رئيسيات الصحف

 

النهار: تصاعد التعبئة لمنع الحرب: تسليم الجيش فوراً
كتبت صحيفة “النهار”:

في حين تتمادى الإستباحة الميدانية والديبلوماسية والدعائية للمواجهات الجارية في الجنوب بين تصعيد إسرائيلي لنبرة التهويل والتهديد، وتوظيف إيراني متكرر تُنصّب فيه طهران نفسها متحدثاً وراعياً ومحركاً لأذرعتها وفي مقدمهم “حزب الله”، اتخذ تصعيد صوت الاعتراض الداخلي اللبناني على الحرب دلالات بارزة بدا معها هذا التصعيد بمثابة مؤشر مهم من جملة مؤشرات تتركز على تظهير الاعتراض الواسع والشامل لإعادة توريط لبنان في جحيم حربي يتهدده بأخطر وأوخم العواقب الكارثية.
والواقع أن الساعات الأخيرة شهدت ما يشبه اطلاق تعبئة سياسية وإعلامية واسعة من جانب قوى المعارضة الأساسية في مؤشر قالت مصادر نيابية معارضة لـ”النهار” إنه يعكس الخطورة الكبيرة للمعطيات المتجمعة لدى قوى المعارضة وكتلها النيابية لجهة الوقائع المتصلة باقتراب خطر اندلاع حرب كبيرة على لبنان وعبره، ولا بد من تحرك داخلي فعال ومؤثر لمواجهتها قبل فوات الأوان.
ولفتت هذه المصادر إلى أن اطلاق قوى المعارضة نفير التحذير من حرب كبيرة ودق ناقوس الخطر حيالها وطرح خريطة طريق مفصلة لتجنبها جاء بناء على مشاورات معمقة وتجميع للمعطيات لدى جميع القوى المعارضة، ناهيك عن رؤية “عقلانية ومسؤولية وطنية” كما ورد في البيان – الموقف لقوى المعارضة حيال الآتي الخطير ما لم يستدركه لبنان برفع الصوت بقوة واقتران ذلك بإجراءات عاجلة عدّدتها المعارضة وكان جوهرها إعادة حصر الأمن بالدولة والشرعية من خلال انتشار متجدّد فعال للجيش اللبناني ينزع فتيل الحرب وخطر اندلاعها على نحو واسع وشامل.
وأشارت إلى أن قوى المعارضة تدرك سلفاً أنها تخاطب “حكومة صماء” ودولة تكاد تكون معدومة لكون السلطة بين أيدي الفريق الأحادي الذي اتخذ قرار الحرب ضارباً بعرض الحائط إرادة ووجود الدولة وجميع اللبنانيين، ولكن كان لا بد من تحمّل المسؤولية في دق ناقوس الخطر المتعاظم “ولنر ماذا سيكون عليه موقف المستهترين بدمار لبنان إذا لم تحصل مبادرات عاجلة لوقف الإستباحة المتعددة الوجوه والجهات التي أدت اليها عملية ربط لبنان بحرب غزة قسرا”.
وفي ظل هذه الدلالات أعلن نواب قوى المعارضة أمس في مؤتمر صحافي تلا خلاله النائب اشرف ريفي بيان المعارضة وطرح رؤية “عبر خارطة طريق تسحب فتيل التصعيد وتجنّب لبنان حرباً مدمرة”. وتلحظ هذه الرؤية عدداً من النقاط ابرزها، “ضرورة عدم ربط المسارين اللبناني والفلسطيني لجهة ما يحصل في غزة وضرورة الفصل بينهما. فلن نرضى اليوم أن نُجرّ إلى حرب شاملة لا تفيد القضية الفلسطينية، وتدمّر لبنان، ولن نسلم، بأن تقوم مجموعات مسلحة، تعمل على الأراضي اللبنانية، محلية كانت أم أجنبية، بفرض منطق وحدة الساحات، المرفوض من قبل غالبية اللبنانيين، خدمة لمشروع الممانعة الإقليمي”.
وجددت “تأكيد أهمية وضرورة تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، من قبل جميع الأطراف، وعلى دعم الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية، لضبط الحدود الدولية جنوباً، شرقاً وشمالاً، وعلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية 1559، و1680 وغيرها من المعاهدات الدولية ذات الصلة”.
وشددت على “أن تفادي حرب أوسع من تلك الدائرة حالياً ما زال ممكناً، وذلك يتطلب من حكومة تصريف الأعمال تحمل مسؤولياتها التي تخلت عنها منذ اليوم الأول للحرب، عبر المبادرة فوراً إلى وضع حد لكل الأعمال العسكرية خارج إطار الدولة اللبنانية وأجهزتها، والتي تنطلق من الأراضي اللبنانية ومن أي جهة وإعلان حالة الطوارئ في الجنوب وتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور فيه وتكليفه بالتصدي لأي اعتداء على الأراضي اللبنانية والتحرك على الصعيد الديبلوماسي من أجل العودة إلى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949 وتطبيق القرار 1701 كاملاً”. ودعت إلى عقد جلسة مناقشة نيابية لموضوع الحرب الدائرة في الجنوب ومخاطر توسّعها، ولتبني نواب الأمة هذه النقاط كخارطة طريق لنزع فتيل التصعيد وتجنيب لبنان حرباً.
وليس بعيداً من هذه التعبئة الاعتراضية، حمل”لقاء سيدة الجبل” بعنف على قرار الجامعة العربية نزع صفة الإرهاب عن “حزب الله” وسلاحه “الذي هو تحت الإمرة الإيرانية المباشرة” وأعلن أنه “لا يمكن أن نقبل في لحظة، يهدد فيها وكلاء إيران في المنطقة الأمن في البحر الأحمر وفي البحر الأبيض المتوسط، بأن يأتي الأستاذ حسام زكي ليرفع من بيروت صفة الإرهاب عن “حزب الله”، ولن نقبل، نحن الذين يدافعون عن لبنان وسيادته واستقلاله وحريته، بأن يأتي أيّ كان باسم أيّ كيان ويسلّم رؤوسنا إلى إيران وميليشياتها في المنطقة”.

رحلات الطيران…
وسط هذه الأجواء تواصلت ترددات التحذيرات من احتمال اندلاع حرب في لبنان إذ كان جديدها إعلان شركة الطيران الألمانية “لوفتهانزا” تعليق رحلاتها الليلية من بيروت وإليها حتى نهاية تموز (يوليو) بسبب الوضع في الشرق الأوسط.
ولكن المدير العامّ للطيران المدنيّ في مطار بيروت فادي الحسن، أكد لـ”النهار” أنّ شركة “لوفتهانزا” لم توقف رحلاتها إلى بيروت، بل تمّ تحويل الرحلات الليليّة إلى نهاريّة.
وفي وقت لاحق أعلنت السفارة الأميركية في بيروت انها أخذت علماً بتعديل رحلات الخطوط الجوية السويسرية ما أدى الى الغاء عدد من الحجوزات في وقت قصير. وبناء عليه دعت السفارة الأميركية رعاياها الى مراجعة مواعيد رحلاتهم التي قد تتغير من دون انذار، وأعادت السفارة تذكير مواطنيها بتجنّب السفر الى لبنان بسبب الأوضاع الأمنية التي قد تتبدل بسرعة.

التهديدات
أما في سياق الحرب الكلامية المتصلة بالمواجهات الميدانية بين إسرائيل و”حزب الله”، فكرّر أمس القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري اقحام بلاده في الوضع في لبنان، وقال “إن على إسرائيل أن تدرك عجزها عن إعادة الوضع إلى ما قبل 7 تشرين الأول (أكتوبر) وأن الجرائم والقتل لن يعوّضا هزيمتها الاستراتيجية”. وأضاف: “المقاومة في لبنان ستكبد إسرائيل ثمناً غالياً رداً على أي اعتداء”. وأكد أن “المقاومة في لبنان على أهبة الاستعداد للرد على تهديدات إسرائيل”.
في المقابل، اعتبر عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس أمس أن عدم التسوية على حدود إسرائيل الشمالية “يعني أن الدولة اللبنانية ستدفع ثمن إرهاب حزب الله”، وقال إن “على “حزب الله” أن يقرر ما إذا كان إيرانياً أم لبنانياً وإلا سيدفع الثمن”، مشددًا على أن “لبنان سيدفع الثمن إذا استمر الوضع كما هو في حدودنا الشمالية”.
ونقلت القناة 7 الإسرائيلية عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أن “الاتفاق مع “حزب الله” لا يساوي قيمة الورق الذي كتب عليه وإذا أجّلنا قرار الحرب وتقويض قدرة “الحزب” سنتكبد ثمناً باهظاً وآلاف القتلى”.
على الصعيد الميداني أسفرت غارات اسرائيلية على حولا عن مقتل 3 عناصر من “حزب الله”. واغار الطيران الحربي على كفركلا لمرتين متتاليتين وأفيد عن استهداف مسيّرة اسرائيلية منزلاً في بلدة مركبا. ونفذت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارة على عيتا آلشعب واستهدفت أحد المنازل في الحي الغربي.
وفي المقابل، أعلن “حزب الله” استهداف موقع السماقة في تلال كفرشوبا ومبنى يستخدمه الجنود في مستعمرة دوفيف ومبنى آخر في مستعمرة راموت نفتالي وموقع ‏معيان باروخ.

الجمهورية: الملف الرئاسي: تجميد ولا تحريك.. واشنطن تُبعد الحرب وتدفع لـ”حلّ العودتين”
كتبت صحيفة “الجمهورية”:
على المقلب السياسي، حديث في بعض الكواليس السياسية، لم يؤكّده أحد، عن حراك مكثف متوقّع خلال شهر تموز الجاري، محوره الأساس الملف الرئاسي. واما على المقلب الأمني، فخطّ ناري يزنّر منطقة الحدود الجنوبية، بمواجهات بين “حزب الله” والجيش الاسرائيلي، ما زالت على الإيقاع نفسه من الصعود والهبوط، دون ان تتخطّى نطاقها المحصور على خط الحدود، او ترتفع فوق سقف قواعد الاشتباك الحاكمة للمواجهات منذ 8 تشرين الاول من العام الماضي. في انتظار تطورات تحدّد وجهتها، اما في اتجاه التصعيد اكثر، او في اتجاه حل سياسي يبدّد الاحتمالات الحربية، ويعيد الأمن والاستقرار لتلك المنطقة.
وقد برز في هذا السياق، التأكيد الأميركي المتجدّد على لسان وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن امس، من انّ لا احد من اللاعبين الكبار في المنطقة يريد الحرب، فلا اسرائيل و”حزب الله” ولبنان وإيران تريد الحرب. وفي موازاة ذلك، برز التحذير الذي اطلقته ايران امس، على لسان القائم بأعمال وزير الخارجية الايراني علي باقري كني، لإسرائيل “من تهديد لبنان”، مؤكّداً “جاهزية المقاومة اللبنانية لمواجهة تهديدات اسرائيل، وانّ إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً لخطأ ارتكاب عمل عدواني، نظراً لقوة المقاومة التي لا مثيل لها في لبنان، ولأنّ المقاومة اللبنانية مستعدة تماماً للردّ”.

لا جديد رئاسياً
سياسياً، وعلى ما يؤكّد مرجع سياسي لـ”الجمهورية”، أن “لا جديد على صعيد الملف الرئاسي، “ما زلنا مطرحنا، حصلت حراكات في الفترة الماضية وانتهت كما بدأت، ولم يتحقق منها ما يمكن أن يشجع او يُبنى عليه”.
وعندما سُئل عن تحّرك ما ستشهده الايام المقبلة، قال: “مين بدو يتحرّك، سمعت متلي متلكم عن حراك جديد، لكن حقيقة انا ما عندي علم بشي، وما حدا بلّغنا شي، ولا نحن طلبنا من حدا”.
وعمّا تردّد عن تحرّك جديد للجنة الخماسية، قال: “لحد علمي ما في شي لا حراكات ولا من يحزنون، لا خماسية ولا سداسية، ولا حتى أحادية. وفي مطلق الاحوال اي تحرّك مرحّب به إن كان هادفاً الى تحقيق توافق بين الاطراف على انتخاب رئيس للجمهورية”.
ورداً على سؤال عن مصير مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قال المرجع: “الرئيس بري متمسك بمبادرته لأنّها تحدّد المخرج التوافقي اللازم للأزمة الرئاسية. وهي تحظى بإجماع دولي عليها، وقد عبّرت عن ذلك اللجنة الخماسية، كما انّها تحظى بشبه إجماع داخلي ما خلا بعض الاطراف التي تصرّ على التغريد خارج سرب التوافق. في اي حال، مبادرة بري قائمة، وفي نهاية المطاف كل الاطراف سيعودون اليها”.

بكركي و”حزب الله”
وعلى المقلب السياسي الآخر، أكّدت مجريات الأيام الاخيرة وما حملته من رسائل متبادلة وموفدين بين البطريركية المارونية والمجلس الشيعي، بدّدت الالتباسات التي شابت العلاقة بينهما على خلفية ما ورد في عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي قبل ايام. واكّدت حرص الطرفين على كل ما يجمع بينهما لمصلحة لبنان. كما اكّدت في السياق ذاته على تنقية العلاقة بين البطريركية و”حزب الله”.
وبرز في هذا الإطار ما قاله المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض، أمس، بأنّ “لا نية باستهداف “حزب الله” ولا بوصفه بالإرهابي، والبطريرك الراعي لم يقصد “حزب الله” ولا المقاومة في الجنوب التي نقدّر كل تضحياتها وما أنجزته من انتصارات كانت محقة”، موجّهاً التحية “الى كل الشهداء الذين يسقطون في الجنوب”.
وكشف غياض، انّ “التواصل بين بكركي و”حزب الله” مستمر، ولو كان البطريرك الراعي يعتبر “حزب الله” ارهابياً لأوقف التواصل معه، لأنّه لا يحاور ارهابيين”، كاشفاً انّ “سفراء طلبوا من البطريرك الراعي وصف “حزب الله” بالإرهابي، وقد رفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً، مؤكّداً انّ الحزب فريق لبناني”.

جبهتا غزة والجنوب
في المقلب الآخر، فإنّ المتابع لمجرى الحرب الدائرة في قطاع غزة والمواجهات المتسارعة على جبهة جنوب لبنان، ينتابه شعور بأنّ كلّ الوساطات ومحاولات احتواء التصعيد قد استنفدت، وباتت الكلمة للميدان العسكري. الّا انّ السؤال الذي يطرح نفسه في موازاة التهديدات الاسرائيلية التي تنذر بحرب طويلة الأمد: هل ستتمكن اسرائيل من تحقيق أيّ من اهدافها التي رفعتها لتحرير الأسرى الاسرائيليين والقضاء على حركة “حماس”، وتتفرّغ بالتالي لجبهة جنوب لبنان. أم أنّ الميدان سيشهد تطورات ما تفرض صفقة تبادل للأسرى بين اسرائيل و”حماس”، قائمة على وقف لاطلاق النار، ينسحب تلقائياً على جبهة لبنان، ويفتح الباب على حل سياسي تعتبره الولايات المتحدة الاميركية السبيل الوحيد لعودة سكان جنوب لبنان ومستوطنات الشمال الى منازلهم في جوّ آمن؟
فيما ما زالت واشنطن تعوّل على مبادرة الحل التي أطلقها الرئيس الاميركي جو بايدن، وإن كانت معوقات كبرى تعترضها، سواء من الجانب الاسرائيلي الذي اعلن رفض إدخال تعديلات عليها، او من حركة “حماس” التي تضع اشتراطات اساسية لقبول المبادرة، ولاسيما تعهّد اسرائيل بوقف نهائي لاطلاق النار والتزامها بالانسحاب من قطاع غزة.

طبول الحرب
الّا انّ هذا البطء أو التعثر في مسار مبادرة الحلّ الاميركية، تُضاف اليه طبول الحرب الواسعة التي تقرعها حكومة بنيامين نتنياهو، والتي ضجّت بشكل مكثف بالتزامن مع مواجهات محتدمة في شهر حزيران الفائت، الذي اجمعت التقارير العسكرية على انّه كان الأعنف منذ بداية الحرب، وخصوصاً على جبهة جنوب لبنان، أحدثت مساحة واسعة من الاعتقاد بأنّ الميدان العسكري من غزة الى لبنان على شفير التدرّج نحو الحرب. وعززت هذا الاعتقاد التهديدات الاسرائيلية المتواصلة بتطويل أمد الحرب، وتكرار سيناريوهات التدمير والإبادة الجماعيّة ضدّ ما تبقّى من قطاع غزة، وشن عملية عسكرية ضدّ لبنان.
على انّ المتمعن في عمق الصورة، يتبدّى له أنّ منحى التصعيد والتهديد الذي تسلكه حكومة نتنياهو، تعترضه موانع كبرى، حيث أنّ كلّ التقديرات سواء الأميركية او الدولية أو تلك الصادرة من داخل اسرائيل من مستويات سياسية وعسكرية، ومن معلّقين ومحللّين، باتت تجمع على انّ خيار الاستمرار في الحرب في غزة ليس صائباً، وعلى التحذير من انّ الحرب على لبنان تنطوي على مخاطر وأكلاف عالية ومدمّرة. وكلا الحربين، لن يمكنا نتنياهو من تحقيق الانتصار الذي يريده. بل انّ خيار الحل الاميركي هو الذي يعيد ما تبقّى من أسرى اسرائيليين لدى حركة “حماس” سالمين. وخيار الحل السياسي الذي تدفع اليه واشنطن، هو الذي يمكّن سكان مستوطنات الشمال من العودة الى بيوتهم.

