التقاطع مع العدو ارهاب وخيانة ! كفى مجاملات

 

د.محمد هزيمة
كاتب سياسي وباحث استراتيجي

لم يكن خيار لبنان ان يبقى في عين العاصفة امام كيان اسرائيل بطبيعته العدوانية ، بل كتب له قدر الموقع رياح حرب مفتوحة منذ الاستقلال يتحدى اطماع عدو يستبيح كل المحرمات ولا تقف امامه عوائق او قوانين دولية ، او معايير انسانية، بل جيش بتفوق عسكري وتجهيزات اسطورية دعم غربي مفرط وغطاء دولي وحماية اميركية مطلقة ضربت اعاصيرها حروبا واجتياحات على جبهات متعددة دفع فيها لبنان اثمان كثيرة .
وهو اليوم بعين عاصفة حرب جديدة، اختلفت معاييرها كما تبدلت موازين القوى فيها وتحولت حربا وجودية فقدت فيها اسرائيل معظم نقاط القوة ، وسقطت معها نظرية تفوقها وبهتت صورة جيشها الذي تقهقر على جبهة صغيرة الحجم في قطاع غزة المحاصر بمواجهة فصائل محدودة القدرة والتجهيزات بامكانيات متواضعة لا تقارن . بسلاح المقاومة وامام كل الاحتمالات المفتوحة على لبنان المنغمس في حرب متدحرجة مع العدو الصهيوني ، قدمت فيها المقاومة مئات الشهداء والجرحى في معارك استهدافات يومية اثبتت جدارة المقاومة وفعالية سلاحها برسم معادلة فرضت التوازن عوضت اختلال الدعم السياسي للعدو ، بتبني وجهة نظر عدوانه وصولا الى تبرير جرائمه في لبنان على جثث مئات الشهداء وتدمير قرى وبلدات تهجير سكانها بعشرات الاف وتوسع العدوان ، وصولا لاستهداف عمق لبنان جوار العاصمة باستباحة الاجواء والمياة الاقليمية على انقاض تاريخ حافل باعتداءات اجتياحات مجازر خلفت عشرات الاف من الضحايا الشهداء ودمار بنى تحتيه لم يحرك معها العالم ساكنا .
ولم تقف الدول العظمى وقوانين المنظمات رادعا ولم تحرر القرارات الدولية ارضا او تحمي سيادة ، ولم يكن موضوع اللاجئين الفلسطنيين يوما بندا على جدول اعمال مؤتمر سلام مزعوم او تطبيع خنوع فقد ارتكبت مجازر تحت علم الامم المتحدة . وداخل مركزها في قانا الاولى والثانية صمت امامها العالم وتحول شاهد زور ولم تحرك دماء الابرياء واعتداءات العدو ضمير جبهة الداخل اللبناني ، الذي يعيش في كهف بيزنطية مقيتة سكنت نفوس اعمتها امتيازات الاستعمار بعنصرية لا تقبل الاخر ونظرة فوقية شكلت الدولة العميقة لنظام طائفي تحميه شركات امتياز ووكالات حصرية تضاف لمواقع القرار العميقة في شتى المجالات اوصلت لحرب اهلية انتهت على قياس المصالح الاميركية الغربية بإتفاق الطائف الذي انتهى ما تبقى منه نتيجة تغير الظروف الدولية ، وتوازن القوى الاقليمية ، التي ادخلته غرفة الانعاش مع نهاية احادية القطب والانطلاق باتجاه عالم متعدد الاقطاب بدات تتحدد معالمه من فشل الحرب على روسيا على الجبهة الاوكرانية وتم دفنه مع بداية طوفان الاقصى ، بتوحد الجبهات ، ودور الجبهة اللبنانية الذي منع الصهيوني من الاستفراد بالمقاومة في غزة والقضاء على فصائلها التي سجلت بصمودها انتصار صعب نتائج المعركة على العدو الاسرائيلي ، والغرب الداعم له بعد تحول المعركة الى مواجهة لحرب استراتيجية عالمية خسرت اميركا اولى جولتها في باب المندب .
وانسحب هذا انتصارا للمقاومة من غزة الى اليمن مرورا بسوريا ، العراق ولبنان حيث للجبهة وقع خاص وتاثير اربك الاسرائيلي وسلم بعجز من تحقيق انتصار عسكري، وبقيت يد المقاومة هي العليا نجاح عسكري تفوق بالميدان فاق التقدم الامني الاسرائيلي والدعم السياسي الاميركي الغربي ، وتواطئ الداخل وصولا لتخاذل فريق اليمين اللبناني الذي شكل فيه راس الكنيسة راس حربة سالكا درب العداء للمقاومة ممتطيا جواد صرحا وطنيا قيل انه اعطي مجد لبنان يوما كرسي وعظات تنطق باسم المسيح ، تقاطعت قاتليه ايدت المعتدي على حساب الوطن وابناءه ، جيرت الكنيسة لخدمة من دمر الكنائس ، المستشفيات ، المساجد ، والمدارس .
شوهت الحق لتدافع عن القاتل بوجه المقتول ، نزعت ثوب المسيحية المشرقية ورسالة السيد المسيح عليه السلام لتركب سفينة الغرب تنتظر اساطيلهم وجحافل جيوشهم تعيد لها مجدا اراداه اليوم صاحب الغبطة ولو كان الثمت خيانة ابناء الوطن ،لبنان بلد لم يحفظوه بعدالة ومساواة خسر فيه المسيحيون امتيازاتهم برهانهم اولا على اسرائيل وباعتهم اميركا في سوق التسويات الدولية باتفاق الطائف ويكمل البطريرك الدرب يغامر بما تبقى من رصيد ومكانة في وطن غناه تنوعه، ثروته الحقيقة عيشه المشترك ، واثبت الوقائع ان قوته بمقاومته رجال باعوا لله جماجمهم دفاعا عن وطن وشعبه حموا الكنيسة والمسجد ، ارتقوا شهداء للوطن ومن يصفهم بغير ذلك هو حتما خائن او اعمى ومأجور يمارس الارهاب .
اي كان موقعه او مقامه، فقوة لبنان في مقاومته وهي بذاتها حصانة ومنعة لا تحتاج شهادة من احد باي موقع كان

 

شاهد أيضاً

توقيع اتفاقية تعاون بين الشبكة العربيه للإبداع والابتكار والجامعة الأمريكية في الإمارات

وقعت الشبكة العربية للإبداع والابتكار والجامعة الأمريكية في الإمارات في مقر الأخيرة اتفاقية تعاون مشترك …