🟠🟤 عانى الصمم ولم يسمع أعظم ألحانه.. قصة بيتهوفن أعظم عباقرة الموسيقى في جميع العصور..

 

ليس هناك ما هو أشد ايلاما من أن تطرب وتمتع وتدخل البهجة الى أسماع الملايين عبر العالم بمعزوفات خالدة وفي الوقت نفسه تعيش تعيسا منعزلا وعاجزا عن سماع هذه الموسيقى.

تلك هي قصة الموسيقي الألماني لودفيغ فان بيتهوفن، المزداد في ديسمبر 1770 بمدينة بون بمقاطعة كولونيا الألمانية ، والذي يصنف كأعظم الموسيقيين والملحنين على مر التاريخ.

ساهمت طفولته القاسية، وهو الذي ولد في كنف أب مدمن على الكحول ، في تشكيل شخصية بيتهوفن الصغير، حيث كان مجبرا على المكوث لساعات طويلة في عزلة تامة بقبو المنزل، كما شكل جده المولع بالموسيقى مصدر إلهام لبيتهوفن وهو الذي حفزه على التدرب على البيانو، والعزف لفترات طويلة جدا، حتى أظهر براعة ونبوغاً يفوقان عمره. وهو ما جعله يتخلى نهائيا عن الدراسة في سن العاشرة من عمره ويتفرغ لدراسة الموسيقى.

بعد وفاة والده، انتقل إلى فيينا، التي كانت ٱنذاك عاصمة للثقافة والموسيقى بأوروبا، في السابعة عشر من عمره بهدف تنمية قدراته الموسيقية وتطويرها، وظهر بيتهوفن للعلن في أولى حفلاته عام 1795، حيث عزف أول كونشيرتو بيانو له وبعدها بفترة قصيرة نشر سلسلة “Opus 1” للبيانو، وفي 1800، عزفت السيمفونية الأولى لبيتهوفن في المسرح الملكي الإمبراطوري مما جعله من أبرز الموسيقيين في أوروبا.

وفي حدود السادسة والعشرين من عمره، اشتكى بيتهوفن من طنين وألم في أذنيه، ومن خلال رسالة حزينة لصديقه فرانز فيغلر عام 1801، كشف بيتهوفن عن معاناته مع مشاكل في السمع. وبهذه الكلمات وصف عبقري الموسيقى حالته لصديقه: “علي أن أعترف أنني أعيش حياة بائسة. فمنذ حوالي عامين ابتعدت عن الحياة الاجتماعية ومهامها، حيث يستحيل علي أن أقول للناس إنني أصم. فلو كانت لدي أية وظيفة أخرى لتأقلمت مع إعاقتي لكن بالنسبة لوظيفتي الحالية فالصمم إعاقة فظيعة”.

وفي سنة 1802 انتقل للعيش بمنطقة هايلغنستات قرب العاصمة النمساوية فيينا بطلب من طبيبه. وفي تلك الفترة فكر بيتهوفن بوضع حد لحياته بسبب معاناته مع الصمم وتدهور حالته النفسية، وهو ما جعله يكتب رسالته الشهيرة المعروفة بوصية هايلغنستات، والتي عبر فيها عن سخطه من نظرة المجتمع إليه بسبب ميوله الانعزالية، كما أكد أن الشيء الوحيد الذي يمنعه من الانتحار هو الفن، وايمانه بقدرته على التعبير عما بداخله عن طريق الموسيقى.

وبمرور الوقت تدهور سمعه بشكل تدريجي ووصل لدرجة لا يسمع فيها شيئاً، ومع ذلك ألف بيتهوفن ما بين عامي 1803 و1812 عشرات القطع الموسيقية، وكان يضع أذنه فوق لوحة البيانو حتى يتمكن من سماع عزفه و لو بصوت خافت. كما استطاع اتمام السيمفونية الخامسة والسيمفونية التاسعة، والتي كانت ٱخر ظهور له أمام عشاق ألحانه وموسيقاه الذين كانوا يحيونه بالتصفيق مع الوقوف خمس مرات، وكانوا يلقون بقبعاتهم ومناديلهم في الهواء ويرفعون أيديهم، في محاولة للفت انتباه بيتهوفين الأصم ليرى أنهم يصفقون له.

ورغم الصمم الذي أصابه لم يتوقف بيتهوفن عن التأليف الموسيقى، واستمر في التواصل مع الناس بالكتابة طوال العشر سنوات الأخيرة في حياته، بعض تلك المُحادثات محفوظة في كِتاب واحد، في متحف بيتهوفِن في مدينة بون، وهُناك مجموعَة كبيرة من أجهزِة السمع التي كانَ يستَخدمها.

توفي بيتهوفن سنة 1827 عن 56 سنة، ويعتبر من أعظَم عباقرة الموسيقى في جميع العصور وأكثرهم تأثيراً، وأبدع أعمالا موسيقيّة خالدة، كما له الفضل الأعظم في تطوير الموسيقى الكلاسيكيّة.
أجي تفهم القانون

شاهد أيضاً

إنتصر الشعب الإيراني ومؤسساته على قِوَىَ الخارج وحطَّمَ أمانيهم،

كَتَبَ إسماعيل النجار بدورتين متتاليتين خلال إسبوعٍ واحد تخطت الجمهورية الإسلامية الإيرانية قطوع الإنتخابات الذي …