حل العودتين”
على أنّ ما يُقال في الغرف الديبلوماسية، لا يغلب فرضية التصعيد، ولاسيما انّ قنوات الاتصال المفتوحة مع الوسطاء، وفق ما تكشف مصادر رسميّة لـ”الجمهورية”، ما انفكّت ترسل اشارات معاكسة للجو الحربي، وترجّح خيار الحل السياسي في المدى القريب المنظور على جبهتي غزة وجنوب لبنان. وخصوصاً انّ الاميركيين مصمّمون على إنجاح مبادرة الرئيس جو بايدن، بل انّهم باتوا عازمين أكثر من ذي قبل على تهدئة في غزة توازيها او تواكبها تهدئة على جبهة لبنان. ولهذه الغاية لن يطول الوقت وسيعود آموس هوكشتاين في زيارة جديدة الى المنطقة.
ولا تفصّل المصادر الرسمية في مضمون تلك الإشارات، بل تكتفي بالقول: “إنّ ما نسمعه يؤكّد في جوهره توجّه الادارة الاميركية الى بلوغ ما يبدو انّه “حل العودتين”؛ اي عودة الاسرى الاسرائيليين في غزة، وعودة سكان الجنوب ومستوطنات الشمال الى بيوتهم”.
وتضيف المصادر عينها: “يقولون إنّ الاسبوعين او الثلاثة المقبلة حاسمة للدفع بالحلول إلى الامام، ومن شأن هذا الامر أن يقلّل منسوب القلق من تصعيد واسع. ولكن هذا لا يعني الركون لكل ما يُقال، قبل ان نلمس بوادر الحل على الارض، ونتائج ما يُقال عن ضغوط اميركية قوية تُمارس على اسرائيل للسير بالحل، ومن هنا فإنّ من الواجب الحفاظ على قدر عالٍ من الحذر من الغدر الاسرائيلي”.
المتاهة
إلى ذلك، ووفق معلومات موثوقة لـ”الجمهورية”، أنّ مسؤولاً أمنياً رفيعاً في دولة اوروبية اجرى في الآونة الأخيرة، سلسلة لقاءات مع مستويات لبنانية سياسية وغير سياسية، تمحورت حول مستجدات الوضع على الحدود الجنوبيّة، وخصوصاً مع تصاعد العمليات العسكرية والقصف العنيف المتبادل بين “حزب الله” والجيش الاسرائيلي، وارتفاع وتيرة التهديدات بعمل عسكري اسرائيلي واسع ضدّ لبنان.
وبحسب المعلومات، كما نقلتها مصادر موثوقة، فإنّ المسؤول الأمني المذكور بدا في كلامه وكأنّه يشدّد على إبقاء الوضع على الجبهة الجنوبية تحت سقف مواجهات منخفضة الحدّة، وعكس ذلك في تحذيره من انّ رفع سقف المواجهات الى وتيرة عالية من التصعيد من شأنه أن يخرج الامور عن السيطرة، ويحبط الجهود الرامية الى خفض التصعيد كمقدمة لبلورة حل سياسي يؤدي الى وقف نهائي لاطلاق النار”.
ونقلت المصادر عن المسؤول الأمني قوله ما حرفيته: “إنّ الوضع كما نراه، لا يبعث على الاطمئنان، وخصوصاً انّه مع التصعيد المتواصل من الجانبين بات اكثر قرباً من السقوط في صراع واسع لا نرى فيه مصلحة لأي من الاطراف، وخصوصاً انّه يضع كل المنطقة امام منزلقات ومخاطر كبرى يستحيل تقدير حجمها إن خرجت الامور عن السيطرة، وهو ما يوجب قدراً عالياً من ضبط النفس. وقد ابلغنا ذلك الى الجانب الاسرائيلي، وهو ما نريد أن نراه من الجانب اللبناني الذي في إمكانه منع “حزب الله” من القيام بأي مغامرة عسكرية تتسبب بإشعال الحرب”.
وعندما سُئل المسؤول الامني عمّا اذا كان يرجح خيار الحرب الواسعة، بدا من ناحية، حذراً من “حزب الله”، حيث اعتبر انّ التصعيد الذي يمارسه لا يخدم الجهود الرامية الى حل سياسي، بل من شأنه أن يفاقم الامور اكثر، حيث انّ الاعلانات التي تصدر عن الحزب وتقول بأنّه لا يريد الحرب، يناقضها تصعيد كبير على الحدود. ومن ناحية ثانية اشار إلى خلاصة “تقييم عسكري غربي للحرب ونتائجها”، يقلّل من احتمالات الحرب الواسعة، لاسباب متعددة، ابرزها الضغط الاميركي لعدم توسّعها، يُضاف الى ذلك، أنّ اسرائيل بعد 9 اشهر من الحرب، باتت عالقة في ما يشبه المتاهة المقفلة، ووضعها الداخلي تشوبه موانع كثيرة، وعدم جهوزية لحرب واسعة او طويلة الأمد، ما يعني انّها في حاجة الى حل سياسي”.

الوضع الاسرائيلي
وفي سياق الوضع الاسرائيلي الداخلي غير المستقر، ذكر موقع “والا” الإسرائيلي “أنّ الجيش يعاني من نقص في الجنود”. فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ المئات من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي يغادرون شهرياً إلى الخارج من دون إبلاغ قادتهم”. وفي السياق، قالت القناة 12 الإسرائيلية إنّ نحو 900 ضابط برتب متفاوتة طلبوا بحث إمكانية تحريرهم من عقود الخدمة العسكرية خلال العام الأخير، فيما كشفت صحيفة “هآرتس” انّ عشرات جنود الاحتياط يعلنون أنّهم لن يعودوا للخدمة العسكرية في غزة حتى لو تعرّضوا للعقاب”.
الى ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت لشبكة “سي ان ان”، إنّ اندلاع حرب شاملة مع “حزب الله” ستكون فكرة سيئة، لأنّ إسرائيل ستعاني من ألم لم تشهده في تاريخها”.
واضاف: “ليس هناك مصلحة لإسرائيل وليس هناك مصلحة لحزب الله في الدخول في حرب شاملة، يمكننا التوصل إلى اتفاق، فذلك يتطلّب الحكمة والصبر والمثابرة وضبط النفس”، مشيراً إلى أنّ “كلا الجانبين لا يملكان الكثير منها في الوقت الحالي”.

الميدان العسكري
وكانت الجبهة الحدودية الممتدة من الناقورة الى جبل الشيخ، قد حافظت امس على وتيرة عالية من التصعيد، حيث نفّذ الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات جوية على العديد من البلدات والمناطق اللبنانية، حيث شملت المنطقة الواقعة بين وادي جيلو وجويا في قضاء صور، وكفر كلا بغارتين متتاليتين، وعيترون، ومركبا، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي اسرائيلي طال معظم القرى المحاذية لخط الحدود.
وفي مقابل ذلك، اعلن “حزب الله” انّ المقاومة الاسلامية استهدفت موقع معيان باروخ بقذائف المدفعية، ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة المطلة، ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة راموت نفتالي، ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة دوفيف وموقع السماقة في تلال كفر شوبا، ومباني يستخدمها جنود العدو في مستعمرةغرانوت هجليل..

الأخبار: المخابرات الألمانية في حارة حريك مجدّداً: زيارة استطلاع لتفادي الحرب الشاملة
كتبت صحيفة “الأخبار”:
بعد نحو نصف عام على اللقاء الأوّل بين نائب مدير المخابرات الألمانية أولي ديال ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم (راجع «الأخبار» السبت 27 كانون الثاني 2024)، عاد ديال إلى بيروت لاستكمال ما بدأه ولقاء قاسم مجدداً مساء السبت الماضي، وأمضى في لبنان بضع ساعات مع فريقه قبل أن يغادر صباح الأحد عائداً إلى برلين من دون أن يلتقي أياً من المسؤولين اللبنانيين.وفيما رفض الطرفان التعليق على اللقاء أو تأكيد صحّته، نشر موقع «ليبانون برايفت جيتز» خبراً على حسابه على منصة X، بعد ظهر الأحد، أن طائرة تُستخدم غطاء للمخابرات الفدرالية الألمانية (BND) حطّت في مطار بيروت الدولي لبضع ساعات ليل السبت – الأحد، قبل أن تعود إلى ألمانيا.
وتؤكّد مصادر اطّلعت على أجواء لقاء ديال وقاسم في حضور مدير محطة بيروت في المخابرات الألمانية، أن «أجواء الجلسة إيجابيّة»، وعرض خلالها الطرفان وجهتَيْ نظرهما من الأحداث الجارية في المنطقة والمعركة في غزة وجنوب لبنان. وأكّدت المصادر أن ديال لم يحمل أي رسائل تهديدية كما درجت عادة الموفدين الغربيين في لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين، كما لم يحمل أي مبادرة متكاملة، بل جاء ليستكمل اللقاء الأول مباشرةً، وما بدأته وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في زيارتها الأخيرة لبيروت مع المسؤولين اللبنانيين، بـ«الواسطة».
وبحسب المعلومات، فإن زيارة الموفد الألماني استطلاعية تُكَمِّل أسئلة بيربوك حول الفكرة الأساس عمّا يمكن فعله في جنوب لبنان لتفادي الحرب الشاملة. وعرض الألمان لوجهة النظر القائلة إن العدو الإسرائيلي يريد إعادة المستوطنين الذين نزحوا من شمال فلسطين المحتلة بسبب ضربات المقاومة، وهو يهدّد بالحرب الشاملة لتحقيق هذا الهدف، وإن أي خطأ غير مقصود من الطرفين خلال التبادل العنيف لإطلاق النار قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة شاملة، سائلين عن كيفية تفادي التدحرج الكبير. ولم يكن ردّ قاسم مغايراً لموقف المقاومة المعلن أو لموقفه في اللقاء السابق في كانون الثاني الماضي، إذ كرّر أن أي بحث في وقف إطلاق النار في الجنوب مرتبط بوقف إطلاق للنار تقبل به المقاومة الفلسطينية في غزّة، وأن على الدول الغربية إذا كانت تخشى اندلاع حرب كبرى، أن تمارس الضغوط على إسرائيل لتوقف حربها على غزة، وعندها يمكن الحديث عن جبهة الإسناد في الجنوب. وبحسب المصادر، أكّد قاسم أمام الموفد الألماني أن تهويل العدو بالحرب الشاملة لا يخيف المقاومة، وهي قوية ومستعدّة، وما أظهرته من بأس هو ما يمنع الحرب على لبنان. وسأل قاسم الألمان حول المواطنين اللبنانيين الذين تمّ اعتقالهم في ألمانيا بتهم تتعلّق بالانتماء أو العمل لحزب الله، فأكّد ديال أن موضوع الموقوفين في عهدة القضاء وليس من ضمن ملفات المخابرات الألمانية.
ومع أن حزب الله ينفي ارتباط أي من الموقوفين اللبنانيين الذين تمّ اعتقالهم خلال الحملات ضد الجمعيات الدينية بعد قرار حظر أنشطة حزب الله على الأراضي الألمانية بالعمل لصالحه، يمكن أن يُفهم من قرار القضاء الألماني بإصدار حكمين حتى الآن على موقوفين تتهمهما برلين بالعمل لحساب حزب الله، بأنه جزء من تفكيك الملفّ بين برلين وحارة وحريك، إذ إن الأحكام تعني أن الإفراج عن الموقوفين قريب بعدما أمضيا جزءاً من محكوميتهما.
ويُظهر حرص الألمان على محاولة تهدئة الجبهة الجنوبية وتفادي الحرب الشاملة بالتواصل المباشر مع المقاومة، أن الدول الغربية الكبرى، بما فيها تلك المنخرطة في الدعم الأعمى لإسرائيل مثل ألمانيا، باتت تعي خطورة وجديّة اندلاع حربٍ من هذا النوع، والقدرات التي تملكها المقاومة على المواجهة وتوسيع رقعة النار، بعد أشهر من التهويل والضغط على لبنان وتبنّي التهديد الإسرائيلي.يُظهر حرص الألمان على التواصل المباشر لتفادي الحرب الشاملة أن الدول الغربية تعي قدرات المقاومة على المواجهة
كما يدلّ الإصرار الألماني على رفع مستوى التواصل مع حزب الله، على اقتناع برلين بأن لعب دور فاعلٍ على الضّفة الشرقية للمتوسط يتطلّب مقارباتٍ مختلفة في السياسة الخارجية عن تلك التي تبنّتها خلال العقد الأخير، ولا سيّما في إطار السعي نحو دور الوسيط السابق الذي يتواصل مع أصحاب الشأن جميعهم ومباشرةً من دون قطع الجسور والمواقف العاطفية.
وما يُؤَكِّد سياسة الانفتاح الألمانية الجديدة، تطوّر التواصل الألماني مع حزب الله من القنوات الأمنية حصراً، إلى التواصل السياسي، إن من خلال اللقاءَين الأخيرين بين ديال وقاسم، أو من خلال اللقاءات التي تحصل بين حين وآخر بين ممثّلين عن السفارة الألمانية في بيروت وممثلين عن حزب الله، بما يصبّ أيضاً في إطار التواصل السياسي وتبادل الآراء لتقريب وجهات النظر.
ورغم أن برلين لا تزال تعلن مواقف متشدّدة تجاه الحكومة السورية، إلّا أن اكتمال دائرة التأثير بالنسبة إلى برلين، خصوصاً مع التوتّر غير المسبوق في العلاقة الألمانية – الإيرانية، تنقصه عودة التواصل المباشر مع دمشق التي ترفض حصر التواصل بالشق الأمني، من دون رفع الاتصالات إلى المستوى السياسي. ومع تأكُّد الألمان يوماً تلو آخر بأن سياسة «الإنكار» تجاه سوريا لا تحلّ الأزمات المشتركة، فإن توقّع نزول برلين عن شجرة الأزمة السورية (راجع «الأخبار» الخميس 11 أيار 2023) قد لا يطول، بعد أن تكسّرت العزلة العربية عن دمشق وباتت دول الجنوب الأوروبي بأكملها تطالب بعودة العلاقات مع سوريا.

الديار: بكركي ترفض تحريض السفراء على حزب الله: مقاومة وليس ارهابيا
الجيش الاسرائيلي في أزمة… نقص في العديد والعتاد ومئات الاستقالات
كتبت صحيفة “الديار”:
في لبنان، ثبت لكل المشككين المغرضين، انه لا تعارض بين مقاومة تدافع عن الحدود دون هوادة، وتساند الشعب الفلسطيني في غزة، وبين ارادة العيش وتحدّي كل الظروف الصعبة. التهويل بالحرب الشاملة لم يمنع الحكومة من اطلاق حملة “مشوار رايحين مشوار” بالامس. وفيما اعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي خلال اطلاق الحملة انه “مُطمئن للأيام المقبلة بأنه سيتم التوصل إلى حل”، اظهرت الارقام في مطار بيروت الدولي ارتفاعا في عدد الوافدين الذي وصل في شهر ايار الى 276 الف وافد، والى 405 الاف في حزيران، اما في “اسرائيل” فانخفض عدد الوافدين الى النصف مقارنة بالعام الماضي.

فقاعات اعلامية”
وتزامنا مع حملة التهويل الخارجية، المتراجعة نسبيا، والمنذرة بحرب شاملة ضد لبنان، تظّهر الارباك الخارجي، وعقم تفكيره، وقلة حيلته، بابهى صوره في تحريك عناصر داخلية، اثبتت فشلها سابقا، ولا تعدو كونها “فقاعات” اعلامية لا حيلة لها في مواجهة “معضلة” حزب الله. فعاد فجاة الى بيروت وفي توقيت مثير للريبة، بهاء الحريري في محاولة لاعادة شد العصب السني بعيدا عن حزب الله، فاكتشف الخارج خلال ساعات ان لا مكان له في هذه الساحة وانه مجددا ورقة خاسرة لا يمكن الرهان عليها لا الآن ولا في المستقبل.

حركة انفصام عن الواقع!
وفي هذا السياق، تداعى نواب قوى المعارضة بالامس الى مجلس النواب وخرجوا بما اسموها “خارطة طريق” لانقاذ البلاد من الحرب، تتضمن طبعا تملقا للخارج من خلال التمسك بالقرارات الدولية الآيلة الى التخلص من سلاح المقاومة. وهذا الحراك يدل على ان ثمة انفصاما هائلا عن الواقع لدى هذه القوى التي اذا كانت تنفذ اجندة خارجية فهي تتورط بما لا طاقة لها على تحمل تداعياته، واذا كانت تستدرج عروضا، فانها بالطبع لن تجد من يشتري بضاعتها غير القابلة للتسويق. وحدها بكركي وجدت نفسها معنية بالامس بمعالجة سوء الفهم في عظة البطريرك بشارة الراعي التي ادت الى مقاطعة مع المجلس الشيعي الاعلى، فجزمت انه لا يوجد في ادبياتها توصيف حزب الله بالارهابي، كاشفة عن رفض البطريرك لمطالب سفراء غربيين بتصنيف الحزب ارهابيا.

