بعد رجوع “الهدهد”.. هل ستستبيح المسيّرات كامل أجواء فلسطين المحتلة؟

تحمل طائرة “الهدهد” الاستطلاعية العديد من الرسائل الاستراتيجية وتجعل المقاومة قادرة على ضرب كل أهدافها في فلسطين المحتلة في حال وقوع الحرب الشاملة مع الاحتلال

“قدرات حزب الله أضرّت بإسرائيل خلال الشهور الأخيرة من الحرب ..  حزب الله لديه القدرة على إدخال وإخراج قطعة جوية لتصوّر بحرية حياتنا وكلّ ما هو موجود في إسرائيل”

كان هذه كلام غاي فارون مراسل “القناة 12” الإسرائيلية، خلال حديثه عن مشاهد الاستطلاع الجوي الأخيرة التي عرضتها المقاومة لمناطق شمالي فلسطين المحتلة.

المقطع أظهر مجموعة من المنشآت الحسّاسة وبنك أهداف عسكرية ومدنية ومنشآت الصناعات الصاروخية وأنظمة الدفاع الجوية، ومطارات عسكرية ومدنية ومحطات الكهرباء وغيرها.

هناك تخوّف إسرائيلي من اختراق أمني حقّقته المقاومة”، هذا ما أشار  إليه العميد منير شحادة، منسّق الحكومة اللبنانية السابق لدى اليونيفيل في تعليقه الأوّلي على الفيديو.

ورأى أنّ المقاومة حصلت على هذه المعلومات من خلال “عنصر بشري موجود في فلسطين المحتلة”، إذ لا تستطيع الطائرات الاستطلاعية “تحديد هذه التفاصيل لوحدها، ما يعني وجود عنصر ثانٍ يجمع هذه المعلومات”.

كما أشار إلى أنّ المسار الذي اتخذته الطائرة المسيّرة من “كريات شمونة” و”نهاريا” إلى “صفد” و”كرميئيل” و”العفولة” وصولاً إلى حيفا ومينائها، يؤكد “الفشل الاستراتيجي الإسرائيلي، وخرقها أمنياً وتقنياً وبشرياً”.

هذا الفشل، وفق شحادة، يعكس قدرة حزب الله على إدخال وإخراج الطائرات الاستطلاعية. وهو نفسه ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية التي اعتبرت أنّ حزب الله لديه القدرة على “إدخال وإخراج قطع جوية، لتصوّر حياتنا بحرية، وكلّ ما هو موجود في إسرائيل”.

وحمل المقطع الذي تجاوزت مدته 9 دقائق ونصف الدقيقة الكثير من الرسائل التي حرص حزب الله على إيصالها الى الاحتلال ومستوطنيه.

ومن خلال التركيز على تصوير منصات القبب الحديدية، أشار العميد شحادة إلى أنّ هذه “الكادرات” تعتبر “تهديداً باعتبارها الأهداف الأولى للمقاومة” في حال اندلاع الحرب الشاملة أو توسّع رقعة المواجهات.

وأكد: “كلّ هذه المناطق سوف تصبح من دون أي حماية، من صواريخ ومسيّرات المقاومة، بعد استهداف القبب الحديدية”.

ورأى العميد شحادة أنّ أولى مشاهد اندلاع الحرب الشاملة، بعد تدمير وتعطيل الدفاعات الجوية سوف تكون “استباحة كامل أجواء فلسطين المحتلة”، ما يتيح إرسال مئات الطائرات المسيّرة “لتجول في سماء فلسطين”.

أما بشأن القوة الصاروخية للمقاومة، فأكد العميد شحادة أن “صواريخ المقاومة، جاهزة لضرب أي هدف يريده حزب الله في فلسطين المحتلة”، ما يعني أن الدقائق الأولى للحرب الشاملة “سوف تشهد انطلاق آلاف الصواريخ من لبنان تجاه إسرائيل”، بحسب شحادة.

كما وجّهت المقاومة العديد من الرسائل، للقوة البحرية الإسرائيلية تحديداً، بحسب العميد شحادة، الذي رأى أنّ عرض مشاهد من ميناء حيفا، يعني أن هذه القوة الإسرائيلية، “أصبحت تحت مرمى نيران المقاومة وعرضة لاستهدافها”.

 

وحول الأهداف المدنية في مدينتي حيفا و”الكريوت”، قال شحادة إنّ المقاومة في لبنان، تعمّدت توجيه رسائل إلى الجبهة الداخلية في كيان الاحتلال، التي لن تستثنيها المقاومة في ضرباتها في حال اخترقت قيادة العدو قواعد الاشتباك.

وعليه، ستصبح كل الأهداف المدنية المعروضة في المقطع، “عرضة للاستهداف”، وبينها التجمّع السكني الذي يحتوي على 220 ألف نسمة والمجمّع التجاري ومحطات توليد الكهرباء ومنشآت تخزين النفط، وفق شحادة.

 

وأخيرا أكد شحادة، أن المقاومة في لبنان، تعمّدت عرض مقطع الفيديو عند زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت، باعتباره رداً مباشراً من المقاومة، على رسائل التهديد الإسرائيلية، التي تمّ حملها من “تل أبيب” إلى بيروت.

وفي السياق نفسه، أكد العميد شحادة، أن عرض هوكستين بتثبيت الخط الأزرق بين لبنان وفلسطين المحتلة، على أنه خط الحدود بين لبنان و”إسرائيل يطرح الكثير من الأسئلة”.

وختم بالقول: “الخط الأزرق هو خط انسحاب وليس حدوداً دولية”، وإن كان هذا هو هدف الإدارة الأميركية، “فإننا أمام أزمة كبيرة على صعيد التفاوض مع إسرائيل”.

شاهد أيضاً

تطور هام في جبهة دونيتسك

عمر معربوني | خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية . في تطور مفاجيء اندفعت …