حتى ورقة التوت تعرت…

زيزي ضاهر

لكل زمن فتوحاته ، سلامه ، حربه ، وله سلطة النفاق وتزلف النفوس أين أنت أيها القارىء من هذا…
في الزمن الصعب اللئيم القابض على أفكارنا ، ثقافتنا. آراءنا الحرة وهل بقيت حرة أم جردتها أحلام الارتقاء والتطور مع ما يجري من فساد يغذي بدهائه امراض العصر التي غدت موضى سلبت منا أحلام العودة الى حيث كتب التاريخ حضارتنا وقيمنا لنقف على شاشات يسكنها الجهل نتقاذق اللعنات وشتم الأديان وتزلف الحديث وانهيار القيم والأعراف فبدل من أن نزرع الحب والتسامح نشرنا بذور الجهل وعدنا الى زمن الجاهلية التي حررنا منها الانبياء لنصبح عبيد الشيطان هو يأمر ونحن له طائعين باسم المال والصعود المخيف.
في هذا الزمن الملون بتضاريس الخيانة والسقوط في بؤر الفساد أين تحب أن تكون مع الخير أم الشر ذاك هو الخيار الصعب والجميل لأنه من جهة ما سوف يجعلك عبدا له مسلوب الإرادة والرأي لأنه اعطاك بالمقابل زخرف الحياة لكنه حرمك نعمة الخير والصدق وسوء الخاتمة،
هذا الزمن الملون بتضاريس الجهل التي فرضها ابليس على البشر من تابعيه لاتنسوا أنه كان ملاك لكنه عصى ربه فغضب وكان طلبه نشر الرذيلة لمن أراد إليها سبيل من النفس الضعيفة فيرى في الشر متعة وحضور ،وكذلك الخير يرى في الحب والمحافظة على مبادئه وقيمه سبيلا من أجل الارتقاء بالنفس إلى حيث السلام والرضا بما لديه تلك هي القناعة التي تميز عزيز النفس من القبيح.
فكرا وعلميا وانسانيا لا أحب أن أنتمي إلى زمنا يسلبني اخلاقي ، رأيي من أجل منصة أوجدها شيطان جعل البعض تتعرى من كل شيء على الهواء حتى من ورقة التوت ، ولو كان لي الخيار كنت دفنت وجهي بعيدا عنه في زمن وحيد واختبأت بين أوراقي تغطيني ظلال حروفي بعباءة من سنين كانت تلهو هناك بلا خوف وألم، زمن بعيد عن صراع سقوط القيم فبانت الاقنعة أمام أول فرصة للوصول.
للأسف هذا الزمن لا يعرف سباق تطور الحضارات بل أخذ البشر إلى أعظم سقوط في تاريخ الإنسان ، إنه زمن ملحد بكل القيم والعهود ، حيث الحب يباع على أعتاب القنوات الباكية لمزيد من الورود وبيع ما تبقى من أوراق التوت أمام ملايين المشاهدات من أجل مكسب مجهول المكان والنهاية فيه جحيم أبدي عنوانه السقوط في بئر الرذيلة ومن أجل النهوض والإصلاح كي لا نصبح سلعة في مزاد الجهل ،علينا أن نعود إلى ثقافة الخير والتسامح في محبة البعض دون المساس بالدين والأعراف ، علينا أن نعلم انفسنا كيف نعشق بصدق ونرى عيوب البشر الذين أعطيناهم ثقتنا قبل أن يأخذونا إلى عالم مظلم لا يعرف سواده إلا من دخله دون تفكير الا بالشهرة وحب المال لنبتعد عن كل شيء سلبي ونلجأ الى طاقة إيجابية نعيشها بصدق ونرسم معها أحلامنا بعيدا عمن كانوا يرسمون أحلاما أخرى لكل عابر سبيل.
بائس من يعيش على شهوته سيبقى تائها بلا هدف ولن يحتفظ بشيء جميل ، فهنا على أعتاب النفاق تسقط القيم ويرحل الشيء الجميل الذي يحيا به الإنسان وهو الحب والأخلاق.

شاهد أيضاً

“ هواوي” وهجومها العكسي على العقوبات الأميركية

نعمت الحمد كانت شركة “هواوي” متفوقة على العالم في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس، ما مهّد …