إلى الذين لا يفقهون لغة الهدهد

إعداد علي خيرالله شريف

ليس العيب أنكم لا تفهمون، بل العيب أنكم لا تتعلمون. وأنكم تصرون على عدم استيعاب ما فعله الأولون مثل النبي سليمان(ع) عندما: “…تَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ”…

“فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ”، “إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ”.

وبطبيعة الحال أنتم لا تهتدون ولا تفهمون معنى “وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ”.

وأنتم ليس لديكم الجرأة أن تقولوا مثل ما قال:
” اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ”.
وارتعبتم من أمثالهم عندما: “قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُوْلُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ… “.

وليس في تاريخكم أن تقولوا:
“ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ”.

ولم تستوعبوا الحدث عندما “قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ” (أي مستسلمين”)

وارتجفتم ثم سَخِرتُم عندما “قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ….”
وذُهِلتُم ثم جحدتم عند القول “فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ…”
ثم أُحبِطتم عندما “قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”.

قدمت لكم، يا جماعة الفراغ الفكري، بعض ما ورد في القرآن الكريم عن الهدهد، فحاولوا أن تفهموه، عسى أن تفقهوا معنى الحلقة الأولى من رحلة الهدهد، وعسى أن تفهموا ما تسمعونه عن أمجاد الكبار وعن بلاغتهم وحكمتهم وعن خططهم وقراراتهم، ومعنى كل فاصلةٍ من خطاباتهم وكل خطوةٍ من أدائهم الذي أبهر الكون إلا أنتم، فيبدو أنكم تصرون على غِيِّكُم وعلى أن تبقوا في عداد الجاهلين. وكما أليخماهو كبير الكهنة، ستنكرون وستُلَوُّون برؤوسكم مستكبرين، حتى عندما يتساقط عرش صهيون وترون كهنته أذِلَّةً صاغرين.
ندعو الله أن لا تظلموا أنفسكم بعدم فهم معنى الحلقة الأولى من رحلة الهدهد وما أتاه من نبأ يقين، ومعنى الرسالة الأولى لبلقيس(يمكنكم اختيار من تشاؤون لدور بلقيس قبل أن تُسلِم)، ومعنى جهود رجال الله أولي البأس الشديد، لتحصين الوطن من شياطين البر والبحر والفضاء.

الجمعة ٢١ حزيران ٢٠٢٤
أي في أول يومٍ من فصل الصيف

شاهد أيضاً

🛑 عاجل | عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران:

  – نحن حريصون على الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب وتواصلنا مستمر مع الوسطاء. – …