الانقسامات في “اسرائيل”
وعشية لقاء مفترض بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والمبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين يوم غد في فرنسا، ارتفعت حدة الانقسامات الداخلية في كيان العدو حول كيفية التعامل مع الجبهة الشمالية، وفيما عاد وزير الحرب يوآف غالانت اكثر “عقلانية” من واشنطن مقدما الحل الديبلوماسي، تزامنا مع عودة الحديث عن تعديلات على خطة بايدن لوقف الحرب على غزة، زايد عليه بعض وزراء اليمين وطالبوا بمعركة حاسمة وسريعة، سخرت منها وسائل اعلام اسرائيلية، وردت عليها طهران بتصريح للقائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري، الذي اكد ان المقاومة في لبنان ستكبد “إسرائيل” ثمناً غالياً رداً على أي اعتداء، وهي على أهبة الاستعداد للرد على التهديدات.

ماذا ينتظر حزب الله؟
وربطا بالجبهة في الجنوب، اكدت مصادر ديبلوماسية، ان السيناريو المطروح والذي بحثه وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت في واشنطن مع المسؤولين الأميركيين، يقوم على اعلان انتهاء العمليات العسكرية في رفح في الايام المقبلة وانطلاق المرحلة الثالثة، وهي لا تشمل حربا واسعة بل عمليات أمنية محدودة ضد حماس وقياداتها، على ان تتزامن مع البدء بعودة المدنيين الى غزة وادخال المساعدات بكثافة اليهم… وهو المخرج الذي يحاول الاميركيون بضغط من “الوسطاء” العرب اقناع حماس به وتاليا الحصول على التهدئة على الجبهة الشمالية، فيما لا يزال موقف حزب الله واضحا: ما يقبله الفلسطينيون وخصوصا حماس نقبله، ولا كلام قبل موافقتهم على انتهاء الحرب.

العجز الاسرائيلي
ومنذ أن عاد وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت من زيارته للولايات المتحدة توالت تلميحاته بأن “إسرائيل” غير معنية بحرب مع حزب الله الآن، وأنها تفضّل الاتفاق والتسوية، بعد سلسلة تصريحات عن “إعادة لبنان للعصر الحجري”. ووفقا لمصادر ديبلوماسية، فان نتنياهو يؤيد موقف غالانت، بعدما ادرك تبعات وأثمان الحرب الكبرى، رغم رغبته الشخصية بإطالة أمد الحرب، بخاصة أنه يسمع تقديرات مراقبين وجنرالات في الاحتياط يعتبرون حرباً واسعة في الشمال الآن مغامرة خطرة جداً، تنطوي على تهديد وجودي لـ “إسرائيل”، فهي منهكة وعاجزة عن إدارة حرب على جبهتين.

السخرية من سموتريتش!
في المقابل؛ دعا وزير المالية باتسلئيل سموتريتش الى حرب حادة وسريعة في لبنان.
وعكست الإذاعة العبرية العامة، صباح امس، موقف أوساط إسرائيلية وازنة، بقولها إن سموتريتش منفصمٌ عن الواقع، ولا يدرك معاني وتبعات الحرب مع حزب الله. وكشفت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية امس أن مسؤولين إسرائيليين اقترحوا على نظرائهم الأميركيين توجيه ضربة عسكرية في لبنان تضطر حزب الله الى التراجع لشمال الليطاني، لكن واشنطن رفضت ذلك، لانها تخشى اندلاع حرب واسعة.

اين هو الجيش؟
وحذرت الصحيفة نفسها من مغبة مثل هذه الحرب، ورأت أن الحل يكمن في وقف الحرب على غزة، استعادة الرهائن، وترتيب الأمور مع لبنان، والتعاون مع الولايات المتحدة ضمن صفقة سياسية كبيرة تشمل تحالفاً مع السعودية، وبناء محور مناهض لإيران. وتساءلت الصحيفة عن أي جيش يتحدث سموتريتش وغيره لخوض حرب في الشمال، وقالت ان عليه ان يسأل عددا كبيرا من الجنود المصوتين له: ما هو مستوى التآكل في الوحدات النظامية التي تحارب حماس منذ أكثر من ثمانية أشهر؟ وكيف يشعر جندي الاحتياط الذي استدعي للمرة الثالثة للخدمة بالأمر 8 ويترك وراءه عائلة مشتاقة ومصلحة تجارية متعثرة أو سنة دراسية ضائعة؟ وما حجم التسليح الدقيق لدى سلاح الجو إزاء قرار الإدارة الأميركية تأخير الإرسالية التي تشمل 3500 قنبلة ثقيلة؟ وما هو العلاج المطلوب للدبابات وناقلات الجنود بعد ساعات التشغيل الكثيرة؟ ومن هم العسكريون الذين يقدرون على القيام بعملية خاطفة وسريعة، التي ستهزم حزب الله؟ وما مدى استعداد الجبهة الداخلية في “إسرائيل” للتعامل مع إطلاق يومي لآلاف الصواريخ والقذائف والمسيرات من لبنان ؟

تضليل الجمهور
ولفتت الصحيفة الى ان سموتريتش يضلل الجمهور حين يصف الحرب ضد حزب الله بأنها “حاسمة وسريعة” وذلك لأنها ستتطور إلى حرب إقليمية، ومشكوك في أن الجيش الإسرائيلي جاهز لها، وربما تمس بالجبهة الداخلية مساً شديداً وتكلف آلاف الإسرائيليين حياتهم.
النقص في عديد الجيش
ووسط حملة التهويل بالحرب، كشف وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، امس، عن حاجة الجيش إلى 10 آلاف جندي إضافي فورا، فيما أفادت قناة عبرية بوجود زيادة كبيرة في عدد الضابط الذي يطلبون التقاعد من الخدمة العسكرية. ونقلت إذاعة الجيش عن غالانت قوله للجنة الخارجية والأمن في الكنيست: نحتاج إلى 10 آلاف جندي فورا. ويمكننا تجنيد 4 آلاف و800 من اليهود المتدينين (الحريديم).
طلبات التقاعد تتزايد
وضمن أزمة نقص جنود وضباط الجيش الإسرائيلي، كشفت القناة “12” الاسرائيلية عن وجود زيادة كبيرة في عدد الضباط الذين يسعون إلى التقاعد من الخدمة. واشارت الى انه منذ بداية الحرب، طلب حوالى 900 ضابط برتبة نقيب ورائد إنهاء عقودهم، بينما في المتوسط، يتقاعد ما بين 100 و120 ضابطا في هذه الرتب سنويا. وأوضحت القناة أن الضباط تحدثوا عن شعورهم بعدم التقدير وأن الشعب وبعض السياسيين ينزعون الشرعية عن الجيش، في إشارة إلى المسؤولية عن الإخفاقات في مواجهة حماس، واعتبرت أن التحدي أمام الجيش الآن هو إبقاء هؤلاء الضباط في الخدمة.

يديعوت صواريخ
وفي سياق متصل بجهوزية المقاومة، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية ان إيران زودت مؤخرا حزب الله باسلحة نوعية، ومن بينها أنظمة دفاع جوي بالغة الأهمية، يحتاج اليها الحزب لمواجهة ضربات القوات الجوية الإسرائيلية في جنوب لبنان. ولفتت الصحيفة الى ان هذه الشحنات كانت السبب الحقيقي وراء تمكن حزب الله من اعتراض خمس طائرات دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي، وإطلاقه النار بانتظام على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، بالإضافة إلى أنه نجح مؤخرا في إسقاط طائرة “هيرمس 900” باستخدام صاروخ أرض جو. وبحسب الصحيفة، زادت طهران ايضا من كميات صواريخ الماس المضادة للدبابات.
وتيرة هجمات حزب الله؟
في هذا الوقت، أكد تقرير أجراه معهد “علما” الإسرائيلي أنّ وتيرة الهجمات، التي شنّها حزب الله خلال شهر حزيران الماضي، تقترب من تلك التي شهدها أيار ، والذي يمثّل حتى الآن الشهر الاعنف في المواجهات التي نفّذتها المقاومة منذ تشرين الأول. وفي التفاصيل التي أوردها المعهد، نفّذ حزب الله، خلال الشهر الماضي، 288 هجوماً ضدّ إسرائيل، متوسطها 9.6 هجمات يومياً، في مقابل 320 هجوماً في أيار، معدلها 10 هجمات يومياً. وبحلول منتصف الشهر، كانت كثافة نيران حزب الله عالية، ولا سيما في أعقاب اغتيال الشهيد طالب سامي عبدالله، “أبي طالب”، في الـ11 من حزيران. وأضاف المعهد أن الهجمات استمرت رداً على اغتيال الشهيد عبدالله مدة 3 أيام، و”كان عددها مرتفعاً جداً”. أما بعد ذلك، وتحديداً في الـ15 من الشهر، والذي تزامن مع عيد الأضحى، فأبطأ حزب الله هجماته. أما في ما يتعلق بالوسائل المستخدمة، فكانت الصواريخ المنحنية المسار هي السلاح الأكثر استخداماً. ووفقاً لتحليل “علما”، بلغ عدد عمليات قصف الصواريخ منحنية المسار 144 في حزيران، وهو أعلى قليلاً من الرقم المسجّل في أيار. في المقابل شنّ حزب الله، خلال الشهر الماضي، 6 هجمات، استخدم فيها صواريخ “أرض – جو”، بما في ذلك إسقاط طائرة مسيّرة من طراز هيرمز 900 .

المسيرات الانتحارية
أما الهجمات الصاروخية المضادة للدبابات، فانخفض عددها بصورة ملحوظة خلال الشهر الماضي، بحسب ما أورده المعهد، بحيث وقع 57 هجوماً، تم فيه استخدام الصواريخ المضادة للدبابات، مقارنةً بـ95 في أيار. في ما خصّ الهجمات التي تمّت عبر الطائرات المسيّرة، أورد “علما” أنّ ثمة انخفاضاً عاماً من ناحية العدد، إلا أنّه كان هناك ارتفاع في عدد المسيّرات الانتحارية التي أطلقها حزب الله. وبهذا، يبلغ عدد الهجمات التي نُفِّذت ضدّ “إسرائيل” من لبنان، 2295، منذ اندلاع المواجهات عند الحدود الفلسطينية – اللبنانية، في الـ8 من تشرين الأول.

بكركي: حزب الله ليس ارهابيا
في هذا الوقت، وعلى خط معالجة العلاقة بين بكركي و “الثنائي الشيعي” والمجلس الشيعي الاعلى، وبعد وساطات عبر “وسطاء” بين الجانبين، اعلن المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض أن “لا نية باستهداف حزب الله ولا بوصفه بالارهابي، والبطريرك لم يقصد حزب الله ولا المقاومة في الجنوب التي نقدر كل تضحياتها وما انجزته من انتصارات كانت محقة وتحية الى كل الشهداء الذين يسقطون في الجنوب. وشدد على أن التواصل بين بكركي وحزب الله مستمر، وقال “لو كان البطريرك اعتبر حزب الله ارهابيا لأوقف التواصل معه لأنه لا يحاور ارهابيين. وكشف غياض ان “سفراء طلبوا من البطريرك وصف حزب الله بالارهابي، وقد رفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً مؤكداً ان الحزب فريق لبناني”.

“خارطة طريق” مريبة!
وفي خطوة “مريبة”، تحمل اكثر من علامة استفهام في توقيتها ومضمونها، تداعى نواب المعارضة الى اجتماع في مجلس النواب تحت عنوان” رفضا لجر لبنان الى الحرب”. وطرحوا ما اسموه رؤيتهم عبر خريطة طريق من اربع نقاط تسحب فتيل التصعيد وتجنب لبنان حرباً مدمرة وهي تختصر، بعدم ربط المسارين اللبناني والفلسطيني لجهة ما يحصل في غزة وضرورة الفصل بينهما. تأكيد أهمية وضرورة تطبيق القرار 1701 بمندرجاته كافة، وتطبيق قراري الشرعية الدولية 1559، و1680. ودعا البيان حكومة تصريف الأعمال الى ممارسة مسؤولياتها عبر المبادرة فوراً إلى وضع حد لكل الأعمال العسكرية خارج إطار الدولة اللبنانية وأجهزتها والتي تنطلق من الأراضي اللبنانية ومن أي جهة كانت وإعلان حالة الطوارئ في الجنوب وتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور.عقد جلسة مناقشة نيابية لموضوع الحرب الدائرة في الجنوب ومخاطر توسعها، وتبني نواب الأمة النقاط الأربع، كخارطة طريق لنزع فتيل التصعيد وتجنيب لبنان حرباً، لا يريدها اللبنانيون، ولم تتخذ المؤسسات الشرعية الرسمية اللبنانية قراراً بخوضها.

ماذا وارء البيان “المعارض”؟
وفيما اعتبرت مصادر نيابية الخطاب المستخدم بانه حمل مفردات “سيئة”، وهو يزيد الشقاق الداخلي دون اي مفاعيل على الارض يمكن صرفها، ومجرد تقديم “اوراق اعتماد” للخارج في توقيت دقيق وحساس جدا، لم تخف مصادر معارضة ان موقفها “رسالة” الى الخارج بوجود اصوات مغايرة لا توافق على استراتيجية حزب الله. ولفتت الى ان هذا البيان مجرد بداية لتحرك مقبل. من جهتها، اعتبرت اوساط الحزب التقدمي الاشتراكي انها مع الدعوة للمناقشة في ملف الحرب الدائرة في الجنوب، ولكنها اكدت ان الحزب يقف دون اي التباس مع ابن الجنوب ضد “اسرائيل”. بدورها اعتبر التيار الوطني الحر انه يجب معرفة الهدف الحقيقي من وراء الدعوة الى النقاش، لان البلاد تحتاج الى المزيد من الوحدة لا زيادة الشرخ.

اللواء: «هدف سياحي» في مرمى التوتر.. وتناقض أميركي بين رفض الحرب وعدم السفر إلى لبنان
زكي يتراجع والمعارضة لإعلان الطوارئ في الجنوب.. و«موعد ألماني» للهجوم العسكري
كتبت صحيفة “اللواء”:
في الوقت الذي بقي فيه الوضع الميداني، على متغيراته الميدانية، وعنتريات جنرالات «الحرب القذرة» ضد المدنيين الآمنين في قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، من وزير الدفاع الاسرائيلي، الى قادة وضباط العمليات الدائرة في الجنوب (غزة) او المفترضة ان تتصاعد في الشمال (اي عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية) في هذا الوقت سجل لبنان الرسمي السياحي نقطة كبرى في مرمى العازفين على وتر تهريب الرعايا والسياح، وحتى المواطنين اللبنانيين من المجيء لقضاء اسبوع او اكثر في الربوع اللبنانية للاستمتاع بأجواء الصيف من المهرجانات الى البحر والجبل، ورؤية الأهل والاصحاب والاصدقاء.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تحرك المعارضة أمس في المطالبة بجلسة نيابية تناقش مخاطر الحرب، كان مخططا لها، مع العلم أنه في أكثر من مناسبة توقفت المعارضة عند رفض جر لبنان إليها.
وقالت إن الطابة في مجلس النواب لجهة الاستجابة لعقد هذه الجلسة ام لا، وهناك توقعات بعدم وجود سيناريو للدعوة إليها بسبب التباينات بشأن موضوعها الأساسي، مشيرة إلى أن أمام المعارضة خيارات عدة قد تلجأ إليها في هذا المجال.
إلى ذلك، افيد أن تزخيم مسعى الاعتدال الوطني بات قريبا جدا، لكنه ينتظر بعض الإشارات.

«مشوار رايحين»
فعند الواجهة البحرية لبيروت، تحدّى لبنان التقارير الداعية لمغادرة البلد، باطلاق الموسم الصيفي عام 2024، باحتفال شارك فيه الرئيس نجيب ميقاتي ووزراء السياحة (وليد نصار) والاعلام (زياد مكاري) والصناعة (جورج بوشكيان) ووزير الدولة لشؤون الادارة نجلا الرياشي، ومدعوون من هيئات سياحية واقتصادية واعلامية.
وقال ميقاتي خلال حفل اطلاق حملة «مشوار رايحين مشوار»: نسمع بعض الدعوات من دول لرعاياها بعدم المجيء الى بنان، وأؤكد انه حتى بعض من اتخذ هذا القرار ففي قرارة نفسه يريد المجيء الى لبنان، المواطنون العرب والاجانب يحبون لبنان، ونحن نحبهم، وانا مطمئن اننا سنصل الى حل في الايام المقبلة.
وقال: «مطمئن للايام المقبلة للوصول الى حلّ وارادة اللبناني اكبر من اي مشكلة ومصر على الحياة ووزارة السياحة خير برهان».
يشار الى ان الرئيس ميقاتي، بعث برسالة الى امير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، شكره خلالها على تقديم قطر الهبة المالية لدعم رواتب العسكريين، وقيمتها عشرون مليون دولار.
وكان ميقاتي التقى في السراي الكبير سفير قطر لدى لبنان سعود بن عبد الرحمن بن فيصل الثاني آل ثاني في السراي الحكومية، وطلب اليه ايضاً نقل رسالة شكر الى نظيره رئيس الحكومة القطرية الشيخ حمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.

