أيها الشيطان؛ وهل تجريح مشاعر المسلمين من الحداثة؟!

  • جمال حسن – حركة الحرية والتغيير السعودية

  • كم بلغوا من الوقاحة حتى باتوا لا يتوانون من استخدام الدين ودعاته ألعوبة في مجال التشنيع والاستهزاء بالإسلام ومقدساته وتعاليمه، حيث باتوا ينبرون كل يوم بالطعن في أحد معتقداتنا وقدسيتنا دون مبالاة بممارسات سافرة، أنهم جنود الشيطان محمد بن سلمان.
    قبل يومين انتشرت صورة بالغة الوقاحة أدت إلى ليس تجريح مشاعر أكثر من مليار و500 مليون مسلم، بل حتى أتباع سائر الأديان السماوية الأخرى لما لها من معان ومردودات سيئة وقبيحة في انتهاك صارخ لأقدس بقعة على المعمورة من قبل أتباع من يتشدق بخدمة “الحرمين الشريفين”، نساء من جيش الشيطان الماكر وهن يلعبن “البوكر” في باحة الحرم المكي.
    وأظهرت صورة تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عددا من النساء السعوديات وهن يلعبن أوراق البوكر (البالوت أو البطة) في ساحة الحرم المكي قبلة المسلمين ومهبط الرسالات السماوية، في انتهاك صارخ لحرمة ومكانة بيت الله الحرام وتجاوز فاضح لأحكام الشريعة وتعاليم الدين الإسلامي.
    ما دفع بالناشطين لينيروا للتعبير عن أسفهم الشديد واستيائهم البالغ للاستهتار المتنامي بحرمة بيت الله الحرام في مكة المكرمة، بعد إغلاقه أمام الحجيج والمعتمرين في الموسم الماضي بدعوى الوقاية من وباء “فيروس كورونا” المستجد. مبدين استغرابهم اقدام “نساء” على مثل هذا الفعل الشنيع الوقح المستهتر بحرمة المكان وقداسته، وقالوا متهكمين: “حتى كفار قريش ما سووها حسبي الله ونعم الوكيل عليهم”. في إشارة إلى مدى الاستهتار المتنامي بالأماكن والشعائر المقدسة. هذه الحالة المستهترة والوقحة دفعت بالكثير من أبناء العالم الإسلامي إلى توجيه سؤال ساخر وفاضح للمؤسسة الدينية السعودية وهبلها آل الشيخ بانه “هل يجوز لعب أوراق البوكر (البالوت أو البطة) داخل بيت الله الحرام رغم وجود آلاف كاميرات المراقبة المنتشرة هناك وترصد كل شاردة وواردة، فأين الهيئة ودعاتها ومشايخها وعلمائها وأمن الحرم المكي من هذا؟”.
    ويؤكد أصحاب الاختصاص بأن الصورة المنشورة بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي هي صحيحة وليست مفبركة أو مزورة.
    مشددين على عون السلطة بشكل واسع مع مثل هكذا أمور تتم هنا وهناك في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومحيطهما بين الحين والآخر تهدف لجس نبض الشارع السعودي والإسلامي لتطبيق “الحداثة” التي يرفع شعارها محمد بن سلمان.
    لا بد من التأكيد بأن أوراق البوكر (البالوت او البطة) محرمة في الدين الإسلامي الحنيف ويشدد على حرمتها كبار مشايخ وعلماء الفكر الوهابي السعودي أكثر من غيرهم!! ويحظر بيعها في المملكة، ويعاقب الطلاب الذين تضبط بحوزتهم، من إداراتهم المدرسية باعتبارها من “العاب الميسر والقمار”. أنها سياسة المكر والخداع السلطوي.
    مراقبون للشأن السعودي يشيرون إلى أن ولي عهد سلمان يستغل غياب والده المصاب بالخرف والزهايمر العضال ليثبت أركان عرشه مستفيدا من هبل وعطش قطاع الشباب وما مر على البلاد والعباد من مصائب جمة وتضييق الخناق ورفض الآخر تماشيا مع معتقدات الفكر الوهابي التكفيري طيلة عقود طويلة، ليرى اليوم الباب مفتوحا أمامه لتطبيق ما أريد منه تطبيقه في مجال “الإسلاموفوبيا”.
    إنها سياسة اللوبي الصهيوني وتوصيات “بروتوكولات حكماء صهيون” أو ما يطلق عليه “البرنامج اليهودي لغزو العالم” التي وضعت أطره في المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في بازل في سويسرا عام 1897 والتي تؤكد على ضرورة “عزل المجتمع الإسلامي عن محيطه العقائدي، وضرب رموزه السياسية والاجتماعية، والإجهاز على حوزته العلمية باستهداف كبار علمائه ومعتقداته الدينية”.
