سيكلوجية العلاج بالألوان

بقلم/ لطيفة محمد حسيب القاضي

   ينظر الكثير من الناس للعلاج بالألوان على أنه خدعة، أو وهم، ولكننا عندما نتحدث عن موضوع العلاج بالألواننجد أن هذا الموضوع متشعب المجالات، حيث تعدّ الألوانمن النعم التي حباها الله لنا؛ لأنه لو كان العالم كله يظهربلونٍ واحدٍ لأصبح كالسجن، وتسبب للعالم بأسره فيالقلق، والإحباط.

   وعلى محمل الجد، فإن الأشعة المرئية لا تؤذينا كماتؤذينا الأشعة غير المرئية، بل إنها تعمل على علاجنا، وتمدنا بالطاقة الإيجابية، وتؤثر كثيرًا على أجسامنا.

والأشعة غير المرئية  تتمثل في: الأشعة السينية، الأشعةفوق البنفسجية، الأشعة الحمراء؛ يمكنها أن تؤذينا.

استوقفني هذا السؤال: هل سيصبح العلاج بالألوانصيحة القرن القادم؟ لعل الزمن القادم أصبح واضحًايفصح لنا بالأسرار التي أظهرها القرآن الكريم عنالألوان، وما بها من قدرة الله التي أودعها فيها، فلقد قالالله سبحانه وتعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً  لِلْعَالمِينَ”،  ففي هذه الآية دلالةٌ تثبت صحةالعلاج بالألوان.

في هذا السياق أضحى الكثير من الأطباء والعلماءيتجهون إلى العلاج بالألوان وأشعة الشمس؛ لأن لهماالتأثير الكبير على الشفاء من الأمراض المختلفة، وكبديلللإنسان من العلاج بالمواد الكيميائية. في حقيقة الأمر، لاتوجد فحوص طبية معينة في الطب التقليدي لتشخيصالنقص في  لون معين داخل جسم الإنسان.

   إن رؤية الألوان هي انعكاس للموجات الطويلة التي لهاترددات محددة؛ وكل لون له تردد خاص به؛ لكي ندركاللون يجب أن يكون له ترددٌ معيّنٌ لتتمكّن شَبَكة العينمن امتصاصه، وعكسه على الدماغ للقيام بتحليله، وهذهالعملية التي يقوم بها العقل البشري.

    وتكون رؤية الألوان عن طريق سقوط الضوء على جسممعين، فإنه يمتص جزءًا من ذلك الضوء، ويقوم بعكسالمتبقي؛ وذلك الجزء الذي بدوره ينفذ إلى عين الإنسانمن خلال ما يسمّى بالقرنية، وهو الجزء الخارجي منالعين، ثم توجهه القرنية إلى الحدقة لتحدد كمية الضوءالتي تصل إلى عدسة العين، وتقوم عدسة العين بدورهافي تركيز الضوء داخل الشبكية باتجاه الخلايا العصبيةالتي مكانها قاع العين .

ما المقصود العلاج بالألوان؟

   يمكننا القول إن العلاج بالألوان هو واحدٌ من العلاجاتالبديلة التي تعمل على التوازن بين الصحة والعقل. وإنالفكرة العلاجية ترتكز على أن هذه الألوان تصنع نبضةكهربائية في الدماغ، الأمر الذي يؤدي إلى تحفيزالعمليات الكيميائية في الجسم، وإن هذه العمليات منشأنها أن تنشط وتحفز وتهدئ المريض، وأساس العلاجأن لكل لون ترددًا ذبذبيًّا مختلفًا عن الأخر، ومن هناتنقسم الألوان من حيث الطاقة إلى ثلاثة مستوياتكالتالي:

المستوى الأول: الألوان ذات الطاقة العالية، مثل: الأحمر،البرتقالي، والأصفر.

المستوى الثاني: الألوان المعتدلة في طاقتها، مثل:الأخضر.