ما بعد حرب غزة؟
ومع المعلومات المتوافرة عن ان دولة الاحتلال تدرس الانتقال الى المرحلة الاخيرة من الحرب في غزة، مع الابقاء على قواتها هناك، تحت اعتبارين: الاول مرتبط بالمفاوضات غير المباشرة المرتبطة بصفقة التبادل في ما خص الاسرى الاسرائيليين والاميركيين لدى حماس وحركات المقاومة والاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والثاني يتعلق بما يجري على جبهة الشمال (الحدود اللبنانية – الاسرائيلية) حسب البيانات الاسرائيلية.
مع هذه المعلومات، يتقدم الوضع في الجنوب، على غير مستوى، محلي واقليمي ودولي.
وانضم الى الرافضين للحرب الواسعة وزير خارجية الولايات المتحدة انطوني بلينكن، الذي قال: ان لا احد من اللاعبين الكبار في المنطقة يريد حربا، فلا اسرائيل وحزب الله ولبنان وايران يريدون الحرب.
واشارت الخارجية الاميركية في بيان لها: ما زلنا نشعر بالقلق ازاء مستوى العنف بين اسرائيل وحزب الله واعادة الهدوء اولوية لدينا.
وحددت صحيف «بيلد» الالمانية نقلاً عن مصادر اسرائيلية ان «اسرائيل قد تشن عملية عسكرية ضد حزب الله بالجنوب في النصف الثاني من تموز».
وقررت شركة «لوفتهانزا»الالمانية تعليق رحلاتها الليلة من بيروت واليها من 29 حزيران حتى 31 تموز واوضحت ان هذا القرار بسبب الوضع في الشرق الاوسط.
ونقل عن القائم باعمال الخارجية الايرانية علي باقري قوله لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان : المقاومة في لبنان على اهبة الاستعداد للرد على تهديدات اسرائيل.
المعارضة تطالب الحكومة بالطوارئ في الجنوب
وفي سياق المواقف، دق نواب قوى «المعارضة» ناقوس الخطر من خلال خارطة طريق تجنب لبنان حربا مدمرة، وذلك من خلال «لفصل المسار اللبناني عما يحصل في غزة وتطبيق القرار 1701 كاملا، كما طالب النواب بعقد جلسة مناقشة نيابية تخصص لموضوع الحرب في الجنوب ومخاطر توسعها، واكدوا رفضهم لتوريط لبنان في اي معادلات جديدة والسعي بكل الوسائل لتجنيب لبنان الانزلاق الى حرب شاملة.
كما طالبت القوى النيابية المعارضة الحكومة باعلان حالة الطوارئ في الجنوب، وتسليم الجيش اللبناني زمام الامور، وتكليف الجيش اللبناني بالتصدي لأي اعتداء على الاراضي اللبنانية، والتحرك الدبلوماسي من اجل العودة الى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949، وتنفيذ القرار 1701 كاملاً.
وكانت السفارة الاميركية جددت امس التحذيرات لرعاياها من السفر الى لبنان، مشيرة الى انهاء تحث المواطنين الاميركيين المسافرين من لبنان واليه، على مراقبة حالة رحلاتهم عن كثب، مع امكانية وضع خطط بديلة.

زكي يتراجع
عربياً، وحول اللغط المتعلق بتصريحات الامين العام المساعد للسفير حسام زكي بزيارة لبنان بشأن ان حزب الله ليس منظمة ارهابية، بعد اجتماعه مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، قال الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط ان الامانة العامة تلتزم دوماً بالتنفيذ الكامل لقرارات الدول في كافة الموضوعات.
واعتبر ان تكليف زكي زيارة لبنان، موفداً شخصياً، هو للتواصل مع القوى السياسية اللبنانية هو تنفيذ لقرارات مجلس الجامعة في شأن التضامن مع لبنان.
واوضح زكي في مقر الجامعة ان تصريحاته «فسرت في غير سياقها الصحيح»، مشيراً الى ان هذا «لا يعني بأي حال زوال التحفظات والاعتراضات الكثيرة على سلوك وسياسات وافعال ومواقف حزب الله ليس فقط داخلياً وانما اقليمياً ايضاً».

تمديد العروض للشركات النفطية
نفطياً، ذكرت هيئة ادارة قطاع البترول امس ان وزارة الطاقة قررت تمديد الموعد النهائي للشركات لتقديم عروضها للحصول على حقول التنقيب عن النفط والغاز في حقول بحرية ضمن جولة التراخيص الثالثة.
وعليه يصبح الموعد النهائي في 7 آذار 2025 بدلاً من الثالث من تموز الحالي.
واشارت الوزارة في قرارها الى ان هذا الامر سيعطي وقتاً كافياً، لمراقبة «التطورات الاقليمية والدولية والعمل على ايجاد حلول لتعزيز جذب الشركات».

الوضع الميداني
ميدانياً، استهدف حزب الله مبنيين يستخدمهما جنود الجيش الاسرائيلي في مستعمرتي دوفيف وراموت.
كما هاجم حزب الله مستعمرة غرانوت هجليل للمرة الاولى، مستهدفاً مبانيٍ يستخدمها جنود العدو الاسرائيلي في هذه المستعمرة.
واستهدفت مدفعية العدو عيتا الشعب، وكذلك اطراف بلدة كفركلا، كما اغار الطيران المعادي على المنطقة ما بين جويا ووادي جيلو.

الأنباء: الرئاسة على وقع الميدان… ولبنان على طاولة هوكشتاين – لودريان
– كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية:
رغم التهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد لبنان، واستعداد اسرائيل لعمل عسكري محتمل على الجبهة اللبنانية، برز الكثير من المواقف المتناقضة حول توقيت الهجوم لدى قادة العدو وتخيير لبنان بين الحل الدبلوماسي أو الذهاب إلى الخيار العسكري.
في هذا السياق، لفت الموقف الذي أعلنه وزير الحرب في حكومة بنيامين نتنياهو ومفاده أن الجيش الإسرائيلي مُنهَك وهو يحتاج إلى ما يقارب السنتين من الراحة وإعادة تقييم تداعيات الحرب على غزة والخسائر البشرية التي مني بها، وقوله إن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى تعيين عشرة آلاف جندي لضبط الأمن في الداخل الإسرائيلي قبل التفكير بشن أي هجوم ضد لبنان.
مصادر مقرّبة من حزب الله أشارت عبر جريدة الأنباء الالكترونية إلى أن أفضل حل لخفض التصعيد جنوباً يكون من خلال تطبيق القرار 1701 الذي يحفظ حقوق الجميع، أما القول بانسحاب حزب الله مسافة 8 كيلمترات باتجاه الشمال، فيعني انسحاب اسرائيل الى الداخل المسافة نفسها، وإلا لا تسوية.
المصادر نفسها دعت إلى عدم الأخذ بالتهويل الإسرائيلي بالحرب، مؤكدةً أن حزب الله ضد توسيع الحرب، وإذا كانت اسرائيل مستعجلة لإعادة النازحين الإسرائيليين إلى قراهم ومستعمراتهم في الشمال فعليها وقف الحرب في غزة والسماح بدخول المساعدات الغذائية والانسانية الى الفلسطينيين.
توازياً، تتجه الانظار الى اللقاء المرتقب في باريس، غداً الأربعاء، بين مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الاوسط آموس هوكشتاين والموفد الفرنسي جان ايف لودريان، حيث سيُبحَث بالملفات اللبنانية على المستويين الرئاسي كما الميداني الحدودي.
مصادر متابعة ربطت عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية هذا اللقاء بالإتصالات التي تقوم بها اللجنة الخماسية بعيداً عن الاعلام لإعادة تحريك الملف الرئاسي وإمكانية إحداث خرق ما في جدار الأزمة الرئاسية بعد تعثر الوصول الى تفاهم حول هذا الموضوع.
المصادر رأت أن على هوكشتاين أن ينزع فتيل الحرب الشاملة وإبلاغ العدو الاسرائيلي بأن هذا الأمر سيشعل المنطقة بأسرها بدءاً من لبنان مروراً بسوريا والعراق وصولاً الى ايران واليمن وغيرها من الدول ما قد ينذر بحرب إقليمية واسعة، متسائلة عن الأجوبة التي سمعها في تل أبيب ومدى قدرته فعلاً على ضبط الجنون الاسرائيلي عن القيام بأي مغامرة.
من جهته، اعتبر النائب الياس جرادي في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن الأمور بشكل عام اتجهت إلى الحلول السياسية، ولكن ليس عن طريق التسريع فيها لأنها قد تستغرق وقتاً.
ولفت جرادي إلى “حظوظ عالية تصبّ في هذا المنحى وقد رأينا كيف ان العدو خفض من نبرته العالية وأصبح لديه نوعاً من التواضع وذلك بفضل قوة الردع التي فرضتها المقاومة وما تظهره من مقدرات”.
ورأى جرادي أن التصعيد الذي جرى في الأسبوعين الماضيين كان مدروساً من قبل المقاومة وقد أعطى مفعوله، يضاف الى ذلك تأزم الوضع العسكري داخل اسرائيل وما أرسته المعارك والمجازر التي ارتكبت من قبل العدو في غزة وما قام به من أعمال بربرية ووحشية، حيث بدأنا نلمس التحوّل الكبير لدى الرأي العام العالمي حيال الجرائم التي ارتكبت في غزة. وكنا قد نبهنا منها من البداية”. وأشار جرادي الى قراءة موضوعية وإنسانية على مستوى العالم بإدانة ما جرى في غزة. وأن الحل سيكون غير ذلك الذي تحاول أن تفرضه إسرائيل، فهي لم تحقق أي انتصار بفضل الضغط الذي مورس من قبل المقاومة وأرسى معادلات مهمة في الميدان وكان بمثابة رسالة واضحة للقاصي والداني.
وتمنى جرادي أن تسير الأمور في هذا الاتجاه وأن ينزل العدو عن الشجرة وأن يكون الاتجاه نحو حلول مستدامة، وهذا ما فرضته قواعد الميدان.
وعليه، فإن المشهد جنوباً لا زال يتحكم بالوضع السياسي العام في لبنان، ويمكن الجزم بأن كل الملفات ستبقى رهن الميدان ولن تكون المخارج متوفرة قبل توقّف المدفع.

الشرق الأوسط: اليمين والمعارضة في إسرائيل يلتقيان على توسعة الحرب بجنوب لبنان
إيران تدعم موقف «حزب الله» بالرد
كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”:
يدفع كل من اليمين والمعارضة في إسرائيل، الحكومة باتجاه توسعة الحرب في لبنان، في موجة جديدة من التهديد يلتقي عليها الطرفان، ويقابلها «حزب الله» أيضاً بالتهديد بالرد على أي حرب إسرائيلية إلى العمق اللبنانية، وذلك على إيقاع عمليات عسكرية، وتبادل متواصل للقصف على حدود لبنان الجنوبية.
وقال زعيم المعارضة في إسرائيل والوزير المنسحب من الحكومة بيني غانتس: «لبنان سيدفع الثمن إذا استمر الوضع كما هو في حدودنا الشمالية»، مضيفاً: «على (حزب الله) أن يقرر ما إذا كان لبنانياً أم إيرانياً، أو سيدفع الثمن». ورأى غانتس أن «عدم التسوية على حدودنا الشمالية يعني أن الدولة اللبنانية ستدفع ثمن إرهاب (حزب الله)».
وفي موازاة هذا الدفع المعارض، يتبنى اليمين الإسرائيلي الموقف نفسه، وعبّر عنه وزير المال في الحكومة الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش بقوله: «يجب شن حرب وإقامة منطقة عازلة بجنوب لبنان بدلاً من إبقاء هذه المنطقة في أرضنا». ونقلت عنه «القناة 7» قوله: «الاتفاق مع (حزب الله) لا يساوي قيمة الورق الذي كُتب عليه»، مضيفاً: «إذا أجّلنا قرار الحرب وتقويض قدرة (الحزب) فسنتكبد ثمناً باهظاً وآلاف القتلى».
وعملت الولايات المتحدة ودول أخرى مثل فرنسا وألمانيا خلال الأسابيع الماضية، على محاولة منع تمدد الحرب، وسحب الذرائع من إسرائيل لتوسعة القتال، وذلك من خلال موفدين وصلوا إلى بيروت وتل أبيب، لكن تلك المبادرات فشلت في إقناع «حزب الله» بالانسحاب من المنطقة الحدودية إلى عمق 10 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، أو بإيقاف القتال الذي يربطه الحزب بإنهاء الحرب في غزة. وحذرت واشنطن من أنها لن تستطيع إيقاف أي خطط إسرائيلية في هذا السياق.
وفي مقابل التهديدات الإسرائيلية، يردّ «حزب الله» بالتهديد أيضاً. وقال النائب حسين الحاج حسن في تصريح مخاطباً إسرائيل: «إذا فكرت أيها العدو في أي خطوة حمقاء، أو ارتكبت أي خطوة حمقاء، فلن تجد أمامك إلا البأس الشديد الذي سيزيد عجزك عجزاً، والذي سيعمق مشكلة الردع عندك، والذي سيزيد من أزماتك، وقد خبرت بعض ما عند المقاومة».
من جهته، قال النائب في كتلة الحزب البرلمانية (الوفاء للمقاومة) علي فياض إن «كل المواقف التي يعلنها العدو، لم تتمكن من التغطية على الحقيقة الواضحة التي لا يمكن نكرانها على الإطلاق، وهي أن هذا العدو إلى مزيد من التخبط والإنهاك والهزيمة»، مشيراً إلى أن «المقاومة في لبنان مستمرة في عملياتها لمؤازرة غزة ما دام هذا العدوان قائماً عليها». وتابع: «أمام كل هذا التهديد والوعيد الذي يطلقه العدو، فإننا ماضون في هذه المواجهة مهما غلت التضحيات».
ويتناغم موقف «الحزب»، مع تهديد إيراني كان قد أطلقه وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري الأحد، بقوله إن «المقاومة في لبنان على استعداد تام لمواجهة تهديدات الكيان الصهيوني، وقوة المقاومة في لبنان منقطعة النظير ستجعل أي اعتداء للمحتلين المعتدين مكلفاً بالنسبة لهم».

الوضع الميداني
ترافقت التهديدات مع تبادل متواصل للقصف، حيث نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة جوية على بلدة عيتا الشعب، واستهدفت أحد المنازل في الحي الغربي للبلدة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أن «طائراتنا قصفت مبنى عسكرياً لـ«حزب الله» في بليدا جنوب لبنان»، إلى جانب قصف آخر استهدف مركبا وكفركلا، بعدما شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجراً غارة استهدفت منزلاً في بلدة البياضة – قضاء صور للمرة الأولى.
وأطلق «حزب الله» صواريخ باتجاه المطلة، كما أعلن عن استهداف مبنى يتموضع فيه جنود إسرائيليون في راموت ‏نفتالي، وذلك بعد مسيرات أطلقها، الأحد، باتجاه الجولان. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة 18 جندياً بعد هجوم بطائرة مسيّرة، الأحد، استهدف موقعهم في هضبة الجولان المحتلة على الحدود اللبنانية، حالة أحدهم خطيرة. وأوضح الجيش في بيان أن الغارة وقعت في وقت سابق من الأحد، مضيفاً أنه قصف منذ ذلك الحين أهدافاً لـ«حزب الله» جنوب لبنان بالطائرات الحربية والمدفعية.

«يونيفيل»
وفي خضم التهديدات والعمليات العسكرية، أعلنت قوات حفظ السلام العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، أنها عقدت اجتماعاً مع الوكالات والمنظمات الدولية والوطنية «لمناقشة الأمن والدعم للمجتمعات المتضررة من النزاع في جنوب لبنان»، في إطار «دعم (اليونيفيل) المجتمعات المحلية بأفضل ما تستطيع، فإن الاحتياجات كبيرة وتتطلب نهجاً شاملاً».
وقالت «اليونيفيل» في بيان: «بينما تواصل (اليونيفيل) تقديم الدعم للمجتمعات المحلية في حدود إمكاناتها وقدراتها، بما في ذلك من خلال المشاريع والتدخلات السريعة والتبرعات المقدمة من البلدان المساهمة بجنود حفظ سلام، فإن الاحتياجات المتنامية تتطلب نهجاً متماسكاً من جميع الجهات الفاعلة المشاركة في الاستجابة للأزمات».

