حـزب الله عـلـى شــاشــة CNN:

 

أسـئـلـة أمـانـبـور الاسـتـفـزازيـة وأجـوبـة الـنـائـب ابـراهـيـم الـمـوسـوي الـهـادئـة

من النادر أن تطلب قناة CNN الأمريكية مقابلة مع مسؤول أو قيادي في حزب الله. لعل المرة الأخيرة التي ظهر فيها مسؤول من حزب الله على القناة كانت في 2014، إبان الحرب في سوريا.

مقدّمة البرامج في CNN كريستيان أمانبور (إيرانية الأصل) تجاوزت العقوبات الأمريكية المفروضة على حزب الله وطلبت مقابلة مع النائب الدكتور إبراهيم الموسوي وحصلت عليها.

فالحزب يهمّه أن يخاطب العالم الغربي ويطرح وجهة نظره. مقابلة أمانبور مع النائب إبراهيم الموسوي ضمن برنامجها The Amanpour Hour بثتها الشبكة في 10 تموز الجاري واستمرّت حوالي 16 دقيقة.

لم تكن أسئلة أمانبور مفاجئة لمسؤول في حزب الله، بل كما هو متوقّع من قناة تصنَّف كـ “إعلام أمريكي طاغٍ” (Main Stream Media) متبنّية للسردية الغربية والصهيونية عن حزب الله وحركات المقاومة.

حاولت أمانبور أن تجري محاكمة لحزب الله خلال المقابلة حول دوافع فتحه لجبهة جنوب لبنان في 8 تشرين الأول 2023، وعلاقته بإيران، ورأي النائب الموسوي الشخصي باليهود، وموقف حزب الله من استهداف المدنيين والعسكريين.

أجاب النائب الموسوي على سؤال أمانبور العسكري *حول قدرة حزب الله على تحييد القبة الحديدية في أي حرب واسعة* استناداً إلى تقارير تتحدث عن امتلاكه عشرات آلاف الصواريخ.

عاكساً الموقف الرسمي للحزب الذي سبق أن أعلنه الأمين العام السيد حسن نصر الله، بأنّ حزب الله سيكون جاهزاً للدفاع عن لبنان وشعبه بكل قوة واقتدار.

أما السؤال الأخلاقي الأول الذي وجّهته أمانبور للنائب الموسوي فكان استنكارياً لتدخّل حزب الله في الحرب مباشرة بعد 7 أكتوبر، على قاعدة أنّ الحرب بين حماس وإسرائيل وما دخلكم أنتم؟

*فأجابها السيد الموسوي* مذكّراً باستمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ لبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ومطامعها بنفط وغاز لبنان ومياهه وترابه.

مؤكّداً بأنّ ما يقوم به حزب الله منذ 8 تشرين الأول الماضي هو استعمال القوة الرادعة لأي عدوان صهيوني على لبنان، وليس استفزازاً للصهاينة لكي يشنّوا العدوان الشامل.

خلال إجابته على سؤال حول مبرّرات التدخّل في الحرب وجهد المساندة ذكر النائب الموسوي حرب الإبادة في غزة كشاهد على عدوانية الكيان، فاعترضت أمانبور قائلة إنّ إسرائيل ترفض توصيف حربها على أنّها إبادة.

وحتى اعتبرت أنّ قرار محكمة العدل الدولية لم يحسم بأنّ ما تقوم به إسرائيل هو حرب إبادة وأنّ مذكرات محكمة الجنايات الدولية بحق نتنياهو ووزير حربه هي بناءً على مجرد اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وليس جرائم إبادة.

نجح النائب الموسوي هنا عبر إظهار ابتسامته وقوله *”أنا أتّفق معك، لن أجادلك” بإيصال صورة انحياز CNN للسردية الصهيونية.*

حاولت أمانبور إجراء محاكمة للسيد الموسوي بناء على كلام معادٍ لليهود نسبته له على أنّه قاله في عام 2002، وبناء على منشور في موقع X كتبه يوم 8 تشرين الأول، فأجابها النائب الموسوي…

بأنّه يفرّق بين اليهود والصهاينة وأنّه سبق أن دعا حاخامات يهوداً إلى لبنان عام 2005 ولديه أصدقاء يهود معادون للصهيونية، وصحّح لها تصريحه السابق (عندما كان يدرس في بريطانيا) أنّه قال بأنّ “جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين هي وصمة عار في جبين الإنسانية”.

ثم عادت أمانبور محاولةً طرح سؤال أخلاقي على السيد الموسوي، حول موقف حزب الله من استهداف المدني والعسكري الإسرائيلي والموقف من قتل المدنيين في إسرائيل.

فذكّرها النائب الموسوي بجرائم الصهاينة بحق المدنيين العرب واللبنانيين في صبرا وشاتيلا وقانا والمنصوري وغيرها.

وقال إنّ ما تقوم به المقاومة في جنوب لبنان هو استهداف العسكريين في الجيش الإسرائيلي، وأنّ العدو عندما يقتل مدنيين لبنانيين فإن الحزب يردّ بالمثل لكي يردعه.

وهنا طرحت أمانبور سؤالاً استطرادياً عما يقصده السيد نصر الله بـ *”إذا فرضت علينا الحرب فإننا سنقاتل دون سقوف وضوابط وقواعد” متسائلة: هل هذا تهديد؟*

*فأجاب النائب الموسوي مؤكّداً:* نعم، هو تهديد، هو تحذير للعالم بأننا نرد على عدوان أو اغتيال أو استهداف لشعبنا ومنطقتنا، ونحن منذ البداية نحاول أن نجعل الثمن باهظاً على العدو.

توجّهت أمانبور بسؤال للنائب الموسوي عن علاقة حزب الله بإيران، هل هي علاقة الوكيل والذراع؟ فأجابها النائب الموسوي مبتسماً بأنّ حزب الله يفتخر بلبنانيته وانتمائه لوطنه وأنّ العلاقة مع إيران تقوم على الاحترام المتبادل وليس بناء على قاعدة التابع.

كما هو الحال مع حكومات في المنطقة التي تأتمر بأوامر أمريكا حول ما يجب أن تقوم به وما لا يجب أن تقوم به.

وأثار النائب الموسوي في جوابه مسألة الحجية والندّية عندما قال بأنّ فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة كلّهم يأتون لآلاف الأميال لكي يدعموا إسرائيل…

فنحن لنا كل الحق كحلفاء وأصلاء في هذه المنطقة أن نتّحد ونجتمع لدعم الفلسطينيين الذين يواجهون القوة العسكرية الصهيونية الغاشمة بمفردهم.

حاولت أمانبور في سؤالها الختامي أن تصوّب على ما كان قد قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعد حرب تموز 2006: *”لو كنت أعلم بما كان سيحصل لما كنا قد اتخذنا قرار تنفيذ عملية الأسر”…*

لتسأل إن كانت قيادة حزب الله ستعود لتقول الأمر عينه إذا وقعت الحرب الشاملة بسبب ما يحصل عند الحدود، فأجابها النائب الموسوي:

بأنّه في حال حصلت الحرب الواسعة التي سيبتدئها العدو الإسرائيلي وليس حزب الله، فإنّ من سيقول هذه المقولة هذه المرّة سيكون كيان العدو، بالنظر إلى ما سيراه من دمار هائل سيصيبه.

شاهد أيضاً

سلسلة ثقافة الأدب الشعبي ج خاص محور بانوراما العطاء الثقافي

الباحث الثقافي وليد الدبس (دنيا الشباب و ثقافة الترشيد العاطفي) تعتبر المساهمة بنشر ثقافة العلاقات …