(التأنّي من طبع الحقيقة)

ـ شوقي مسلماني.

المسألةُ، وبأبسط تعريف، هي مسألةُ بيضِ دجاج، نحصل على صيصان بالتفقيس الطبيعي أو الصناعي، وتكبر وتكون ديوكاً وفراخاً، وهي من نوع “سِلْكي” ـ دجاج ريشه أشبه بالشَعر ـ أو من نوع “أيزابراون” ـ دجاج لونه أقرب إلى اللون الأحمر ـ سخي بالبيض ـ أو نوع “أوسترولوب” ـ وهو دجاج كبير الحجم، وربّما الواحدة منه بحجم دجاجتين ـ أو “وايت لاغن” ـ وهو نوع صغير، حتى ديك هذا الدجاج ربّما أصغر من حجم طاقية صوف طفل رضيع، لونه ناصع البياض، وذيله ينعكف بجمالية عالية حتى يكاد يلامس عرفه، ويمكن لكلّ هذه الأنواع أن تتعايش في مساحة واحدة مشتركة، ومثلاً إسم صديق هو “محمّد”، وقد نشأ في أسرة مسلمة، وربّما سيكون إسمه “جون” لو نشأ في عائلة مسيحيّة، ومحمّد هو إسم جميل وكذلك جون هو إسم جميل، لكن للأسف، ونحن في القرن 21، يوجد من يصرّ على التناطح بعدُ، ومشكلة المشكلات هم من يدّعون أنّهم الحلّ.
**

“قبل أقلّ من نصف قرن كانت الصين من أفقر بلدان العالم تقريباً، لم يساعدها أحد، بل كم تآمروا عليها، ووحدها تعلّمت وعملت وبادرت وغيّرت وصنعت وزرعت وحصدت، وتنامت حتى تحوَّلت إلى مركز صناعة عالميّ وإلى قوّة عظمى أيضاً. كم تحسّنت أوضاع الصينيّين، وإذا نسبة الفقر قد انخفضت في العالم خلال العقود أخيراً يكون للصين أيضاً الفضل الأوّل”.
**

“الرؤيةُ طيرانٌ فوق القِيَم والمفاهيمِ السائدة”.
**

“الشركات الخاصّة عادةً تأخذ بعين الإعتبار مصالح أصحابها أوّلاً، بينما الدولة تأخذ بعين الإعتبار مصالحَ مختلف مكوّنات الشعب”.
**

أخوان، أحدهما “مجتهد” والآخر “سلفي”. إنكسر المجتهد أمام عدوّ مشترك، لم يمت، بل بعدُ فيه روح. بعث رسالةً إلى أخيه السلفي يناشده أن يسعفه، وهو يعلمه في آن أنّه انكسر لحكمةٍ سماويّة. وليضيف بلغةِ الجمعِ قائلاً: “يجب أن نصبر، الله معنا”، وأيضاً: “لعلّ المقبل سيأتينا بنصرٍ من عنده”. ووجد السلفي في الرسالة تغطية له في عدم نجدة أخيه، ووافاه، ولكنّه طالبه، إستغلالاً لضعفه وإمعاناً بمعسه، أن يؤكّد إيمانه مفسحاً للسلفيين في بلاده أكثر وأكثر، فأذعن، وطالبه أخيراً أن يطيل لحية يصدق فيها قول الشاعر العربي القديم ـ يزيد بن مفرغ الحميري ـ وهو شاعر من العصر الأمويّ: “ألا ليت اللحى كانت حشيشاً فتعلفها خيول المسلمين”، فأطلقها، وحتى قيل إنّها صارت “تشحط” على الأرض.
**

كانا صديقين زمانَ حاكم ظالم لم يعترف إلاّ بذاته، فوق الناس، فوق أي محاسبة ومساءلة.. وانكسر أخيراً على يد طامح آخر. وساد البلاد حكم جديد ـ أوّل ما شطح نطح ـ أمر بقتل مثقّف إغتيالاً، وحري بكلّ مثقّف أن يغضب، وغضب أحد الصديقين ولكنّ الآخر لم، وقيل بل حرّض، فالحاكم إيّاه بعدُ لم يُكسر.
**

ورصفوا عمائم وطرابيش وطاقيّات وقلنسوات فوق طاولة، ولا رأس واحداً فيها، مثلاً.
**

قال الفيلسوف سبينوزا وهو هولندي من القرن 17 إنّ “الإنقسام الى ملل لا ينشأ عن رغبة صادقة في معرفةِ الحقيقة، لأنّ هذه الرغبة الصادقة ستؤدي إلى الطيبة والتسامح، بل ينشأ عن رغبة أكيدة أو شهوة عارمة للحكم”.
**

التأنّي من طبع الحقيقة.
**

فيلم وثائقي عن حياة الرئيس العراقي صدّام حسين: من الطفولة حتى استلام الحكم، وإلى غزو إيران ثمّ الكويت، وإلى عاصفة الصحراء و11 أيلول وأسلحةِ الدمار الشامل، فالغزوِ الأميركي للعراق ووقوع صدّام في الأسر وسؤالِ بوش الإبن للمحيطين به في البيت الأبيض عمّا يمكنه أن يفعل به؟. حتى يرفع إبهام يمينه أخيراً بعد اقتراح أحدهم، وهو الوحيد من أصل عربي بينهم، بالإعدام شنقاً. وما خلا ألفاظ من مثل: “المجرم صدّام”، “الديكتاتور صدّام”، “قاتل شعبه بالكيمياوي”، “زير النساء”، فالفيلم ينتهي بمشاهد عن عودة الحياة الهانئة إلى العراق، حيث الشوارع نظيفة والأسواق مرتّبة وعامرة ومعارض الكتب في الساحات والحدائق العامّة.. إلخ. وأمّا إسم هذا الفيلم الوثائقي ـ البروباغاندا الأميركيّة بإمتياز ـ هو: “Saddam” ـ “صدّام”.
**

سيأتي يوم قريب وستؤخذ منه عيّنات، ولكنّه الآن مقدّس، وكم من مقدّس ذبُل أخيراً وجفّ وانتقلَ إلى المتحف، ومن التحاليل المخبريّة سنعرف إذا الوفاة كانت طبيعيّة أم بالسمّ؟.
**

وقال ترامب: أحبُّ الذهب، أحبّ رؤية الذهب، أحبّ ملمسَ الذهب، من أجل الذهب يقتتل الناس، ومن يملك الذهب يسنّ القوانين”.

[email protected]

شاهد أيضاً

تطور هام في جبهة دونيتسك

عمر معربوني | خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية . في تطور مفاجيء اندفعت …