في حين تتمادى الإستباحة الميدانية والديبلوماسية والدعائية للمواجهات الجارية في الجنوب بين تصعيد إسرائيلي لنبرة التهويل والتهديد، وتوظيف إيراني متكرر تُنصّب فيه طهران نفسها متحدثاً وراعياً ومحركاً لأذرعتها وفي مقدمهم “حزب الله”، اتخذ تصعيد صوت الاعتراض الداخلي اللبناني على الحرب دلالات بارزة بدا معها هذا التصعيد بمثابة مؤشر مهم من جملة مؤشرات تتركز على تظهير الاعتراض الواسع والشامل لإعادة توريط لبنان في جحيم حربي يتهدده بأخطر وأوخم العواقب الكارثية.
والواقع أن الساعات الأخيرة شهدت ما يشبه اطلاق تعبئة سياسية وإعلامية واسعة من جانب قوى المعارضة الأساسية في مؤشر قالت مصادر نيابية معارضة لـ”النهار” إنه يعكس الخطورة الكبيرة للمعطيات المتجمعة لدى قوى المعارضة وكتلها النيابية لجهة الوقائع المتصلة باقتراب خطر اندلاع حرب كبيرة على لبنان وعبره، ولا بد من تحرك داخلي فعال ومؤثر لمواجهتها قبل فوات الأوان.
ولفتت هذه المصادر إلى أن اطلاق قوى المعارضة نفير التحذير من حرب كبيرة ودق ناقوس الخطر حيالها وطرح خريطة طريق مفصلة لتجنبها جاء بناء على مشاورات معمقة وتجميع للمعطيات لدى جميع القوى المعارضة، ناهيك عن رؤية “عقلانية ومسؤولية وطنية” كما ورد في البيان – الموقف لقوى المعارضة حيال الآتي الخطير ما لم يستدركه لبنان برفع الصوت بقوة واقتران ذلك بإجراءات عاجلة عدّدتها المعارضة وكان جوهرها إعادة حصر الأمن بالدولة والشرعية من خلال انتشار متجدّد فعال للجيش اللبناني ينزع فتيل الحرب وخطر اندلاعها على نحو واسع وشامل.
وأشارت إلى أن قوى المعارضة تدرك سلفاً أنها تخاطب “حكومة صماء” ودولة تكاد تكون معدومة لكون السلطة بين أيدي الفريق الأحادي الذي اتخذ قرار الحرب ضارباً بعرض الحائط إرادة ووجود الدولة وجميع اللبنانيين، ولكن كان لا بد من تحمّل المسؤولية في دق ناقوس الخطر المتعاظم “ولنر ماذا سيكون عليه موقف المستهترين بدمار لبنان إذا لم تحصل مبادرات عاجلة لوقف الإستباحة المتعددة الوجوه والجهات التي أدت اليها عملية ربط لبنان بحرب غزة قسرا”.
وفي ظل هذه الدلالات أعلن نواب قوى المعارضة أمس في مؤتمر صحافي تلا خلاله النائب اشرف ريفي بيان المعارضة وطرح رؤية “عبر خارطة طريق تسحب فتيل التصعيد وتجنّب لبنان حرباً مدمرة”. وتلحظ هذه الرؤية عدداً من النقاط ابرزها، “ضرورة عدم ربط المسارين اللبناني والفلسطيني لجهة ما يحصل في غزة وضرورة الفصل بينهما. فلن نرضى اليوم أن نُجرّ إلى حرب شاملة لا تفيد القضية الفلسطينية، وتدمّر لبنان، ولن نسلم، بأن تقوم مجموعات مسلحة، تعمل على الأراضي اللبنانية، محلية كانت أم أجنبية، بفرض منطق وحدة الساحات، المرفوض من قبل غالبية اللبنانيين، خدمة لمشروع الممانعة الإقليمي”.
وجددت “تأكيد أهمية وضرورة تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، من قبل جميع الأطراف، وعلى دعم الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية، لضبط الحدود الدولية جنوباً، شرقاً وشمالاً، وعلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية 1559، و1680 وغيرها من المعاهدات الدولية ذات الصلة”.
وشددت على “أن تفادي حرب أوسع من تلك الدائرة حالياً ما زال ممكناً، وذلك يتطلب من حكومة تصريف الأعمال تحمل مسؤولياتها التي تخلت عنها منذ اليوم الأول للحرب، عبر المبادرة فوراً إلى وضع حد لكل الأعمال العسكرية خارج إطار الدولة اللبنانية وأجهزتها، والتي تنطلق من الأراضي اللبنانية ومن أي جهة وإعلان حالة الطوارئ في الجنوب وتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور فيه وتكليفه بالتصدي لأي اعتداء على الأراضي اللبنانية والتحرك على الصعيد الديبلوماسي من أجل العودة إلى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949 وتطبيق القرار 1701 كاملاً”. ودعت إلى عقد جلسة مناقشة نيابية لموضوع الحرب الدائرة في الجنوب ومخاطر توسّعها، ولتبني نواب الأمة هذه النقاط كخارطة طريق لنزع فتيل التصعيد وتجنيب لبنان حرباً.
وليس بعيداً من هذه التعبئة الاعتراضية، حمل”لقاء سيدة الجبل” بعنف على قرار الجامعة العربية نزع صفة الإرهاب عن “حزب الله” وسلاحه “الذي هو تحت الإمرة الإيرانية المباشرة” وأعلن أنه “لا يمكن أن نقبل في لحظة، يهدد فيها وكلاء إيران في المنطقة الأمن في البحر الأحمر وفي البحر الأبيض المتوسط، بأن يأتي الأستاذ حسام زكي ليرفع من بيروت صفة الإرهاب عن “حزب الله”، ولن نقبل، نحن الذين يدافعون عن لبنان وسيادته واستقلاله وحريته، بأن يأتي أيّ كان باسم أيّ كيان ويسلّم رؤوسنا إلى إيران وميليشياتها في المنطقة”.
رحلات الطيران…
وسط هذه الأجواء تواصلت ترددات التحذيرات من احتمال اندلاع حرب في لبنان إذ كان جديدها إعلان شركة الطيران الألمانية “لوفتهانزا” تعليق رحلاتها الليلية من بيروت وإليها حتى نهاية تموز (يوليو) بسبب الوضع في الشرق الأوسط.
ولكن المدير العامّ للطيران المدنيّ في مطار بيروت فادي الحسن، أكد لـ”النهار” أنّ شركة “لوفتهانزا” لم توقف رحلاتها إلى بيروت، بل تمّ تحويل الرحلات الليليّة إلى نهاريّة.
وفي وقت لاحق أعلنت السفارة الأميركية في بيروت انها أخذت علماً بتعديل رحلات الخطوط الجوية السويسرية ما أدى الى الغاء عدد من الحجوزات في وقت قصير. وبناء عليه دعت السفارة الأميركية رعاياها الى مراجعة مواعيد رحلاتهم التي قد تتغير من دون انذار، وأعادت السفارة تذكير مواطنيها بتجنّب السفر الى لبنان بسبب الأوضاع الأمنية التي قد تتبدل بسرعة.

التهديدات
أما في سياق الحرب الكلامية المتصلة بالمواجهات الميدانية بين إسرائيل و”حزب الله”، فكرّر أمس القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري اقحام بلاده في الوضع في لبنان، وقال “إن على إسرائيل أن تدرك عجزها عن إعادة الوضع إلى ما قبل 7 تشرين الأول (أكتوبر) وأن الجرائم والقتل لن يعوّضا هزيمتها الاستراتيجية”. وأضاف: “المقاومة في لبنان ستكبد إسرائيل ثمناً غالياً رداً على أي اعتداء”. وأكد أن “المقاومة في لبنان على أهبة الاستعداد للرد على تهديدات إسرائيل”.
في المقابل، اعتبر عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس أمس أن عدم التسوية على حدود إسرائيل الشمالية “يعني أن الدولة اللبنانية ستدفع ثمن إرهاب حزب الله”، وقال إن “على “حزب الله” أن يقرر ما إذا كان إيرانياً أم لبنانياً وإلا سيدفع الثمن”، مشددًا على أن “لبنان سيدفع الثمن إذا استمر الوضع كما هو في حدودنا الشمالية”.
ونقلت القناة 7 الإسرائيلية عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أن “الاتفاق مع “حزب الله” لا يساوي قيمة الورق الذي كتب عليه وإذا أجّلنا قرار الحرب وتقويض قدرة “الحزب” سنتكبد ثمناً باهظاً وآلاف القتلى”.
على الصعيد الميداني أسفرت غارات اسرائيلية على حولا عن مقتل 3 عناصر من “حزب الله”. واغار الطيران الحربي على كفركلا لمرتين متتاليتين وأفيد عن استهداف مسيّرة اسرائيلية منزلاً في بلدة مركبا. ونفذت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارة على عيتا آلشعب واستهدفت أحد المنازل في الحي الغربي.
وفي المقابل، أعلن “حزب الله” استهداف موقع السماقة في تلال كفرشوبا ومبنى يستخدمه الجنود في مستعمرة دوفيف ومبنى آخر في مستعمرة راموت نفتالي وموقع ‏معيان باروخ.

الجمهورية: الملف الرئاسي: تجميد ولا تحريك.. واشنطن تُبعد الحرب وتدفع لـ”حلّ العودتين”
كتبت صحيفة “الجمهورية”:
على المقلب السياسي، حديث في بعض الكواليس السياسية، لم يؤكّده أحد، عن حراك مكثف متوقّع خلال شهر تموز الجاري، محوره الأساس الملف الرئاسي. واما على المقلب الأمني، فخطّ ناري يزنّر منطقة الحدود الجنوبية، بمواجهات بين “حزب الله” والجيش الاسرائيلي، ما زالت على الإيقاع نفسه من الصعود والهبوط، دون ان تتخطّى نطاقها المحصور على خط الحدود، او ترتفع فوق سقف قواعد الاشتباك الحاكمة للمواجهات منذ 8 تشرين الاول من العام الماضي. في انتظار تطورات تحدّد وجهتها، اما في اتجاه التصعيد اكثر، او في اتجاه حل سياسي يبدّد الاحتمالات الحربية، ويعيد الأمن والاستقرار لتلك المنطقة.
وقد برز في هذا السياق، التأكيد الأميركي المتجدّد على لسان وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن امس، من انّ لا احد من اللاعبين الكبار في المنطقة يريد الحرب، فلا اسرائيل و”حزب الله” ولبنان وإيران تريد الحرب. وفي موازاة ذلك، برز التحذير الذي اطلقته ايران امس، على لسان القائم بأعمال وزير الخارجية الايراني علي باقري كني، لإسرائيل “من تهديد لبنان”، مؤكّداً “جاهزية المقاومة اللبنانية لمواجهة تهديدات اسرائيل، وانّ إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً لخطأ ارتكاب عمل عدواني، نظراً لقوة المقاومة التي لا مثيل لها في لبنان، ولأنّ المقاومة اللبنانية مستعدة تماماً للردّ”.

لا جديد رئاسياً
سياسياً، وعلى ما يؤكّد مرجع سياسي لـ”الجمهورية”، أن “لا جديد على صعيد الملف الرئاسي، “ما زلنا مطرحنا، حصلت حراكات في الفترة الماضية وانتهت كما بدأت، ولم يتحقق منها ما يمكن أن يشجع او يُبنى عليه”.
وعندما سُئل عن تحّرك ما ستشهده الايام المقبلة، قال: “مين بدو يتحرّك، سمعت متلي متلكم عن حراك جديد، لكن حقيقة انا ما عندي علم بشي، وما حدا بلّغنا شي، ولا نحن طلبنا من حدا”.
وعمّا تردّد عن تحرّك جديد للجنة الخماسية، قال: “لحد علمي ما في شي لا حراكات ولا من يحزنون، لا خماسية ولا سداسية، ولا حتى أحادية. وفي مطلق الاحوال اي تحرّك مرحّب به إن كان هادفاً الى تحقيق توافق بين الاطراف على انتخاب رئيس للجمهورية”.
ورداً على سؤال عن مصير مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قال المرجع: “الرئيس بري متمسك بمبادرته لأنّها تحدّد المخرج التوافقي اللازم للأزمة الرئاسية. وهي تحظى بإجماع دولي عليها، وقد عبّرت عن ذلك اللجنة الخماسية، كما انّها تحظى بشبه إجماع داخلي ما خلا بعض الاطراف التي تصرّ على التغريد خارج سرب التوافق. في اي حال، مبادرة بري قائمة، وفي نهاية المطاف كل الاطراف سيعودون اليها”.

بكركي و”حزب الله”
وعلى المقلب السياسي الآخر، أكّدت مجريات الأيام الاخيرة وما حملته من رسائل متبادلة وموفدين بين البطريركية المارونية والمجلس الشيعي، بدّدت الالتباسات التي شابت العلاقة بينهما على خلفية ما ورد في عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي قبل ايام. واكّدت حرص الطرفين على كل ما يجمع بينهما لمصلحة لبنان. كما اكّدت في السياق ذاته على تنقية العلاقة بين البطريركية و”حزب الله”.
وبرز في هذا الإطار ما قاله المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض، أمس، بأنّ “لا نية باستهداف “حزب الله” ولا بوصفه بالإرهابي، والبطريرك الراعي لم يقصد “حزب الله” ولا المقاومة في الجنوب التي نقدّر كل تضحياتها وما أنجزته من انتصارات كانت محقة”، موجّهاً التحية “الى كل الشهداء الذين يسقطون في الجنوب”.
وكشف غياض، انّ “التواصل بين بكركي و”حزب الله” مستمر، ولو كان البطريرك الراعي يعتبر “حزب الله” ارهابياً لأوقف التواصل معه، لأنّه لا يحاور ارهابيين”، كاشفاً انّ “سفراء طلبوا من البطريرك الراعي وصف “حزب الله” بالإرهابي، وقد رفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً، مؤكّداً انّ الحزب فريق لبناني”.

جبهتا غزة والجنوب
في المقلب الآخر، فإنّ المتابع لمجرى الحرب الدائرة في قطاع غزة والمواجهات المتسارعة على جبهة جنوب لبنان، ينتابه شعور بأنّ كلّ الوساطات ومحاولات احتواء التصعيد قد استنفدت، وباتت الكلمة للميدان العسكري. الّا انّ السؤال الذي يطرح نفسه في موازاة التهديدات الاسرائيلية التي تنذر بحرب طويلة الأمد: هل ستتمكن اسرائيل من تحقيق أيّ من اهدافها التي رفعتها لتحرير الأسرى الاسرائيليين والقضاء على حركة “حماس”، وتتفرّغ بالتالي لجبهة جنوب لبنان. أم أنّ الميدان سيشهد تطورات ما تفرض صفقة تبادل للأسرى بين اسرائيل و”حماس”، قائمة على وقف لاطلاق النار، ينسحب تلقائياً على جبهة لبنان، ويفتح الباب على حل سياسي تعتبره الولايات المتحدة الاميركية السبيل الوحيد لعودة سكان جنوب لبنان ومستوطنات الشمال الى منازلهم في جوّ آمن؟
فيما ما زالت واشنطن تعوّل على مبادرة الحل التي أطلقها الرئيس الاميركي جو بايدن، وإن كانت معوقات كبرى تعترضها، سواء من الجانب الاسرائيلي الذي اعلن رفض إدخال تعديلات عليها، او من حركة “حماس” التي تضع اشتراطات اساسية لقبول المبادرة، ولاسيما تعهّد اسرائيل بوقف نهائي لاطلاق النار والتزامها بالانسحاب من قطاع غزة.

طبول الحرب
الّا انّ هذا البطء أو التعثر في مسار مبادرة الحلّ الاميركية، تُضاف اليه طبول الحرب الواسعة التي تقرعها حكومة بنيامين نتنياهو، والتي ضجّت بشكل مكثف بالتزامن مع مواجهات محتدمة في شهر حزيران الفائت، الذي اجمعت التقارير العسكرية على انّه كان الأعنف منذ بداية الحرب، وخصوصاً على جبهة جنوب لبنان، أحدثت مساحة واسعة من الاعتقاد بأنّ الميدان العسكري من غزة الى لبنان على شفير التدرّج نحو الحرب. وعززت هذا الاعتقاد التهديدات الاسرائيلية المتواصلة بتطويل أمد الحرب، وتكرار سيناريوهات التدمير والإبادة الجماعيّة ضدّ ما تبقّى من قطاع غزة، وشن عملية عسكرية ضدّ لبنان.
على انّ المتمعن في عمق الصورة، يتبدّى له أنّ منحى التصعيد والتهديد الذي تسلكه حكومة نتنياهو، تعترضه موانع كبرى، حيث أنّ كلّ التقديرات سواء الأميركية او الدولية أو تلك الصادرة من داخل اسرائيل من مستويات سياسية وعسكرية، ومن معلّقين ومحللّين، باتت تجمع على انّ خيار الاستمرار في الحرب في غزة ليس صائباً، وعلى التحذير من انّ الحرب على لبنان تنطوي على مخاطر وأكلاف عالية ومدمّرة. وكلا الحربين، لن يمكنا نتنياهو من تحقيق الانتصار الذي يريده. بل انّ خيار الحل الاميركي هو الذي يعيد ما تبقّى من أسرى اسرائيليين لدى حركة “حماس” سالمين. وخيار الحل السياسي الذي تدفع اليه واشنطن، هو الذي يمكّن سكان مستوطنات الشمال من العودة الى بيوتهم.