والمستوى الثالث: طاقتها باردة، مثل: الأزرق، البنفسجي، النيلي؛ ولأن الأحمر من الألوان التي تعتبر عالية الطاقة، فهو منشط عام يعطي شعور البهجة والسرور والفرحة؛ ولذلك نحن نلاحظ أن المشروبات في الأفراح تكون باللونالأحمر.

لقد أكد الدكتور غوش قائلًا: “إن الذين بدؤوا يَعُونأهمية الألوان والنور أخذوا بالتزايد، وإن مسألة مساعدةأنفسنا غدت تعني أننا أصبحنا أكثر وعيًا لأنفسنا، وللعالم الضوئي الذي يحيط بنا

نشأة العلاج بالألوان:

   تعود نشأة العلاج بالألوان إلى ما قبل الميلاد؛ وذلك أنقدماء المصريين والهنود وبلاد الرافدين واليونانيينكانوا يستخدمون الأحجار الملونة كعلاج للعديد منالأمراض، وجاء العالم ابن سينا ليؤكد أن الألوان مهمةجدًّا من أجل تشخيص الأمراض وعلاجها، حيث ذكر ذلكفي كتابهالقانون في الطبقائلًا:إن الألوان ترتبطبالمرض، وذلك من خلال درجة حرارة الجسم، إذ إنه يرىأن اللون الأحمر يثير الدم، والأزرق والأبيض يبرده،والأصفر يقتل الالتهابات.

من هنا بدأ الاهتمام بالتداوي بالألوان في أوروباوالولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن التاسععشر، حيث كان يسمّى (Chromotherapy) في بعضالأحيان.

   ومعلوم أن للعرب المسلمين السبق في الاهتمام بالعلاجبالألوان بقرون. ففي عام 1887 ميلادي نشر الدكتور(إيدوين بابيت) كتابًا بحثيًّا بعنوانمبادئ الضوءواللوننصح فيه باستخدام اللون بغرض العلاج.

كيف يمكن تطبيق العلاج بالألوان؟

لكل إنسان لونه المفضل الذي يتناسب مع اهتزاز خلاياجسده، وهذه الخلايا تمتلك ترددات خاصة تنبعث بقوةإيجابية عندما يكون الإنسان بصحة جيدة، وتكون غيرمتوازنة تسبب له متاعب كثيرة مع الشخص المريض.

   وأشار الباحثون إلى أن الألوان لها تأثيرات مختلفة؛ فتسليط الضوء البنفسجي على أجزاء معينة منجسم الإنسان يفيد كثيرًا لا سيَّما في التخفيف منالاضطرابات الهرمونية. أما اللون الأخضر، فإنه مفيدللقلب، والأزرق جيّد للمشكلات النفسية، وإن تسليطالألوان على أجزاء من الجسم، أو التدليك بزيت ملون، وإضافة ملابس ذات ألوان مختلفة لخزانة الثياب يؤثرتأثيرًا إيجابيًّا على صحة الإنسان.

   بالإضافة إلى هذا يؤكد أحد الباحثين أن الألوانالمحيطة بالإنسان تؤثر بشكل مباشر على نفسيته، وقدتمكن العلماء من معرفة العلاقة بين اللون المفضلللإنسان، وبين صفاته وميوله المزاجية، وحالته الصحية. على سبيل المثال، نجد أن العيادات النفسية تستخدماللون البنفسجي الفاتح؛ وهذا من أجل أن يجعل المريضيعيش في حالة انفصالية عن الواقع، وهذا من شأنه أنيساعد المريض على مقاومة الانفعالات الحادة.

   كما بينت الدراسات الأخرى في النرويج أن الألوان لهاتأثير على مدى إحساسنا بالحرارة، وأكدت أن وجودالناس في غرفة مطلية باللون الأزرق يدفعهم إلى رفعمؤشر التدفئة المركزية ثلاث درجات أعلى من أفراديجلسون في غرفة مطلية باللون الأحمر.

