كل طفلة في غزه

لبقلم
محمود زعيتر .. العراق

يا طـفـلةً في الرَّدَى ضاعت امانـيها
تسعى وفـي عيشِها خَابت مساعيها

سُرَّاقُ احـلامِهـا بـاتـوا عـلى تـرفٍ
كي ينعـمـوا بالـذي ان عــزَّ يُـشقيها

والله مـا ضـرهـم ان يـسـرقـوا حـلمـا
مـن طـفـلـة فـي القِـلَى جارت أعاديها

باعـــوكِ يــا حُـلـوتي لـيـلا بـلا وجلٍ
لله مـــن زُمــــــرة شُــلَّـت أيـاديــهــا

خانوكِ في صمتهم والخوفُ ألجمهم
مِـن ثُــلــة قــد بـغـت واللهُ مُـفـنِـيـهـا

يـا طـفـلـةً أثـخَـنَـتْ فِـيـهَـا طُفُولَتُها
والـخـوف يـغـتـالها والجوع يُرديها

لَهْفِي على طفلة تَبكي وإن عَطِشت
شفَّت دمــوعَ النوى قـهـرا لتَرويها

فـي كـل يـوم بـدت تُـغـتـال بسمتها
والـمـنـتـهـى يُـتـمُـهَا والحالُ تَبكيها

لـم تـبـكِ اثـوابَـهـا والقصفُ مزَّقها
تـبـكـي عـلـى عـترةٍ كانت تُراعيها

مـن بعـد مـا نُعِّمَت فـي خيره زمنا
قـد مـات ذاك الـذي يحيى لِيَحمِيهَا

لـم تَـلْـقَ مِـن أمِّها أشلاءَ تَجمَعُهَا
في قلبها حَـرَّةٌ لا شـيءَ يُـطـفِـيهَـا

اخـوانـهـا مُزِّقـوا لا قـبـر يُـكـرمهُم
والناس فـي حـيـرة فـي ما يُعزيها

شاخت وفي سبعها سبعون مظلمهٌ
لا نـورَ فـي عَيشِها يَهدِي لِيَهدِيهَا

لم ابـك مـن حـالـهـا فالحال مغنيهٌ
ابـكـي عـلـى امـة بالشعـرِ تَرثِيهَا

ويلي على أُمة ذُلِّـي بِـحَـاضِـرِهَــا
والحُزنُ يَنتَابُنِي فِـي ذِكرِ ماضيها

يا ربُّ مـا حيلتي في طفلةٍ نُـكِـبَت
لا أُم تـحـنـو لــهــا لا بـيـتَ يُؤيها

خـانـتـكِ يَـا طِفلَتي وهْـناً عُـروبَتُنَا
مـن ذلـهـا عـنكـمـو غضت اياديها

تـبـت ايــادٍ بـهـا تُـغـتَـالُ فـرحـتها
بـل الـفُ تَبٍّ لـنـا تَـنـعَـى أمـانـيهـا