حل العودتين”
على أنّ ما يُقال في الغرف الديبلوماسية، لا يغلب فرضية التصعيد، ولاسيما انّ قنوات الاتصال المفتوحة مع الوسطاء، وفق ما تكشف مصادر رسميّة لـ”الجمهورية”، ما انفكّت ترسل اشارات معاكسة للجو الحربي، وترجّح خيار الحل السياسي في المدى القريب المنظور على جبهتي غزة وجنوب لبنان. وخصوصاً انّ الاميركيين مصمّمون على إنجاح مبادرة الرئيس جو بايدن، بل انّهم باتوا عازمين أكثر من ذي قبل على تهدئة في غزة توازيها او تواكبها تهدئة على جبهة لبنان. ولهذه الغاية لن يطول الوقت وسيعود آموس هوكشتاين في زيارة جديدة الى المنطقة.
ولا تفصّل المصادر الرسمية في مضمون تلك الإشارات، بل تكتفي بالقول: “إنّ ما نسمعه يؤكّد في جوهره توجّه الادارة الاميركية الى بلوغ ما يبدو انّه “حل العودتين”؛ اي عودة الاسرى الاسرائيليين في غزة، وعودة سكان الجنوب ومستوطنات الشمال الى بيوتهم”.
وتضيف المصادر عينها: “يقولون إنّ الاسبوعين او الثلاثة المقبلة حاسمة للدفع بالحلول إلى الامام، ومن شأن هذا الامر أن يقلّل منسوب القلق من تصعيد واسع. ولكن هذا لا يعني الركون لكل ما يُقال، قبل ان نلمس بوادر الحل على الارض، ونتائج ما يُقال عن ضغوط اميركية قوية تُمارس على اسرائيل للسير بالحل، ومن هنا فإنّ من الواجب الحفاظ على قدر عالٍ من الحذر من الغدر الاسرائيلي”.
المتاهة
إلى ذلك، ووفق معلومات موثوقة لـ”الجمهورية”، أنّ مسؤولاً أمنياً رفيعاً في دولة اوروبية اجرى في الآونة الأخيرة، سلسلة لقاءات مع مستويات لبنانية سياسية وغير سياسية، تمحورت حول مستجدات الوضع على الحدود الجنوبيّة، وخصوصاً مع تصاعد العمليات العسكرية والقصف العنيف المتبادل بين “حزب الله” والجيش الاسرائيلي، وارتفاع وتيرة التهديدات بعمل عسكري اسرائيلي واسع ضدّ لبنان.
وبحسب المعلومات، كما نقلتها مصادر موثوقة، فإنّ المسؤول الأمني المذكور بدا في كلامه وكأنّه يشدّد على إبقاء الوضع على الجبهة الجنوبية تحت سقف مواجهات منخفضة الحدّة، وعكس ذلك في تحذيره من انّ رفع سقف المواجهات الى وتيرة عالية من التصعيد من شأنه أن يخرج الامور عن السيطرة، ويحبط الجهود الرامية الى خفض التصعيد كمقدمة لبلورة حل سياسي يؤدي الى وقف نهائي لاطلاق النار”.
ونقلت المصادر عن المسؤول الأمني قوله ما حرفيته: “إنّ الوضع كما نراه، لا يبعث على الاطمئنان، وخصوصاً انّه مع التصعيد المتواصل من الجانبين بات اكثر قرباً من السقوط في صراع واسع لا نرى فيه مصلحة لأي من الاطراف، وخصوصاً انّه يضع كل المنطقة امام منزلقات ومخاطر كبرى يستحيل تقدير حجمها إن خرجت الامور عن السيطرة، وهو ما يوجب قدراً عالياً من ضبط النفس. وقد ابلغنا ذلك الى الجانب الاسرائيلي، وهو ما نريد أن نراه من الجانب اللبناني الذي في إمكانه منع “حزب الله” من القيام بأي مغامرة عسكرية تتسبب بإشعال الحرب”.
وعندما سُئل المسؤول الامني عمّا اذا كان يرجح خيار الحرب الواسعة، بدا من ناحية، حذراً من “حزب الله”، حيث اعتبر انّ التصعيد الذي يمارسه لا يخدم الجهود الرامية الى حل سياسي، بل من شأنه أن يفاقم الامور اكثر، حيث انّ الاعلانات التي تصدر عن الحزب وتقول بأنّه لا يريد الحرب، يناقضها تصعيد كبير على الحدود. ومن ناحية ثانية اشار إلى خلاصة “تقييم عسكري غربي للحرب ونتائجها”، يقلّل من احتمالات الحرب الواسعة، لاسباب متعددة، ابرزها الضغط الاميركي لعدم توسّعها، يُضاف الى ذلك، أنّ اسرائيل بعد 9 اشهر من الحرب، باتت عالقة في ما يشبه المتاهة المقفلة، ووضعها الداخلي تشوبه موانع كثيرة، وعدم جهوزية لحرب واسعة او طويلة الأمد، ما يعني انّها في حاجة الى حل سياسي”.

الوضع الاسرائيلي
وفي سياق الوضع الاسرائيلي الداخلي غير المستقر، ذكر موقع “والا” الإسرائيلي “أنّ الجيش يعاني من نقص في الجنود”. فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ المئات من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي يغادرون شهرياً إلى الخارج من دون إبلاغ قادتهم”. وفي السياق، قالت القناة 12 الإسرائيلية إنّ نحو 900 ضابط برتب متفاوتة طلبوا بحث إمكانية تحريرهم من عقود الخدمة العسكرية خلال العام الأخير، فيما كشفت صحيفة “هآرتس” انّ عشرات جنود الاحتياط يعلنون أنّهم لن يعودوا للخدمة العسكرية في غزة حتى لو تعرّضوا للعقاب”.
الى ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت لشبكة “سي ان ان”، إنّ اندلاع حرب شاملة مع “حزب الله” ستكون فكرة سيئة، لأنّ إسرائيل ستعاني من ألم لم تشهده في تاريخها”.
واضاف: “ليس هناك مصلحة لإسرائيل وليس هناك مصلحة لحزب الله في الدخول في حرب شاملة، يمكننا التوصل إلى اتفاق، فذلك يتطلّب الحكمة والصبر والمثابرة وضبط النفس”، مشيراً إلى أنّ “كلا الجانبين لا يملكان الكثير منها في الوقت الحالي”.

الميدان العسكري
وكانت الجبهة الحدودية الممتدة من الناقورة الى جبل الشيخ، قد حافظت امس على وتيرة عالية من التصعيد، حيث نفّذ الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات جوية على العديد من البلدات والمناطق اللبنانية، حيث شملت المنطقة الواقعة بين وادي جيلو وجويا في قضاء صور، وكفر كلا بغارتين متتاليتين، وعيترون، ومركبا، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي اسرائيلي طال معظم القرى المحاذية لخط الحدود.
وفي مقابل ذلك، اعلن “حزب الله” انّ المقاومة الاسلامية استهدفت موقع معيان باروخ بقذائف المدفعية، ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة المطلة، ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة راموت نفتالي، ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة دوفيف وموقع السماقة في تلال كفر شوبا، ومباني يستخدمها جنود العدو في مستعمرةغرانوت هجليل..

الأخبار: المخابرات الألمانية في حارة حريك مجدّداً: زيارة استطلاع لتفادي الحرب الشاملة
كتبت صحيفة “الأخبار”:
بعد نحو نصف عام على اللقاء الأوّل بين نائب مدير المخابرات الألمانية أولي ديال ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم (راجع «الأخبار» السبت 27 كانون الثاني 2024)، عاد ديال إلى بيروت لاستكمال ما بدأه ولقاء قاسم مجدداً مساء السبت الماضي، وأمضى في لبنان بضع ساعات مع فريقه قبل أن يغادر صباح الأحد عائداً إلى برلين من دون أن يلتقي أياً من المسؤولين اللبنانيين.وفيما رفض الطرفان التعليق على اللقاء أو تأكيد صحّته، نشر موقع «ليبانون برايفت جيتز» خبراً على حسابه على منصة X، بعد ظهر الأحد، أن طائرة تُستخدم غطاء للمخابرات الفدرالية الألمانية (BND) حطّت في مطار بيروت الدولي لبضع ساعات ليل السبت – الأحد، قبل أن تعود إلى ألمانيا.
وتؤكّد مصادر اطّلعت على أجواء لقاء ديال وقاسم في حضور مدير محطة بيروت في المخابرات الألمانية، أن «أجواء الجلسة إيجابيّة»، وعرض خلالها الطرفان وجهتَيْ نظرهما من الأحداث الجارية في المنطقة والمعركة في غزة وجنوب لبنان. وأكّدت المصادر أن ديال لم يحمل أي رسائل تهديدية كما درجت عادة الموفدين الغربيين في لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين، كما لم يحمل أي مبادرة متكاملة، بل جاء ليستكمل اللقاء الأول مباشرةً، وما بدأته وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في زيارتها الأخيرة لبيروت مع المسؤولين اللبنانيين، بـ«الواسطة».
وبحسب المعلومات، فإن زيارة الموفد الألماني استطلاعية تُكَمِّل أسئلة بيربوك حول الفكرة الأساس عمّا يمكن فعله في جنوب لبنان لتفادي الحرب الشاملة. وعرض الألمان لوجهة النظر القائلة إن العدو الإسرائيلي يريد إعادة المستوطنين الذين نزحوا من شمال فلسطين المحتلة بسبب ضربات المقاومة، وهو يهدّد بالحرب الشاملة لتحقيق هذا الهدف، وإن أي خطأ غير مقصود من الطرفين خلال التبادل العنيف لإطلاق النار قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة شاملة، سائلين عن كيفية تفادي التدحرج الكبير. ولم يكن ردّ قاسم مغايراً لموقف المقاومة المعلن أو لموقفه في اللقاء السابق في كانون الثاني الماضي، إذ كرّر أن أي بحث في وقف إطلاق النار في الجنوب مرتبط بوقف إطلاق للنار تقبل به المقاومة الفلسطينية في غزّة، وأن على الدول الغربية إذا كانت تخشى اندلاع حرب كبرى، أن تمارس الضغوط على إسرائيل لتوقف حربها على غزة، وعندها يمكن الحديث عن جبهة الإسناد في الجنوب. وبحسب المصادر، أكّد قاسم أمام الموفد الألماني أن تهويل العدو بالحرب الشاملة لا يخيف المقاومة، وهي قوية ومستعدّة، وما أظهرته من بأس هو ما يمنع الحرب على لبنان. وسأل قاسم الألمان حول المواطنين اللبنانيين الذين تمّ اعتقالهم في ألمانيا بتهم تتعلّق بالانتماء أو العمل لحزب الله، فأكّد ديال أن موضوع الموقوفين في عهدة القضاء وليس من ضمن ملفات المخابرات الألمانية.
ومع أن حزب الله ينفي ارتباط أي من الموقوفين اللبنانيين الذين تمّ اعتقالهم خلال الحملات ضد الجمعيات الدينية بعد قرار حظر أنشطة حزب الله على الأراضي الألمانية بالعمل لصالحه، يمكن أن يُفهم من قرار القضاء الألماني بإصدار حكمين حتى الآن على موقوفين تتهمهما برلين بالعمل لحساب حزب الله، بأنه جزء من تفكيك الملفّ بين برلين وحارة وحريك، إذ إن الأحكام تعني أن الإفراج عن الموقوفين قريب بعدما أمضيا جزءاً من محكوميتهما.
ويُظهر حرص الألمان على محاولة تهدئة الجبهة الجنوبية وتفادي الحرب الشاملة بالتواصل المباشر مع المقاومة، أن الدول الغربية الكبرى، بما فيها تلك المنخرطة في الدعم الأعمى لإسرائيل مثل ألمانيا، باتت تعي خطورة وجديّة اندلاع حربٍ من هذا النوع، والقدرات التي تملكها المقاومة على المواجهة وتوسيع رقعة النار، بعد أشهر من التهويل والضغط على لبنان وتبنّي التهديد الإسرائيلي.يُظهر حرص الألمان على التواصل المباشر لتفادي الحرب الشاملة أن الدول الغربية تعي قدرات المقاومة على المواجهة
كما يدلّ الإصرار الألماني على رفع مستوى التواصل مع حزب الله، على اقتناع برلين بأن لعب دور فاعلٍ على الضّفة الشرقية للمتوسط يتطلّب مقارباتٍ مختلفة في السياسة الخارجية عن تلك التي تبنّتها خلال العقد الأخير، ولا سيّما في إطار السعي نحو دور الوسيط السابق الذي يتواصل مع أصحاب الشأن جميعهم ومباشرةً من دون قطع الجسور والمواقف العاطفية.
وما يُؤَكِّد سياسة الانفتاح الألمانية الجديدة، تطوّر التواصل الألماني مع حزب الله من القنوات الأمنية حصراً، إلى التواصل السياسي، إن من خلال اللقاءَين الأخيرين بين ديال وقاسم، أو من خلال اللقاءات التي تحصل بين حين وآخر بين ممثّلين عن السفارة الألمانية في بيروت وممثلين عن حزب الله، بما يصبّ أيضاً في إطار التواصل السياسي وتبادل الآراء لتقريب وجهات النظر.
ورغم أن برلين لا تزال تعلن مواقف متشدّدة تجاه الحكومة السورية، إلّا أن اكتمال دائرة التأثير بالنسبة إلى برلين، خصوصاً مع التوتّر غير المسبوق في العلاقة الألمانية – الإيرانية، تنقصه عودة التواصل المباشر مع دمشق التي ترفض حصر التواصل بالشق الأمني، من دون رفع الاتصالات إلى المستوى السياسي. ومع تأكُّد الألمان يوماً تلو آخر بأن سياسة «الإنكار» تجاه سوريا لا تحلّ الأزمات المشتركة، فإن توقّع نزول برلين عن شجرة الأزمة السورية (راجع «الأخبار» الخميس 11 أيار 2023) قد لا يطول، بعد أن تكسّرت العزلة العربية عن دمشق وباتت دول الجنوب الأوروبي بأكملها تطالب بعودة العلاقات مع سوريا.

الديار: بكركي ترفض تحريض السفراء على حزب الله: مقاومة وليس ارهابيا
الجيش الاسرائيلي في أزمة… نقص في العديد والعتاد ومئات الاستقالات
كتبت صحيفة “الديار”:

في لبنان، ثبت لكل المشككين المغرضين، انه لا تعارض بين مقاومة تدافع عن الحدود دون هوادة، وتساند الشعب الفلسطيني في غزة، وبين ارادة العيش وتحدّي كل الظروف الصعبة. التهويل بالحرب الشاملة لم يمنع الحكومة من اطلاق حملة “مشوار رايحين مشوار” بالامس. وفيما اعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي خلال اطلاق الحملة انه “مُطمئن للأيام المقبلة بأنه سيتم التوصل إلى حل”، اظهرت الارقام في مطار بيروت الدولي ارتفاعا في عدد الوافدين الذي وصل في شهر ايار الى 276 الف وافد، والى 405 الاف في حزيران، اما في “اسرائيل” فانخفض عدد الوافدين الى النصف مقارنة بالعام الماضي.

“فقاعات اعلامية”
وتزامنا مع حملة التهويل الخارجية، المتراجعة نسبيا، والمنذرة بحرب شاملة ضد لبنان، تظّهر الارباك الخارجي، وعقم تفكيره، وقلة حيلته، بابهى صوره في تحريك عناصر داخلية، اثبتت فشلها سابقا، ولا تعدو كونها “فقاعات” اعلامية لا حيلة لها في مواجهة “معضلة” حزب الله. فعاد فجاة الى بيروت وفي توقيت مثير للريبة، بهاء الحريري في محاولة لاعادة شد العصب السني بعيدا عن حزب الله، فاكتشف الخارج خلال ساعات ان لا مكان له في هذه الساحة وانه مجددا ورقة خاسرة لا يمكن الرهان عليها لا الآن ولا في المستقبل.

حركة انفصام عن الواقع!
وفي هذا السياق، تداعى نواب قوى المعارضة بالامس الى مجلس النواب وخرجوا بما اسموها “خارطة طريق” لانقاذ البلاد من الحرب، تتضمن طبعا تملقا للخارج من خلال التمسك بالقرارات الدولية الآيلة الى التخلص من سلاح المقاومة. وهذا الحراك يدل على ان ثمة انفصاما هائلا عن الواقع لدى هذه القوى التي اذا كانت تنفذ اجندة خارجية فهي تتورط بما لا طاقة لها على تحمل تداعياته، واذا كانت تستدرج عروضا، فانها بالطبع لن تجد من يشتري بضاعتها غير القابلة للتسويق. وحدها بكركي وجدت نفسها معنية بالامس بمعالجة سوء الفهم في عظة البطريرك بشارة الراعي التي ادت الى مقاطعة مع المجلس الشيعي الاعلى، فجزمت انه لا يوجد في ادبياتها توصيف حزب الله بالارهابي، كاشفة عن رفض البطريرك لمطالب سفراء غربيين بتصنيف الحزب ارهابيا.