بالإضافة لذلك، ثبت أن استخدام الضوء الأحمر في علاجالجدري جيد ومفيد، وأن اللون الأحمر يمنع وصولالأشعة فوق البنفسجية إلى الجلد المصاب، كما أنه يمنعحدوث التشوهات، وأن ضوء الشمس له قدرة كبيرة علىإنتاج فيتاميندتحت الجلد، الذي يقلل بشكل كبير منالإصابة بلين العظام، وأنه مهم في بناء العظام.

كما كشف إخصائي الجلدية في مركز بوسطن الطبيبالولايات المتحدة أن حزمة من الضوء الأزرق قد تعيدالنضارة والجمال للبشرة.

الشاكرات السبع:

يحتوي جسم الإنسان على شاكراتٍ سبع. وهي موجودةعلى طول العمود الفقري وصولًا بالرأس، ولكل شاكرةلونها المحدد، ولربما تكون الشاكرات غير متوازنة، وهذاقد يؤدي للإصابة بالعديد من الأمراض. ومن هنا فإنهناك شاكرات في أماكن مختلفة في جسم الإنسان وهيكالتالي:

* شاكرة الجذر: أسفل العمود الفقري التي تمثل اللونالأحمر.  وهي مسؤولة عن شعور الشخص بالأمان، ولهافوائد متعددة في علاج مرض السرطان. إن اللون الأحمرله تأثير كبير على طاقة وحيوية الشخص الذي يفضل هذااللون. فمن صفاته الجسدية أنه يتمتع بالنشاط والحيويةوالشجاعة.

* شاكرة العَجُز: تمثل اللون البرتقالي ومكانها أسفلالسُّرَّة، وهي مرتبطة بصحة الكلى، والسكر وتصلبالشرايين والتكاثر. وتُعد مسؤولة عن الرغبة الجنسيةللإنسان، وعلى الإبداع. والأشخاص الذين يفضلون هذااللون يُسَمَّوْن بالشخصيات الاجتماعية المبدعة.

* شاكرة الصفيرة الشمسية: تمثل اللون الأصفر، وتقعبين السرة وعظم القفص الصدري. فلقد وصف الله بقرةبني إسرائيل في القرآن الكريم بأنهاصَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ“. إن اللون الأصفر يسرالناظرين، وينشط القدرة الذهنية، ويفتح الشهية، ويعملعلى تحفيز الذاكرة.

* شاكرة القلب: تمثل اللون الأخضر، تقع فوق القلبمسؤولة عن الشعور بالحب والسلام النفسي.  حيث يعدّ لونًا وسطيًّا معتدلًا، فهو مَلْبَس أهل الجنة؛ لأن فيهالبهجة والسرور والأمان. قال الله تعالى: “ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا “، فهذا اللونمريح للنظر، ومهدئ للأعصاب.

* شاكرة الحنجرة: تمثل اللون الأزرق، وتقع عندالحنجرة، وأهميتها تكمن في التعبير عن النفس، وهيمفيدة للتمثيل الغذائي.

* شاكرة الحاجب، أو ما يقال بالعين الثالثة: تمثل اللونالأزرق النيلي، وهي تقع بين العينين، حيث تعد مسؤولةعن التركيز والابتكار والتخيل، فتعمل على التخفيف منآلام المفاصل والاكتئاب.

* شاكرة التاج: تمثل اللون البنفسجي، وتقع في الجزءالعلوي من الرأس، وترتبط بالتفكير والأحلام.

ماذا يقول العلم عن العلاج بالألوان؟

   حسبما أشارت إليه جمعية السرطان الأمريكية، فإنالأدلة العلمية المتوفرة لدينا لا تدعم الادّعاءات القائلة إنالاستخدامات البديلة للعلاج بالألوان يمكن أن تكون فعالةبشكل كلي لتبرز دقة علاج مرض السرطان، أو علاج أيمرضولكن يمكن القول إنها لها تأثيرات على بعضجوانب الجسم.

شاهد أيضاً

باذنجان بالفرن

المكونات نصف كيلو من الباذنجان المقشر و المقطع إلى مكعبات صغيرة. لحم مفروم. كيلو من …