وحدة حال (إلى أبي)

خضر حيدر 

ذكراهُ ما يأتي به الخيال
من رؤى خلف العيون
وحدةُ حالٍ بين تينٍ
راقص الكرمَ احتفاء بالندى
وفرحة الزيتون..

ذكراه ظلٌّ للغمام
يستسقي السماءَ داعيًا:
“ما غاب من رقصَتْ يداهُ
لضحكةِ العشبِ المبلَّلِ في الصباح
ما خاب من أغواه الزرع فهوى
حتى إذا ابتلَّ بماءِ وجنتهِ استراح
ما خاب من كان له في الخصبِ سرٌّ كي يكون” …

مضت عشرون
ما مضت ذكراهُ
هنا كرمٌ يحنُّ إلى خطاهُ
في صلاة الفجر وفي المغيب
هنا شجرٌ يهتزُّ كلَّما تناهى الظلُّ
ينثر الأشواق من زهرٍ وطيب
هنا معول
هنا منجل
هنا مشوارنا الأول
هنا تينٌ ما زال يحمي ظلَّهُ
وعينُ الشمسِ تبكي حالَ وحدتهِ
في غيبةِ الزيتون.

شاهد أيضاً

كل طفلة في غزه

لبقلم محمود زعيتر .. العراق يا طـفـلةً في الرَّدَى ضاعت امانـيها تسعى وفـي عيشِها خَابت …