الحديث عن غزَّة، أن لا نغفل عمَّا يجري في الضفّة الغربيّة، وبشكل يومي، من قتل وتدمير لبنيتها التحتيَّة ومرافقها، ومن مصادرة لأراضيها لتوسعة الاستيطان، ومن تفلّت المستوطنين للتَّنكيل بأهلها، والَّذي يريد العدوّ الصّهيوني منه استكمال مشروعه الَّذي بدأه في غزّة، بالإجهاز على القضيَّة الفلسطينيَّة، وقطع الطريق على كلِّ من يفكر في إمكان تحقيق الدولة الفلسطينية الموعودة.

مواجهةُ العدوِّ بالوحدة

ونعود إلى لبنان، الَّذي يستمرُّ فيه العدوّ الصهيوني بجرائمه واعتداءاته على قراه الحدودية، واستهداف ا-ل-م-ق-ا-و-م-ي-ن حيث يمكنه ذلك، بهدف ردع ا-ل-م-ق-ا-و-م-ة عن استكمال ما بدأت به من دعم للشَّعب الفلسطيني، وجعل هذا البلد يرضخ لشروطه الَّتي يريد أن يمليها عليه، والّتي تتضمَّن إعطاء الأمن لمستوطني هذا الكيان، من دون تحقيق الأمن للّبنانيّين، وضمان أن يكفّ هذا العدوّ عن عدوانه واستباحته للبنان في البرِّ والبحر والجوِّ، ما يدعو اللّبنانيين الحريصين على سيادة هذا البلد وأمنه وحريته، إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة تهديداته وعدوانه، والكفّ عن كلّ ما يهدّد المناعة الوطنية في مواجهته، حتى لا يخرج من هذه المعركة منتصراً، ولتبقى لهذا البلد مناعته وقوَّته واستقلاله.

فضل الله جدِّد الدعوة إلى استمرار بذل الجهود للخروج من حال المراوحة التي نشهدها على الصعيد الرئاسي، وملء الشغور في مؤسسات الدولة، لإيجاد حلول للأزمات الاجتماعيَّة والمعيشيَّة، والَّتي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، لما يعانيه البلد على الصعيد الاقتصادي والمالي، والَّتي وصلت إلى حدود العجز عن توفير موازنة لتأمين الفيول الّذي يشغّل الكهرباء. وهنا، لا بدَّ من أن نشكر الدولة العراقيَّة على استجابتها للطلب اللبناني بتأمين هذه المادَّة، رغم عدم دفع مستحقَّاتها المطلوبة من الدّولة اللّبنانيّة، لمنع التَّعتيم الشَّامل على لبنان.

الانتخابات الإيرانيَّة

ونتوقَّف عند الانتخابات الإيرانيّة الَّتي جرت في أجواء من الحريَّة عبَّرت عن خيارات الشَّعب الإيراني. ونحن في الوقت الَّذي نبارك للشعب الإيراني وقيادته هذه الخطوة، فإنَّنا نأمل أن تسهم هذه الانتخابات في رفع كاهل الحصار الظَّالم عن الشَّعب الإيراني، ومعالجة الأزمات الَّتي يعانيها على الصعيد الاقتصادي والمالي، وأن يتابع الدّور الذي رسمته الجمهوريّة الإسلاميّة لنفسها، وخطّها الَّذي اعتمدته منذ بدايتها في دعم القضيّة الفلسطينيّة، والوقوف مع المستضعفين في العالم، وتعميق العلاقات الأخويَّة مع جيرانها من الدول العربيّة والإسلاميّة.

لرفعِ الصَّوت يومَ العاشر

وأخيراً، سنكون على موعد يوم الأربعاء مع اليوم العاشر من محرَّم الَّذي نريده أن يكون يوماً يرتفع فيه الصَّوت في مواجهة كلِّ المؤامرات الَّتي تحاك لإسقاط القضيَّة الفلسطينيَّة، والَّذي نشهده في المعاناة الَّتي تحدث في غزَّة والضفَّة وكلّ من يساندون هذا الكيان ويدعمونه، والدّعم لكلِّ الَّذين يقفون في وجه هذه المؤامرات، وأن يكون تعبيراً عن المعاني الإنسانيّة والإيمانيَّة لعاشوراء، وبعيداً كلَّ البعد من كلِّ ما يخلُّ بأهدافها ورموزها الَّتي كانت مثالاً في العنفوان والقوَّة والعزَّة والكرامة، ورسالة تصل إلى العالم التوَّاق إلى العدل والحريّة.

شاهد أيضاً

ناجتس الدجاج 😍😋

  المكونات:- نصف كيلو صدور دجاج مخلية ١ حبه بطاطس مسلوقه ملعقة كبيرة بقسماط ناعم …