غَزَّة المُحاصرَة صَمَدَت تسعة أشهُر ولا زال القتال دائر لم ينتهي بعد، كم سنة تحتاج أميركا لهزيمة حزب الله ولن تستطيع؟

كَتَبَ إسماعيل النجار

معايير الحروب إختلفت كثيراً عن ما كانت عليه من قبل حيث كانت تعتمد الدُوَل المتصارعة على الجغرافيا وعدد الجنود ونوعية السلاح، وعندما يتفوق أي جيش على عدوِهِ تنتهي المعركة بفرض شروط القوي واستسلام الضعيف وينتهي الأمر،
هذا كانَ ممكن في الحروب التقليدية وفي زمن الأمبراطوريات الرومانية والفارسية  وتلك التي كانت تحمل إسم  الإسلام كعنوان وتستخدمه مَطِيَّة للوصول إلى أهدافها السلطوية الدنيوية والمادية، كالأمبراطورية العثمانية او الدولة الأموية أو العباسية،
أما في ظِل وجود دولة إسلامية محمدية أصيلة في عصرنا الحديث كالجمهورية الإسلامية الإيرانية إختلف الأمر، او في حال كان الصراع مع مجموعات عقائدية كحزب الله وحركة حماس والجهاد الإسلامي وغيرهم من القِوَى الإسلامية المجاهدة كحركة أنصار الله وبعض الفصائل العراقية، الأمور تختلف كلياً،
عام 1967 لم تصمد خمس دوَل عربية أمام إسرائيل ل ٦ ساعات،
عام 1973 لعِبَ انور السادات دَور الخائن الأكبر لإسقاط سوريا وانتهى الأمر بإنتصارها،
عام 1982 سقطت العاصمة بيروت بِيَّد شارون لأن مَن كانَ يقاتلها كانَ متعاوناً مع الإدارة الأميركية وانسحبت قواته أمام العدو! ،
كنا نعلم أنهم سينهزمون ليسَ لأنهم لا يمتلكون قدرات عسكرية وبشرية ومادية إنما لأنهم لم يكونوا يوماً مؤمنين أو عقائديين بل تجار ثورات وعقارات إنتهت ثورتهم في أريحا وثم رام الله واصبحوا متعهدين لأمن إسرائيل في زمن محمود عباس،
مع حزب الله اللبناني الحكاية مختلفه تماماً ، فهو حزب عقائدي حيدري قياداته مُسَدَّدين وجنوده بنصر الله منصورين،
هذه الفئة من البشر تَهزُم ولا تُهزَم،
بدليل ما حصل في قطاع غزة، تسعة أشهر ولا زال القتال دائر على أشدِّهِ وإسرائيل عاجزة عن تحقيق أي نصر او إنجاز سوى القتل والتدمير، حيث نجحت حركة حماس بتحويل المعركة الى حرب إستنزاف للعدو دفع خلالها ثمناً باهظاً،
المقاومة الإسلامية اللبنانية اليوم تخوضُ حرباً طاحنة مع العدو الصهيوني مستمرة منذ تسعة شهور ولم تتوقف لغاية الآن لم تتمكن خلالها إسرائيل من تسجيل نقطة هزيمة واحدة على صفحة المقاومة في لبنان، وتسعة شهور من القتال الضاري تؤكد حجم قدرات هذه المقاومة وإمكانياتها لأن دُوَلٌ عُظمىَ لا تحتمل حرب طويلة شبيهة بهذه الحرب الشرسة وتحمُل مصاريفها وتبعاتها،
ما أعظمك يا حزب الله إنك تستمد الدعم والقوة من الله،
أيضاً الصمود الأسطوري للمقاومة في غزة ولبنان وتحقيق إنجازات بوجه العدو خففآ من طموحات واشنطن الكثيرة في المنطقة وأثبتَت طهران قوة محورها وصلابة موقفها مما يعزز من موقعها التفاوضي بشأن كافة القضايا العالقة في غرب آسيا ويقطع الطريق على المُطبعين الذين يَجِدُّون السير بإتجاه الكيان الغاصب الذي أصبح ممزقاً ويحتاج إلى مَن ينقذه وينتشله من أزماته الكثيرة التي أوقع نفسه بها منذ يوم 8 أكتوبر،
أميركا دَولَة عُظمى ومُهيمنَة لم تَكُن تحسب حساب أن يخرج إليها عالم دين عجوز ويقف بوجه مشاريعها كالجبل، ومنذ اليوم الأول لإنتصار الثورة الإسلامية  إنشغل العالم برُمَّتِهِ بها، وهي رغم الحصار والعقوبات والحرب المدمرة التي شُنَّت عليها إلَّا أنها صمدت وانتصرت وأصبح لديها حلفاء كُثُر يحترمونها وينسقون معها،
اليوم شُغل أميركا الشاغل هو كيفية هزيمة حزب الله وتكبيل يَدَي إيران في لبنان ليكون هذا منطلقاً لواشنطن وتل أبيب نحو تعميم التجربة،
لكن تستطيع واشنطن من هزيمة الحزب؟
وهل إسرائيل قادرة على ذلك؟
الجواب واضح،،، حزب الله وقبل كل شيء فِكر وثُمَّ عقيدة وإيمان ثم رجال ثم قدرات ثم خبرات، حزب الله ليس حزب سمسرات وقصور وعقارات رجاله لا يهمهم إن وقع الموت عليهم أم وقعوا على الموت،
من هنا نؤكد أن حزب الله هم الغالبون والمنتصرون،

إسرائيل سقطت،،

بيروت في،،
23/6/2024

شاهد أيضاً

النائب جشّي للعدو: تهديداتك لن تخيف شعبنا

رعى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي حفل التكريم السنوي الذي أقامته مدرسة المهدي …