الانقسامات في “اسرائيل”
وعشية لقاء مفترض بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والمبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين يوم غد في فرنسا، ارتفعت حدة الانقسامات الداخلية في كيان العدو حول كيفية التعامل مع الجبهة الشمالية، وفيما عاد وزير الحرب يوآف غالانت اكثر “عقلانية” من واشنطن مقدما الحل الديبلوماسي، تزامنا مع عودة الحديث عن تعديلات على خطة بايدن لوقف الحرب على غزة، زايد عليه بعض وزراء اليمين وطالبوا بمعركة حاسمة وسريعة، سخرت منها وسائل اعلام اسرائيلية، وردت عليها طهران بتصريح للقائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري، الذي اكد ان المقاومة في لبنان ستكبد “إسرائيل” ثمناً غالياً رداً على أي اعتداء، وهي على أهبة الاستعداد للرد على التهديدات.

ماذا ينتظر حزب الله؟
وربطا بالجبهة في الجنوب، اكدت مصادر ديبلوماسية، ان السيناريو المطروح والذي بحثه وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت في واشنطن مع المسؤولين الأميركيين، يقوم على اعلان انتهاء العمليات العسكرية في رفح في الايام المقبلة وانطلاق المرحلة الثالثة، وهي لا تشمل حربا واسعة بل عمليات أمنية محدودة ضد حماس وقياداتها، على ان تتزامن مع البدء بعودة المدنيين الى غزة وادخال المساعدات بكثافة اليهم… وهو المخرج الذي يحاول الاميركيون بضغط من “الوسطاء” العرب اقناع حماس به وتاليا الحصول على التهدئة على الجبهة الشمالية، فيما لا يزال موقف حزب الله واضحا: ما يقبله الفلسطينيون وخصوصا حماس نقبله، ولا كلام قبل موافقتهم على انتهاء الحرب.

العجز الاسرائيلي
ومنذ أن عاد وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت من زيارته للولايات المتحدة توالت تلميحاته بأن “إسرائيل” غير معنية بحرب مع حزب الله الآن، وأنها تفضّل الاتفاق والتسوية، بعد سلسلة تصريحات عن “إعادة لبنان للعصر الحجري”. ووفقا لمصادر ديبلوماسية، فان نتنياهو يؤيد موقف غالانت، بعدما ادرك تبعات وأثمان الحرب الكبرى، رغم رغبته الشخصية بإطالة أمد الحرب، بخاصة أنه يسمع تقديرات مراقبين وجنرالات في الاحتياط يعتبرون حرباً واسعة في الشمال الآن مغامرة خطرة جداً، تنطوي على تهديد وجودي لـ “إسرائيل”، فهي منهكة وعاجزة عن إدارة حرب على جبهتين.

السخرية من سموتريتش!
في المقابل؛ دعا وزير المالية باتسلئيل سموتريتش الى حرب حادة وسريعة في لبنان.
وعكست الإذاعة العبرية العامة، صباح امس، موقف أوساط إسرائيلية وازنة، بقولها إن سموتريتش منفصمٌ عن الواقع، ولا يدرك معاني وتبعات الحرب مع حزب الله. وكشفت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية امس أن مسؤولين إسرائيليين اقترحوا على نظرائهم الأميركيين توجيه ضربة عسكرية في لبنان تضطر حزب الله الى التراجع لشمال الليطاني، لكن واشنطن رفضت ذلك، لانها تخشى اندلاع حرب واسعة.

اين هو الجيش؟
وحذرت الصحيفة نفسها من مغبة مثل هذه الحرب، ورأت أن الحل يكمن في وقف الحرب على غزة، استعادة الرهائن، وترتيب الأمور مع لبنان، والتعاون مع الولايات المتحدة ضمن صفقة سياسية كبيرة تشمل تحالفاً مع السعودية، وبناء محور مناهض لإيران. وتساءلت الصحيفة عن أي جيش يتحدث سموتريتش وغيره لخوض حرب في الشمال، وقالت ان عليه ان يسأل عددا كبيرا من الجنود المصوتين له: ما هو مستوى التآكل في الوحدات النظامية التي تحارب حماس منذ أكثر من ثمانية أشهر؟ وكيف يشعر جندي الاحتياط الذي استدعي للمرة الثالثة للخدمة بالأمر 8 ويترك وراءه عائلة مشتاقة ومصلحة تجارية متعثرة أو سنة دراسية ضائعة؟ وما حجم التسليح الدقيق لدى سلاح الجو إزاء قرار الإدارة الأميركية تأخير الإرسالية التي تشمل 3500 قنبلة ثقيلة؟ وما هو العلاج المطلوب للدبابات وناقلات الجنود بعد ساعات التشغيل الكثيرة؟ ومن هم العسكريون الذين يقدرون على القيام بعملية خاطفة وسريعة، التي ستهزم حزب الله؟ وما مدى استعداد الجبهة الداخلية في “إسرائيل” للتعامل مع إطلاق يومي لآلاف الصواريخ والقذائف والمسيرات من لبنان ؟

تضليل الجمهور
ولفتت الصحيفة الى ان سموتريتش يضلل الجمهور حين يصف الحرب ضد حزب الله بأنها “حاسمة وسريعة” وذلك لأنها ستتطور إلى حرب إقليمية، ومشكوك في أن الجيش الإسرائيلي جاهز لها، وربما تمس بالجبهة الداخلية مساً شديداً وتكلف آلاف الإسرائيليين حياتهم.
النقص في عديد الجيش
ووسط حملة التهويل بالحرب، كشف وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، امس، عن حاجة الجيش إلى 10 آلاف جندي إضافي فورا، فيما أفادت قناة عبرية بوجود زيادة كبيرة في عدد الضابط الذي يطلبون التقاعد من الخدمة العسكرية. ونقلت إذاعة الجيش عن غالانت قوله للجنة الخارجية والأمن في الكنيست: نحتاج إلى 10 آلاف جندي فورا. ويمكننا تجنيد 4 آلاف و800 من اليهود المتدينين (الحريديم).
طلبات التقاعد تتزايد
وضمن أزمة نقص جنود وضباط الجيش الإسرائيلي، كشفت القناة “12” الاسرائيلية عن وجود زيادة كبيرة في عدد الضباط الذين يسعون إلى التقاعد من الخدمة. واشارت الى انه منذ بداية الحرب، طلب حوالى 900 ضابط برتبة نقيب ورائد إنهاء عقودهم، بينما في المتوسط، يتقاعد ما بين 100 و120 ضابطا في هذه الرتب سنويا. وأوضحت القناة أن الضباط تحدثوا عن شعورهم بعدم التقدير وأن الشعب وبعض السياسيين ينزعون الشرعية عن الجيش، في إشارة إلى المسؤولية عن الإخفاقات في مواجهة حماس، واعتبرت أن التحدي أمام الجيش الآن هو إبقاء هؤلاء الضباط في الخدمة.

يديعوت صواريخ
وفي سياق متصل بجهوزية المقاومة، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية ان إيران زودت مؤخرا حزب الله باسلحة نوعية، ومن بينها أنظمة دفاع جوي بالغة الأهمية، يحتاج اليها الحزب لمواجهة ضربات القوات الجوية الإسرائيلية في جنوب لبنان. ولفتت الصحيفة الى ان هذه الشحنات كانت السبب الحقيقي وراء تمكن حزب الله من اعتراض خمس طائرات دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي، وإطلاقه النار بانتظام على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، بالإضافة إلى أنه نجح مؤخرا في إسقاط طائرة “هيرمس 900” باستخدام صاروخ أرض جو. وبحسب الصحيفة، زادت طهران ايضا من كميات صواريخ الماس المضادة للدبابات.

وتيرة هجمات حزب الله؟
في هذا الوقت، أكد تقرير أجراه معهد “علما” الإسرائيلي أنّ وتيرة الهجمات، التي شنّها حزب الله خلال شهر حزيران الماضي، تقترب من تلك التي شهدها أيار ، والذي يمثّل حتى الآن الشهر الاعنف في المواجهات التي نفّذتها المقاومة منذ تشرين الأول. وفي التفاصيل التي أوردها المعهد، نفّذ حزب الله، خلال الشهر الماضي، 288 هجوماً ضدّ إسرائيل، متوسطها 9.6 هجمات يومياً، في مقابل 320 هجوماً في أيار، معدلها 10 هجمات يومياً. وبحلول منتصف الشهر، كانت كثافة نيران حزب الله عالية، ولا سيما في أعقاب اغتيال الشهيد طالب سامي عبدالله، “أبي طالب”، في الـ11 من حزيران. وأضاف المعهد أن الهجمات استمرت رداً على اغتيال الشهيد عبدالله مدة 3 أيام، و”كان عددها مرتفعاً جداً”. أما بعد ذلك، وتحديداً في الـ15 من الشهر، والذي تزامن مع عيد الأضحى، فأبطأ حزب الله هجماته. أما في ما يتعلق بالوسائل المستخدمة، فكانت الصواريخ المنحنية المسار هي السلاح الأكثر استخداماً. ووفقاً لتحليل “علما”، بلغ عدد عمليات قصف الصواريخ منحنية المسار 144 في حزيران، وهو أعلى قليلاً من الرقم المسجّل في أيار. في المقابل شنّ حزب الله، خلال الشهر الماضي، 6 هجمات، استخدم فيها صواريخ “أرض – جو”، بما في ذلك إسقاط طائرة مسيّرة من طراز هيرمز 900 .

المسيرات الانتحارية
أما الهجمات الصاروخية المضادة للدبابات، فانخفض عددها بصورة ملحوظة خلال الشهر الماضي، بحسب ما أورده المعهد، بحيث وقع 57 هجوماً، تم فيه استخدام الصواريخ المضادة للدبابات، مقارنةً بـ95 في أيار. في ما خصّ الهجمات التي تمّت عبر الطائرات المسيّرة، أورد “علما” أنّ ثمة انخفاضاً عاماً من ناحية العدد، إلا أنّه كان هناك ارتفاع في عدد المسيّرات الانتحارية التي أطلقها حزب الله. وبهذا، يبلغ عدد الهجمات التي نُفِّذت ضدّ “إسرائيل” من لبنان، 2295، منذ اندلاع المواجهات عند الحدود الفلسطينية – اللبنانية، في الـ8 من تشرين الأول.

بكركي: حزب الله ليس ارهابيا
في هذا الوقت، وعلى خط معالجة العلاقة بين بكركي و “الثنائي الشيعي” والمجلس الشيعي الاعلى، وبعد وساطات عبر “وسطاء” بين الجانبين، اعلن المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض أن “لا نية باستهداف حزب الله ولا بوصفه بالارهابي، والبطريرك لم يقصد حزب الله ولا المقاومة في الجنوب التي نقدر كل تضحياتها وما انجزته من انتصارات كانت محقة وتحية الى كل الشهداء الذين يسقطون في الجنوب. وشدد على أن التواصل بين بكركي وحزب الله مستمر، وقال “لو كان البطريرك اعتبر حزب الله ارهابيا لأوقف التواصل معه لأنه لا يحاور ارهابيين. وكشف غياض ان “سفراء طلبوا من البطريرك وصف حزب الله بالارهابي، وقد رفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً مؤكداً ان الحزب فريق لبناني”.

“خارطة طريق” مريبة!
وفي خطوة “مريبة”، تحمل اكثر من علامة استفهام في توقيتها ومضمونها، تداعى نواب المعارضة الى اجتماع في مجلس النواب تحت عنوان” رفضا لجر لبنان الى الحرب”. وطرحوا ما اسموه رؤيتهم عبر خريطة طريق من اربع نقاط تسحب فتيل التصعيد وتجنب لبنان حرباً مدمرة وهي تختصر، بعدم ربط المسارين اللبناني والفلسطيني لجهة ما يحصل في غزة وضرورة الفصل بينهما. تأكيد أهمية وضرورة تطبيق القرار 1701 بمندرجاته كافة، وتطبيق قراري الشرعية الدولية 1559، و1680. ودعا البيان حكومة تصريف الأعمال الى ممارسة مسؤولياتها عبر المبادرة فوراً إلى وضع حد لكل الأعمال العسكرية خارج إطار الدولة اللبنانية وأجهزتها والتي تنطلق من الأراضي اللبنانية ومن أي جهة كانت وإعلان حالة الطوارئ في الجنوب وتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور.عقد جلسة مناقشة نيابية لموضوع الحرب الدائرة في الجنوب ومخاطر توسعها، وتبني نواب الأمة النقاط الأربع، كخارطة طريق لنزع فتيل التصعيد وتجنيب لبنان حرباً، لا يريدها اللبنانيون، ولم تتخذ المؤسسات الشرعية الرسمية اللبنانية قراراً بخوضها.

ماذا وارء البيان “المعارض”؟
وفيما اعتبرت مصادر نيابية الخطاب المستخدم بانه حمل مفردات “سيئة”، وهو يزيد الشقاق الداخلي دون اي مفاعيل على الارض يمكن صرفها، ومجرد تقديم “اوراق اعتماد” للخارج في توقيت دقيق وحساس جدا، لم تخف مصادر معارضة ان موقفها “رسالة” الى الخارج بوجود اصوات مغايرة لا توافق على استراتيجية حزب الله. ولفتت الى ان هذا البيان مجرد بداية لتحرك مقبل. من جهتها، اعتبرت اوساط الحزب التقدمي الاشتراكي انها مع الدعوة للمناقشة في ملف الحرب الدائرة في الجنوب، ولكنها اكدت ان الحزب يقف دون اي التباس مع ابن الجنوب ضد “اسرائيل”. بدورها اعتبر التيار الوطني الحر انه يجب معرفة الهدف الحقيقي من وراء الدعوة الى النقاش، لان البلاد تحتاج الى المزيد من الوحدة لا زيادة الشرخ.

اللواء: «هدف سياحي» في مرمى التوتر.. وتناقض أميركي بين رفض الحرب وعدم السفر إلى لبنان
زكي يتراجع والمعارضة لإعلان الطوارئ في الجنوب.. و«موعد ألماني» للهجوم العسكري
كتبت صحيفة “اللواء”:
في الوقت الذي بقي فيه الوضع الميداني، على متغيراته الميدانية، وعنتريات جنرالات «الحرب القذرة» ضد المدنيين الآمنين في قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، من وزير الدفاع الاسرائيلي، الى قادة وضباط العمليات الدائرة في الجنوب (غزة) او المفترضة ان تتصاعد في الشمال (اي عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية) في هذا الوقت سجل لبنان الرسمي السياحي نقطة كبرى في مرمى العازفين على وتر تهريب الرعايا والسياح، وحتى المواطنين اللبنانيين من المجيء لقضاء اسبوع او اكثر في الربوع اللبنانية للاستمتاع بأجواء الصيف من المهرجانات الى البحر والجبل، ورؤية الأهل والاصحاب والاصدقاء.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تحرك المعارضة أمس في المطالبة بجلسة نيابية تناقش مخاطر الحرب، كان مخططا لها، مع العلم أنه في أكثر من مناسبة توقفت المعارضة عند رفض جر لبنان إليها.
وقالت إن الطابة في مجلس النواب لجهة الاستجابة لعقد هذه الجلسة ام لا، وهناك توقعات بعدم وجود سيناريو للدعوة إليها بسبب التباينات بشأن موضوعها الأساسي، مشيرة إلى أن أمام المعارضة خيارات عدة قد تلجأ إليها في هذا المجال.
إلى ذلك، افيد أن تزخيم مسعى الاعتدال الوطني بات قريبا جدا، لكنه ينتظر بعض الإشارات.

«مشوار رايحين»
فعند الواجهة البحرية لبيروت، تحدّى لبنان التقارير الداعية لمغادرة البلد، باطلاق الموسم الصيفي عام 2024، باحتفال شارك فيه الرئيس نجيب ميقاتي ووزراء السياحة (وليد نصار) والاعلام (زياد مكاري) والصناعة (جورج بوشكيان) ووزير الدولة لشؤون الادارة نجلا الرياشي، ومدعوون من هيئات سياحية واقتصادية واعلامية.
وقال ميقاتي خلال حفل اطلاق حملة «مشوار رايحين مشوار»: نسمع بعض الدعوات من دول لرعاياها بعدم المجيء الى بنان، وأؤكد انه حتى بعض من اتخذ هذا القرار ففي قرارة نفسه يريد المجيء الى لبنان، المواطنون العرب والاجانب يحبون لبنان، ونحن نحبهم، وانا مطمئن اننا سنصل الى حل في الايام المقبلة.
وقال: «مطمئن للايام المقبلة للوصول الى حلّ وارادة اللبناني اكبر من اي مشكلة ومصر على الحياة ووزارة السياحة خير برهان».
يشار الى ان الرئيس ميقاتي، بعث برسالة الى امير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، شكره خلالها على تقديم قطر الهبة المالية لدعم رواتب العسكريين، وقيمتها عشرون مليون دولار.
وكان ميقاتي التقى في السراي الكبير سفير قطر لدى لبنان سعود بن عبد الرحمن بن فيصل الثاني آل ثاني في السراي الحكومية، وطلب اليه ايضاً نقل رسالة شكر الى نظيره رئيس الحكومة القطرية الشيخ حمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.

