سلسلة ثقافة الأدب الشعبي (ج ٣٦ / ع ج ١) وثيقة بحثية بين جوهر الحقيقة و مواطن الخلل

الباحث الثقافي وليد الدبس

(الإنفصام المركب وآلية الإستنساخ لإشباع الرغبة)

يعتبر الإنفصام المركب نتاج خلفية نفسية معقدة تخوض صراعاً داخلياً منضوياً على الإنفراد بالرغبة من خلال التحكم بسيطرة الرغبة في مواجهة الواقع من خلال إدارة الصراع الذاتي دون مؤثرات خارجية تحدُ من الجموح الخيالي من نشوى نمو الرغبة اللذية _

١ الإنفصام المركب على محاكاة نزعة إجرامية مبطونة حيث تعتبر النزعة الإجرامية موروثاً تسلسلياً تمددي بين جينيٍ متأصلٍ مُطورٍ لمُكتسبات التقمص وبين مؤثرات الإقتباس الملامسة للحاجة الإضطرارية الناجمة عن ضعف شخصي مُقرنٍ بفراغ الثقة النفسية.

فالفكر العدواني هو ذاك الفكر الذي يميل للجريمة لإشباع رغبة داخلية تجمحُ إلى الجريمة بتعطشٍ شغفيّ مبعثهُ الشعور بالفقر أمام قدرات الآخرين موازنة معهم وهو شعور ناتج عن ضعف بهيكلية البنية الشخصية يرافقه طموح خيالي مُغلف بشهوة الإستحواذ القسري نزولاُ عند الرغبة بتجاوز أُطرِ الأعراف و القوانين بإتخاذ قرار أُحاديّ بالإنفراد خارج الضوابط القانونية فهذا يعتبر ضربٌ من خيالٍ باطنيٍ بمركب إنفصاميّ مُفعم بتصور إنحرافي يجيزُ الوسيلة لإشباع الملذات و يغنيها إحساساً بالنفوذ بتأمل قوة وهمية مُستقطبة حتى تتبادى خاطرة الجريمة كحل يحقق الغرض _

وهنا يبدء الجهد العقلي بالنشاط بحثاً عن الدوافع فيبدء بحركة مفعمة بالطاقة لكنها مشلولة الحرية وذلك لإنعدام الصلة النسبيةب بينة الأسباب والدوافع فينهمك العقل الظاهر بقرار الإقدام و نقيض التردد . ليخوض صراعاً ذاتياً عقب تخطيه الحاحز الأخلاقي متعثراً بعبور ممرات القانون من نوافذ ثغراتها الضيقة _

ففي إحتباس الخاطرة تتوالد الثور المكبوتة الجماح المتعاظمة النمو بحيز ضيق دون إمكانية النفاذ ملاذاً بتواقد وشائج حقدٍ دفين يراود الذات بصراع جوفي يتلقفه العقل الباطني ليطلقه في فراغ الفضاء الخالي ثم يدخله دائرة حوار في حجرة المحتويات السلبية ليطوره إلى مستوى التعاطي الفرضي المزدوح ذاتياً فيسلحه بأحدث خواطر كواليس الإنفصام المركب _

فالإنفصام المركب هو الوجه الآخر المناقض كلياً لأي بوادر مسؤولية تقتضي الإلتزام بموضوعية الواقع قياساً بالمحاكاة الوجدنية الواسعة التوازن العقلي بمدرج الوازعين الأخلاقي و الإنساني بتوازي الإتجاه ومخاطر هذه الظاهرة أنها أمينة سر صاحبها ع منضواه وحاضره الباطني كمتلازمة الإسم من موقع السمع _

فمهمته الإستجابة للرغبة . و واجبه موافقة الهوى وإختصاصه مُشرّعاً لما يحظره العرف و القانون معاً
إذ يرسم مساراً مجازياً يرفض وجود المعترضات أمامه وإن كانت إشارة مُنعطف تشير إلى تفادي المخاطر _

إلى هنا كانت قراءة مُفندة لتعبوية فكر عدواني ذاتي مع الكشف عن مُخطط تسلحه بأفكار ذاتية المنشأ وتلقائية التطور بالعمل الظرفي تماهيا مع هدف الرغبة بالإعتماد على إدارة الإنفصام بمركزية توجيه تجريدي بإقتياد الأفكار إلى مسرح تنفيذها و إغتيال الهدف _

فإذا كان كل ما أُشير إليه أعلاه تبياناً من شرحٍ مُفصل يحذر من مخاطر فردية يمكن ضبطها بالوسائل فحتمية الردع مُأكدة بالإستأصال بحال إنتشر وبائي لإعتبار أن خطورة الإنفصام الشخصي المركب مجازياً لم يعد مُختصراً على عددٍ محدود * أو نخبة مُعينة بعد إقرانه ب برمجيات الحداثة التقنية المتسارعة وإدراجه ب وسائل التواصل ضمن تطبيقات ترفيهية مُحكمة التوجيه عن بُعد لآداءٍ وظيفي محهول الإدارة كمرحلة أولية إستباقية لسيطرة الذكاء الإصطناعي؟

يتبع

الباحث الثقافي وليد الدبس

شاهد أيضاً

باذنجان بالفرن

المكونات نصف كيلو من الباذنجان المقشر و المقطع إلى مكعبات صغيرة. لحم مفروم. كيلو من …