و تبقى دمشق ٠٠

الكاتبة الصحفية مؤمنات اللحام

على متن نية الرحيل
يقف المغادرون على عتبات دمشق
يجوبون بمخيلتهم كل شوارعها للحظات
و يسألون أنفسهم بصوت خافت
يشع بالانكسار و حنين غير مسبوق
يا ترى سنعود؟
أظلمنا دمشق بمغادرتنا
أم خففنا عنها آلام البقاء…
أي وجع بعد رحلينا سنذكر
وجع الصمت على الفساد
أم أنين جوع الفقراء
أي ندم سنستحضر
الندم على بقائنا رغم انعدام وسائل الحياة
أم الندم على عدم مشاركتها لطموحاتنا
يا دمشق….
الأمان لا يكفينا حتى نعيش
ولا الاستقرار ينفعنا …
يا دمشق إن أحلامنا التي نسجناها سوية
منذ صغرنا في حاراتك البهية
ماتت على أبواب الأمل المسوَّق الزائف
و آمالنا تم اغتيالها على يد الأوثان البشرية
و الشغف تم اختطافه عنوة…
تحنطت عواطفنا و تمددت أوجاعنا
على أغصان ياسمينك و عناقيد الحصرم
لكن، لماذا؟
كل الأفواه تتكلم مابعد المغادرة
و كل المشاعر تتفجر بعد الرحيل
و الغصة مازالت تستوطن الفؤاد
في ممرات البوابات
ودعنا قاسيون
و عانقنا آخر أحلامنا قبل أن نستفيق…
على مدرجات المطار ….
سقطت كل معاني الفرح
و تُوجت بالخذلان
و مع آخر نظرة… تسربت عناوين الانهزامات
و عاثت في القلوب…
ثم حان موعد الإقلاع
ربطنا أحزمة الشوق … و غارت الدموع في المقل
و ما زال صوت ذكرياتك يا دمشق
يعلو أصوات ضجيج انبعاث المسافرين
و ارتطام الحقائب بالرفوف …
وخزت صميري تلك الطفلة عندما قالت:
نسيت حقيبة الألعاب…
لا أطن أنني سأجد مثلها ولو فوق تلك الغيوم
سألتها و لماذا؟
ردت بكل حياء: لأنها ممزوجة برائحة جدتي
و شجرة النارنج في دارها …
الجميع يرحل في نهاية المطاف
و تبقى دمشق …

شاهد أيضاً

باذنجان بالفرن

المكونات نصف كيلو من الباذنجان المقشر و المقطع إلى مكعبات صغيرة. لحم مفروم. كيلو من …