خضر حيدر
ما دمتَ بي
تُخفي المرايا وجهها
خجلًا إذا طالت رؤاك
تسألني: من ذي الملامح
ما بها
يومًا “تُشيطنُ” سرَّها
يومًا تُهادنُ كالملاك؟
يا من تساكنُ وحدتي
أدعوكَ… يومًا لم تُجِب
وتقترب
وتقترب
أفأنت خصمٌ للنوى
وأنا المذوَّبُ في “أناك”؟
خفِّف قليلًا من حضوري
وانتظاري
قمحَ حقلي وغماري
واغترب
لا تقترب
ما عاد يلزمني سوى بعضِ الغيابِ
أو قميصٍ يوسفيٍّ كي أرى
– في عتمِ هاتيكَ الخُطى – ضوءَ خُطاك
…ما دمتَ بي فلن أراك!