القمة السورية التركية مؤجلة ولن تكون إلا بالشروط السورية.

أحمد رفعت يوسف

بعد موجة من التصريحات اليومية، من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن لقائه مع الرئيس بشار الأسد، أصبح قريبا جدا، قابلها صمت سوري تام، ليتبين ان كل ما قاله أردوغان، ليس اكثر من اوهام واحلام، بعقد قمة إعلامية، يتنصل بعدها من اي التزامات.
هذه الهمروجة الاردوغانية، والصمت السوري، كشف الاوراق التركية، حول الانسحاب واللاجئين والمجموعات الارهابية.
كما كشف مدى استعجال الرئيس التركي للقاء الرئيس الأسد.
هذه النتيجة، لاتعني أن جهود الوساطة الروسية والعراقية قد توقفت، وانما هي مستمرة.
كما إنها لا تعني أيضا، أن القمة السورية التركية لم تعد قائمة، وانما لن تعقد بناء على أحلام وأوهام أردوغان، وانما بالشروط السورية للمصالحة وعقد القمة، وهي الانسحاب التركي التام من الأراضي التي تحتلها، ووقف دعمها للمجموعات الإرهابية المسلحة.
الجديد في الموضوع، ما قالته صحيفة “يني شفق” التركية بأن اللقاء السوري التركي سيعقد على مستوى وزراء الخارجية د. فيصل المقداد، وحقان فيدان، وتسبقه لقاءات فنية عسكرية وأمنية لمعالجة الأمور العالقة.
الخبر التركي، يعني أن القمة ليست قريبة، وليست كما حاول اردوغان الإيحاء بها، حتى أن أمر عقدها لم يحسم بعد، واذا عقدت فلن تكون قبل شهر ايلول المقبل، والأمر متوقف على الوساطات الروسية العراقية، واللقاءات الفنية، وما سيسفر عنه لقاء المقداد – فيدان، وكله متعلق بالاستجابة التركية للشروط السورية للمصالحة ولقاء القمة.
المتوقع الآن، بعد خبر يني شفق، أن تركيا المأزومة داخليا، وبما يعرفه اردوغان من كواليس التطورات في المنطقة، وفي مقدمتها احتمالات الانسحاب الامريكي من سورية، والمأزق الأمريكي الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، وساحات الاسناد، وان الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، إضافة إلى ادراك أردوغان، بأن الاقتصاد التركي المأزوم، لن يتعافى بدون فتح النافذة السورية، كل هذه الأسباب ستجعل أردوغان يأتي إلى القمة وهو موافق على كل الشروط السورية، ومجرد من الغطاء الطاووسي، الذي حاول إضفاءه عليه خلال الأيام الماضية.

 

شاهد أيضاً

تفكيك الهوية والجغرافيا في مصطلح “الشرق الأوسط” ومشتقاته

إبراهيم علوش تفكيك الهوية والجغرافيا في مصطلح “الشرق الأوسط” ومشتقاته مصطلحات الشرق الأدنى، والأوسط، والأقصى، …