    إنها ليست بروتوكولات خاصة ببني صهيون بل توصيات لأبناء العم بالمساعدة في نشرها وتطبيقها ما يشعر الإنسان الواعي بالفزع، ليبدأ عقله تصور تلك المؤامرة التي تحاك في السر ضدنا وضد أمتنا ومعتقدانا، وان كل شيء قد أصبح مسيطرا عليه في العالم من قبل حفنة حاقدة على الإسلام والمسلمين والبشرية جمعاء، وقوله تعالى {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا..} سور المائدة، الآية 82.
    وقبل فتره ليست بطويلة نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا لموفدها الى العاصمة السعودية الرياض “مارتن شولوف” عما يشهده المجتمع السعودي من التناقضات، بعد عامين مما سمي بالإصلاحات التي يقوم بها ولي العهد “بن سلمان” قائلا: أنه لأمر مخزِ وعارِ بالنسبة للكثيرين من السعوديين، ويقولون إن هذا مخالف لقيم المملكة والدين والعادات”.
    فالشارع السعودي يعيش اليوم صفقة غير مكتوبة بينه وبين السلطة الحاكمة تنص على قبول ما يتم الترويج له من فسق وفجور وانحطاط، دون أدنى اعتراض أي “الحصول على حريتك مقابل أن تلجم لسانك”، في وقت تشهد فيه بلد الوحي والتنزيل ازدياد عدد المهرجانات والحفلات الموسيقية الغربية خاصة في الرياض وجدة، بوضع مخجل يرثى له.
    قبل ذلك عكست مقاطع فيديو نشرها ناشطون من احتفالات بمناسبة اليوم الوطني للسعودية، ظهرت فيه فتيات سعوديات يرتدين فساتين قصيرة فاضحة يستعرضن أجسادهن بفساتينها العارية التي تحمل شعار المملكة وهن يتراقصن على المسرح ويميلن يسار يمين يكشفن عن صدورهن وسيقانهن دون استحياء.
    وقد غزت مقاطع إباحية مواقع التواصل الاجتماعية في الحجاز، بشكل لافت، عبر تغذيتها من جيش ذباب “بن سلمان” الإلكتروني يعمل ليلا ونهارا داخل غرف سرية وأخرى علنية دون حسيب أو مراقبة حكومية. وسط غياب المؤسسة الدينية تلك التي أصمت آذان المسلمين في كل شاردة وواردة صغيرة أو كبيرة.
    وتحت ضالة الانفتاح والخروج من سوط الفكر التكفيري الوهابي، عمد ولي عهد سلمان إحضار المغنين والمغنيات وعارضات الأزياء وفتح المراقص والمقاهي الليلية، والسماح بشرب الخمر، في بلاد الحرمين الشريفين تجريحاً وتقريحاً لمشاعر الأمة الإسلامية ومعتقداتهم ومقدساتهم وعاداتهم وتقاليدهم المحافظة على العفة والنجابة والأخلاق الحميدة.
    في هذا الإطار نشر موقع “ذا هيل” الأمريكي، مقالاً للكاتب الشهير “زوموالت” كشف فيه النقاب عن سعي محمد بن سلمان الحثيث لتغيير مفاهيم الإسلام الحقيقي، رغبة من المتسلطين الأجانب لبلوغه العرش وهو غير مضمون بعد حتى الآن حيث الداعمين بدأوا بالتخلي عنه بعد تحقيقه مآربهم في “شيطنة الإسلام”.
    كما نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقريرا كشف فيه عن دور الدعاية الإعلامية السعودية “البروباغندا” في تشويه الإسلام والمعتقدات والمقدسات الإسلامية، عبر حملة واسعة النطاق مهووسة بتصوير الإسلام دين متخلف لا يحب التطور والحداثة سعيا منها إلى تحديث صورتها في الأوساط الدولية التي تقف على خلفية آل سعود الإرهابية ونشرهم للفكر الوهابي التكفيري طيلة عقود طويلة ماضية.
    وتدور الدعاية السعودية حول موضوع رئيسي واحد: تحريض المشاعر القومية المتطرفة بين الشباب ضد الدين الإسلامي الحنيف. ساهمت شعارات مثل “السعودية للسعوديين” و”السعودية الكبرى” و”السعودية أولاً” في سرد جديد يصفه المحللون بأنه “ليس مجرد حركة شعبية تلقائية بل مبادرة تقودها السلطة برعاية ولي العهد“.
    وفي هذا الإطار تقول المعارضة السعودية مضاوي الرشيد إن الشعور الجديد بالقومية يدعو إلى الانفصال ليس فقط عن القيم الدينية ومعتقداتها التي يلتزم بها شعب بلاد الحرمين، ولكن أيضا عن أي التزام تجاه القضايا العربية والإسلامية، باستخدام أساليب التضليل والأكاذيب الصريحة، والشيطنة واستدعاء الأسماء واكباش الفداء.
    “السّخرية من المعتقدات من الأشياء الضّروريّة للسلطة القمعية؛ وتعتبر الخطوة الأولى في تحرير النّاس وحرف أذهانهم وتوجهاتهم عن السّخرية من السّلطة” – (كريستوفر هيتشينز).

شاهد أيضاً

المسلحون السوريون إلى النيجر..

أحمد رفعت يوسف  تحدثنا في تقارير سابقة بأن المسلحين السوريين المتورطين بعمليات ارهابية والذين سيتعذر …