ما بعد حرب غزة؟
ومع المعلومات المتوافرة عن ان دولة الاحتلال تدرس الانتقال الى المرحلة الاخيرة من الحرب في غزة، مع الابقاء على قواتها هناك، تحت اعتبارين: الاول مرتبط بالمفاوضات غير المباشرة المرتبطة بصفقة التبادل في ما خص الاسرى الاسرائيليين والاميركيين لدى حماس وحركات المقاومة والاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والثاني يتعلق بما يجري على جبهة الشمال (الحدود اللبنانية – الاسرائيلية) حسب البيانات الاسرائيلية.
مع هذه المعلومات، يتقدم الوضع في الجنوب، على غير مستوى، محلي واقليمي ودولي.
وانضم الى الرافضين للحرب الواسعة وزير خارجية الولايات المتحدة انطوني بلينكن، الذي قال: ان لا احد من اللاعبين الكبار في المنطقة يريد حربا، فلا اسرائيل وحزب الله ولبنان وايران يريدون الحرب.
واشارت الخارجية الاميركية في بيان لها: ما زلنا نشعر بالقلق ازاء مستوى العنف بين اسرائيل وحزب الله واعادة الهدوء اولوية لدينا.
وحددت صحيف «بيلد» الالمانية نقلاً عن مصادر اسرائيلية ان «اسرائيل قد تشن عملية عسكرية ضد حزب الله بالجنوب في النصف الثاني من تموز».
وقررت شركة «لوفتهانزا»الالمانية تعليق رحلاتها الليلة من بيروت واليها من 29 حزيران حتى 31 تموز واوضحت ان هذا القرار بسبب الوضع في الشرق الاوسط.
ونقل عن القائم باعمال الخارجية الايرانية علي باقري قوله لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان : المقاومة في لبنان على اهبة الاستعداد للرد على تهديدات اسرائيل.
المعارضة تطالب الحكومة بالطوارئ في الجنوب
وفي سياق المواقف، دق نواب قوى «المعارضة» ناقوس الخطر من خلال خارطة طريق تجنب لبنان حربا مدمرة، وذلك من خلال «لفصل المسار اللبناني عما يحصل في غزة وتطبيق القرار 1701 كاملا، كما طالب النواب بعقد جلسة مناقشة نيابية تخصص لموضوع الحرب في الجنوب ومخاطر توسعها، واكدوا رفضهم لتوريط لبنان في اي معادلات جديدة والسعي بكل الوسائل لتجنيب لبنان الانزلاق الى حرب شاملة.
كما طالبت القوى النيابية المعارضة الحكومة باعلان حالة الطوارئ في الجنوب، وتسليم الجيش اللبناني زمام الامور، وتكليف الجيش اللبناني بالتصدي لأي اعتداء على الاراضي اللبنانية، والتحرك الدبلوماسي من اجل العودة الى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949، وتنفيذ القرار 1701 كاملاً.
وكانت السفارة الاميركية جددت امس التحذيرات لرعاياها من السفر الى لبنان، مشيرة الى انهاء تحث المواطنين الاميركيين المسافرين من لبنان واليه، على مراقبة حالة رحلاتهم عن كثب، مع امكانية وضع خطط بديلة.

زكي يتراجع
عربياً، وحول اللغط المتعلق بتصريحات الامين العام المساعد للسفير حسام زكي بزيارة لبنان بشأن ان حزب الله ليس منظمة ارهابية، بعد اجتماعه مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، قال الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط ان الامانة العامة تلتزم دوماً بالتنفيذ الكامل لقرارات الدول في كافة الموضوعات.
واعتبر ان تكليف زكي زيارة لبنان، موفداً شخصياً، هو للتواصل مع القوى السياسية اللبنانية هو تنفيذ لقرارات مجلس الجامعة في شأن التضامن مع لبنان.
واوضح زكي في مقر الجامعة ان تصريحاته «فسرت في غير سياقها الصحيح»، مشيراً الى ان هذا «لا يعني بأي حال زوال التحفظات والاعتراضات الكثيرة على سلوك وسياسات وافعال ومواقف حزب الله ليس فقط داخلياً وانما اقليمياً ايضاً».

تمديد العروض للشركات النفطية
نفطياً، ذكرت هيئة ادارة قطاع البترول امس ان وزارة الطاقة قررت تمديد الموعد النهائي للشركات لتقديم عروضها للحصول على حقول التنقيب عن النفط والغاز في حقول بحرية ضمن جولة التراخيص الثالثة.
وعليه يصبح الموعد النهائي في 7 آذار 2025 بدلاً من الثالث من تموز الحالي.
واشارت الوزارة في قرارها الى ان هذا الامر سيعطي وقتاً كافياً، لمراقبة «التطورات الاقليمية والدولية والعمل على ايجاد حلول لتعزيز جذب الشركات».

الوضع الميداني
ميدانياً، استهدف حزب الله مبنيين يستخدمهما جنود الجيش الاسرائيلي في مستعمرتي دوفيف وراموت.
كما هاجم حزب الله مستعمرة غرانوت هجليل للمرة الاولى، مستهدفاً مبانيٍ يستخدمها جنود العدو الاسرائيلي في هذه المستعمرة.
واستهدفت مدفعية العدو عيتا الشعب، وكذلك اطراف بلدة كفركلا، كما اغار الطيران المعادي على المنطقة ما بين جويا ووادي جيلو.

الأنباء: الرئاسة على وقع الميدان… ولبنان على طاولة هوكشتاين – لودريان
– كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية:
رغم التهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد لبنان، واستعداد اسرائيل لعمل عسكري محتمل على الجبهة اللبنانية، برز الكثير من المواقف المتناقضة حول توقيت الهجوم لدى قادة العدو وتخيير لبنان بين الحل الدبلوماسي أو الذهاب إلى الخيار العسكري.
في هذا السياق، لفت الموقف الذي أعلنه وزير الحرب في حكومة بنيامين نتنياهو ومفاده أن الجيش الإسرائيلي مُنهَك وهو يحتاج إلى ما يقارب السنتين من الراحة وإعادة تقييم تداعيات الحرب على غزة والخسائر البشرية التي مني بها، وقوله إن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى تعيين عشرة آلاف جندي لضبط الأمن في الداخل الإسرائيلي قبل التفكير بشن أي هجوم ضد لبنان.
مصادر مقرّبة من حزب الله أشارت عبر جريدة الأنباء الالكترونية إلى أن أفضل حل لخفض التصعيد جنوباً يكون من خلال تطبيق القرار 1701 الذي يحفظ حقوق الجميع، أما القول بانسحاب حزب الله مسافة 8 كيلمترات باتجاه الشمال، فيعني انسحاب اسرائيل الى الداخل المسافة نفسها، وإلا لا تسوية.
المصادر نفسها دعت إلى عدم الأخذ بالتهويل الإسرائيلي بالحرب، مؤكدةً أن حزب الله ضد توسيع الحرب، وإذا كانت اسرائيل مستعجلة لإعادة النازحين الإسرائيليين إلى قراهم ومستعمراتهم في الشمال فعليها وقف الحرب في غزة والسماح بدخول المساعدات الغذائية والانسانية الى الفلسطينيين.
توازياً، تتجه الانظار الى اللقاء المرتقب في باريس، غداً الأربعاء، بين مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الاوسط آموس هوكشتاين والموفد الفرنسي جان ايف لودريان، حيث سيُبحَث بالملفات اللبنانية على المستويين الرئاسي كما الميداني الحدودي.
مصادر متابعة ربطت عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية هذا اللقاء بالإتصالات التي تقوم بها اللجنة الخماسية بعيداً عن الاعلام لإعادة تحريك الملف الرئاسي وإمكانية إحداث خرق ما في جدار الأزمة الرئاسية بعد تعثر الوصول الى تفاهم حول هذا الموضوع.
المصادر رأت أن على هوكشتاين أن ينزع فتيل الحرب الشاملة وإبلاغ العدو الاسرائيلي بأن هذا الأمر سيشعل المنطقة بأسرها بدءاً من لبنان مروراً بسوريا والعراق وصولاً الى ايران واليمن وغيرها من الدول ما قد ينذر بحرب إقليمية واسعة، متسائلة عن الأجوبة التي سمعها في تل أبيب ومدى قدرته فعلاً على ضبط الجنون الاسرائيلي عن القيام بأي مغامرة.
من جهته، اعتبر النائب الياس جرادي في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن الأمور بشكل عام اتجهت إلى الحلول السياسية، ولكن ليس عن طريق التسريع فيها لأنها قد تستغرق وقتاً.
ولفت جرادي إلى “حظوظ عالية تصبّ في هذا المنحى وقد رأينا كيف ان العدو خفض من نبرته العالية وأصبح لديه نوعاً من التواضع وذلك بفضل قوة الردع التي فرضتها المقاومة وما تظهره من مقدرات”.
ورأى جرادي أن التصعيد الذي جرى في الأسبوعين الماضيين كان مدروساً من قبل المقاومة وقد أعطى مفعوله، يضاف الى ذلك تأزم الوضع العسكري داخل اسرائيل وما أرسته المعارك والمجازر التي ارتكبت من قبل العدو في غزة وما قام به من أعمال بربرية ووحشية، حيث بدأنا نلمس التحوّل الكبير لدى الرأي العام العالمي حيال الجرائم التي ارتكبت في غزة. وكنا قد نبهنا منها من البداية”. وأشار جرادي الى قراءة موضوعية وإنسانية على مستوى العالم بإدانة ما جرى في غزة. وأن الحل سيكون غير ذلك الذي تحاول أن تفرضه إسرائيل، فهي لم تحقق أي انتصار بفضل الضغط الذي مورس من قبل المقاومة وأرسى معادلات مهمة في الميدان وكان بمثابة رسالة واضحة للقاصي والداني.
وتمنى جرادي أن تسير الأمور في هذا الاتجاه وأن ينزل العدو عن الشجرة وأن يكون الاتجاه نحو حلول مستدامة، وهذا ما فرضته قواعد الميدان.
وعليه، فإن المشهد جنوباً لا زال يتحكم بالوضع السياسي العام في لبنان، ويمكن الجزم بأن كل الملفات ستبقى رهن الميدان ولن تكون المخارج متوفرة قبل توقّف المدفع.

الشرق الأوسط: اليمين والمعارضة في إسرائيل يلتقيان على توسعة الحرب بجنوب لبنان
إيران تدعم موقف «حزب الله» بالرد
كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”:
يدفع كل من اليمين والمعارضة في إسرائيل، الحكومة باتجاه توسعة الحرب في لبنان، في موجة جديدة من التهديد يلتقي عليها الطرفان، ويقابلها «حزب الله» أيضاً بالتهديد بالرد على أي حرب إسرائيلية إلى العمق اللبنانية، وذلك على إيقاع عمليات عسكرية، وتبادل متواصل للقصف على حدود لبنان الجنوبية.
وقال زعيم المعارضة في إسرائيل والوزير المنسحب من الحكومة بيني غانتس: «لبنان سيدفع الثمن إذا استمر الوضع كما هو في حدودنا الشمالية»، مضيفاً: «على (حزب الله) أن يقرر ما إذا كان لبنانياً أم إيرانياً، أو سيدفع الثمن». ورأى غانتس أن «عدم التسوية على حدودنا الشمالية يعني أن الدولة اللبنانية ستدفع ثمن إرهاب (حزب الله)».
وفي موازاة هذا الدفع المعارض، يتبنى اليمين الإسرائيلي الموقف نفسه، وعبّر عنه وزير المال في الحكومة الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش بقوله: «يجب شن حرب وإقامة منطقة عازلة بجنوب لبنان بدلاً من إبقاء هذه المنطقة في أرضنا». ونقلت عنه «القناة 7» قوله: «الاتفاق مع (حزب الله) لا يساوي قيمة الورق الذي كُتب عليه»، مضيفاً: «إذا أجّلنا قرار الحرب وتقويض قدرة (الحزب) فسنتكبد ثمناً باهظاً وآلاف القتلى».
وعملت الولايات المتحدة ودول أخرى مثل فرنسا وألمانيا خلال الأسابيع الماضية، على محاولة منع تمدد الحرب، وسحب الذرائع من إسرائيل لتوسعة القتال، وذلك من خلال موفدين وصلوا إلى بيروت وتل أبيب، لكن تلك المبادرات فشلت في إقناع «حزب الله» بالانسحاب من المنطقة الحدودية إلى عمق 10 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، أو بإيقاف القتال الذي يربطه الحزب بإنهاء الحرب في غزة. وحذرت واشنطن من أنها لن تستطيع إيقاف أي خطط إسرائيلية في هذا السياق.
وفي مقابل التهديدات الإسرائيلية، يردّ «حزب الله» بالتهديد أيضاً. وقال النائب حسين الحاج حسن في تصريح مخاطباً إسرائيل: «إذا فكرت أيها العدو في أي خطوة حمقاء، أو ارتكبت أي خطوة حمقاء، فلن تجد أمامك إلا البأس الشديد الذي سيزيد عجزك عجزاً، والذي سيعمق مشكلة الردع عندك، والذي سيزيد من أزماتك، وقد خبرت بعض ما عند المقاومة».
من جهته، قال النائب في كتلة الحزب البرلمانية (الوفاء للمقاومة) علي فياض إن «كل المواقف التي يعلنها العدو، لم تتمكن من التغطية على الحقيقة الواضحة التي لا يمكن نكرانها على الإطلاق، وهي أن هذا العدو إلى مزيد من التخبط والإنهاك والهزيمة»، مشيراً إلى أن «المقاومة في لبنان مستمرة في عملياتها لمؤازرة غزة ما دام هذا العدوان قائماً عليها». وتابع: «أمام كل هذا التهديد والوعيد الذي يطلقه العدو، فإننا ماضون في هذه المواجهة مهما غلت التضحيات».
ويتناغم موقف «الحزب»، مع تهديد إيراني كان قد أطلقه وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري الأحد، بقوله إن «المقاومة في لبنان على استعداد تام لمواجهة تهديدات الكيان الصهيوني، وقوة المقاومة في لبنان منقطعة النظير ستجعل أي اعتداء للمحتلين المعتدين مكلفاً بالنسبة لهم».

الوضع الميداني
ترافقت التهديدات مع تبادل متواصل للقصف، حيث نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة جوية على بلدة عيتا الشعب، واستهدفت أحد المنازل في الحي الغربي للبلدة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أن «طائراتنا قصفت مبنى عسكرياً لـ«حزب الله» في بليدا جنوب لبنان»، إلى جانب قصف آخر استهدف مركبا وكفركلا، بعدما شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجراً غارة استهدفت منزلاً في بلدة البياضة – قضاء صور للمرة الأولى.
وأطلق «حزب الله» صواريخ باتجاه المطلة، كما أعلن عن استهداف مبنى يتموضع فيه جنود إسرائيليون في راموت ‏نفتالي، وذلك بعد مسيرات أطلقها، الأحد، باتجاه الجولان. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة 18 جندياً بعد هجوم بطائرة مسيّرة، الأحد، استهدف موقعهم في هضبة الجولان المحتلة على الحدود اللبنانية، حالة أحدهم خطيرة. وأوضح الجيش في بيان أن الغارة وقعت في وقت سابق من الأحد، مضيفاً أنه قصف منذ ذلك الحين أهدافاً لـ«حزب الله» جنوب لبنان بالطائرات الحربية والمدفعية.

«يونيفيل»
وفي خضم التهديدات والعمليات العسكرية، أعلنت قوات حفظ السلام العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، أنها عقدت اجتماعاً مع الوكالات والمنظمات الدولية والوطنية «لمناقشة الأمن والدعم للمجتمعات المتضررة من النزاع في جنوب لبنان»، في إطار «دعم (اليونيفيل) المجتمعات المحلية بأفضل ما تستطيع، فإن الاحتياجات كبيرة وتتطلب نهجاً شاملاً».
وقالت «اليونيفيل» في بيان: «بينما تواصل (اليونيفيل) تقديم الدعم للمجتمعات المحلية في حدود إمكاناتها وقدراتها، بما في ذلك من خلال المشاريع والتدخلات السريعة والتبرعات المقدمة من البلدان المساهمة بجنود حفظ سلام، فإن الاحتياجات المتنامية تتطلب نهجاً متماسكاً من جميع الجهات الفاعلة المشاركة في الاستجابة للأزمات».

 

شاهد أيضاً

المسلحون السوريون إلى النيجر..

أحمد رفعت يوسف  تحدثنا في تقارير سابقة بأن المسلحين السوريين المتورطين بعمليات ارهابية والذين سيتعذر …